فضحية تطبيع مع العدو في "أبو ظبي السينمائي" بتكريم إسرائيلية !
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مدير المهرجان الأميركي بيتر سكارليت



05/11/2010 استنكر عدد من نقاد السينما العربية منح مهرجان أبو ظبي السينمائي في دورته الأخيرة جائزة تعرف باسم "جائزة الجمهور" لمنتجة إسرائيلية، رغم قرارات النقابات الفنية واتفاق المهرجانات العربية على رفض التطبيع مع إسرائيل "بكل الأشكال"، داعين إلى مقاطعة المهرجان ومعاقبة كل من حضروه.

وكان مهرجان أبو ظبي -في دورته الرابعة التي انتهت مؤخرا- قد منح المنتجة البريطانية لسلي وودوين جائزة الجمهور، وقالت وودوين في ندوة لتكريمها إنها تفتخر بكونها إسرائيلية، "وسط صمت مطبق" من إدارة المهرجان وكل وسائل الإعلام المحلية والعربية، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وقال الناقد المصري المقيم في باريس صلاح هاشم إنه لا يستغرب أن يقع التطبيع في مهرجان أبو ظبي الذي يديره الأميركي بيتر سكارليت. ورجح أن يكون لهذا الأخير "رغبة في تمرير أفلام إسرائيلية".

وقال هاشم إن "مبرمج الأفلام العربية في المهرجان لا يفقه شيئا في السينما، ولا يجيد التحدث بالإنجليزية حتى يعترض على التوجهات الصهيونية"، مشيرا إلى أن الأمر نفسه يحدث في مهرجانات عربية منها مهرجان قرطاج التونسي، حسب قوله.وأضاف هاشم "يجب في رأيي ألا نشكو طالما سلمنا قيادة مهرجان سينمائي في بلد عربي لأجنبي، وأرى أن سكارليت لا ينبغي أن يلام، بل اللوم على الإدارة، أو الحكومة التي عينته"، مشيرا إلى أن توظيف بيتر سكارليت جاء "لتنفيذ مخططات وتوجهات سياسية لا تخضع لإرادة شعبية بل لإرادة حكومية".

من جهته قال الناقد الفلسطيني بشار إبراهيم إنه يميل إلى تسمية الواقعة "حالة تسلل إسرائيلية وليس تطبيعا.. لأنه لا يوجد قرار بحضور إسرائيلي، بل تواطؤ من إدارة المهرجان ومجرد كتابة قائمة بأسماء فريق بيتر سكارليت الذي يدير المهرجان، وخلفياتهم ودياناتهم وجنسياتهم تكشف الكثير من الأمور، لأن المهرجان في قبضة فريق أميركي يهودي".

وقال رئيس مهرجان الفيلم العربي في روتردام خالد شوكت إن الدورة الرابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي كشفت حالة "الشيزوفرينيا الحادة التي تعاني منها النخبة السينمائية العربية.. ففي حين يطالب بعض السينمائيين العرب مهرجانات غربية بمقاطعة إسرائيل، ومؤازرة القضية الفلسطينية، ويلوحون بمقاطعة تلك المهرجانات، لم يجد هؤلاء غضاضة في سلوك إدارة مهرجان أبو ظبي التي غيرت اسم المهرجان لشبهة التطبيع فيه".وأضاف شوكت "من جهة المبدأ، كان على هيئة أبو ظبي للثقافة أن تتثبت من أصول الأشخاص الذين توظفهم، حيث إن الأصول اليهودية لبعض المسؤولين تجعلهم بالطبيعة ميالين لمؤازرة إخوانهم في الدين والهوية، وبالتالي متعاطفين مع ما يعتقدون أنه محنة السينمائيين الإسرائيليين واليهود جراء مقاطعة العرب لهم".

أما الصحفي المصري قدري الحجار فذكر أنه حضر الثلاثاء جانبا من اجتماع مطول لاتحاد النقابات الفنية المصرية لمناقشة إصدار قرار بمقاطعة مهرجان أبو ظبي السينمائي ومنظميه، ومعاقبة كل الفنانين المصريين الذين يثبت تعاملهم معه.

من جانبه، طالب رئيس تحرير موقع شبكة السينما العربية الناقد والصحفي أشرف البيومي نقابة الصحفيين المصرية بالتحقيق مع كل أعضائها الذين حضروا الدورة الأخيرة للمهرجان، لكون أي منهم لم يعترض على وجود منتجة إسرائيلية، ولم يكتب أي منهم على الإطلاق عن الواقعة، فيما يبدو محاولة لتمريرها.

وقال الناقد المصري محمد قناوي إن موقف مهرجان أبو ظبي تجاه التطبيع واضح منذ الدورة الأولى التي صدر قبل انطلاقها قرار من اتحاد النقابات الفنية المصرية بالمقاطعة ردا على مشاركة الفيلم الإسرائيلي "زيارة الفرقة الموسيقية"، مما دفع إدارة مهرجان أبو ظبي للتراجع واستبعاد الفيلم، لكن الدورة نفسها ضمت عددا من الأفلام التي تتناول العلاقات العربية الإسرائيلية بنوع من التحيز لصالح إسرائيل، مما يعد دعوة غير مباشرة للتطبيع، حسب قوله. وأضاف قناوي الذي يرأس قسم السينما بصحيفة "أخبار اليوم" أن المهرجان عاقبه عندما فضح توجهاته التطبيعية بمنعه من الحضور بعد الدورة الأولى، مشيرا إلى غرابة موقف الصحفيين المصريين الذين حضروا المهرجان والذين لم ينسحبوا بعدما علموا أن هناك تطبيعا حقيقيا، "ربما لأن اختيارهم تم بناء علي علاقات شخصية مع المنسق العربي في المهرجان الذي يقال إن أصوله يهودية أيضا".

منقول