على الرغم من غياب المنافسة الحقيقية
انتخابات النجاح.. "فتح" لم تنتصر على ذاتـها
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


[ 09/11/2010 - 08:06 م ]

نابلس-المركز الفلسطيني للإعلام



أسدلت الستارة اليوم عن انتخابات مجلس الطلبة بـجامعة النجاح الوطنية بـما حلمته في طياتـها من دلائل وإشارات واضحة على مسلسل "الفشل" الذي تعاني منه حركة "فتح" و"شبيبتها الطلابية"، في ظل الإفلاس الفكري، وغياب الخطاب الوطني عملياً، وفقدان البوصلة السياسة.

وعلى الرغم من مقاطقة التيار الإسلامي المتمثل بـحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، -بسبب الملاحقات الأمنية لعناصرها، والأجواء البوليسية التي رافقت الانتخابات- وغياب التنافس الحقيقي في الميدان، إلا أن "فتح" لم تستطع الانتصار على ذاتها، على الرغم من حشدها لكل طاقاتها، وضغطها على الطلبة وترهيبهم، بالإضافة إلى عمليات التزوير التي شهدتها الكليات الكبيرة في الجامعة.

"استنفار فـتحاوي"

شهود عيان أكـدوا أن حركة "فتح" استنفرت كل عناصرها في مختلف المحافظات في الضفة الغربية للضغط على الطلبة من أجل المشاركة في الانتخابات، حيث عمدت على بث الإشاعات بين الطلبة بأن كل من يقاطع الانتخابات سيلاحق بتهمة "حماس"، وسيحرم من المنح والمساعدات الطلابية.

كما عمدت "فتح" لـجعل موعد الانتخابات يوم دوام رسمي في الجامعة - علماً أنـه جـرت العادة على أن يكون هذا اليوم عطلة رسمية- لكي تـجبر الطلبة جميعاً على التواجد بالحرم الجامعي أثناء الانتخابات، وبالتالي تسهل عملية مراقبتهم والضغط عليهم من أجل المشاركة فيها، لأن مجرد المشاركة هو مكسب "للشبيبة"–حتى لو كانت الورقة بيضاء أو لاغية- لأنها ترفع نسبة المشاركة، وتسهل عملية التزوير.

يقول أحد الطلبة تعليقاً على قرار الجامعة: كان قرار الدوام متناقضاً، وطريقة ملتوية لإجبار الطلبة على الحضور للجامعة، لأن غالبية القاعات التدريسية تستخدم للإقتراع، ولا مجال فعلياً للدوام.

ويضيف: لذلك أجبر كثير من الطلبة تحت طائلة المراقبة والتهديد العلني والمبطن بالدخول إلى القاعات والتصويت؛ حتى يصرفوا أنظار حركة "فتح" ومخابراتها عنهم، وعن ملاحقتهم، كما اقترع كثير من هؤلاء الطلبة ورقة بيضاء أو لاغية، وهذا ما أكدته عملية فرز النتائج.

"حفل شتائم"

وفي ظل غياب موقف سياسي ووطني مشرف لـ "فتح" لكي تتحدث عنه في الانتخابات، فقد كانت الدعاية الانتخابية لها عبارة عن "حفل شتائم" طالت كل مخالفيها واتهمتهم بالعمالة، وقد شملت الشتائم كتلة "المبادرة الوطنية" التي شكلت هاجساً لشبيبة فتح في الانتخابات، حيث اعتدت عليها في أكثر من موقف.

يقول أحد قدامى طلبة كلية الهندسة: لقد عهدنا على "الشبيبة" سياسة الهجوم غير الأخلاقي على المخالفين؛ بسبب الفراغ الفكري والسياسي الذي تعاني منه، لـكن اليوم لم يبق لـ"فتح" أي شيء لتتحدث به أمام الطلبة، فماذا تقول لهم؟ هل تستطيع القول أن أحد أهم إنجازاتنا الوطنية هي وصول التنسيق الأمني بين قواتنا الأمنية وجيش الاحتلال إلى أعلى مستوياتها؟! أم تتحدث لهم عن سجون ميليشيا عباس التي تعج بالمقاومين وخيار أبناء شعبنا؟! أم عن التعذيب في هذه السجون، والذي سفك الدماء والأرواح الطاهرة؟!

ويضيف: اليوم الصورة باتت واضحة للجميع، والكل يعلم درجة الحضيض التي وصلت إليها سياسات حركة "فتح"، ونتائجها التدميرية لشعبنا تظهر على الساحة الفلسطينية بوضوح، وبالتالي لا يوجد مجال لـحوار فكري أو سياسي أو وطني، لأن كل ما بجعبة "الشبيبة" الآن هو كيل المسبات والشتائم للآخرين.

"قراءة للنتائج"

إن القراءة المتفحصة لنتائج الانتخابات تثبت تراجعاً فتحاوياً كبيراً، فلـو أردنا التسليم بأن نسبة المشاركة كانت 57% وأن النسبة الطبيعية في حال مشاركة الجميع هي 86%، وسلمنا أيضاً بأن "الشبيبة" حصلت من هذه النسبة الأولى على 57 مقعداً من أصل 81، وقمنا بحذف الأوراق البيضاء واللاغية، والتي تحسب في نسبة المشاركين في الانتخابات، فإن حركة "فتح" فعلياً لم تستطع تجاوز حاجز الـ 35% من مجمل أصوات من يـحق لهم التصويت -المشاركين والمقاطعين-.

فـإذا كانت "فتح" لم تستطع التغلب على نفسها بدون منافس، وفي ظل أجواء قمعية وبوليسية، فكيف سيكون حالها في حال وجود منافسة حقيقية؟! وفي ظل أجواء من الحريات والمنافسة الشريفة، والحوار الفكري والسياسي الهادىء؟!

كل هذا يـجعل قادة حركة "فتح" في رعب حقيقي من نتائج الانتخابات الطلابية في تقييماتهم الداخلية، على الرغم من حديثهم الزائف عن انتصارات في وسائل الإعلام.

"المقاطعة تنتصر"

وفي السياق ذاته، قال قيادي في "الكتلة الإسلامية" –الذراع الطلابي لحركة "حماس" بـجامعة النجاح الوطنية: "إنّ الاستجابة الكبيرة التي ترجمها طلبة النجاح لقرار الكتلة الإسلامية بالمقاطعة، يعبر عن مدى الالتفاف الكبير حولها، وإعلاناً صارخاً من طلبة الجامعة عن رفضهم لسياسات حركة "فتح" القمعية في الضفّة المحتلة".

وأضاف القيادي: "على الرغم من كلّ ما قامت به فتح وأجهزتها الأمنية من ضغوطات وعمليات تهديد وابتزاز بشعة على طلبة الجامعة وعائلاتهم من أجل المشاركة في الانتخابات، فإنّ الكتلة الإسلامية تؤكد أن نسبة التصويت لم تصل الـ 40% وأن تمديد فترة التصويت ساعة كاملة جاء بأوامر عليا من قادة الأجهزة الأمنية في المدينة من أجل اعطاء الفرصة لإجراء عمليات تزوير كبيرة لرفع نسبة المشاركة فوق الـ 51%".

وأكدت الكتلة أنّ إرباكاً شديداً ساد لجنة الانتخابات بعد تدني نسبة المشاركة، وارتفاع نسبة الأوراق اللاغية في الصناديق، كما ذكرت أنّ ضباطاً كباراً من جهازي المخابرات والوقائي أشرفوا بشكل مباشر على عمليات التزوير، خاصة في بعض الكليات الكبيرة في الجامعة. مشيرة إلى "أنّ التفاصيل الكاملة حول عمليات التزوير التي حدثت سوف تعلن في بيان رسمي سوف يصدر عن الكتلة الإسلامية غداً صباحاً".