Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 20 من 27

الموضوع: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

العرض المتطور

  1. #1
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأستاذ الفاضل الدكتور مسلك ميمون و على تحفيزه المتواصل على بعث الحياة في روح القصة القصيرة جدا...

    و سلام الله على الأستاذ الأديب الفاضل اسماعيل البويحياوي...

    و على جمالية السرد الرمزي و المعنوي لفضاء يعشقه كل إنسان... فضاء التحرر و الحرية...
    بلغة أدبية فنية جعلت من العصفور رمزا من رموز الحرية الذي لا يعرف تحليقه الحدود...في سبعة جمل مركبة تتداخل فيها الدلالات بين الواقع و المتخيل...
    مع قفلة تجعل من الريشة/القلم/الحبر/الكتابة/المنفذ المتعدد الينابيع/ لوضع قبلة على جبين الوجود/على قلب الحياة...

    و لي قراءة إن شاء الله ذلك...

    تحيتي و تقديري...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

  2. #2
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    17/09/2008
    المشاركات
    560
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم...
    سلام الله على الأستاذ الفاضل الدكتور مسلك ميمون و على تحفيزه المتواصل على بعث الحياة في روح القصة القصيرة جدا...
    و سلام الله على الأستاذ الأديب الفاضل اسماعيل البويحياوي...
    و على جمالية السرد الرمزي و المعنوي لفضاء يعشقه كل إنسان... فضاء التحرر و الحرية...
    بلغة أدبية فنية جعلت من العصفور رمزا من رموز الحرية الذي لا يعرف تحليقه الحدود...في سبعة جمل مركبة تتداخل فيها الدلالات بين الواقع و المتخيل...
    مع قفلة تجعل من الريشة/القلم/الحبر/الكتابة/المنفذ المتعدد الينابيع/ لوضع قبلة على جبين الوجود/على قلب الحياة...
    و لي قراءة إن شاء الله ذلك...
    تحيتي و تقديري...
    العزيز القاص والناقد الجميل سعيد نويضي
    تحية طيبة
    سعدت لحضورك . وكما عهدتك أخي ، هنا في واتا وفي مواقع أخرى، نشيطا محلالا ومحاورا. إشاراتك الوامضة التي شملت الرمز واللغة والثيمة وتداخل الواقعي والتخييلي وخاصية القفلة جعلتني أتشوف لقراءتك. أهلا بك تمدنا بنور من قلمك النقدي والقصصي وتسلط الضوء على هذه القصيصة. مرحبا.
    مودتي.


  3. #3
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل البويحياوي مشاهدة المشاركة
    العزيز القاص والناقد الجميل سعيد نويضي
    تحية طيبة
    سعدت لحضورك . وكما عهدتك أخي ، هنا في واتا وفي مواقع أخرى، نشيطا محلالا ومحاورا. إشاراتك الوامضة التي شملت الرمز واللغة والثيمة وتداخل الواقعي والتخييلي وخاصية القفلة جعلتني أتشوف لقراءتك. أهلا بك تمدنا بنور من قلمك النقدي والقصصي وتسلط الضوء على هذه القصيصة. مرحبا.
    مودتي.


    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأحبة الكرام...و على الأديب الفاضل اسماعيل البويحياوي و على باقته الرائعة من القصص الجميلة و إهداءه لكل من مر من هنا قارئا أو متتبعا لما يحكى في هذا الركن من العالم في هذه الزاوية من الفن...
    زاوية القصيصة...

    تحرير...

    ورد في الغني ما يلي: تَحْرِيرٌ - [ح ر ر] . (مص. حَرَّرَ). 1."هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ تَحْرِيرِهِ" : مِنْ إِنْشَائِهِ. 2."تَوَلَّى إِدَارَةَ تَحْرِيرِ الْمَجَلَّةِ" : مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهَا أَدَبِيّاً وَيُرَاقِبُ مُعَامَلاَتِهَا وَيُحَرِّرُها. "رَئِيسُ التَّحْرِيرِ". 3."زَعِيمٌ ساهَمَ فِي تَحْرِيرِ شَعْبِهِ" : فِي انْعِتَاقِهِ وَتَخْلِيصِهِ مِنَ الاحْتِلاَلِ الأَجْنَبِيِّ. 4."تَحْرِيرُ السَّجِينِ" : إِطْلاَقُهُ مِنَ الأَسْرِ .

    فمند الوهلة الأولى يقف القارئ على إشكالية عرفها الإنسان مند القديم و هي تحرير نفسه من القيود تحرير عقله من الأوهام تحرير مجتمعه من المستعمر أو من المحتل أي تحقيق قيمة الحرية أجمل قيمة وهبها الخالق جل و علا لأفضل ما خلق و هو "الإنسان"...

    فليس من المعقول أن يكون الإنسان كالحيوان أسير ضمن أطر و حاجات لا يتجاوزها و لا يستطيع أن يرتقي فيها و لا أن ينمي حاجاته الطبيعية ضمن حدود تقيد طموحاته و آماله و تتركه فريسة الألم و القلق و الاضطراب و الخلل...لذلك من الطبيعي أن يبحث عن منافذ الحرية لكي يستنشق فضاء تتسع فيه حركته و حركة غيره دون أن يفرض على أحد شرطا أو قيدا إلا ما اقتنع به كحرية و ممارسة تليق به كإنسان ضمن إنسانية شاملة لا يحدها إلا سقف السماء...السقف الذي نزل منه أعظم كتاب ليبين للإنسان أن الأرض التي عليها هي المكان الطبيعي لممارسة وجوده كيفما يحلو له دون أن يعتدي على كرامته التي هي أمانة في عنقه و من ضمنها تحقيق حريته كفضاء للممارسة حركته ذات الأبعاد و النشاطات المختلفة و المتنوعة...

    و من تم أراد الكاتب أن يضعنا أمام الصورة التي من خلالها يحقق هذه الحرية و هذه الممارسة التي هي مأزق وجودي لا يسعه إلا التعامل معه كطبيعة لا يمكن تجاوزها إلا بوعي و بمعرفة طرق و سبل الانفكاك منها بشكل إرادي لا يحتاج في حقيقة الأمر إلا عزيمة تبين للذات و للآخر كيفية الخلاص مما علق بالذات من قيود تحد من حريته...

    فالجسد هو الجسد أينما كان يظل جسدا خاضعا لحدود القدرة التي يتمتع بها...لكن الفكر الذي لا تحده حدود يتمتع بقدرة هائلة على تخطي كل الحواجز ليصنع من المستحيل الشيء الممكن...و يجعل من الجسد الأداة التي من خلالها يحقق الفكر ذاك الانطلاق في أفق رحب ينعم فيه بطمأنينة لا تعادلها إلا حقيقة الشعور بالسعادة...

    "أخرجت عصفوري من قفصه القدري و وضعته في الراحة."

    رمز العصفور كرمز يحمل دلالة الجمال/ جمال الحرية الذي لا يحده جمال...و الذي يشعر بقيد/ثقل/في وجوده الطبيعي بين أحضان القفص/الصدري/القفص الطبيعي الذي يحتضن القلب/العقل كموطن لكل ما هو جميل و لكل شوق و رغبة في الامتداد الذي يشكله الأفق الرحب/الامتداد/

    أخرجت...أخرج فعل يفيد الخروج من مكان /زمان إلى آخر...الانتقال من وضع إلى آخر...من حالة إلى أخرى...فهو كذلك فعل إرادي يتحكم في حدوثه عنصر الوعي إلى حد ما...و عنصر الإرادة...لكن الدافع هو حاجة الضيق و البحث عن حالة الفرج...من الجهل إلى العلم...من الظلمات إلى النور...من التعب إلى الراحة...

    الراحة... الرَّاحة [روح]: مصـ.-: الارتياحُ نقيض التعب؛ شَعَر بعد العَناء براحةٍ لذيذةٍ .-: باطن الكفِّ؛ وضع الدينارَ في راحةِ يده/ تَركته على أنقى من الرَّاحَة، أي معْدِماً.-: الساحةُ أو ما انبسطَ من الأرض.-. الزَّوجة ج راحٌ ورَاحاتٌ.

    فالعصفور لا يجد الراحة إلى فضاء لا يحده إلا الخالق...أما ما عدا ذلك فهو أسر/سجن/قيود/

    و من تم فالإنسان بحكم طبيعته الإنسانية لا يشعر بالسعادة إلا في فضاء الحرية التي لا تحده حدود عدا حدود الخالق...

    فرمزية العصفور/الإنسان بقلبه بعقله و فكره و وعيه لا يشعر بالحرية إلا في فضاء ممارسة الحركة/العبادة/ التي لا تحدها حدود و لا توقفها قيود سوى ما حدود الخالق...فإذا كان الحق جل و علا لم يكره أحدا على شيء و ترك له حرية الاختيار بين الفضاء اللامحدود و الفضاء المحدود...و جعل من العبودبة لله وحده ذاك الفضاء اللامحدود و العبودية لغيره هو الفضاء المحدود...و زوده بما يمكنه أن يساعده على الانطلاق في الفضاء الفسيح لينعم بما أراد في ظل المنطق المعقول الذي لا يؤله فيه لا فكرا و لا بشرا و لا شجرا و لا حجرا لا صنما...

    فالعصفور أجمل رمز و أجمل طائر يرمز لحقيقة تكسير القيود التي تشد الكائنات الأخرى و تحد من حركتها...

    فماذا يمكن أن يعكس لدى الكاتب من جهة و لدى الإنسان بصفة عامة؟

    فبعد أن يتحرر القلب/العقل من ذاك الثقل/الحد/القيد/ و هو في حقيقة الأمر ما هو إلا مركب الخيال...حين يتحرر يستكين على الراحة...يستكين من السكينة من الطمأنينة من الهدوء الذي ينشد كل من عاش صراعا و قلقا ضد المستعمر أيا كان هذا المستعمر شخصا/محتلا او فكرة/متسلطة...فمن خرج من دائرة الاستعمار /الاحتلال/ إلى دائرة التحرير و الحرية...ذاك الخيال/ذاك الفضاء الذي يؤثث فيه الكاتب مسرح الانطلاق لحظة الوعي بين ماض و حاضر و مستقبل...فالبعد الزمني ال>ي اشارت إليه كلمة"لحظة تشكل حلقة وصل بين قيد و انعتاق...و تلك لحظة تحرر تعتبر لحظة أبدية...

    من هنا يبدو أن العقل/القلب/الفكر/الوعي/الضمير الحر لما يحرر الكائن الإنساني مما يحبسه ضمن جدران طبيعية قاتمة قد تصبح في لحظة معينة جدران شفافة يمتد نظرها إلى ابعد نقطة في الوجود و هي النقطة عادة التي تحددها لفظة أو كلمة "الحياة"...فيتحلل من القيود الزائفة بنظافة لا يشعر بحلاوتها إلا من كانت روحه/نفسه تسمو بفعل الرغبة في التحليق في أعالي القيم الفاضلة...و لكي تظل رابطة العلاقة موجودة بين الذات و الآخر يهبني ريشة/قلما/ جسرا للعبور بين الأنا و الآخر...بينه كفضاء كزمن و بيني كمكان كجسم...

    يقبل جبيني...كعرفان على تخليصه من قفصه الذي حد تحليقه...
    يجمع جناحيه و يحررني للريح...فالطائر لا ينطلق إلا إذا جمع جناحيه و من تم يضعنا الكاتب على متن فكرة التحرر كفكرة جوهرية في حركة الوجود لا تستقر على أرض الواقع إلا إذا حرر الإنسان نفسه كما تعتبر الريح حرة تذهب حيث تشاء و تفعل ما تريد...

    لكن الريح تأخذ أبعادا و دلالات متعددة...فهي الحاملة للتلقيح.../ تلقيح الأفكار...و هي التي تسوق السحاب.../التيارات الفكرية...و هي كذلك الريح المدمرة مثلما الهوى الذي قد يضيع صاحبه إن لم يكن في دائرة الهدى...

    قراءة أتمنى أن تكون قد قاربت الفكرة في بعض جوانبها مع العلم أن الحديث عن البناء و التركيب و اللغة يظل من اختصاص أصحاب البلاغة...

    تحيتي و تقديري...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

  4. #4
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    17/09/2008
    المشاركات
    560
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم...
    سلام الله على الأحبة الكرام...و على الأديب الفاضل اسماعيل البويحياوي و على باقته الرائعة من القصص الجميلة و إهداءه لكل من مر من هنا قارئا أو متتبعا لما يحكى في هذا الركن من العالم في هذه الزاوية من الفن...
    زاوية القصيصة...
    تحرير...
    ورد في الغني ما يلي: تَحْرِيرٌ - [ح ر ر] . (مص. حَرَّرَ). 1."هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ تَحْرِيرِهِ" : مِنْ إِنْشَائِهِ. 2."تَوَلَّى إِدَارَةَ تَحْرِيرِ الْمَجَلَّةِ" : مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهَا أَدَبِيّاً وَيُرَاقِبُ مُعَامَلاَتِهَا وَيُحَرِّرُها. "رَئِيسُ التَّحْرِيرِ". 3."زَعِيمٌ ساهَمَ فِي تَحْرِيرِ شَعْبِهِ" : فِي انْعِتَاقِهِ وَتَخْلِيصِهِ مِنَ الاحْتِلاَلِ الأَجْنَبِيِّ. 4."تَحْرِيرُ السَّجِينِ" : إِطْلاَقُهُ مِنَ الأَسْرِ .
    فمند الوهلة الأولى يقف القارئ على إشكالية عرفها الإنسان مند القديم و هي تحرير نفسه من القيود تحرير عقله من الأوهام تحرير مجتمعه من المستعمر أو من المحتل أي تحقيق قيمة الحرية أجمل قيمة وهبها الخالق جل و علا لأفضل ما خلق و هو "الإنسان"...
    فليس من المعقول أن يكون الإنسان كالحيوان أسير ضمن أطر و حاجات لا يتجاوزها و لا يستطيع أن يرتقي فيها و لا أن ينمي حاجاته الطبيعية ضمن حدود تقيد طموحاته و آماله و تتركه فريسة الألم و القلق و الاضطراب و الخلل...لذلك من الطبيعي أن يبحث عن منافذ الحرية لكي يستنشق فضاء تتسع فيه حركته و حركة غيره دون أن يفرض على أحد شرطا أو قيدا إلا ما اقتنع به كحرية و ممارسة تليق به كإنسان ضمن إنسانية شاملة لا يحدها إلا سقف السماء...السقف الذي نزل منه أعظم كتاب ليبين للإنسان أن الأرض التي عليها هي المكان الطبيعي لممارسة وجوده كيفما يحلو له دون أن يعتدي على كرامته التي هي أمانة في عنقه و من ضمنها تحقيق حريته كفضاء للممارسة حركته ذات الأبعاد و النشاطات المختلفة و المتنوعة...
    و من تم أراد الكاتب أن يضعنا أمام الصورة التي من خلالها يحقق هذه الحرية و هذه الممارسة التي هي مأزق وجودي لا يسعه إلا التعامل معه كطبيعة لا يمكن تجاوزها إلا بوعي و بمعرفة طرق و سبل الانفكاك منها بشكل إرادي لا يحتاج في حقيقة الأمر إلا عزيمة تبين للذات و للآخر كيفية الخلاص مما علق بالذات من قيود تحد من حريته...
    فالجسد هو الجسد أينما كان يظل جسدا خاضعا لحدود القدرة التي يتمتع بها...لكن الفكر الذي لا تحده حدود يتمتع بقدرة هائلة على تخطي كل الحواجز ليصنع من المستحيل الشيء الممكن...و يجعل من الجسد الأداة التي من خلالها يحقق الفكر ذاك الانطلاق في أفق رحب ينعم فيه بطمأنينة لا تعادلها إلا حقيقة الشعور بالسعادة...
    "أخرجت عصفوري من قفصه القدري و وضعته في الراحة."
    رمز العصفور كرمز يحمل دلالة الجمال/ جمال الحرية الذي لا يحده جمال...و الذي يشعر بقيد/ثقل/في وجوده الطبيعي بين أحضان القفص/الصدري/القفص الطبيعي الذي يحتضن القلب/العقل كموطن لكل ما هو جميل و لكل شوق و رغبة في الامتداد الذي يشكله الأفق الرحب/الامتداد/
    أخرجت...أخرج فعل يفيد الخروج من مكان /زمان إلى آخر...الانتقال من وضع إلى آخر...من حالة إلى أخرى...فهو كذلك فعل إرادي يتحكم في حدوثه عنصر الوعي إلى حد ما...و عنصر الإرادة...لكن الدافع هو حاجة الضيق و البحث عن حالة الفرج...من الجهل إلى العلم...من الظلمات إلى النور...من التعب إلى الراحة...
    الراحة... الرَّاحة [روح]: مصـ.-: الارتياحُ نقيض التعب؛ شَعَر بعد العَناء براحةٍ لذيذةٍ .-: باطن الكفِّ؛ وضع الدينارَ في راحةِ يده/ تَركته على أنقى من الرَّاحَة، أي معْدِماً.-: الساحةُ أو ما انبسطَ من الأرض.-. الزَّوجة ج راحٌ ورَاحاتٌ.
    فالعصفور لا يجد الراحة إلى فضاء لا يحده إلا الخالق...أما ما عدا ذلك فهو أسر/سجن/قيود/
    و من تم فالإنسان بحكم طبيعته الإنسانية لا يشعر بالسعادة إلا في فضاء الحرية التي لا تحده حدود عدا حدود الخالق...
    فرمزية العصفور/الإنسان بقلبه بعقله و فكره و وعيه لا يشعر بالحرية إلا في فضاء ممارسة الحركة/العبادة/ التي لا تحدها حدود و لا توقفها قيود سوى ما حدود الخالق...فإذا كان الحق جل و علا لم يكره أحدا على شيء و ترك له حرية الاختيار بين الفضاء اللامحدود و الفضاء المحدود...و جعل من العبودبة لله وحده ذاك الفضاء اللامحدود و العبودية لغيره هو الفضاء المحدود...و زوده بما يمكنه أن يساعده على الانطلاق في الفضاء الفسيح لينعم بما أراد في ظل المنطق المعقول الذي لا يؤله فيه لا فكرا و لا بشرا و لا شجرا و لا حجرا لا صنما...
    فالعصفور أجمل رمز و أجمل طائر يرمز لحقيقة تكسير القيود التي تشد الكائنات الأخرى و تحد من حركتها...
    فماذا يمكن أن يعكس لدى الكاتب من جهة و لدى الإنسان بصفة عامة؟
    فبعد أن يتحرر القلب/العقل من ذاك الثقل/الحد/القيد/ و هو في حقيقة الأمر ما هو إلا مركب الخيال...حين يتحرر يستكين على الراحة...يستكين من السكينة من الطمأنينة من الهدوء الذي ينشد كل من عاش صراعا و قلقا ضد المستعمر أيا كان هذا المستعمر شخصا/محتلا او فكرة/متسلطة...فمن خرج من دائرة الاستعمار /الاحتلال/ إلى دائرة التحرير و الحرية...ذاك الخيال/ذاك الفضاء الذي يؤثث فيه الكاتب مسرح الانطلاق لحظة الوعي بين ماض و حاضر و مستقبل...فالبعد الزمني ال>ي اشارت إليه كلمة"لحظة تشكل حلقة وصل بين قيد و انعتاق...و تلك لحظة تحرر تعتبر لحظة أبدية...
    من هنا يبدو أن العقل/القلب/الفكر/الوعي/الضمير الحر لما يحرر الكائن الإنساني مما يحبسه ضمن جدران طبيعية قاتمة قد تصبح في لحظة معينة جدران شفافة يمتد نظرها إلى ابعد نقطة في الوجود و هي النقطة عادة التي تحددها لفظة أو كلمة "الحياة"...فيتحلل من القيود الزائفة بنظافة لا يشعر بحلاوتها إلا من كانت روحه/نفسه تسمو بفعل الرغبة في التحليق في أعالي القيم الفاضلة...و لكي تظل رابطة العلاقة موجودة بين الذات و الآخر يهبني ريشة/قلما/ جسرا للعبور بين الأنا و الآخر...بينه كفضاء كزمن و بيني كمكان كجسم...
    يقبل جبيني...كعرفان على تخليصه من قفصه الذي حد تحليقه...
    يجمع جناحيه و يحررني للريح...فالطائر لا ينطلق إلا إذا جمع جناحيه و من تم يضعنا الكاتب على متن فكرة التحرر كفكرة جوهرية في حركة الوجود لا تستقر على أرض الواقع إلا إذا حرر الإنسان نفسه كما تعتبر الريح حرة تذهب حيث تشاء و تفعل ما تريد...
    لكن الريح تأخذ أبعادا و دلالات متعددة...فهي الحاملة للتلقيح.../ تلقيح الأفكار...و هي التي تسوق السحاب.../التيارات الفكرية...و هي كذلك الريح المدمرة مثلما الهوى الذي قد يضيع صاحبه إن لم يكن في دائرة الهدى...
    قراءة أتمنى أن تكون قد قاربت الفكرة في بعض جوانبها مع العلم أن الحديث عن البناء و التركيب و اللغة يظل من اختصاص أصحاب البلاغة...
    تحيتي و تقديري...
    الأستاذ سعيد نويضي،
    تحية طيبة،
    قراءتك فتحت العين على باب دلالي آخر ممكن يستجيب لوجهة نظرك الجميلة المبنية علىفرضية : الحرية كهبة إلهية، راهنت عليها ودعمتها انطلاقا من معطيات اللغة، وممكانتها، وعلى معطيات معرفية وتاريخية وواقعية. قراءتك تؤكد انفتاح النص على قراءات كثيرة ممكنة. المهم هو الانسجام وعدم الإسقاط المخالف لروح النص. وهذا تجاوزته قراءتك بوضوح.
    تحيتي وشكري.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •