Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
التنشيط القصصي الخامس ـ (5) - الصفحة 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 27 من 27

الموضوع: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

  1. #21
    عـضــو الصورة الرمزية شيماء عبد الله
    تاريخ التسجيل
    18/08/2010
    المشاركات
    976
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل البويحياوي مشاهدة المشاركة
    الفاضلة شيماء عبد الله
    أنوه أختي برقتك ولطفك. المرأة تملك من الحس الرهيف ما يعلمنا الكثير الكثير. أعتذر على تلعثمي. تقبلي مني هذه القصيصة التي أصالحك بها .

    الواحدة حبا
    قلت لها: وأنا لا.
    وضعت أناملها على فمي، وغطست رأسها في صدري. أضمها، تضمني تهوي بنا أشعة الحب في المحيط الذي بداخلي. و كل مساء أقف، على الشاطئ، أرى في الشفق بسمتين باردتين،
    ويدين
    تمسحان
    دمعتين.

    السلام على استاذيّ الفاضل
    أخجلتمونا في تواضعكم وفيض خلقكم وجود كرمكم ؛
    اما أنا فأعتذر وبشدة لتاخري عن الرد لسبب خارج عن إرادتي أبعدني عن الشابكة ..
    وأعتذر أخرى لجعل فاضلنا يعتذر من سمّو خلق منه ،وماكان منا إلا لإطالة المناقشة الماتعة والحوار المميز الذي استفدنا منه وقرب الينا الكثير من المفاهيم مع ذائقة مميزة في القصّ الممتع
    وما نكن لكم إلا الإحترام والتقدير وحسن الإصغاء لكلماتكم العاطرة

    وشكرا لهذا النص المميزالذي رمزإلى (هي) :
    كل ما هو أنثوي له صلة بالرقة والحنان والحس المرهف
    ولو تاملنا لكل ما يدل على الأنوثة نجده في:
    الأرض (هي) عطاء مأوى حب دفء أمان ،
    السماء جميلة شاعرية عذبة ، الشجرة وو..... الكثير مما نشتقه من الطبيعة وعظمة صنع الباري عز وجل..
    و(هي)
    الأم ، الزوجة ، الحبيبة ، الأخت ، البنت ...
    كلها تنصب في رمزية الحنان الذي لايجده الرجل ؛ أو (هو) إلا بها فهي منبعه ..
    خلق الله سبحانه (هي) محملة بالعاطفة التي لايحسنها ؛ بقدر ما تحتويها وقد تبذخ في العطاء.
    كما من الممكن أن تكون القصيرة جدا ولما لا...

    ربما اختصرت لأن النص يحتمل التأويل ويمتلك مفاتيح متعددة لفك رموزه
    ولكن أعجز حقا عن شكري لكم لهذه الهدية الرائعة التي أغدقتم بها علينا من جميل ذائقتكم المميزة.
    سلمت أستاذنا الكريم على هذه الروائع الوافرة
    لك تحيتي وخالص تقديري

    أدامكم الله ورعاكم


  2. #22
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    17/09/2008
    المشاركات
    560
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم...
    سلام الله على الأحبة الكرام...و على الأديب الفاضل اسماعيل البويحياوي و على باقته الرائعة من القصص الجميلة و إهداءه لكل من مر من هنا قارئا أو متتبعا لما يحكى في هذا الركن من العالم في هذه الزاوية من الفن...
    زاوية القصيصة...
    تحرير...
    ورد في الغني ما يلي: تَحْرِيرٌ - [ح ر ر] . (مص. حَرَّرَ). 1."هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ تَحْرِيرِهِ" : مِنْ إِنْشَائِهِ. 2."تَوَلَّى إِدَارَةَ تَحْرِيرِ الْمَجَلَّةِ" : مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهَا أَدَبِيّاً وَيُرَاقِبُ مُعَامَلاَتِهَا وَيُحَرِّرُها. "رَئِيسُ التَّحْرِيرِ". 3."زَعِيمٌ ساهَمَ فِي تَحْرِيرِ شَعْبِهِ" : فِي انْعِتَاقِهِ وَتَخْلِيصِهِ مِنَ الاحْتِلاَلِ الأَجْنَبِيِّ. 4."تَحْرِيرُ السَّجِينِ" : إِطْلاَقُهُ مِنَ الأَسْرِ .
    فمند الوهلة الأولى يقف القارئ على إشكالية عرفها الإنسان مند القديم و هي تحرير نفسه من القيود تحرير عقله من الأوهام تحرير مجتمعه من المستعمر أو من المحتل أي تحقيق قيمة الحرية أجمل قيمة وهبها الخالق جل و علا لأفضل ما خلق و هو "الإنسان"...
    فليس من المعقول أن يكون الإنسان كالحيوان أسير ضمن أطر و حاجات لا يتجاوزها و لا يستطيع أن يرتقي فيها و لا أن ينمي حاجاته الطبيعية ضمن حدود تقيد طموحاته و آماله و تتركه فريسة الألم و القلق و الاضطراب و الخلل...لذلك من الطبيعي أن يبحث عن منافذ الحرية لكي يستنشق فضاء تتسع فيه حركته و حركة غيره دون أن يفرض على أحد شرطا أو قيدا إلا ما اقتنع به كحرية و ممارسة تليق به كإنسان ضمن إنسانية شاملة لا يحدها إلا سقف السماء...السقف الذي نزل منه أعظم كتاب ليبين للإنسان أن الأرض التي عليها هي المكان الطبيعي لممارسة وجوده كيفما يحلو له دون أن يعتدي على كرامته التي هي أمانة في عنقه و من ضمنها تحقيق حريته كفضاء للممارسة حركته ذات الأبعاد و النشاطات المختلفة و المتنوعة...
    و من تم أراد الكاتب أن يضعنا أمام الصورة التي من خلالها يحقق هذه الحرية و هذه الممارسة التي هي مأزق وجودي لا يسعه إلا التعامل معه كطبيعة لا يمكن تجاوزها إلا بوعي و بمعرفة طرق و سبل الانفكاك منها بشكل إرادي لا يحتاج في حقيقة الأمر إلا عزيمة تبين للذات و للآخر كيفية الخلاص مما علق بالذات من قيود تحد من حريته...
    فالجسد هو الجسد أينما كان يظل جسدا خاضعا لحدود القدرة التي يتمتع بها...لكن الفكر الذي لا تحده حدود يتمتع بقدرة هائلة على تخطي كل الحواجز ليصنع من المستحيل الشيء الممكن...و يجعل من الجسد الأداة التي من خلالها يحقق الفكر ذاك الانطلاق في أفق رحب ينعم فيه بطمأنينة لا تعادلها إلا حقيقة الشعور بالسعادة...
    "أخرجت عصفوري من قفصه القدري و وضعته في الراحة."
    رمز العصفور كرمز يحمل دلالة الجمال/ جمال الحرية الذي لا يحده جمال...و الذي يشعر بقيد/ثقل/في وجوده الطبيعي بين أحضان القفص/الصدري/القفص الطبيعي الذي يحتضن القلب/العقل كموطن لكل ما هو جميل و لكل شوق و رغبة في الامتداد الذي يشكله الأفق الرحب/الامتداد/
    أخرجت...أخرج فعل يفيد الخروج من مكان /زمان إلى آخر...الانتقال من وضع إلى آخر...من حالة إلى أخرى...فهو كذلك فعل إرادي يتحكم في حدوثه عنصر الوعي إلى حد ما...و عنصر الإرادة...لكن الدافع هو حاجة الضيق و البحث عن حالة الفرج...من الجهل إلى العلم...من الظلمات إلى النور...من التعب إلى الراحة...
    الراحة... الرَّاحة [روح]: مصـ.-: الارتياحُ نقيض التعب؛ شَعَر بعد العَناء براحةٍ لذيذةٍ .-: باطن الكفِّ؛ وضع الدينارَ في راحةِ يده/ تَركته على أنقى من الرَّاحَة، أي معْدِماً.-: الساحةُ أو ما انبسطَ من الأرض.-. الزَّوجة ج راحٌ ورَاحاتٌ.
    فالعصفور لا يجد الراحة إلى فضاء لا يحده إلا الخالق...أما ما عدا ذلك فهو أسر/سجن/قيود/
    و من تم فالإنسان بحكم طبيعته الإنسانية لا يشعر بالسعادة إلا في فضاء الحرية التي لا تحده حدود عدا حدود الخالق...
    فرمزية العصفور/الإنسان بقلبه بعقله و فكره و وعيه لا يشعر بالحرية إلا في فضاء ممارسة الحركة/العبادة/ التي لا تحدها حدود و لا توقفها قيود سوى ما حدود الخالق...فإذا كان الحق جل و علا لم يكره أحدا على شيء و ترك له حرية الاختيار بين الفضاء اللامحدود و الفضاء المحدود...و جعل من العبودبة لله وحده ذاك الفضاء اللامحدود و العبودية لغيره هو الفضاء المحدود...و زوده بما يمكنه أن يساعده على الانطلاق في الفضاء الفسيح لينعم بما أراد في ظل المنطق المعقول الذي لا يؤله فيه لا فكرا و لا بشرا و لا شجرا و لا حجرا لا صنما...
    فالعصفور أجمل رمز و أجمل طائر يرمز لحقيقة تكسير القيود التي تشد الكائنات الأخرى و تحد من حركتها...
    فماذا يمكن أن يعكس لدى الكاتب من جهة و لدى الإنسان بصفة عامة؟
    فبعد أن يتحرر القلب/العقل من ذاك الثقل/الحد/القيد/ و هو في حقيقة الأمر ما هو إلا مركب الخيال...حين يتحرر يستكين على الراحة...يستكين من السكينة من الطمأنينة من الهدوء الذي ينشد كل من عاش صراعا و قلقا ضد المستعمر أيا كان هذا المستعمر شخصا/محتلا او فكرة/متسلطة...فمن خرج من دائرة الاستعمار /الاحتلال/ إلى دائرة التحرير و الحرية...ذاك الخيال/ذاك الفضاء الذي يؤثث فيه الكاتب مسرح الانطلاق لحظة الوعي بين ماض و حاضر و مستقبل...فالبعد الزمني ال>ي اشارت إليه كلمة"لحظة تشكل حلقة وصل بين قيد و انعتاق...و تلك لحظة تحرر تعتبر لحظة أبدية...
    من هنا يبدو أن العقل/القلب/الفكر/الوعي/الضمير الحر لما يحرر الكائن الإنساني مما يحبسه ضمن جدران طبيعية قاتمة قد تصبح في لحظة معينة جدران شفافة يمتد نظرها إلى ابعد نقطة في الوجود و هي النقطة عادة التي تحددها لفظة أو كلمة "الحياة"...فيتحلل من القيود الزائفة بنظافة لا يشعر بحلاوتها إلا من كانت روحه/نفسه تسمو بفعل الرغبة في التحليق في أعالي القيم الفاضلة...و لكي تظل رابطة العلاقة موجودة بين الذات و الآخر يهبني ريشة/قلما/ جسرا للعبور بين الأنا و الآخر...بينه كفضاء كزمن و بيني كمكان كجسم...
    يقبل جبيني...كعرفان على تخليصه من قفصه الذي حد تحليقه...
    يجمع جناحيه و يحررني للريح...فالطائر لا ينطلق إلا إذا جمع جناحيه و من تم يضعنا الكاتب على متن فكرة التحرر كفكرة جوهرية في حركة الوجود لا تستقر على أرض الواقع إلا إذا حرر الإنسان نفسه كما تعتبر الريح حرة تذهب حيث تشاء و تفعل ما تريد...
    لكن الريح تأخذ أبعادا و دلالات متعددة...فهي الحاملة للتلقيح.../ تلقيح الأفكار...و هي التي تسوق السحاب.../التيارات الفكرية...و هي كذلك الريح المدمرة مثلما الهوى الذي قد يضيع صاحبه إن لم يكن في دائرة الهدى...
    قراءة أتمنى أن تكون قد قاربت الفكرة في بعض جوانبها مع العلم أن الحديث عن البناء و التركيب و اللغة يظل من اختصاص أصحاب البلاغة...
    تحيتي و تقديري...
    الأستاذ سعيد نويضي،
    تحية طيبة،
    قراءتك فتحت العين على باب دلالي آخر ممكن يستجيب لوجهة نظرك الجميلة المبنية علىفرضية : الحرية كهبة إلهية، راهنت عليها ودعمتها انطلاقا من معطيات اللغة، وممكانتها، وعلى معطيات معرفية وتاريخية وواقعية. قراءتك تؤكد انفتاح النص على قراءات كثيرة ممكنة. المهم هو الانسجام وعدم الإسقاط المخالف لروح النص. وهذا تجاوزته قراءتك بوضوح.
    تحيتي وشكري.


  3. #23
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    17/09/2008
    المشاركات
    560
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أريج عبد الله مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل اسماعيل البويحياوي
    لقد أستمتعت بمتابعة موضوع القصة وأستفدت من التحليلات والنقاشات التي دارت هنا!
    وأسمح لي أن أحييك كقاص يمتلك أسلوب راقي في لغة الحوار مع الآخر !
    أظنني أقف هنا عند شخصية تجبرنا على تسجيل الإعجاب والإحترام .
    لك فائق تقديري
    أختكم أريج العراق
    الأستاذة الفاضلة أريج عبد الله،
    عفوك أختي. أنا من يشكرك وينوه بنبلك وأريج أخلاقك الرفيعة ، ونبل الإخوة وسمو روحهم الطيبة.
    مودتي وتقديري.


  4. #24
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    17/09/2008
    المشاركات
    560
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء عبد الله مشاهدة المشاركة
    السلام على استاذيّ الفاضل
    أخجلتمونا في تواضعكم وفيض خلقكم وجود كرمكم ؛
    اما أنا فأعتذر وبشدة لتاخري عن الرد لسبب خارج عن إرادتي أبعدني عن الشابكة ..
    وأعتذر أخرى لجعل فاضلنا يعتذر من سمّو خلق منه ،وماكان منا إلا لإطالة المناقشة الماتعة والحوار المميز الذي استفدنا منه وقرب الينا الكثير من المفاهيم مع ذائقة مميزة في القصّ الممتع
    وما نكن لكم إلا الإحترام والتقدير وحسن الإصغاء لكلماتكم العاطرة
    وشكرا لهذا النص المميزالذي رمزإلى (هي) :
    كل ما هو أنثوي له صلة بالرقة والحنان والحس المرهف
    ولو تاملنا لكل ما يدل على الأنوثة نجده في:
    الأرض (هي) عطاء مأوى حب دفء أمان ،
    السماء جميلة شاعرية عذبة ، الشجرة وو..... الكثير مما نشتقه من الطبيعة وعظمة صنع الباري عز وجل..
    و(هي)
    الأم ، الزوجة ، الحبيبة ، الأخت ، البنت ...
    كلها تنصب في رمزية الحنان الذي لايجده الرجل ؛ أو (هو) إلا بها فهي منبعه ..
    خلق الله سبحانه (هي) محملة بالعاطفة التي لايحسنها ؛ بقدر ما تحتويها وقد تبذخ في العطاء.
    كما من الممكن أن تكون القصيرة جدا ولما لا...
    ربما اختصرت لأن النص يحتمل التأويل ويمتلك مفاتيح متعددة لفك رموزه
    ولكن أعجز حقا عن شكري لكم لهذه الهدية الرائعة التي أغدقتم بها علينا من جميل ذائقتكم المميزة.
    سلمت أستاذنا الكريم على هذه الروائع الوافرة
    لك تحيتي وخالص تقديري
    أدامكم الله ورعاكم
    الفاضلة شيماء عبد الله،
    تحية طيبة،
    لك مني أزكى المودة والتقدير الصادق. شكرا مجددا على قراءتك للواحدة حبا. في الحقيقة أنا من أفاد منكم ومن حضوركم وتنشيطكم لهذه الحلقة القصصية.
    تحيتي وتقديري.


  5. #25
    أديب وناقد
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية مسلك ميمون
    تاريخ التسجيل
    27/08/2007
    المشاركات
    796
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    بسم الله
    السلام عليكم
    و سنة هجرية مباركة سعيدة للجميع


    أشكر الإخوة و الأخوات الذين شاركوا في مناقشة نص ( تحرير ) للقاص المغربي ، إسماعيل البويحياوي و هم سبعة أعضاء ،و منهم من تدخل أكثر من مرة مشكوراً، و هم على التّوالي :

    أريج عبد الله ، إسماعيل البويحياوي ، سعيد نويضي ، عبير التدلاوي شيماء عبد الله ، عبد الله بن بريك ، مسلك .

    بينما مجموع من زار المتصفح فقد بلغ : ثلاثون عضواً و هم كالتّالي :
    مازن عبد اللطيف, أحمد لاعبي, أحمد المدهون, محمد فائق البرغوثي, أريج عبد الله, مسلك ميمون, مسعود صالح, معتصم الحارث الضوّي, الطيب كرفاح, ابراهيم ابويه, بسام نزال, حماده الفرا, رهاف جبر, صادق الرعوي, شيماء عبد الله, سعيد أبو نعسة, سعيد نويضي, شوقي بن حاج, علي حسن القرمة, عبد الرحمان الخرشي, عبدالله بن بريك, عبير الشاوي, فراس شدود, هارون غزي المحامي, هيثم الزهاوي, إسماعيل البويحياوي, نبيل سالم, نجيب بنشريفة, قوادري علي, كرم زعرور


    سبعة مشاركين من ثلاثين؟ كم كنت أتمنى أن تكون المشاركة أكثر !
    ولكن هذا لا يمنعني من الأمل . بل لولا الأمل ما وصلت هذه الحلقات القرائية حلقتها الخامسة ،أرجو أن تكون الحلقة السّادسة من هذا التّنشيط القصصي أوفر حظاً من سابقاتها ...
    و لا يفوتني في ختام هذا التّقرير أن أشكر القاص المبدع إسماعيل البويحياوي الذي شاركنا التنشيط بآرائه ، و ردوده .. و أتحفنا ببعض من قصصه ..
    ولقد تعرف عليه الإخوة و الأخوات عن قرب .
    أترككم الآن مع هذه القراءة المتواضعة لقصيصة ( تحرير ) و يوم الأحد القادم سنلتقي مع نص جديد، و قاص مبدع جديد . دمتم بخير و سنة سعيدة للجميع ..

    *



    تحريــــــر


    أخرجت عصفوري من قفصه القدري و وضعته في الراحة. استكان استعدادا للحظة الوداع الأبدي.
    ينظر إلي عصفوري في الحياة.. ينظف جناحي المحجوزين في قفصي الأبدي .. يهبني ريشة تذكارا.. يقبل جبيني.. يجمع جناحيه ويحررني للريح
    .

    " تحرير" ق ق ج ، تعدّ من قصص إسماعيل البويحياوي الجميلة ،و التي استوقفتني لشيأين اثنين . الموضوع ، و طريقة السّرد .
    موضوع : ( الحرية ) و إن كان مطروقاً و بكثرة، في كلّ أنواع السّرد ، بل و في كلّ فنون القول . فإنّه يبقى الموضوع الذي لا ينتهي الحديث عنه و لا يستوفيه حقه كلّ ما قيل و يقال . موضوع الحرية ، موضوع وجودي . رافق الإنسان منذ البداية ،و مازال ، و سيبقى ، ما دام هناك في الوجود إنسان .
    إلا أنّ ما أثارني في النّص ، أنّه لا يتطرق للحرية كمفهوم معرفي ابستمولوجي . و لا حرية كمقابل استعباد و إذلال و حرمان . و لكن حرية كإطار شعوري،و نسق إحساسي .

    في النّص : السّارد أخرج عصفوره من القفص، الذي قدر له أن يحبس فيه مدّة من الزمن ، ليكون متعة و فرجة للآخر، .يطرب لصفيره ، و ينشرح لقفزه و رفرفته في مجال ضيق . ثم وضعه على راحته بلطف.. فهدأ العصفور لحظة و كأني به لا يصدق أنه حر طليق.. ينظر صاحبه / السّارد . و هو ينظف جناحيه استعدادا للوداع الأبدي أحسّ السّارد أنه ينظف جناحيه المحجوزين في قفصه ( الشّعوري ) الأبدي ثم تنسل منه ريشة كتذكار . يقربه السّارد من وجهه فينقر جبهته و كأنّه يقبله قبلات الوداع .. ثمّ يجمع جناحيه و ينطلق حراً في فضاء لن يضيق به و بأمثاله أبداً . فيشعر السّارد نفس الشّعور و يتحرر من قفصه ( الشّعوري / النّفسي ) ليركب الريح المسافرة بغير قيد ...

    هكذا ترتبط في النّص حرية السّارد الشّعورية ، بحرية الطائر . و هي لعبة رمز . إننا نلامس الحرية ، حين نعمل على تحرير الآخرين . و لكن كم نحرم من الحرية و نحن في حكم الأحرار ،حين نعمل على استعباد الآخرين . سواء عن قصد أو عن غير قصد . فالحرية وفق النص حين نعمل من أجلها . و نريدها للاخر كما نريدها لآنفسنا . حالة تبدو غريبة. و لكنها حقيقة نفسية بشرية .

    أمّا من حيث تقنية الكتابة .

    فإنّ العنوان ( تحرير ) نكرة . و في تنكيره تعميم و إبعاد للتّخصيص ، و المحدودية الضيقة المبتسرة ،المختصرة ..فكلّ يجد نفسه في هذا التّحرير .
    كما أنّ القاص عمد إلى البناء المتداخل ، أو المتراشق في حالة تشابك entrelacement يتحدث السارد عن العصفور و كيف أنقذه و حرره ، و يتحدث في ذات الوقت عن نفسه و قد أصبح عصفوراً طليقاً .مثله مثل العصفور الحقيقي.و بذلك ،
    فنحن في النّص نرافق سارداً ضمن نطاق الحكي narrateur homodiégétique و صاحب رؤية مع vision avec
    يمتلك قدرة التخييلfiction ما يساعد على هذا التّداخل الشّعوري و النّفسي بين السّارد و العصفور و لو من جانب واحد و ذلك فيما تحققه لغة المجاز و الرمز معاً : ( قفصه القدري ، الوداع الأبدي ، ينظف جناحي ، قفصي الأبدي ، ريشة تذكار ، يحررني للريح )
    من حيث النّسق اللغّوي، احتفاء بالأفعال المضارعة إذ لا نجد إلا ثلاثة أفعال في الزمن الماضي ( أخرجت ، وضعت ، استكان ) أما الباقي و هي ستة أفعال، تدل على الحاضر و المستقبل : (ينظر ، ينظف ، يهب ، يقبل ، يجمع ، يحرر ) و غلبة أفعال المضارع دليل على التطلع المستقبلي وطي صفحة الماضي ، ماضي القفص الشّعوري المظلم ، و الحصار النفسي ... و هي بذلك أفعال تخدم النص في تركيبه الدلالي و السّردي .
    أمّا من حيث التّراكيب هناك تقابل عفوي يخلق شحنة من التّأمل و التساؤل ، و يدفع المتلقي لممارسة قراءات مختلفة .. لنتأمل هذا التّقابل :
    ـــ أخرجت عصفوري / ينظر إلي عصفوري .
    ـــ قفصه القدري / قفصي الأبدي .
    ـــ الوداع الأبدي / القفص الأبدي .
    ـــ ينظف جناحي / يجمع جناحيه .
    و الأهم من كلّ هذا : هو التقابل بين جملة البداية و جملة النهاية لنتأمل :
    ـــ أخرجت عصفوري / يحررني للريح .
    القفلة : جاءت مفاجئة و غير منتظرة و جامعة مانعة لكلّ عملية القص في هذا النّص : ( يحررني للريح )
    من تمّ كان نص " تحرير " من نصوص الأستاذ البويحياوي التي تشهد له بالإبداع القصصي ، و حسن السّبك و الحبك .. بدون تقريرية و لا مباشرة ، بل بفنية مجازية و استعارية ، و حذف يستوجب الملء ، و إشارات و تلميحات تغني عن الهذر و الكلام الكثير . و تستجيب لمتطلبات فن القصة القصيرة جداً .

    همســة : هناك بعض التعابير تبدو زائدة ، أو لا تؤدي دورا يخدم الفكرة مثال ذلك : ( و وضعته في الراحة ، للحظة ، عصفوري في الحياة ،)
    أمّا ( يحررني للريح ) فاللام تفيد الملكية إذا وقعت بين ذاتين ،الثانية منهما هي التي تملك . و الشعور بالملكية و التّملك يجعل الحرية تخرج من ضيق القفص لتصبح في قبضة الريح ، أفضلُ ( يحررني كالريح ) أو ( يحررني في الريح ) .

    تحياتي / مسلك

    [align=center]http://www.hor3en.com/vb/images/smilies/004111.gif[/align]

  6. #26
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    17/09/2008
    المشاركات
    560
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    الأستاذ العزيز الدكتور مسلك ميمون،
    تحية طيبة،
    شكرا جزيلا على هذه الفرصة الجميلة، واللحظة االحميمية معك ومع أديبات وأدباء أعزاء نوروا و نشطوا هذا اللقاء الذي تعلمت منه كثيرا. أشكرك مرة أخرى على تتويجك للقاء بقراءتك النقدية العميقة كما عوتنا. فخور بك ناقدا عاشقا للقصة القصيرة جدا ومتابعا لها بالتحليل والنقد والتنظير والتقويم والإبداع أيضا.
    تحية وتقدير لمن حلل أو علق أو تابع. مع متمنياتي الصادقة بالتوفيق والنجاح لمتصفح" التنشيط القصصي".
    محبتي.


  7. #27
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الخامس ـ (5)

    الدكتور مسلك ميمون والأستاذ اسماعيل البويحياوي،
    أيها المبدعان، القاصان، الناقدان

    آثرت هنا أن أكون قارئاً، متعلماً، وقد استفدت من هذه الورشة التطبيقية أيما فائدة، حيث أضافت إلى رصيدي الكثير.

    لكما وللجميع فائق الود والتقدير
    وطاب المسعى والمراد

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •