الشيخ عبد الباسط المراكشي: مراكش الحمراء بنيت بوساطة منجمية
يروي الشيخ عبد الباسط المراكشي أن أرضا بالمغرب يقال لها مراكش الحمراء، كانت دار فقه و علوم و صلاح، و هي قاعدة بلاد المغرب و قطرها ومركزها و قطبها ، مدينة فسيحة الأرجاء، صحية الهواء، كثيرة المساجد، حضرة سُنِيـَّةٌ ، و هي قاهرة المغرب الآن و أكبر عواصمه و حواضره، و أن القطر المغربي بجميع حواضره و بواديه ينتسب اليها و يطلق عليه في الخارج اسم "مراكش" أهلها كانوا منشرحو الصدور، لا يعرفون معنى الكدر و العبوس، يقال أن مؤسسها تحرى بوساطة منجمية، و و ضع أول حجر من تاسيس بنائها في برج العقرب الذي هو برج الغبطة و السرور، لتبقى دائما دار سرور و حبور، غير ان بها من المكوس التي تطرد البركة و تنقيها من الخيانة و المكر و الظلم و التعدي و الفجور..
بناها يوسف بن تاشفين اللمتوني، سنة 454 م ، و الذي بناه منها هو الموضع المعروف الآن بسور الحجر من مدينة مراكش جوفا و يعرف بـ: "السّجينة"، ثم بنى سورا آخر ابنه علي بن تاشفين في ثمانية أشهر و ذلك في سنة 526م، وسبب تسوير مراكش و فتح أبوابها أنه قدم الإمام الشهير ابن رشد القرطبي لمراكش عند أمير المؤمنين علي بن يوسف فوجد الفتنة قائمة بينه و بين المهدي ابن تومرت، وهي كما تعرف اليوم بباب دكالة و فاس، و في آخر مدة ملوك السعديين سمى باب الخميس..
يصف الشيخ عبد الباسط المراكشي أبواب مراكش فيقول: بمدخلها باب يقال له باب الربّ، و كان هذا الباب أولا باب الشريعة لإقامة الحدود به، ثم فتح باب آخر سمي باب تغزوت، ثم باب الدباغين، و باب عيلانة، و موجب هذا الباب ان قبيلة من المصامدة كانوا يخرجون منه و يدخلون، و صار اليوم يعرف بباب إيلان.
و يذكر الشيخ عبد الباسط المراكشي كذلك باب إغمات، و باب أحمر اسسه السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي، حيث اسس قصره، و باب القصبة أسسه السلطان يعقوب الموحدي مؤسس القصبة سنة 591م، و باب " إكنا " أسسه يعقوب المنصور في سنة 591، حيث جعل قصره في القصبة محل قبور السعديين الى الآن، و باب آخر بقرب المأمونية، و باب بوسط حدية المولى عبد السلام.
عن حال اهلها يقول الشيخ عبد الباسط المراكشي صارت الرذائل مرعى خصيبا للأبناء، بها و كادت تنزل بهم الى حضيض الموت، فقد تبدل جوها و تفرقت عشائرها وتزلزلت عناصرها، و ذلك بسبب المواصلة الأوروربة، و انسلخوا مما كانوا عليه من اللطافة و العدل و حسن الجوار الى غير ذلك من مساوئ الجوار.
المفضلات