بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يتفشى مرض في أمة لا يكون القضاء عليه بتقاتل الأمة فيما بينها على كيفية وإمكانية وجود أو تواجد أو التعامل مع المرض بما يبقيه ، ولكن التعامل الصحيح يكون باستئصاله وحماية الأمة منه. ويبدو أن هذا ما يحدث اليوم فيمن يحاولون دس مرض التطبيع في نفوس الناس تحت أي ذريعة ، سيّان كانوا مستفيدين وهذا أمرٌ كبير الاحتمال أو غير مستفيدين ، وفي الحالتين فهم خاسرون بخسارة أمتهم ، ولكن كثيرين تغلب عليهم المصلحة الشخصية ويغرقون المركب الذين هم على ظهره دون أن ينتبهوا أنهم غارقون مع الغارقين.
هذا هو حال التطبيع مع العدو الصهيوني ومحاولة فرضه الفاشلة على الشعوب والمثقفين بعد أن نجح فرضه على الفئة السياسية الحاكمة وعلى مصطادي الفرص من ضعاف النفوس من أشباه المثقفين.
فهذه القضية ليست قضية فكرية يمكن الأخذ والرد بها ولكنها قضية سياسية تفرضها القوة على النفوس الضعيفة ، وهنا نذكر بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وهذا يعيدنا إلى ما قاله أحد المتداخلين من أن ذكر التطبيع كان في الماضي من المحرمات فيبدو اليوم أن نفوساً قد غيرها الكسب المادي الشخصي الزائل أو الشهرة الكاذبة أو الأمل في تحقيق وعد وعد به في السرِّ ولا يزال يعيش في نفسه كحلم أكبر وإن تحقق فلا يهمه حتى أن تذهب الأمة إلى الجحيم.
نقول هذا كإطار جامع للحالة الثقافية وما ينتابها من تسويق للتطبيع بكل أشكاله.
فوجود منتدى بهذا الاسم "العبري" في جمعية للمترجمين العرب هو بمثابة هدم لكل ما تبنيه المنتديات الأخرى من خدمة للقضية وعلى رأسها مقاومة التطبيع.
وبهذا فكل ضحية لحالة كهذه ينتهي به الأمر كالبكتيريا التي تأكل بعضها بعضاً ، فينتهي الأمر بها جميعاً ، وبهذا تبدو عبثية البناء في مكان يتبعك فيه الهدامون بفؤوسهم على اختلاف المهام المكلفة بها ، واختلاف مصادرها .
وبهذا حتى لا ننساق في هذا السياق المؤلم وتبرئة للذمة من كل خطيئة وأي خطيئة أكبر من التطبيع مع العدو الغاصب الذي يمحو شعباً بأكمله ليهيمن على المنطقة ويمحو ثقافتها وحضارتها ! قررت أن أربأ بالنفس عن التورط في عملية بناء تصاحبها عملية هدمٍ .
ولهذا ستكون هذه هي مشاكرتي الأخيرة في وتا ما دامت على هذا الحال.
فالخيار واضح إما فلسطين قلب العروبة والإسلام ديناً وثقافة وحضارة ومقدسات وإما هذا الكيان الغاصب أداة الغرب في هدم كل ما هو عربي وما هو مسلم.

وخياري أوضح من الشمس ليس سوى خيار الكرامة والوطنية والدفاع عن القضية مهما كانت الهجمة عليها.