هل استفاد العالم من الأزمة الاقتصادية؟!


جاءت الأزمة الاقتصادية كالصاعقة على الكثير من الكوادر الاقتصادية الضخمة في العالم,بعد ان أصبحت لغزا محيرا للعديد من الخبراء الاقتصاديين, وبات البحث عن معرفة أسبابها وكيفية الخروج منها هو شغلهم الشاغل حتى الآن,بعد الانهيارات المفجعة والمتتالية, والتي كانت بمثابة الزلزال المدمر للعديد من الشركات والبنوك والمؤسسات الكبرى, خاصة ممن يتخذون النظام الرأسمالي قاعدة أساسية في معاملاتهم المالية, ومازالت توابع تلك الأزمة تواصل الإطاحة بالأنظمة الرأسمالية, حتى التي تسكن في قلب الدول الصناعية الكبرى والتي كان يدعي أصحابها وممثليها الحصانة والحماية الكافية, حيث إنهم كانوا يعتقدوا إن لديهم من الحيطة والحذر ما يجعلهم قادرين على مواجهة أي أزمة بدون أي خسائر!!, فعندما جاءت الأزمة ظهر للعالم ضعفهم, ولم تنفعهم التكنولوجيا الحديثة ولا الإمكانيات البشرية والعلمية في التصدي لها, بل أصبح سعيهم بكل الطرق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من رؤوس أموالهم هو أقصى ما عندهم, والخروج من الأزمة بأقل الخسائر هو مطلبهم, بعد أن وقف خبراؤهم الاقتصاديون عاجزين عن التصرف وهم يرون بأعينهم إفلاس مؤسسة تلو الأخرى, فضلا عن الخسائر الضخمة للشركات الكبرى!, ليتأكد لهم وللعالم كافة, إن النظام الرأسمالي نظام فاشل ولا يمكن الاعتماد عليه مستقبلا, لأن أغلب الكوادر الاقتصادية المنهارة كانت تعتمد على الفائدة المحددة والمعلنة مسبقا في معاملاتها المالية, وهذا ما أعتبره الكثير من العلماء والمشايخ المسلمون ربا , قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران/130).

لذا فقد دعا الكثير من خبراء الاقتصاد في العالم إلى تطبيق النظام الإسلامي في المعاملات المالية, وإلغاء النظام الرأسمالي، وكان رئيس تحرير مجلة (تشالينجر) الفرنسية, طالب في افتتاحية عدد المجلة الصادر بتاريخ 11 سبتمبر 2008 , بتطبيق النظام الإسلامي لإنقاذ العالم من الأزمة الاقتصادية, وهذا يعني أن النظام الإسلامي يمثل خط الدفاع الأول في الحفاظ على رأس مال أي شركة أو مؤسسة,بفضل الحماية الآلهيه التي تحيطه من كل جهة, لأنه قائم على الشريعة الإسلامية التي يعلم مبادئها وأسس معاملاتها جيدا كل من قرأ آيات القرآن الكريم وأحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة 277).



أحمد محمد أحمد مليجي

صحيفة الندوة

http://www.alnadwah.com.sa/index.cfm...1255&display=1