«حماس» تطارد الوطنيين



بقلم: عادل عبد الرحمن_ الحياة الجديدة


عشية عيد الاضحى المبارك، ومناسبة إعلان الاستقلال الثانية والعشرين قامت مليشيات الانقلاب الحمساوي في قطاع غزة باستدعاء المناضل محمود الزق، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، والدكتور إبراهيم ابراش، وزير الثقافة الاسبق، والمحاضر في جامعة الازهر على خلفية مواقفهم الداعية لوقف النزيف الداخلي، والانقسام والتشرذم الناجم عن الانقلاب. لم يذهب أبو الوليد لمقر المليشيات، رغم أنهم أبلغوا جهات المناضل خالد ابو شرخ، العضو القيادي في الجبهة الديمقراطية، وضابط التنسيق بين هيئة العمل الوطني وحركة حماس، بأنهم (المليشيات) لن يوقفوا الزق، فقط يصل لباب مقرهم في مجمع « بنت ابو خضرا « ويغادر. لكن عضو قيادة هيئة العمل الوطني رفض مبدأ الاستجابة لسياسة تكميم الافواه التي تسعى قيادة الانقلاب تعميمها في القطاع لتخويف وإرهاب قيادات العمل الوطني. وقال إذا شاءوا ليأتوا لاعتقالي من بيتي، وها أنا أتحرك.
ولكن الدكتور إبراهيم ذهب لمقرهم، وطلبوا منه ان يتوقف عن الكتابة عن «حماس». وهو تهديد مباشر للدكتور أبراش، الذي تميز موقفه بالموضوعية الزائدة، لانه رغم معرفته الحقيقية بما آل إليه الواقع في محافظات الجنوب الغزية من بؤس وانحدار مريعين على الصعد المختلفة، إلا انه يميل إلى توجيه النقد للسلطة الشرعية بنفس السوية إن لم يكن أكثر مما يوجهه لحركة الانقلاب. ومع ذلك قيادة حماس « الربانية « لم تعد تحتمل حتى مجرد توجيه النقد لها على جرائمها وانتهاكاتها الخطيرة للقانون من قبل كائن من كان، لا من أستاذ جامعي، ولا من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية أو ممثلي مؤسسات المجتمع المدني ولا حتى من طفل صغير يلعب في الشارع !؟
هزلت القيم في الامارة الطالبانية إلى حد تضييق حرية الرأي إلى الحد الاقصى. لم يعد متاحا السماح بالتعبير عن الرأي حتى ولو لم تنشر في صحف ووسائل إعلام الامارة. لأن أمراء ومشايخ التهريب والانفاق وتجار الاجندات الاقليمية يسمحون فقط بالموالاة و» الدعاء « لهم، والتطبيل والتزمير لعمليات التهريج، التي ينتهجونها في القطاع الحزين.
وكما يعلم المواطن الفلسطيني في محافظات غزة، فإن ما جرى مع الزق وأبراش لم يكن الخطوة الاولى، بل سبقها خطوات وجرائم عديدة وكثيرة جدا، يذكر منها المرء على سبيل المثال لا الحصر : ضرب أعضاء الجبهة الشعبية الذين اعتصموا رفضا لواقع الكهرباء البائس في القطاع، ومطاردة وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، وإطلاق النار على ابو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، واغتيال رامي عياد، الشاب المشرف على مكتبة جمعية الكتاب المقدس، واطلاق القذائف على مدرسة اللاتين في حي الزيتون بغزة، وحرق مكتبة جمعية الشبان المسيحيين في حي الرمال بغزة، وقتل جماعة الشيخ عبداللطيف موسى وتدمير المسجد على رؤوسهم في رفح، وقتل العشرات من كتائب القسام تحت ذريعة « عمليات جهادية «، واقتحام جامعة الازهر وجامعة الاقصى أكثر من مرة والاعتداء على الطواقم التدريسية والطلاب على حد سواء....إلخ.
ولم يشر المرء من قريب وبعيد للاعتقالات والمطاردات المتواصلة ضد مناضلي حركة فتح ومنتسبي الاجهزة الامنية، ولم يشر لاعتقال المحافظين والقيادات الوطنية، ولا الاعتداء الاخير على مكتب النائب اشرف جمعة، ولا اعتقال المصلين في ساحة ارض الكتيبة، ولا الاغتيالات والقتل على الهوية الحزبية لعشرات ومئات المناضلين الفتحاويين، ولا لفرض الحجاب والجلباب على المحاميات وطالبات المدارس الاعدادية والثانوية وبالضرورة الجامعية، ولا عمليات إسقاط الطالبات الجامعيات والثانويات عبر اختلاق ومنتجة صور وهمية لهن لارغامهن بالتعامل معها...، ولا الكثير الكثير من الانتهاكات والجرائم المخالفة لروح النظام والقانون والثقافة الوطنية، وجميعها تؤكد على خيار واحد وحيد، رفض حركة الانقلاب الحمساوية للمصالحة الوطنية. وتأبيدها للانقلاب على حساب المصالح الوطنية العليا.
كما أن الممارسات والانتهاكات الحمساوية تتنافى مع ما تدعيه حركة الانقلاب، بانها «حركة مقاومة»، لان مثل هذه الجرائم تتنافى مع مبدأ المقاومة، لا سيما وأن أول شروط المقاومة السعي لتوحيد الجهود الوطنية، والعمل على رص الصفوف على اساس البرنامج الوطني الجامع، إلا إذا افترضت حركة الانقلاب، أن القوى الوطنية والمثقفين الوطنيين «خارج» دائرة الوطنية؟! وهو افتراض مردود عليها، وعلى كل من يروج لبضاعتها الفاسدة في المجتمع الفلسطيني في الداخل والشتات.
الجرائم الحمساوية تفرض على الكل الوطني أحزاباً وقوى ومؤسسات في القطاع اولاً وخارج القطاع ثانيا استخدام كل الانشطة والفعاليات لفضحها وتعريتها أمام الدنيا كلها، وإسقاط أوراق التوت، التي تغطي عوراتها البشعة والاجرامية لحماية الذات الوطنية من الضياع.
عادل عبد الرحمن_ الحياة الجديدة