آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: رجل احببته دون ان اراه

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية فراس هلال الشرع
    تاريخ التسجيل
    01/11/2010
    المشاركات
    42
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رجل احببته دون ان اراه

    اراك عصي الدمع
    أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ، أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
    بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ، ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
    إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
    تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
    معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ، إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
    حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ
    و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
    بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
    تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ
    بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها ، قفرُ
    وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ
    فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ
    وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
    وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها، فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ
    تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ ، وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
    فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى : قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
    فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي ، وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!
    فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا! فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،
    وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ
    وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ
    فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛ وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
    وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ، إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ
    فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها، لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ
    كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
    تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ
    فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ
    ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ
    وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ
    و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
    فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ
    وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ، وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ
    وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ
    و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
    وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ
    وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ
    و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقر
    و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ ؟ إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ
    أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ، ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
    و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
    وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ " فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ
    وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني، وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
    يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى " فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ
    و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً ، إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟
    هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه، فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ
    و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
    يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
    و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ
    سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ، " وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ "
    فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُ الشقرُ
    وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ
    ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛ وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ
    وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا، لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
    تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا، و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
    أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ، وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ


    ابو فراس الحمداني


    أبـو فـراس الحمـدانيأبو فراس الحمداني
    320 - 357 هـ / 932 - 967 م

    هو الشاعر والأمير الحمداني الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي
    أبو فراس. ولد بالموصل ( 932 م- 320 هـ) حيث كانت أسرته. ولم يكتب له
    أن يعيش في كنف والده، فقد قتل الأب يوم كان الصبي في الثانية أو
    الثالثة من عمره، قتله ناصر الدولة ابن أخيه لأنه زاحمه على ولاية
    الموصل.

    نشأ أبو فراس في رعاية ابن عمه سيف الدولة الذي ضمه إلى عائلته وحمله
    معه إلى بلاطه في حلب حيث اتصل بالعلماء والأدباء فأخذ عنهم. تدرب على
    الفروسية والقتال، فرافق ابن عمه في غزواته، وحارب الروم، وأخضع
    القبائل الثائرة، مما جعل سيف الدول يثق به فيوليه إمارة منبج وهو دون
    العشرين من سنيه. وكانت هذه الإمارة أخطر ثغر من ثغور الدولة الحمدانية
    وأسهل طريق ينفذ منه البيزنطيون إلى بلاد الشام، فسهر عليها يدفع عنها
    أطماع الروم، ويرد عنها غارات القبائل التي ثارت.

    ولكن النصر الذي حالف أبا فراس في حروبه خانه ذات يوم فوقع أسيرا بين
    أيدي الروم الذين ساقوه إلى خرشنة ثم إلى القسطنطينية، وهناك طال أسره.

    وكان يأمل أن يسرع ابن عمه إلى افتدائه ولكن أمير حلب أبطأ في ذلك،
    فضاق صدر الشاعر ونظم في أسره أروع أشعاره التي عرفت " بالروميات"
    وفيها يشكو من إبطاء سيف الدولة في افتدائه، ويتأمل من انصرافه عنه،
    ويبث حنينه إلى أمه العجوز وأهله وأصدقائه، وإلى منبج ملاعب صباه.

    قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر،
    وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال
    خاله سعد الدولة.

    من رقيق شعره:
    دَعوتـُكَ للجَفــن القريـْــحِ المسهـَّــدِ
    لــديّ، وللنـــوم القليــل المُشـــرَّدِ
    ومـــا ذاك بُخــلا بالحيــــاةِ وإنهــا
    لأولُ مبــــذولٍ لأولِ مُــجـتـــــــدِ
    وما الأسر مما ضقت ذرعا بحمله
    وما الخطب مما أن أقول له قـَـــدِ
    وما زل عني أن شخصا معرضــا
    لنبل العدى إن لم يصب فكأنْ قـَـدِ
    ولســـت أبالي إنْ ظفــرت بمطلبٍ
    يكونُ رخيصًا أو بوسْــمٍ مُــــزوَّدِ
    ولكنني أختــــار مـــوت بنــي أبي
    على صهوات الخيل غيـــر موسدِ
    وتأبى وآبـــى أن أمــــوتَ مـُـوسدًا
    بأيدي النصارى موتَ أكمـــدَ أكبدِ
    نضوت على الأيام ثـوب جــلادتي
    ولكنني لـــم أنـض ثـــوب التجلــدِ
    دعوتك والأبــواب ترتـــجُ دوننـــا
    فكن خيــــرَ مدعــــوٍّ وأكرمَ منجدِ
    فمثلك مــن يـُـدعى لكــلِّ عظيمــة
    ومثلي منْ يفدى بكــــلِّ مُسـَـــــوَّدِ
    أناديكَ لا أني أخافُ من الـــرَّدى
    ولا أرتجيْ تأخيرَ يومٍ إلى غَــــــدِ
    متى تـُخلفُ الأيامُ مثلي لكـُــمْ فتى
    طويلَ نجادِ السيف رحبَ المقلـَّـــدِ
    متى تلدُ الأيـــام مثـلي لكــــم فتى
    شديدًا على البأســـاءِ غيـــرَ مُلَهَّـــدِ
    يطاعنُ عن أعـراضكم بلســـانـِـهِ
    ويضربُ عنكمْ بالحســـامِ المُهنــَّـدِ
    فما كلُّ منْ شاء المعالي ينــالهـــا
    ولا كل سيَّارٍ إلى المجد يَهتــَـــدِي
    وإنك للمولى الــذي بــكَ أقتـــدي
    وإنك للنجمُ الــــذي بـــه أهتــَــدي
    وأنت الذي عرَّفتني طـُــرقَ العلا
    وأنت الــــــذي أهويتني كلَّ مقصدِ
    وأنت الـــذي بلغتني كـــل رتبــة
    مشيت إليهـــــا فوق أعناق حُسَّدي
    فيا مُلبسي النعمى التي جلَّ قدرها
    لقد أخـْـلـَقـَتَ تلـك الثيــــابُ فجَـدِّدِ!

    التعديل الأخير تم بواسطة فراس هلال الشرع ; 25/11/2010 الساعة 07:13 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •