آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -

    مع انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين
    2001-2010م


    الإسلام في السويد: يكون أو لا يكون !
    الحلقة الأولى

    د.محمد شادي كسكين‎

    بين يدي هذه السلسة من المقالات أجد من الضروري أن أتوقف عند نقطتين هامتين تقدمان للقارئ الكريم خلفية واضحة للموضوع الذي أتناوله في هذه السطور:
    الأولى:
    أن الحالة السويدية جزء لا يتجزأ من الحالة الأوروبية العامة في العلاقة مع الإسلام وإن كانت تلتقي معها في نقاط وتفترق من ثم في نقاط مع ميزة سويدية هامة طبعت السياسة السويدية منذ فترات طويلة تقوم على مبدأ الحياد وعدم التورط والإنجرار في النزاعات والأزمات وهي سياسة درج سياسيو السويد ورجال أمنها على إتباعها منذ عشرات السنين وكانت ثمرته الواضحة الإسهام في التفرغ السويدي للتطوير والتقدم العلمي والحضاري والإجتماعي والإقتصادي.
    الثانية:
    أن كمية المعلومات المهولة وغير المتوقعة التي توفرت لدي في معرض تحضيري لكتابة هذه السلسلة من المقالات جعلت من الصعب الإبقاء على هيكيلية هذه المقالات ومنهجها وهدفها وكانت ستحول هذه المقالات الى دراسة لا تقل عن مائة صفحة ان وضعت كما هي وبالطبع لم يكن هذا طبيعة ما عملت عليه مع تأكيدي ان الساحة السويدية بخاصة والأوربية بعامة تحتاج الى دراسات ودراسات وبألاف الصفحات.. ولذا فقد عمدت الى الإختصار الذي لا يخل ولا يمل.
    دعونا في البداية نتساءل مع السؤال المصيري الذي يعنون هذه المقالات : الإسلام في السويد: يكون أو لا يكون! هل وصلنا الى مرحلة التساءل عن مصير دين هو الثاني بعد المسيحية السويدية وعن جالية تقدر بحوالي 400000 مسلم ! أعتقد أن التالي من السطور يحدد أحقية هذا التساءل وإجابته ربما!
    في أواخر العام 2005 وتحديداَ في 17 سبتمبر 2005 نشرت صحيفة بوليتيكن السياسة الدانماركية مقالة بعنوان الرهبة الشديدة من انتقاد الإسلام وتحدثت المقالة عن الصعوبة التي لاقاها كاري بلوتكن الصحفي الدانماركي الذي كتب كتابا عن سيرة الرسول محمد موجهة للأطفال باسم القرآن وحياة الرسول محمد ولكنه وجد صعوبة في إقناع الرسامين بإضافة صور عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى كتابه ووصل هذا الخبر صحيفة يولاندس بوستن التي قامت بإجراء مسابقة بين 40 رساما كاريكاتيريا لرسم صور تعبر عن معاناة بلوتكن في إيجاد رسامين لكتابه و إبراز الإدعاء القائل أنه لا يوجد فنان مستعد لرسم كتاب للأطفال عن محمد بدون إبقاء اسمه سريا وأثناء المسابقة انسحب 3 من الرسامين وعلل أحدهم انسحابه بخوفه أن يحدث له ما حدث للمخرج ثيو فان غوخ الذي قتل في 2 نوفمبر 2004 على يد محمد بويري الهولندي من أصل مغربي لإخراجه فيلما قصيرا (10 دقائق) باسم فلم الخضوع والذي يمكن ترجمته بالاستسلام أو الخضوع وكان الفيلم عن ماحاول المخرج أن يصوره كسوء معاملة المرأة في الإسلام وربطه بنصوص من القرآن وعلل رسام آخر انسحابه من خوفه أن يهاجم مثل المحاضر في معهد في كوبنهاغن الذي تعرض للضرب من قبل 5 طلاب في أكتوبر 2004 لأنه حسب بعض المصادر قرأ نصوصا من القرآن على حشد من غير المسلمين وأثار انسحاب هؤلاء نوعا من روح التحدي في رئيس التحرير الذي اعتبر ذلك منافيا لحق حرية التعبير حسب وصفه!
    في 30 سبتمبر 2005 قامت الصحيفة بنشر مقال بعنوان وجه محمد وفيه 12 صورة كاريكاتيرية وجاء في المقالة نص ترجمته تقول إن بعض المسلمين يرفضون المجتمع العلماني و يطالبون بمنزلة خاصة من ناحية التعامل مع مشاعرهم الدينية وهذا لايطابق المفاهيم الديمقراطية الحديثة لحرية التعبير عن الرأي التي تفرض على كل شخص أن يتقبل الإهانة و السخرية ! ما حدث لاحقاً بات معروفاً إذ فشلت مساعي الجالية المسلمة في الدانمارك في حل المشكلة وزاد صلف رئيس الوزراء الدانماركي ورئيس التحرير في حرارة الموقف ورفض رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوغ راسموسن وبصلف حتى مجرد الإجتماع مع سفراء الجزائر و البوسنة و الهرسك و مصر و إندونيسيا و إيران و المغرب و باكستان و ليبيا و السعودية و تركيا وكان جوابه أن الحكومة لا تستطيع التدخل في حرية التعبير عن الرأي وأن أي قضية تتعلق بمهاجمة الدين يمكن عرضها على المحاكم! لكن الشارع الذي إشتعل في عواصم العالم وحملة المقاطعة الواسعة التي ضربت المنتجات الدانماركية أجبرت الدانمارك على التفكير بعقلانية هذه المرة! أو بمصالحها بشكل أصح!
    حاول أنصار اليمين السويدي والنازيون السويديون المتمركزون في جنوب السويد مناصرة الدانمارك أسوة بالبلاد الأوروبية التي هرعت للمساعدة كالنرويج وفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا ناهيك عن تنديد الإتحاد الأوروبي بحملة المقاطعة الإسلامية أقول حاول البعضُ السويدي المساعدة و انضمت صحيفة سويدية في السادس من فبراير 2006 إلى جريمة الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلنت عن إقامة مسابقة لرسم صور النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وذلك دعمًا لحرية التعبير بزعمها ولموقف الصحيفة الدانماركية ‘يولاندس بوستن و في مقال كتبه رئيس التحرير ‘ريتشارد جومشوف قالت صحيفة سي دي كورير السويدية:إن حرية التعبير في السويد تتجاوز الحظر الإسلامي بشأن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
    وأشارت الصحيفة إلى قيام صحيفة ‘يولاندس بوستن الدانماركية بنشر 12 رسمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في 30 سبتمبر، وأن نشر الرسوم هو محاولة لتسليط الأضواء على التهديدات والمخاوف المتزايدة تجاه الإسلام، إضافة إلى دعم الكلمة الحرة – بزعمها - والنقاش المفتوح وأعلن رئيس تحرير الصحيفة عن دعمه لموقف الصحيفة الدانماركية وعزم صحيفته مواصلة حرية التعبير، ثم دعا كل من وصفهم بالمهتمين بحرية التعبير للمشاركة برسومات عن رسول الله محمد صلى الله عليه سلم، كما يتخيلونه.
    وأوضح رئيس التحرير أن الصحيفة تستقبل هذه الرسومات على البريد الإلكتروني وعلى البريد العادي، مشيرًا إلى أن هذه الرسومات سوف تنشر في أعداد الصحيفة في شهر مارس.وبالفعل نشرت الصحيفة في موقعها على الإنترنت رسمًا زعمت أنه يمثل النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم قالت الصحيفة إنه أول الرسومات التي تتلقاها بعد دعوتها تلك وحثت الرسامين والفنانين على مزيد من المشاركة !!.
    قبل أن ينتشر الخبر بين الجالية المسلمة في السويد كانت التقارير تتوالى على مراكز الأمن القومي والحكومة السويدية حاملة رسائل واضحة دفعت بالسويد وفي تصرف أمني وسياسي سويدي نادر الى منع إعادة نشر الصور الدانماركية في السويد تحسبا لإعتبارات أمنية وإقتصادية!وإذن فقد تدخلت الحكومة السويدية في حرية التعبير والصحافة المقدسة سويدياًهذه المرة وإختفت الرسوم فجأة!
    لم يشفع للصحيفة الدانماركية إعتذارها الموجه للمسلمين باللغتين العربية والدانماركية في 30 يناير 2006م في إخماد الحراك والحراك المضاد الذي أشعله نشر الصور المسيئة وكانت السويد تراقب بعين ما يحدث على حدودها الجنوبية وما قد يحدث داخل حدودها بعين أخرى!
    على الضفة الأخرى وقبل أن تنتهي أزمة رسوم الدانمارك فجرّ بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر في سبتمبر 2006 م قنبلة مسيئة أخرى حين اقتبس في حديثه مع اساتذة جامعيين وطلاب في راتيسبون جنوب المانيا حواراً مزعوماً في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي وفارسي مثقف ويتساءل الإمبراطور ارني ما الجديد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ! لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف !!!
    في جلسة صافية دار نقاش هادئ حول الجالية الإسلامية في السويد ودورها في قضية الرد على الإسائتين الدانماركية والبابوية . قال أحدهم إن الاف رسائل الإحتجاج رفعت الى السفارة الدانماركية في إستكهولم! كان هذا عملاً جيداً لكنه كان ردة فعل عفوية وطبيعية لا أكثر !! ما يود المرء سماعه في مثل هذه القضايا هو عن مشاريع مدروسة بعيدة عن أفعال الأخر وتصرفاته مشاريع تأخذ فيها الجالية المسلمة لا سواها قرار العمل بها : قال أخر: جيد! لكن هل فكرنا في أن هذه الإساءة قد تتكرر هنا في السويد! هل سننزل لنجمع تواقيع الإدانة من البيوت! لماذ يبلغ عدد المحتجين 10000 مثلا وليس 300000 مسلم من أصل 400000 مسلم في السويد ! ومن يستطيع في وقت وقوع مثل هذه الأحجام المهولة من الإساءة التكهن بردات الأفعال ونتائجها! وماذا لو أساء أحدهم برد الفعل من حيث أراد النفع! لماذا علينا دائماً أن نصحو فجأة على فعل الأخر في مكانه وتوقيته الذي يختاره هو لنتصرف دون أدنى فكرة مسبقة عما يجب علينا أن نفعل!
    أسئلة كثيرة وأعذاروهمية أكثر! قاد هذا النقاش الى طرح فكرة جميلة تبدأ من مدينة أبسالا! ولمن لا يعرف أبسالا رابع أكبر المدن السويدية يكفي القول أن أبسالا مركز التبشير المسيحي وجامعتها من أقدم وأفضل الجامعات السويدية وربما الأوروبية و من كلية اللاهوت في جامعة اوبسالا يتخرج المبشرون الذين يصلون ويجولون في مختلف البلاد العربية والإسلامية وبها مركز الكنيسة البروتستانتية السويدية ومركزلكل من منظمتي شهوه يهوه و كلمة الحياة الداعمتين والمحسوبتين على الكيان الإسرائيلي! من أبسالا نشأت الفكرة البديهية التي تقوم على الدعوة إلى الإجتماع المنظمات والجمعيات الإسلامية والقومية المتقاطعة معها للتوقيع على وثيقة خاصة سميت بـ وثيقة العمل المشترك في أبسالا ويؤكد الموقعون عليها على النقاط التالية:
    1- أن الإسلام كان ولا يزال وسيظل أبد الدهر دين الرحمة والمحبة والسلام والخير والتعاون مع كل جهد خيرّ يهدف لخير البشرية والإنسانية.
    2- أننا في الوقت الذي نؤكد فيه إحترامنا لكل الأديان السماوية والأنبياء والعقائد والقوانين والأخلاق السامية نرفض رفضاً باتاً أي مساس أو تشويه أو إتهام للدين الإسلامي الحنيف ولكتاب الله الكريم ورسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ونعتبر ذلك قلباً للحقائق وإساءة لمشاعر ومعتقدات الملايين من البشر ونؤكد وقوفنا صفاً واحداً ضد هذه المحاولات الهادفة لتشويه حقيقة الإسلام وتعاليمه وعقيدته ونؤكد حقنا الطبيعي الأكيد في إستعمال كافة الوسائل القانونية والإعلامية و الإجتماعية للتصدي لها ووقفها ومنع تكرارها ونؤكد أن الذين يحاولون بين فترة وأخرى كيل التهم ونسج الاراجيف بهدف المساس بقيم الإسلام وتعاليمه إنما يهدفون في المقام الأول لضرب روح التفاهم والتعايش والإندماج الحضاري الذي يحياه المسلمون في العالم بكافة وفي السويد بخاصة ونحن نهيب بكل الشرفاء والأخيار والمدافعين عن الحقيقة الوقوف معنا في وجه هؤلاء ومنعهم من الإستمرار في إساءاتهم.
    3- نعتبر أن هذه الوثيقة هي خطوة هامة في طريق تفعيل الدور الإيجابي للجاليات والجمعيات القومية والمسلمة في مدينة أبسالا بما يقود لتقديم صورة حسنة لها وتفعيل دورها ونشاطاتها المساهمة في بناء وتطور المجتمع السويدي.
    4- يؤكد الموقعون على هذه الوثيقة على الدعوة الدائمة للإلتزام بالقوانين النافذة في مملكة السويد والإندماج والتعاون الإيجابي الحضاري مع المجتمع السويدي.
    5- يدعو الموقعون على هذه الوثيقة إلى قيام أعضاء الجمعيات وأبناء الجاليات في مدينة أبسالا بأنشطة وفعاليات مشتركة على الصعيد الثقافي والإجتماعي والرياضي وندعو لتدعيم العلاقات الإجتماعية فيما بينها والإهتمام بأطفال وأبناء الجاليات على الوجه الذي يعكس روح الإخاء والمحبة والتعاون والفعل الإيجابي في المجتمع.
    6- بتوقيع هذه الوثيقة نفسح المجال أمام تشكيل لجنة العمل المشترك في مدينة أبسالا والمؤلفة من عضو واحد منتدب ومفوض من كل جهة موقعة على هذه الوثيقة بحيث تكون مهمة هذه اللجنة هي التنسيق الدائم والمشترك في الإقتراح أو تنفيذ وتفعيل وتطبيق بنود هذه الوثيقة على أرض الواقع فيما تضع هذه اللجنة ألية عملها بعد التوقيغ على هذه الوثيقة مباشرة.
    7- يبقى الباب مفتوحاً أمام كل الجمعيات والجاليات والهيئات والشخصيات المستقلة التي تؤمن ببنود هذه الوثيقة وأهدافها وترغب بالإنضمام إليها بعد التوقيع الأول عليها.
    8- إن التوقيع على هذه الوثيقة يتم في رحاب بيت الله وهو إلتزام ببنودها الواردة أعلاه!
    هكذا كان المقترح المتوي توقيعه في السادس من يونيو لعام 2007 ولكن!
    لم يتدخل الأمن السويدي ولا السياسة السويدية – وهي لا تتدخل عادة – في منع هذا العمل الهام وإنما مسؤول صغير في إحدى جمعياتنا الإسلامية ومن بني ملتنا وجلدتنا و بحجة الحاجة الى طلب مسبق ووقت كاف للإجتماع والتشاور وإتخاذ القرار المناسب!!!
    وهكذا ماتت هذه الوثيقة قبل أن تلد لأن القرار المناسب لم يصل بعد إلى مقترحي الوثيقة حتى تاريخه! لم يكن ما ورد في هذه الوثيقة من باب زخرف القول وبديع اللفظ لانه ما تعنيه هذه الوثيقة – لو وقعت – كان يعني تفويض شخص واحد بالتوقيع نيابة عن العشرات والمئات من المسلمين وبالتالي كان قرار اي عمل أو فعالية سينحصر في بضعة اشخاص يشكلون لجنة الإرتباط ويحافظون على إتصال دائم ومباشرفي أبسالا أولاَ وفي السويد كلها لاحقاً إن نجح موضوع توسيع الوثيقة ونقلها الى كافة مناطق السويد تدريجياً ! هكذا كان وهكذا قدر الله سبحانه وما شاء سبحانه فعل!
    شهر ونصف فقط بين إجهاض فكرة لجنة العمل المشترك ووقوع ما خشيناه وتوقعناه!
    في الساعة الحادية عشر ليلاً رن هاتفي في ساعة لم نعتد فيها في السويد على الإتصال في وقت يعتبر متأخر نسبياً! لقد اتصل أحد الإخوة يعلمنا أن جريدة نيريكيس أليهاندا - وهي صحيفة سويدية تصدر في مدينة أوربرو - قامت بنقل خبرعن رسم سويدي للرسام لارش فيلكس يسيء فيه للنبي صلى الله عليه وسلم – جل مقامه صلى الله عليه وسلم وقامت في سياق نشرها للخبر بوصف الصور ووضع صور كلاب في الموضوع عن الرسم فيما نشرت سفنسكا دوج بلودت رابطاً يؤدي إلى عرض الرسم المسيء وذلك في عدديهما الصادر يوم الأحد 19 أغسطس 2007م ….في صباح اليوم التالي كان البريد الإلكتروني لمسؤولي الجريدتين ورئيسي تحريرهما مملتئا يضج برسائل الإحتجاج ليس من السويد فحسب بل ومن اشخاص في عدة دول في العالم!!
    Vi muslimer runt om världen protesterar emot denna länk som innehåller kränkande bilder av vårar profet Mohammed och insisterar att den tas bort omgående. Dessutom kräver vi en officiell ursäkt av Svenska Dagbladet SVD och nwt för detta kränkande beteende mot alla muslimer runt om i världen.

    We the Moslems around the world object to publishing a link at your newspaper navigating to insulting pictures of our Prophet Mohammed. We strongly demand removing this link from the newspaper and publishing a formal apology to all Moslems around the world.
    …….
    As a Muslim i do really condemn what was published by your journal about the prophet Mohammed by putting a link to the awful pictures. I do strongly believe that you owe Muslim an apology.competition between the Scandinavian countries to upset Muslims all over the world
    It s really a shame that such action comes from a nation which we regard as a peaceful and moderate nation. But unfortunately i think there is a
    It is absolutely disgusting .we have our share of extremists and we do not want any more of them. Newspaper is insighting hatred and causing distress for Muslims. It s time to be responsible and stop.

    نحن المسلمون من أنحاء العالم نعترض على وضعكم رابطاً في جريدتكم يوؤدي لعرض الصور المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونطالبكم بالغاء هذا الرابط من جريدتكم وتقديم الاعتذار لجميع مسلمي العالم على هذه الاساءة .
    في وقت لاحق علمت أن مجموعة لا يتجاوز عدد أفرادها عدد أصابع اليد الواحدة سهرت حتى مطلع الشمس في إعداد خبر الإساءة وتحضير رسائل الإحتجاج ! كيف وصل الخبر بهذه السرعة وخلال ساعات!! كيف أرسل المئات في العالم رسائل الإحتجاج باللغتين الانكليزية والسويدية ومن ثم الفرنسية في وقت لاحق على خبر منشور باللغة السويدية في جرائد تعد محلية وقبل أن تشرق شمس اليوم التالي. تساءل مسؤولو الجريدتين دون أن يسعفهم جواب!! بعد ساعات حذفت إحدى الجريدتين الرابط فيما نفت الأخرى أنها نشرت شيئاً وبدا لي أن توجيه رسالة موحدة لكليهما خلط الأمور وشملهما جميعاً بالغضب وبدأ مسؤول الجريدة يرد على بريد المحتجين ويناشدهم التوقف عن إرسال الرسائل!!! كنت أتخيل وجهه الممتقع وهو يكتب :

    There must be a misunderstanding in this matter. We have NOT put any link on our webpage to any pictures of the prophet Mohammed.
    The artist who made the drawings has put a link to our webpage. We have published an article about a gallery who has decided not to show the pictures.
    Let me repeat; WE HAVE NOT PUBLISHED ANY LINK TO THE PICTURES!!!
    I hope you could tell all your friends this and make them stop writing emails to our newspaper. You should get the facts right before writing emails with demands of apologies.

    Best regards
    Rolf Matthias
    Managing editor

    نتابع في الحلقة الثانية.. إلى ذلك الملتقى اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا وشفعينا وقائدنا وقدوتنا وقرة عيوننا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله وأصحابه وأتباعه وأنصاره إلى يوم الدين..
    د.محمد شادي كسكين
    رئيس الجمعية الدولية للعلوم والثقافة
    أبسالا - السويد

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -

    مع انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين
    2001-2010م
    الإسلام في السويد: يكون أو لا يكون !


    - الحلقة الثانية –

    حين رفضت " مارتا فينيرستروم"المسؤولة عن معرض" الكلب في الفن" في متحف "هيمسبوقد قارد" السويدي عرض رسومات الرسام السويدي لارش فلكس في المعرض لأسباب أمنية وحفاظاَ على مشاعر المسلمين قامت الدنيا ولم تقعد. قالت مارتا فينيرستروم إن الفن لا يمكن أن يكون مطلقا، ويجب أن يفكر الإنسان بالأقليات التي تعيش في المجتمع!!لكن صاحب السنة السويدية سيء الذكر لارش فلكس وصف قرار المتحف بأنه "انبطاح أمام العنف والتهديدات وإذن فقد بدأت أزمة نشر الصور في جريدتي نيريكيس أليهاندا و سفنسكا دوج بلودت وإنتقلت بحجة التضامن والدفاع عن حرية التعبير إلى جريدة أبسالا الجديدة" أبسالا نيا تيدننج"."
    تحت قبة مسجد أبسالا تشكلت لجنة الدفاع عن المقدسات والتي كان من أعضاءها إمام وخطيب مسجد أبسالا الكبير الشيخ أحمد الصائغ والإعلامي العربي يحيى أبو زكريا وأخرون...كانت مهمة صعبة كيفية التعامل مع تحدٍ واي تحد أكبر بالنسبة للمسلمين من أن يهان نبيهم صلى الله عليه وسلم على هذا النحو!
    في تحرك رسمي عاجل سارع رئيس الوزراء السويدي فريدريك رانكفيلت الى زيارة المسجد الكبير في العاصمة استكهولم لتأكيد موقف الحكومة الرافض للرسوم المسيئة وإلتقى هناك ممثلين عن المجلس الإسلامي السويدي والرابطة الإسلامية في السويد، فضلا عن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل.
    في إجتماعه دعا رينكفيلد خلال زيارته للمسجد بمبادرة منه الثلاثاء 4- 9-2007 إلى ضرورة استيعاب المسلمين في دوائر صنع القرار، وتعهد بالعمل على إزالة سوء فهم وجهل السويديين بالثقافة الإسلامية والشرق أوسطية من خلال تعيين موظفين يجيدون اللغة العربية.وشدد على أن المسلمين مواطنون من الدرجة الأولى، ومتساوون مع باقي فصائل الشعب السويدي في الحقوق والواجبات . كما أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا أكد فيه "أن السويد بلد يعيش فيه أناس من مختلف الأديان جنبا إلى جنب، وأن أساس نموذجه الاجتماعي هو الاحترام والفهم المشترك والرغبة أيضا في العمل معا لدفع أي عمل عدائي مثل العنف، وكذلك عدم انتهاك السياسيين لحرية الصحافة والتعبير المطلقة التي تعد من ركائز بلدنا وديمقراطيتنا".وقال رينفلديت في البيان: "إن الإرادة في الاستفزاز يجب ألا تتغلب على الإرادة في الحوار، فإذا حدث ذلك، فسيعرقل أي إمكانية للفهم واللقاء بين الثقافات والأديان، دعوني أعبر عن أسفي لما أصاب الناس من شعور بالإهانة، وشخصيا.. لن أفعل أي شيء عن عمد من الممكن أن ينظر له على أنه مستفز أو مهين للأديان الأخرى".
    ومباشرة أعلن عبد الرزاق وادري مسئول العلاقات الخارجية في الرابطة الإسلامية: "اللقاء شهد اتفاقا بين الحكومة وقادة الأقلية المسلمة على التعاون والتنسيق فيما بينهما لمنع تكرار مثل هذه الأزمة والتصدي إلى التطرف من قبل أي طرف من أطراف المجتمع السويدي ضد طرف آخر، سواء كان من جانب المسلمين أو غيرهم. ووصف وادري هذا التعهد من قبل رئيس الوزراء بأنه "خطوة جريئة"، خاصة أنه يأتي من رئيس وزراء ينتمي لحزب مسيحي محافظ، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية السويدية قررت إرسال نسخة بتفاصيل اللقاء بمسجد الشيخ زايد لجميع سفاراتها بالخارج.وفي المقابل أشار وادري إلى أن المسلمين تعهدوا لرئيس الوزراء بعدم تدويل قضية الرسوم المسيئة والعمل على معالجتها في الإطار المحلي، ليظهروا أنهم يحترمون بلادهم التي منحتهم جنسيتها، وأنهم لن يكونوا طابورا خامسا يخشى منه السويديون يوما ما، بحسب تعبيره.
    أشادت المنظمات الإسلامية في السويد بموقف رئيس الوزراء فريدريك رينفلديت حيال أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، واعتذاره عما سببه نشرها من غضب في أوساط الأقلية المسلمة.وتصديقاً لما وعد به رانكفيلت ألغيت مظاهرة كان من المقرر أن ينظمها المركز الثقافي الإسلامي في أوريبرو الجمعة المقبل بعد لقاء رئيس الوزراء بأعضاء الأقلية المسلمة، وقال جمال الأحمدي رئيس المركز الذي نظم مظاهرتين سابقتين ضد الرسوم المسيئة: "المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء مع أعضاء الأقلية تعد خطوة جيدة وآمل أن تنتهي الأزمة الآن". أما هيلينا بنت عودة رئيسة المجلس الإسلامي السويدي فقالت: إن ممثلو الأقلية قدموا مقترحات لرئيس الوزراء لمنع أي إساءة تصدر في المستقبل ضد المقدسات الدينية، منها العمل على استصدار قانون يجرم الإساءة للأديان على غرار تجريم من ينكر الهولوكوست (المحرقة النازية)، وقد أبدى رينفلديت استعداده لطرح الأمر للمناقشة، بحسب ما ذكرت هيلينا.كما قال شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا: إن هناك خططًا من قبل الاتحاد لعقد مؤتمر خلال الأيام المقبلة لبحث الأزمة ودراسة الدروس المستفادة منها، وذلك حرصا على أن تبقى معالجة هذه القضية في إطار سويدي أولا ثم في إطار أوروبي، مشددا في الوقت نفسه على رفض قيادات الأقلية المسلمة لكافة دعوات مقاطعة المنتجات السويدية والمظاهرات الاحتجاجية العنيفة مثلما حدث في أزمة الرسوم الدنماركية. ...لقد تعامل قادة الجالية الإسلامية الذين إلتقوا رئيس الوزراء بصدق وطيبة قلب و بثقة زائدة بالوعود المعسولة وأسقطوا من أيديهم كل أوراقهم... وإنتظروا.. وما زالوا ينتظرون! مع ذلك فلا يمكننا إلا تسجيل هذا الموقف الفارق لرئيس الوزراء السويدي مقارنة بنظيره الدانماركي الذي رفض حتى مجرد الإستماع لمطالب المسلمين في الدانمارك بل وحتى لقاء سفراء الدول الإسلامية في كوبنهاجن بحسب ليون برخو أستاذ اللغة والإعلام جامعة يونشوبنك في السويد .
    في أبسالا كانت الإستعدادات تجري على قدم وساق بعيداً عن كل هذه التفاهمات والإتفاقات... الكلام لا يجدي والأفعال هي التي تقيم المواقف. في أبسالا ورغم الجو الغائم شبه الماطر تم تنظيم مظاهرة غير مسبوقة بالتعاون بين جمعية الشعب الفلسطيني في أبسالا وخطيب مسجد أبسالا الشيخ أحمد الصائغ ولجنة الدفاع عن المقدسات الإسلامية المشكلة حديثاً لمواجهة قضية الرسوم المسيئة بالتعاون مع الجمعيات الإسلامية والعربية والسويدية في مدينة أبسالا!.
    خرج عشرات المئات من المسلمين في تظاهرة ضد الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقدرت مصادر مطلعة عدد المتظاهرين بأكثر من ألف ومائتين متظاهركانت هي الأكبر التي رأيتها في السويد. سارت المسيرة في شوارع مدينة أبسالا لتستقر أمام مبنى جريدة أبسالا الجديدة التي شاركت في نشر الصور المسيئة وتوالى على الحديث متحدث بإسم مسلمي مدينة أبسالا وإمام وخطيب مسجد أبسالا الشيخ أحمد الصائغ ومندوب عن مجمع ال البيت رضوان الله عليهم و قسيس الكنيسة السويدية في أبسالا وممثلون لثلاثة من الأحزاب السويدية وهم حزب اليسار وحزب البيئة والحزب الشيوعي.
    وقد ندد المتظاهرون بهذه الإساءة الشنيعة للنبي صلى الله عليه وسلم ومشاعر المسلمين في السويد والعالم وطالب المتظاهرون بوقف الإساءة والإعتذار عنها وسن قوانين لحماية الرموز الإسلامية في السويد.. وقد ضجت سماء أبسالا بهتافات المحبة والولاء لسيد البشر محمد بن عبد الله رسول العالمين صلى الله عليه وسلم وبهتافات التكبير والتنديد - وأبدى المراقبون السويديون إعجابهم بكثافة المشاركة في المطاهرة ودقة التنظيم فيها وكان من الكلمات البارزة فيها قول راهب الكنيسة السويدية في أبسالا: لم أكن أعرف أن لدينا في أبسالا كل هذا العدد الكبير من المسلمين!"
    فيما قوطع مندوب الحزب الشيوعي عدة مرات بالتصفيق وهويتساءل مرات عدة: من قتل 40 مليون في الحروب العالمية..! من يَقتلُ الأبرياءالان في العراق…! من يَقتل الأبرياء الان في فلسطين..! بالتأكيد ليسوا المسلمين… فلماذا هذه الإساءة!. على مقربة من هذه المسيرة الضخمة وقف شاب سويدي في مقتبل العمر يشاهد شيئاً غير مألوفاً! مئات تضج حناجرهم بإسم شخص واحد... نساء وأطفال وشباب وشيب من شتى الأعمار والقوميات واللغات ! قبيل دقائق من الإنتهاء إقترب الشاب من إمام وخطيب مسجد أبسالا الكبير الذي كان يستعد للمغادرة وأشار مستئذنا بالحديث...! عبر مترجم قال الشاب : قرأت عن الإسلام كثيراً.. الأن يثيرني محبتكم للرسول محمد" صلى الله عليه وسلم" أريد أن أدخل الإسلام"!...رد الشيخ : ليس الأن ..إقرأ أكثر وفكر كثيراً ...عندما تقتنع تماماً مرحباً بك إلى الإسلام ! رد الشاب: الأن الأن ".. وهكذا كان. في مراحل تالية سجلنا نتائج هذه المسيرة بعد ثلاث سنوات حينما إستمرت مقاطعة المسلمين للجريدة حواراً أو شراءاً إو إتصالاً...بعد ثلاث سنوات من ذلك اليوم سيسجل المراقبون أن جريدة أبسالا الجديدة إمتنعت عن نشر الرسوم المسيئة التي نشرت في عدد من الصحف السويدية للمرة الثانية العام 2010 ممبررة قرارها بأنها لا ترى فائدة من النشر وكانت السطور التي خطتها الجريدة في تعليل قرارها تقول: لقد قاطعنا المسلمون وشنوا علينا هجوماً قوياً وحاصروا مبنانا عندما نشرنا الرسم للمرة الأولى في العام 2007..الأن لا نريد الدخول في متاعب جديدة وإن كنا نؤكد أننا لسنا بخائفين أبداً!

    أما خارج السويد فقد كانت الأجواء ساخنة حداً لا يقل عن سخونتها بعيد أزمة رسوم الدانمارك المسيئة وكان شبح الدعوة لإعلان المقاطعة ضد السويد ينتشر إنتشار النار في الهشيم... بعض الدول الإسلامية إستدعت سفراء السويد وبعضهم ألمح الى استدعاء السفراء المعتمدين من السويد ..موقف بدا جدياً وعاماً هذه المرة ولم يستثنى منه حتى أولئك الذين يعرف عنهم مهادنتهم في مثل هذه المواقف، وكان منها على سبيل المثال تهديد شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي على هامش افتتاح اجتماع الهيئة التأسيسية التاسع عشر للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة: "إن تكرار الإساءة توجب المقاطعة لمن يسيء إلى الرسول وهو متعمد ومصر على ذلك".
    في ظل تلك الأزمة كان الموقف الإسلامي في السويد منقسماً إلى ثلاث مجموعات تمثل الأولى منها الجمعيات والروابط والهيئات الإسلامية الرسمية الكبرى وهذه إقتنعت أو أقنعت نفسها بالوعود الرسمية وإحتكرت الموقف مطالبة مسلمي العالم بعدم التدخل في قضية إعتبرتها" شأنا داخلياً سويدياً " متذرعة بالوعود الرسمية التي تلقتها من رئيس الوزراء السويدي. و للأسف فإن موقف هذه المجموعة أسقط من يدي مسلمي السويد فرصة تاريخية لإستصدار قانون برلماني سويدي تضمن إستصداره الأغلبية التي يتمتع بها رئيس الوزراء الذي وعد بمناقشة مشروع القرار ويضمنه تأييد الأحزاب اليسارية الموجودة في البرلمان والمؤيدة على نحو عام للموقف الإسلامي في السويد.. .أما المجموعة الثانية فكانت ترى أن الإساءات والأزمات لن تتوقف ما لم يتم الإستمرار في الإحتجاجات والضغط والإستعانة بورقة التهديد بإعلان المقاطعة الإسلامية للسويد حتى سن قانون رسمي يحمي المقدسات والرموز الإسلامية ويوقع عقوبات صارمة على مقترفها على شاكلة القانون الذي يمنع معاداة السامية أو إنكار المحرقة اليهودية وهي كانت ترى أن التنازل عن هذا المطلب سيقود إلى التشجيع على إستمرار مثل هذه الإساءات وتكرارها لا سيما وأن هدف هذه الرسوم الأول هو " تعويد المسلمين" على هذه الاساءات حتى تصبح إعتيادية. المجموعة الثالثة كانت ترى " إهمال وغض النظر " عن هذه الرسوم لأنها تقود إلى إشهار صاحبها وإعطاءه شهرة لا يستحقها وهي تستد شرعياً إلى نصوص قرانية تفسرها برأيها على نحو يؤيد أفكارها كقوله سبحانه وتعالى" والله يعصمك من الناس" وقوله" وأعرض عن الجاهلين وقوله" إنا كفيناك المستهزئين" وما دام الله سبحانه قد كفى نبيه المستهزين فلماذا نتدخل نحن! ثم تأتيك سلسلة مواقف الرحمة من نبي الرحمة مع من اساءوا إليه فقد عفا الرسول صلى الله عليه وسلم هنا وغفر هناك...! وبالطبع يضع أولئك ايديهم على صفحات تالية من السنة النبوية تأمر بقتل من أساء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولو تعلق بأستار الكعبة المشرفة!
    في خارج السويد كانت ذات المجموعات الثلاث تتبادل الإختلاف غير المحمود . يضاف إليها مجموعة رابعة يمثلها فكر تنظيم القاعدة التي أعلن أميرها في العراق " ابو عمر البغدادي "في 15 سبتمبر 2007م الدعوة لاغتيال رسام الكاريكاتير لارس فيلكس الذي تجرأ على اهانة نبينا عليه السلام، وأعلن عن مكافاة في شهر رمضان الكريم مقدارها 100 الف دولار لمن يقتل هذا المجرم". وزاد البغدادي المكافاة الى 150 الف دولار لمن يقتل فيلكس "اذا ذبحه كالشاة"، وعرض 50 الف دولار على راس رئيس تحرير صحيفة نيركس اليهاندا التي نشرت الرسوم. كما توعد البغدادي بضرب الشركات السويدية الضخمة وعلى راسها شركتي سكانيا و إريكسون وفولفو وايكيا والكترولوكس. وعليه أعلنت الشرطة السويدية عبر وكالة الأنباء السويدية " تي تي"أن الرسام السويدي موجود خارج السويد ويشعر بالامان حيث هو، لكنه يتخذ اقصى درجات الحيطة والحذر أما الرسام المسيء فيلكس فنقلت الوكالة عنه قوله «اعتقد بان ليس هناك من داع للقلق في الوقت الراهن لانني اتنقل كثيرا، ولكن عندما اعود الى منزلي، الى مكان ثابت، عندها سيكون من السهل جدا العثور علي. وبهذا التهديد وضعت الشرطة السويدية لارش فلكس ورئيس تحرير صحيفة نيركس اليهاندا اولف يوهانسون تحت الحماية في مكان ما.

    في العراق الحبيب مثل جميل يقول: من يقول لا يفعل.. ومن يفعل لا يقول".. وهذا هو حال هذا التهديد وما شابهه! لقد اضرت هذه التهديدات "الصوتية" بعملية الإحتجاج الإسلامية ضد الرسوم المسيئة ودفعت بالجمعيات الإسلامية إلى المسارعة برفضها خشية وصفها بالإرتباط بجهات إرهابية أو وسم المسلمين السويديين بها وصرحت هيلينا بنعوده رئيسة مجلس مسلمي السويد: "نحن لا نقر هذا الاسلوب. ولا نفكر بهذه الطريقة فالدعوة الى القتل عمل اجرامي""لا نستطيع التصرف بهذه الطريقة. واعتقد بان المنظمات الاسلامية السويدية قادرة على حل المشكلة وحدها. وبالفعل قامت بذلك بطرق مختلفة»، مذكرة بانها اجرت مباحثات مع رئيس الوزراء السويدي. و التهديد بالقتل «اسلوب غير مجد واحمق خاصة ونحن في شهر رمضان"!
    ما أثبته الأحداث وتوالي الأيام أن المجموعة الثانية كانت هي الاصح بين تلك المجموعات...لأنها لم تكن تحرص على الكراسي التي يجلس عليها البعض ولم تكن تنظر بعين زوايا الدروشة التي يتبعد فيها البعض ولا بعين المصالح التي يتشبث بها البعض ولكنها كانت تستشرف القادم من الأيام والمخفي من النوايا والأهداف وكانت في حقيقة الأمر الأحرص على مصلحة الإسلام والمسلمين والسويد والسويديين إذ لو قدر لذاك الفكر أنذاك أن يعطى فرصته لما شهدنا في السنوات الثلاث التالية 2008-2009-2010 ذلك المسلسل الطويل من الإهانات والإساءات السويدية للإسلام ولكان الأمر إنتهى بقانون يكفل للمسلمين حرية وكرامة دينهم و معتقداتهم ويحفظ للسويد أمنها وإقتصادها وثقة مواطنيها ومسلمي العالم بها ولتجنبت السويد والمسلمون على السواء مخاطر كل الأزمات التي تجددت لاحقاً!
    لا أدري لماذا خجل البعض يومها من تلويح المسلمين بالمقاطعة وهي أسلوب عالمي للضغط السلمي تستخدمه الدول والأمم الكبيرة والصغيرة على السواء !لماذا يريد البعض أن يغض الطرف عن حق الأخرين في الإساءة إلينا اين وكيف ومتى يشاؤءن ويمنعنا الحق حتى في التلويح بأن لا نشتري ولا نبيع إلا ممن ولمن نشاء ! لماذا يقلل بعضنا من قيمة الفرد وقدرته حين نسمه " باليد الواحدة " التي يصفها المثل الشهير بأنها " يد واحدة لا تصفق". لا أدري لماذا نلجأ دائماً لمثال اليد الواحدة متناسين أن في رأس كل واحد منا" عقل واحد" لا يحتاج إلى "عقل ثان" معه ليفكر ويعمل وأن في صدورنا " قلباً واحداً يصفق ويخفق ببراعة دون حاجة لقلب إضافي ليصفق ويخفق ! في المحطات الموقفية الهامة لا نحتاج يا سادة إلإ إلى " عقل وقلب " هو ذات العقل والقلب الواحد الذي كان في رأس وصدر كل صحابي وتابعي وعالم ومناضل ومبدع ! بل حتى اليد الواحدة قادرة على أن تكتب وترسم بمفردها!
    في خضم فكر القيمة الفردية الواحدة علينا أن ندرك أن الفرد يحتاج لمساحة شخصية خاصة به ضمن نطاق الأمة العام , نطاق منطقة صغيرة تعطيه الإيمان والإحساس بقيمته ومسؤولياته وتشعره بمقدرته على الفعل الذي يريد البعض عامداً أو جاهلاً إلغاءه. دعونا نفكر ونتأمل ونقرأ التاريخ ثانية لنرى أن غاندي وحده بإيمانه وإحساسه الفردي بحق شعبه الهندي في التحرر قاده الى " عمل فردي" بإعلان" العصيان السلمي" وبطبيعة الأمر لم يكن غاندي بعدها لوحده لأن الألاف التي إمتلكت داخل كل فرد منها ذات الإحساس بالحاجة والقدرة على التغيير لبت دعوته ونجحت في إحداث الفعل الذي أرادت! دعونا نفكر ونتأمل ونجدد الإعتقاد الذي يحاول البعض أن ينسينا إياه أن جميع أركان الإسلام الخمسة التي يقوم عليها إيمان المرء أو كفره وشروط الأعمال وما سواها هي فردية المسؤولية وليست وقفاً على وجود الجماعة للتلفظ بها وإقامتها مثلها مثل شهادة التوحيد وإقامة الصلاة وصيام رمضان وإيتاء الزكاة وحج البيت الحرام والنية كلها " عمل فردي " لا ينتفي فرضها بإنتفاء الجماعة المجمعة عليها أو على تبني القيام بها ! الأعمال تبدأ دائماً بــ "فكرة وقيمة فردية" وتتحول لفعل جماعي يزداد تاثيره بإزدياد الفاعلين له وإلا فهل في المرء إلا قلب واحد يلزمه إنكار المنكر به وذلك أضعف إيمانه! وإذن فلا براء للمرء من جريمة الصمت التي يبررها البعض هذه الأيام دون أن يحسوا بشناعة ما يروجون ويبررون.
    في ركن هادئ جلست استمع لكتاب عرب يهاجمون فكرة المقاطعة وفكرة الإحتجاج من أساسها فللبيت رب يحميه وللرسول مقام يعليه... هي ذات الأعذار التي يسوقها المتكاسلون المتخاذلون.. نصوص تساق خارج السياق يفسرها غير أولى علم كما يشاؤءن...يومها كتبت إلى أدعياء الحب وأدعياء الحرية الذين هاجموا كل من أراد إستخدام حقه الفردي في التلويح بالمقاطعة وما زلت عند ما كتبت: إلى السادة المتخاصمين جميعا حول المقاطعة وعدمها... أحب بداية أن أوجه التحية....لكنني سأذكر البعض أنهم يتسترون بالحرية في جنح الظلام ليقتلوها بعيدا عن أعيننا... !وسأذكر البعض أن دعوتهم إلى التأني والرحمة والكلام اللين الناعم ستتلاشى بعد ثوان معدودة ليحل مكانها الغضب والانفعال والتراشق بالويل والثبور إن تجرأت فشتمت أحدا من اباءهم وامهاتهم وأنسباءهم أو جدا غابرا من أجدادهم الذين أخرجوهم لنا !!...لما ذا الانفعال ؟! وأنا إن أشتم أحدا من هؤلاء فالاسلام دين الرحمة والعفو والتسامح !أم أن آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله! سأذكر البعض الذين يأخذون المبادئ والاديان والمعتقدات والقيم بسخريتهم المعتادة أنهم حولوا حياتنا إلى مجموعة من الدمى البالية لا تصلح حتى للعب الاطفال بها !وسأذكر البعض الذين يدعون فهم الغرب قبل أن يفهموا أنفسهم... أننا نعيش في الغرب ونفهم الشرق والغرب… وسأذكرهم أن سياسيو أرحم حزب سويدي باللاجئين والمهاجرين كانوا يتضاحكون خلف الكواليس قائلين " إنهم لا يختلفون كثيرا عن أغنامهم يومها تعلمت أن أحترم كل وجهة نظر إلا أن تصبح الخيانة وجهة نظر وأن أحترم كل رأي إلا أن يكون راي من لا راي له وتعلمت يومها أن الحب الذي لا يعادل في ميزان الأفعال علبة حليب أقاطعها من أجله حب كاذب !!....
    من يتابع قضايا الإساءات يدرك الأن تماماً أنه قد اضر بالسويد يومها من كذب على اصحاب القرار في السويد حين بسط المسألة وهونها وقلل من أثارها ونتائجها الكارثية المستقبلية لأن قضية الإساءة السويدية 2007م وإن كانت الأضخم والاشنع سويدياً حتى ذلك العام فإنها لم تكن الأولى في السويد, فقبل عامين من هذه الأزمة وتحديداً في 19 مايو - أيار 2005م كان القس السويدي البروتسناتي رونار سوغورد يوجه التهم والإفتراءات الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عظة ألقاها في كنيسة فيلادلفيا السويدية على الجماعة الأنغليكانية الخمسينية !
    وسرعان ما وجهت كنيسة فيلادلفيا السويدية رسالة اعتذار للمسلمين. وأكدت الكنيسة في رسالة وجهتها للمجلس الإسلامي السويدي عبر الإذاعة أنها تتبرأ مما بدر من القس رونار سوغورد الذي قالت إنه لا ينتمي إليها. وأكد رئيس المجلس الإسلامي بالسويد مصطفى خراقي في حديث هاتفي مع الجزيرة نت أن كنيسة فيلادلفيا قدمت اعتذارها للمسلمين وأبلغتهم بأن القس رونار لا ينتمي إليها، وأنه كان يستعير الكنيسة لأداء الصلاة فيها مع جماعته.
    وأضاف أن الكنيسة أوقفت تعاونها مع القس وجماعته ولن تسمح له باستخدام الكنيسة مرة أخرى، كما أوقفت بيع أشرطة تتضمن خطبا للقس، وقامت بالرد عليه عبر الصحافة المحلية واستنكرت ما قاله عن النبي محمد عليه السلام. وأوضح خراقي أن غالبية المسلمين في السويد مع خيار الحوار أو التعامل مع الأمر عبر الصحافة دون اللجوء إلى العنف، وأن كل ما تداولته الصحافة المحلية من أن المسلمين يطالبون بقتل القس رونار ما هو إلا من قبيل المبالغة ولفت الأنظار عن فعلة القس بردود أفعال فردية لا تعكس سواد المسلمين في السويد.وأكد أن الجالية المسلمة في السويد تؤمن بالخيار الديمقراطي السلمي في التعبير عن استيائها واحتجاجها.
    .وقد نظمت الجالية المسلمة بالسويد مظاهرة أمام كنيسة فيلادلفيا التي تقيم فيها الحركة الخمسينية صلواتها، وشارك في الاحتجاج نحو 500 متظاهر رفعوا فيه أعلاما بيضاء تعبيرا عن السلام ورفض العنف، ولافتات كتب عليها "لا للمساس بمعتقدات الدين بذريعة حرية الرأي" و"رونار لا يتبع تعاليم المسيح" و"لا للإهانة".
    ذات المسلسل تكرر وبحسب ما تناقلته الصحافة السويدية فإن ثمة خلافا دب بين صفوف الجالية المسلمة بشأن فتوى صدرت عقب تصريحات القس تجيز قتله، وأن جهود بعض الأئمة لإلغاء الفتوى باءت بالفشل بعد أن أخبر أحد الناشطين الإسلاميين في حوار مع الصحافة السويدية بأن الأمر رفع لزعيم تنظيم قاعدة الجهاد في العراق أبو مصعب الزرقاوي للحسم فيه. ونشرت إحدى الصحف المحلية مقتطفات من الرسالة التي ادعت أنها أرسلت للزرقاوي جاء فيها "نحن المسلمين نحتاج إلى عونك ورأيك ما دمت أنت معلم الناس وقوتهم". وادعت صحيفة "إكسبرس" السويدية أن القس رونار تلقى عددا من رسائل التهديد عبر بريده الإلكتروني. وذكرت الجزيرة نت أن عموم المسلمين والمنظمات الإسلامية في السويد لا تعلم عن الفتوى المذكورة إلا من وسائل الإعلام المحلية، وأن الشخص الذي تكلم مع الصحيفة هو سويدي أسلم قبل سنوات وتلقى تعليمه من أشخاص لهم ميول متشددة. و أن السويدي المسلم المرتبط ببعض الأشخاص في بريطانيا ليس لديه علاقة مع الزرقاوي ولم يرسل له أي رسالة، وإنما أرسل رسالة بخصوص القس لجهات في لندن لم يسمها.
    عقب ذلك صدر تهديد من زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي بـ "أن يكون مصير رونار سوغورد كمصير المخرج الهولندي تيو فان غوخ الذي قتل في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2004م في مكان عام في أمستردام لاسيما وأن الكنيسة السويدية لا تصنع شيئا ضده والحكومة السويدية تعطيه الأمان والحماية ومجلس أئمة السويد يستهزئ بفتاوى القتل"! في ذات الوقت تعالت الاصوات التي تلوم الحكومة السويدية لوقوفها موقف المتفرج من هذه الإساءات لكن رئيس مجلس الأئمة في السويد حسان موسى طالب من أعضاء مجلسه أن يحكّموا عقولهم. حتى وإن كانت آراء رونار سوغورد أساءت لملايين المسلمين في العالم وأنه ليس من الجائز إن يؤدي ذلك إلى اغتيال، مثلما كانت الحال لدى تيو فان غوخ وأنه يجب لمحكمة نظامية أن تصدر قرارًا في هذا الأمر. وسرعان ما أذعن القس أمام جدية التهديد بتصريحه إن وصفه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مجرد فكاهة ومزاحًا. لكن فكاهات كهذه يمكن أن تؤدي إلى انهيار السلام في مجتمع ما كما صرحت السيدة إفونّه رويدا، عضوة البرلمان عن الحزب الديموقراطي الاشتراكي، والعضوة في اللجنة السويدية المناوئة لمعاداة الاسلام:
    "رونار سوغورد يسعى بما قاله عن قصد، إلى زعزعة السلام. فالأمور لم تكن مختلطة عليه، إنما قام بذلك وهو مدرك جدًا ما فعل. إنها لمسألة في غاية الجدية، أن هناك أشخاصا يريدون زرع التفرقة بين الأديان"...
    في الجعبة الكثير وذاكرة إلأيام حبلى ...إلى أن نلتقي في الحلقة الثالثة..اللهم صل وسلم على قائدنا ونبينا وحبينا وقرة أعيننا وشفعينا محمد وعلى أله وأصحابه ما نصره ناصر أو خذله مخذول وسلم الى يوم الدين تسليماً كثيراً..
    د.محمد شادي كسكين رئيس الجمعية الدولية للعلوم والثقافة في السويد

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -

    مع انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين
    2001-2010م
    الإسلام في السويد: يكون أو لا يكون !

    - الحلقة الثالثة –

    ربما كان من البديهي وقد إبتدأنا سلسلة هذه المقالات بقضية الرسوم المسيئة دانماركياً فسويدياً في الأعوام 2005م و2006و2007م أن نستمر زمنياً مع تطورات هذه القضية في الأعوام التالية 2008و2009و2010م إلا أنني ولإعتبارات خاصة قد أتمكن من الحديث عنها يوماً سأتوقف عند ذات العام 2005م ومنه ننتقل إلى بداية هذا العقد في محطات هامة ومفصلية تشكل في رأيي وإجتهادي الهزات السببية والأساسية والإرتدادية على السواء لما حدث ويحدث في السويد وسأعود بإذن الله تعالى تاريخياً إلى المتابعة في تطور هذه القضايا ومجرياتها فما إن إنتهت قضية القس السويدي رونار سوغورد حتى كانت إحصائيات هيئة الإندماج السويدية واستطلاعات الرأي تشير إلى زيادة في انعدام الثقة وتدهور العلاقة بين المسلمين والمجتمع السويدي . ونشرت جريدة سيد سفنسكا في الاول من سبتمبر 2005 نتائج تقرير يشير إلى أن " ثلثي الشعب السويدي لا يرى توافق قيم الجالية المسلمة مع قيم المجتمع السويدي وهي نتيجة اقلقت مجلس مسلمي السويد ودعتهم لقرع جرس الخطر والمسارعة للإجتماع مع رئيس الوزراء يوران بيشون, ووزير الاندماج ينس اورباك لم يعلق أهمية كبيرة على هذه النتيجة لكنه أكد " أن هناك مسافة كبيرة اليوم بين المجتمع السويدي والمسلمين". ثمانية من كل عشرة سويديين رأوا أن من الجيد أن يندمج الناس من مختلف الثقافات والتقاليد ولكن هذه الرؤية لم تكن ذاتها عندما يتعلق الأمر بمجموعة معينة : المسلمون !بالطبع لم يكن الأمر جديداً لانه في العام 2004م أظهرت الأكثرية التي شملها الإستطلاع معارضتها لإرتداء الحجاب في اماكن العمل والمدارس وعارض الثلث بناء المساجد في السويد. هذه النتيجة لم تكن مفاجئة لـ هيلين لوف رئيس منتدى التاريخ الحي التي رأت أن الحرية متاحة في السويد لليهود والمسلمين والشواذ جنسياً ولكن قضية توافق القيم الإسلامية مع المجتمع قضية خادعة!!
    في تلك الفترة 2004م -2005م شكلت هذه المشاعر الحانقة ضد الإسلام والمسلمين الأرضية الخصبة لما أصبح لاحقاً يعرف سويدياً وأوربياً بمصطلح " الإسلام فوبيا" أي " الكره والخوف من الإسلام " والذي بحسب تقرير لـ معد الشمري دخل عام 2006م لأول مرة ضمن التعداد العام لحالات جرائم الكره في السويد والتي بلغت في العام المذكور حوالي (3300)جريمة. "جرائم الكره" هذه ازدادت بنسبة 11% عن السنة ما قبل الماضية 2005م!
    دخل ضمن تلك الجرائم العداء العنصري للمهاجرين، والتي بلغت نسبتها حوالي63% من مجموع جرائم الكره..ولجأ البعض إلى الإعتداء على المسلمين، بدءاً من إرسال رسائل ذات طابع عدواني إلى منزل أو مكان عمل الضحية، وانتهاءاً بالاعتداء المباشر عليهم كما حدث مع السياسية الأشتراكية الديمقراطية (مريم عثمان شريفاي) التي استلمت عدداً من الرسائل الإلكترونية تضمنت الإساءة والإهانة العنصرية.
    لقد ساهم أتباع لوبي الإسلام فوبيا إبتداءاً بإثارة مشكلة منع الحجاب في أوروبا وألف أتباع هذا التيار بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عدة كتب معادية للإسلام، وإنخرط الكثير من الكتاب والصحفيين الأوروبيين في موجة العداء للإسلام وحملات الإساءة لمقدسات المسلمين وبالتأكيد كانت السويد ضمن هذا نطاق هذا التأثير, وبدأت دائرة العنصرية تضيق وتتحدد من "المهاجر القذر" إلى "العربي القذر" و"المسلم القذر" .- انظر تقرير معد الشمري للجزيرة توك في 10/10/2007م.
    ليس علينا أن نستغرب من هذه الصورة المشوهة وهذه المشاعر المتفجرة جهلاً وكراهية لأننا في قرارة أنفسنا وكجالية مسلمة كنا وما يزال البعض منا يعيش حالة غريبة يعجز أطباء وعلماء الإجتماع والنفس وصناعة الحضارات عن وصفها أو تقديم وصفة طبية عاجلة لعلاجها وبدل أن نلتفت لمواجهة هذا الإعصار المتزايد من مشاكل الجالية المسلمة والمد المتصاعد من الهجمات والطعنات من مجتمعاتنا الأوروبية كنا نخوض وقبل هذا التاريخ بأعوام معارك الإتهام فيما بيننا ويمكننا أن نتوقف عند مقالة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها 8107 في 7 فبراير 2001م تضمنت جدلا بين كتاب وقراء مسلمين من كل من ألمانيا والسويد وهي توضح بشكل كبير مستوى التفاوت في نظرة العرب والمسلمين الذاتية لأنفسهم ونظرتهم الى الاخر الغربي يقول بكري الصايغ من لايبزج في المانيا:
    نشر الاخ سليم سليدا من السويد ـ رأيه الخاص جداً في اسلوب حياة العرب في السويد في ظل ديمقراطية هي ـ وبحسب وجهة نظره ـ عبارة عن شذوذ عنصري تفوح منها رائحة الحقد والتخلف. وشن هجوماً ضارياً على هذه الديمقراطية وأهلها وسلطاتهم الحاكمة وكال للجميع (شعباً وحكومة) أنواعاً من السباب والتي ما سمعنا بعربي يصف بها دولة أوروبية أو غيرها بهذه الحدة مع كونه مقيماً فيها!. وانهى مقالته بمطالبته الجمعية العامة للامم المتحدة ولجان حقوق الانسان ان تراقب وضع الاجانب في دولة السويد. " وبالحقائق والبراهين التي تفند كلامه أذكره بمقالة كتبها الاخ أحمد الركابي نشرت في صفحة كاملة في باب «تحقيقات» بجريدة الشرق الأوسط وكان التحقيق المصور عن حياة العرب في السويد. ومن هم.. وكيف يعيشون.. وقد رأيت ان اقتطف منها مقاطع مهمة تبين كيف تلوى الحقائق وتزيف المواضيع. يقول الركابي: «تعد الجالية العربية من الناحية العددية اكبر اقلية عرقية بعد الفنلنديين الذين يقدر عددهم بنحو 350 الف نسمة.. وعلى الرغم من ذلك لا يبالغ المرء اذ يصف الناطقين بالضاد على انهم أقل تأثيراً والاضعف حضوراً في المجتمع السويدي ولعل ذلك مرده الى ان العرب اتفقوا على الا يتفقوا في اي مكان في العالم». ويكمل موضوعه فيقول: «ان وضع العرب هنا لا يبعث على السعادة.. فنادراً ما تجد انساناً يمكن ان تتجاذب معه اطراف الحديث في موضوع ثقافي أو مسألة فكرية. انك تجد هنا نماذج سيئة ما كنا نعلم بوجودها في بلداننا!!». في ضوء هذا الوضع يعيش احد اللبنانيين وهو يصرف معظم وقته في ممارسة الرياضة وهو يفضل ايضاً مخالطة السويديين على معاشرة العرب.. اذ يعتقد ان عدم الاقتراب من بني جلدته راحة للبال ووقاية من الخوض في القيل والقال، فهم لا شغل لهم سوى الطعن في بعضهم بعضا ولا يسلم أحد من شر السنتهم. بل والادهى من كل ذلك ان العرب هنا لا يقرأون الصحف سواء كانت عربية أو سويدية «فشغلهم الأول هو جمع المال ولا يولون أهمية تذكر للمسائل الاخرى، أضف الى ذلك ان الخيار الناتج عن نقص الوعي جعل المهاجر الذي غادر بلده في الستينات أو السبعينات متقوقعاً داخل عقلية الحقبة الزمنية تلك ولم يعد قادراً على مواكبة التطور سواء كان ذلك في وطنه الأصلي أو في السويد».. تقول مقاطع من المقالة ان مدينة أودفالا ـ مدينة ساحلية صغيرة في غرب السويد يقطنها بضع مئات من العرب ومع ذلك تزخر بأمثلة كثيرة من التشرذم المخيب للآمال.. وليت الأمر وقف عند هذا الحد المحبط عربياً، فتذكر المقالة ان الفضائيات العربية قد ساهمت الى حد لا يستهان به في تعميق عزلة المهاجرين. فهناك عرب في السويد لا علم لهم على الاطلاق بما يجري من احداث في السويد، وان معرفتهم بالتطورات التي تجري في دبي على سبيل المثال أفضل بكثير من معلوماتهم عن حدث يقع على مقربة من بيتهم!!. أوردت المقالة حقيقة خطيرة حيث تقول «ثمة احصائية تبين ان المراهقات الشرقيات بمن فيهن العربيات يلجأن الى الاجهاض اكثر من السويديات وان هذا يعكس بشكل واضح عجز الكثيرين من العائلات المهاجرة عن ممارسة الدور التربوي وفق اسس صحيحة. ومما زاد الطين بلة ان ما يسمى بجرائم الدفاع عن «الشرف» العربي تحتل فيها الجالية العربية بالسويد المرتبة الأولى في أوروبا، مما حدا باحدى اعضاء البرلمان السويدي والتي هي من اصل كردي ان تدعو لطرد أي مهاجر يثبت تورطه في جرائم من هذا النوع، خصوصاً بعد ان استبد الغضب بعامة الشعب السويدي نتيجة لهذه الجرائم التي تستهدف النساء بصورة خاصة». وبعد هذه المقتطفات التي كانت هامة لالقاء نظرة على الجالية العربية وأحوالها في السويد، وهو الامر الذي لم يذكر الاخ سليم شيئاً عنه، نطرح سؤالاً حول كيف تعاملت الحكومة مع جالية عربية بهذا الوضع وبهذه الحالة؟ وأي نوع من الممارسات اتخذتها معهم السلطات المسؤولة؟ يقول الاخ الركابي في مقالته «يحق لكل مواطن سويدي بلغ الثامنة عشرة من عمره ان يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية.. كما يحق للمواطن الاجنبي ان يشارك في انتخابات البلدية والمحافظة بعد مرور ثلاث سنوات على اقامته في البلاد. ولا يوجد رقم دقيق يبين حجم المشاركة العربية في أي من هذه الانتخابات على ان الاحصائيات الرسمية تشير الى مشاركة ضعيفة عموماً من قبل المتحدرين من أصول اجنبية.. ولهذا فقد رصدت الحكومة والبلديات مبالغ كبيرة لرفع مستوى المشاركة وتشجيع المهاجرين على الإدلاء بأصواتهم». وليت هذه العزلة ما بين العرب والجهات الحكومية قد اقتصرت فقط على الانتخابات فهناك شكوى من الجهات السويدية العاملة في حقل التعليم ان الاباء المهاجرين لا يحضرون الاجتماعات المخصصة لهم في المدارس في حين يتابع السويديون أوضاع اطفالهم باستمرار وهو الجانب المهمل لدى غالبية الآباء. اهتمت الحكومة السويدية انطلاقاً من مبدأ التكافل الاجتماعي بالاهتمام بمشكلة تنامي المهاجرين المشردين الذين قدموا من دول اخرى وقد هدتهم المخدرات والادمان وعملت على معالجة احوالهم الاجتماعية بصورة تحفظ كرامتهم. وكان من بين الذين شملهم هذا الاهتمام عرب من شمال افريقيا.
    وقبل ان اختم مقالتي أقول ان هذه المقالة قد اصابت كل عربي في الغربة الأوروبية في مقتل.. واظهرتنا بمظهر الجاحدين والناكرين للعرفان والجميل.. واننا لا نعرف آداب وأصول احترام البيت وأهله وهي مقالة (وان كانت تعبر عن رأي شخصي) الا ان منظمات اليمين ستستغلها كبطاقة حمراء سترفعها دوماً في وجوهنا العربية اينما حللنا وأقمنا في هذه القارة؟
    ان الديمقراطية السويدية بخير.. بدليل ان السيد سليم سيلدا كتب اسمه وعنوانه على رأس هذه المقالة بلا خوف أو وجل من أي جهة سويدية.. ومستفيداً من حرية الصحافة والرأي والكلمة التي لم تمنعها السويد حتى عن الاجانب؟. اخي لقد انطبق عليك المثل الذي يقول: «شحاذ وفي حزامه خنجر». اي اننا نشحذ واذا رفض احدهم ان يعطينا ما نطلب نسحب خنجرنا ونغرسه في كبده!. ان كل الموجودين من بلداننا الذين يعيشون لاجئين في دول أوروبا يعرفون جيداً ان من بين معارفهم من لا يستحق حق اللجوء ولا امتيازاته ومعوناته، ومع هذا يتمتع بهذه الامتيازات من معونات نقدية الى سكن الى حق العمل وغيرها. بل ان هناك من يتدلل على السلطات في موطنه الجديد ويطالبها بتغيير مسكنه لأنه لا يليق بعائلته! أو ان الضوضاء في الشارع المجاور له كثيرة وتؤثر على صحته.. وهناك من يشتغلون سراً في أعمال مختلفة ويقبضون نقداً من دون علم دائرة الضرائب وهم الذين أصلاً يتقاضون معونات اجتماعية لهم ولاسرهم. ومع هذا كله نتهم أوروبا بالعنصرية.. ومن دون خجل.!!!" أ.ه
    بالتأكيد لم يكن لمثل هذه الهزائم النفسية القابعة في النفوس أن تحقق نصراً أو إنجازاً وبما أننا بهذا المقال عدنا الى بداية العقد الاول من القرن العشرين فلم لا نتوقف في ذات السياقين نحن والاخر عند حدث كبير أقام الدنيا واقعدها خارج السويد واشك أن أحداً من منظمات وهيئات واتحاد الجاليات الإسلامية إهتم له, كاد هذا الحدث أن يكون عادياً " توزيع جوائز نويل" السويدية العالمية لكن إسم المكرمّ غير المكرم أثار شكوك وحفيظة المسلمين في العالم الإسلامي ضد السويد.
    فيديادر سوراجبراساد نيبول المسمى أديباً القادم من جزيرة ترينيداد - الجزيرة الصغيرة في البحر الكاريبي والتي لا تكاد ترى بالعين المجردة قبالة السواحل الشرقية لفنزويلا يسمى بقرار لجنة التحكيم السويدية فائزاً بجائزة نوبل للآداب لهذا العام 2001 !!

    تعود أصول نيبول المولود عام 1932 في "شاغواناس" قرب مرفأ أسبانيا في ترينيداد إلى أسرة هندوسية هاجرت من الهند واستقرت في هذه البقعة من العالم.
    غادر نيبول في سن الثامنة عشرة إلى إنكلترا حيث حاز شهادة في الأدب عام 1953 من جامعة أوكسفورد. وهو يقيم منذ تلك الفترة في إنكلترا, كرس حياته للكتابة الأدبية، باستثناء سنوات قليلة في منتصف الخمسينات عمل خلالها صحافيا متعاونا مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي. كتب بصورة خاصة روايات وقصصا قصيرة، وله أيضا بعض النصوص الوثائقية.

    يورد الكاتب حسان محمود الحسون في مقالة له تحت عنوان نوبل " نيبول" .. جائزة للآداب أم لغاية في نفس أبناء يعقوب؟! أن هذه الجائزة أصبحت مع الوقت، أو ربما قبل الوقت بقليل، رسالة "سياسية" خفية، ومكافأة للبعض على حساب البعض .نيبول كاتب شديد العداء للإسلام، ويعرف عنه تبجحه بالهجوم الصريح والفج على الإسلام والمسلمين، والعرب بالجملة ,وقد هاجمته صحيفة الثورة العراقية واصفة إياه بالكاتب الهجين والمعروف بعدائه للإسلام، وشككت في دوافع الأكاديمية السويدية معتبرة أن فوزه جاء لانحياز الأكاديمية السياسي والديني والثقافي وتلفيقها مسوغات منح الجائزة لنيبول.ورأت الثورة أن اتجاهات الأكاديمية السويدية منحازة، وأن اختيارها نايبول جاء لينسجم مع الموجة المعادية للإسلام والمسلمين في الغرب. ولا يحمل منحه الجائزة سوى هذه الدلالة.لا سيما وانه صاحب محاولات مستمرة لـ تشويه الإسلام، وأنه الذي اعتبر الإسلام أسوأ مشكلة في العالم الثالث، وصاحب الفكرة القائلة بأن الإسلام أسوأ بلية تحل في تاريخ الهند وتشوهها. ولشدة هواننا وضعفنا وتفرقنا لم ينف نيبول هذه التهم عن نفسه لا سيما وأنه أمام جائزة عالمية يبدي فيها المرء ويخفي بل على العكس فلقد شن نيبول في تصريحات له لجريدة " الـ موندو " الأسبانية واسعة الانتشار هجوما عنيفا على الإسلام والمسلمين لم يسبق له مثيل في تاريخ جائزة نوبل. ودعا إلى إجبار المملكة العربية السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى على دفع تعويضات العمليات التي وقعت في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001. و أنه يتعين على المملكة العربية السعودية دفع التعويضات عن كل عملية "إرهابية" نفذها متطرفون إسلاميون على حد قوله!!.
    كما اتهم نيبول العرب بأنهم "يريدون أن يمدوا صمت الصحراء إلى كل مكان، فهم أمة جاهلة لا تقرأ، وهم يقفون ضد الحضارة"، وأن المسلمين بشكل عام شعوب "مليئة دائما بالحقد، ويعتقدون أنه لا سبيل إلى التعايش مع شعوب أخرى إلا بالقوة".ومضى نيبول في تهجمه على "الهمجية الإسلامية" متهكما هذه المرة على العمليات الاستشهادية التي يقوم بها فدائيون فلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي قائلا: إن الأمر يتعلق بمتطرفين يحلمون بدخول الجنة، وهم من أجل ذلك يتذرعون "تارة بإسرائيل وتارة بالإمبريالية الأميركية".وتعليقا على نظرية الأميركي اليهودي صمويل هنتنتون القائلة بصدام الحضارات والتي أشار فيها إلى حتمية الصدام بين الإسلام والغرب، يقول نيبول"أنا لم اسمع يوما عن صدام بين الهندوس والغرب ولا بين اليابان والغرب" منوها إلى أن الصدام دائما يقتصر على الإسلام والغرب"
    ويرى نيبول أنه "إذا تعرضت دولة واحدة (غربية) للهجوم من طرف الإرهابيين المسلمين فإن هذا يعود لكون كل الدول الإسلامية مسؤولة عن هذا الهجوم، ولذلك فإنه يجب عليها أن تدفع التعويضات. ليس فقط المملكة العربية السعودية ولكن أيضا مصر والجزائر اللتان تشجعان الإرهاب" ، هذا المنطق الذي لم يتبعه نيبول أمام إرهاب الدولة التي تمارسه إسرائيل وأمريكا، وحتى بريطانيا التي منحته جنسيتها دون زرقة عيونه !!.- من مقال للكاتب حسان محمود حسون بتصرف.
    مع مرور الوقت باتت جائزة نوبل محطة سويدية من محطات التحيز والتسيس والتحريض ومكافأة السياسات المعادية للعرب والمسلمين ومن يدور في فلكها أو يعمل في نطاقها وخدمة أجندتها فمنذ تأسيسها " فاز بالجائزة مئات الأدباء والعلماء والساسة الدوليين ورجال الإقتصاد إلا أن نصيب العرب من هؤلاء لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة فقد منحت جائزة نوبل للسلام للرئيس المصري أنور السادات 1978م مناصفة مع مناحم بيجن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي لتوقيعه إتفاقية كامب ديفيد المصرية الإسرائيلية كما منحت ذات الجائزة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1994 مشاركة مع إسحق رابين رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي وشمعون بيريز وزير خارجيته انذاك وللدكتور المصري أحمد زويل في مجال الكيمياء وللأديب نجيب محفوظ في الاداب عام 1988م فيما منحت للمصري محمد البرادعي المدير التنفيذي الوكالة الدولية للطاقة النووية عام 2005م – صاحب المواقف المعروفة بشأن أسلحة العراق -ويؤكد البروفيسور”غيرلونتساند” مدير معهد نوبل للسلام أن نظام لجنة جائزة نوبل للسلام يرتكز على تسمية المرشح من قبل البرلمانات الحكومية أو المنظمات الدولية المعتبرة أو الجامعات، فقد يتم مثلاً اختيار أحد الأساتذة من جامعة معيَّنة في اختصاص معيَّن وهكذا دواليك يقفز عدد المرشحين عن تلك الجهات عن الألف مرشح لتنظر فيها لجنة نوبل وتصفيها على عدة مراحل لتصل في مرحلتها الأخيرة.ويعتقد “لونتساند” أن سبب شهرة الجائزة وتحولها إلى أرفع جائزة عالمية يعود إلى عمر الجائزة الذي تجاوز القرن وسجلها التاريخي الذي يميزها بالمصداقية والحياد والعلمية.

    ومثلما حظيت جائزة نوبل بشهرة عالمية يطمح كل مبدع وأديب وعالم إلى نيلها كحلم حياة وتاج إبداع فقد حظيت بجدل لا يقل صخباً وحدة عن شهرتها وقد أثار منتقدو الجائزة عرباً وأجانب عدة أسئلة حول حياد الجائزة وإبتعادها عن المؤثرات السياسية و والمصالح الغربية لذا فقد طرحت الأسئلة التالية… ألم يصف الكاتب الأميركي إيرفينغ ووليس جائزة نوبل بأنها فضيحة عالمية تتحكم بها الرشوة والجنس والجاسوسية السياسية والمصالح الاقتصادية وفساد الضمير؟ ألم يقل الأديب اليوناني العظيم كزنتزاكيس لم أفهم كيف يتاجر رجل في الديناميت ثم يدعو للسلام وينشئ جائزة عالمية لمَن يسهمون أو يساهمون في خدمته؟ ألم يرفض الأديب الأيرلندي الشهير جورج برنارد شو جائزة نوبل قائلا إنني أغفر لنوبل إنه اخترع الديناميت لكنني لا أغفر له أنه اخترع جائزة نوبل؟ألم يقل الأديب المصري صنع الله إبراهيم ليست هناك جوائز بريئة فما بالنا بجوائز يرعاها القتلة والخونة والأعداء؟ ألم يتبرأ منها الأديب اللاتيني الكبير غابرييل غارثيا ماركيز الذي قال سامحوني إذا قلت إنني أخجل من ارتباط اسمي بجائزة نوبل ثم قال إنه لمن عجائب الدنيا حقا أن ينال شخص مثل بيغن جائزة نوبل في السلام تكريما لسياسته الإجرامية؟ثم يتساءل البعض عن مصداقية الجائزة حين ُيفرضُ على “يوسف إدريس” أن يناصفه فيها إسرائيلي فيرفضها جملة وتفصيلا…؟ وعن سبب حجبها عن الأديب العالمي السوفيتي تولستوي صاحب الرائعة أنا كارنينا ..أيام الحرب البادرة ومنحت لأندريه سخاروف المنشق عن الإتحاد السوفيتي الثائر ضده!
    أماالأديب النرويجي المسرحي اهنوك إبسن فلماذا حرم من الجائزة بحجة أنه من أبناء إسكندنافيا ثم منحت في العام التالي لنرويجي اخر؟!…ولماذا تعطى الجائزة ل174 يهوداً من اصل الأقلية اليهودية في العالم فيما تمنح لثلاثة صينين من أصل مليار صيني ول 12 مسلماً فقط من اصل مليار ونصف المليارمسلم ويتم تجاهل مليار هندي وأكثر من 300 مليون عربي …!؟ولماذ لا تمنح جائزة نوبل إلا لشيرين عبادي الإيرانية المعارضة لبلادها والتركي باهوك الداعي لتوريط بلاده تركيا في مذابح الأرمن..؟! ولماذ لا تمنح لفيلسوف ومفكر عالمي مناصر للشرق وقضاياه كـ ” روجيه غارودي “!
    وإذا كان البعض يتذرع بالتخلف العربي تقنيا فلماذالم تمنح جائزة نوبل للأداب حتى الان لمحمود درويش الفلسطيني الثائر الذي إضطرت إسرائيل للإعتراف بعالميته وتدريس بعض من نصوصه في المدارس الإسرائيلية بعد أن أقرت بإستحالة تجاهل أديب عالمي مثله أو إدوارد سعيد المعترف عالمياً بعالميته..أو حتى نزار قباني شاعر المرأة الأول بلا منازع!هل هي أزمة نوبل.. أم أزمة إبداع عربي..!؟
    ُيقرّ “غير لونتساند” رئيس معهد نوبل للسلام بوقوع بعض الأخطاء في عملية توزيع الجوائزها وفي اساس نظامها الذي تقوم عليه وهو يعتبر أن من أعظم هذه الأخطاء هو عدم منحها للزعيم الهندي التاريخي المهاتما غاندي وهو يعترف في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية أن ” ثمة مَن حظي بجائزة نوبل للسلام من دون أن يستحقها فهناك الكثير من الصعوبات التي تعتري عملية الاختيار وبالتالي فرأيي أن هناك الكثير ممَن أُغفلوا وهم يستحقونها بينما نالها البعض ولم يكونوا يستحقونها.! فيما علق” لونتساند” في سياق هذه المقابلة على قول لأحد الكتاب الإسرائيلين” أن أكثر من ربع الحائزين على جائزة نوبل هم من اليهود “بأنه محض صدفة لا أكثر.
    في أوكتوبر 2003 م ثارت ضجة كبير في الولايات المتحدة الأمريكية عنما نشرت ثلاث صحف كبيرة وهي نيويورك تايمز، واشنطن بوست، لوس أنجلوس تايمز إعلانا ل” “ريموند داماديان”، أحد رواد التصوير بالرنين المغناطيسي في الطب. ” يتهم فيه جائزة نوبل بتجاهله كأحد أهم مخترعي التصوير بالرنين المغناطيسي عندما منحت جائزة نوبل للطب للعام 2003م بشكل مشترك إلى الأمريكي “بول لوتربور” (74 عاماً) رئيس مختبر الطب الحيوي للرنين المغناطيسي بجامعة أيلينوي، والبريطاني “بيتر مانسفيلد” (70 عاماً) أستاذ قسم الفيزياء في جامعة نوتنجهام البريطانية، لإنجازاتهم في مجال التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أتاح تحسين تشخيص الأمراض وتوفير الكثير من المعاناة على ملايين المرضى وكانت لجنة جائزة نوبل ذكرت في حيثيات قرارها أن “لوتربور” و”مانسفيلد” الفائزين بجائزة نوبل في الطب لعام 2003م تميزا بوضع التقدم في مجال الرنين المغناطيسي موضع التطبيق الطبي. إلا أن حيثيات قرار اللجنة لم تتضمن أي إشارة لـ”داماديان” أول طبيب يستعمل أسلوب الرنين المغناطيسي النووي -ما يسمى الآن بالرنين المغناطيسي- في يونيو/حزيران 1970 لتمييز الأنسجة الصحيحة من الأنسجة المصابة بالسرطان في الفئران ومؤسس أول تطبيق طبي في العالم لأسلوب الرنين المغناطيسي النووي.وهو أول طبيب يلفت النظر لإمكانية استخدام الرنين المغناطيسي النووي في التشخيص الطبي، بعد أن كان أداة للفيزيائيين والصيادلة بعد اكتشافه في عام 1937، وبعد أن نال مكتشف الرنين المغناطيسي النووي جائزة نوبل للفيزياء 1944م. وفي عام 1998 منحته جامعة “ويسكونسن ماديسن” درجة الدكتوراه الفخرية بوصفه “أحد مخترعي التصوير بالرنين المغناطيسي. وفي عام 2001 منح جائزة “إم آي تي ليميلسون لإنجازات العمر”، وقد وصفت لجنة الجائزة “داماديان” بأنه الرجل الذي اخترع ماسح الرنين المغناطيسي وهو أول من تبين أنه يمكن التفريق بين الأنواع المختلفة من الأنسجة الصحيحة باستعمال الرنين المغناطيسي، وأنه يمكن تمييز أنسجة العضلات من العظام من الدماغ باستخدام هذه الوسيلة. و أول من سجل براءة اختراع في الاستعمال الطبي للرنين المغناطيسي. وأول طبيب يتمكن من رسم صورة كاملة لجسم إنسان باستخدام الرنين المغناطيسي. و أول من طور ماسحا يعمل بالرنين المغناطيسي ويستخدم في التطبيق التجاري!!
    يؤكد بعض الكتاب الأمريكيين أن “داماديان” كان على القائمة السوداء للوبي الصهيوني الأمريكي AIPAC ولم ينافسه إلا الممثل والمخرج السينمائي “ميل جيبسون” بعد الفيلم الأخير الذي أظهر فيه دور اليهود في صلب المسيح، وأنه باحث مستقل لم ينضم إلى أي لوبي أن السبب في تجاهله بهذا الشكل الفاضح هو كونه مسيحيا متدينا لا يؤمن بنظرية التطور ويؤمن بنظرية الخلق، وأن هذا ما أثار حفيظة كثير من العلماء ضده وبالذات اللوبي المسيطر على لجان جائزة نوبل!
    . – مقتظف من مقال سابق بعنوان جائزة نوبل ديناميت الشهرة والجدل – د. محمد شادي كسكين – موقع شاعر الغرباء.
    جهاد فاضل الكاتب المعروف كتب يومها في العدد الصادر من جريدة الرياض السعودية بتاريخ 20-12-2001م مقالا تحت عنوان لماذا نايبول وليس أدونيس؟ قال فيه " وصفت الصحافة العالمية "نايبول" الكاتب الإنكليزي الهندي الأصل الذي فاز بجائزة نوبل للآداب مؤخرا، بأنه الكاتب الذي طارد جائزة نوبل طويلا قبل أن يفوز بها، أو أنه الكاتب الذي ظل يحوم حول نوبل حتى أقنعها بكفاءته وجدارته بها.. ويبدو أن "نايبول" كاتب ماكر وممن يوصفون بأنم يعرفون كيف تؤكل الكتف، أو بأنهم يعرفون اتجاه الرياح مسبقا.. فمنذ قرأ، أو سمع في وسائل الإعلام أن الغرب يبحث عن "عدو" جديد له بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وكتلته الشرقية، تساءل بينه وبين نفسه: "ومن يكون هذا العدو غير الإسلام"؟
    كان ذلك في بداية التسعينات، أي قبل عشر سنوات تقريبا من اليوم، شدّ هذا الهندي الأصل، المشبع حقدا على الإسلام، والطامع بجائزة نوبل، رحاله من بريطانيا حيث يقيم، إلى دول إسلامية مجاورة للهند أو قريبة منها، وبعضها ترتبط بعداء تاريخي معها، هي الباكستان وإيران وماليزيا واندونيسيا، زار مجتمعات هذه البلدان وقلبه يقطر حقدا عليها وعلى أهلها، وليس بعسير تأصيل هذا الحقد وردّه إلى أسبابه.. فاذا كانت "الهندية" المشتبكة بصراع تاريخي مع الاسلام الآسيوي، مسؤولة عن جزء كبير منه، فعلينا ألا ننسى اثر الثقافة المسيحية الغربية في صياغته، وأياً كان الأمر فقد تحوّل هذا الكاتب من "روائي" و"قاص" وهذه هي الغاية قبل هذه الرحلات، إلى كاتب رحالة شبيه بأمين الريحاني في أدبنا العربي الحديث من حيث وصف ما شاهده في رحلاته.ولكن الفرق شاسع بين رحالة ورحالة، فإذا كان الريحاني قد جاب بلاد العرب مدفوعا بحبهم، عاملا على جمع كلمتهم، وهذا ما يتبدّى في كتبه المشهورة، فان "نايبول" جاب بلاد المسلمين بعين غربية حاقدة عليهم، متقصدة وصف سلبيات وعيوب ونواقص مجتمعاتهم، فكأنه عالم اجتماع في إحدى الجامعات الإسرائيلية.. ولكن مردود هذه الرحلات إلى بلاد المسلمين، على نايبول،فاق ما توقع أو ما توقعه له أصدقاؤه.
    فلم يعد يعرف في الغرب "بالروائي" أو "القاص" بل بالكاتب "الريبورتر" أو كاتب التحقيقات الصحفية، وإذا كان صديقه سلمان رشدي قد اشتهر بروايته آيات شيطانية" فإن كتب "نايبول" عن رحلاته الى بلاد المسلمين لاتقل شهرة في الغرب عن رواية سلمان رشدي، بل إنه بات يشار إلى هذه الكتب على أنها جوهر ما كتبه، وعلى أساس هذه الكتب تقدم إلى جائزة نوبل للفوز بها، ويبدو أن "لحظة" تقدمه إلى جائزة نوبل كانت "لحظة" الحظ السعيد بالنسبة إليه، كانت نوبل تفتش عن كاتب له نفس مواصفات "نايبول" وهي أن يكون قد كتب ضد الإسلام، حاقدا عليه.. وهكذا فاز "نايبول" بجائزة نوبل..قد يقول قائل: إن الشاعر السوري ادونيس له نفس مواصفات "نايبول" بصورة عامة، فلماذا أعلنوا فوز "نايبول" ولم يعلنوا فوز أدونيس؟
    ثمة أجوبة عديدة على هذا السؤال قابلة جميعها للمناقشة، أولها أن أدونيس متخصص بهجاء التراث العربي الإسلامي والتاريخ العربي الإسلامي، لا بالمجتمعات الإسلامية المعاصرة التي فاز "نايبول" لأنه ازدراها وهجاها.كانت نوبل بحاجة لهجاء المسلمين الحاليين، لا لهجاء التاريخ والتراث وحدهما.
    لقد أرادت أن تشرب المنكر وأن يقول لها ساقيها انه المنكر، ولم تكن ارادتها البحث في من "الثابتون" في تاريخ الأدب العربي، ومن هم "المتحولون"، رغم ان هذا الحديث يلذ لنوبل سماعه، ولكن نوبل كانت تبحث عن زيت يصب على نار معاصرة، أو عن زيت يصب على صرح فاغر ينادي بالِثأر في الوقت الراهن، لا عن نار قديمة أو جرح قديم.. فوجدت من يصب هذا الزيت في "قنّ" انكليزي من أصل هندي لديه شخصيا يكفي من الزيت ليصبه من الآن إلى أبد الآبدين.. فلماذا لا يُعطى إذن جائزة نوبل؟
    ان لياقة ادونيس لنيل جائزة نوبل- في ظروف تكون فيها الأعصاب أقل توترا- لباقة كاملة بالطبع، ولكن اعصاب الغربيين في هذه السنة كانت فاترة، متوترة، جياشة بالغضب، بحاجة الى مثل "نايبول" فوجدته في "نايبول" و"نايبول" ليس بالتأكيد خاتمة هذا النوع من الكتاب، أو خاتمة مواصفات معينة، بقدر ما هو بداية نوع وبداية مواصفات، وليس أدل على ذلك من الصراع الذي نشب داخل اجتماعات اللجنة السويدية حول من سيكون الفائز، إذ تخلف ادونيس عن نايبول بصوتين، فكما كان المنشق الروسي صاحب رواية "الدكتور زيفاكو، بوريس باسترناك، اية المنشقين عن الشيوعية وحائزي جائزتي نوبل استنادا الى ذلك، يجب التعامل مع فوز نايبول على أنه بداية مجموعةمن المعادين للإسلام، أو المنشقين عنه، سيفوزون تباعا، فمن لم يفز منهم هذه السنة، سيفوز في سنة لاحقة، طالما ان موجة العداء للإسلام آخذة بالاتساع، وطالما أن الإسلام يصنف في دوائر غربية ثقافية وسياسية نافذة، بأنه العدو الجديد للغرب، بعد الشيوعية.
    ولعل نوبل أرادت عن طريق "نايبول" سبر غور ردود العرب والمسلمين لخلع كل الأقنعة في السنوات المقبلة فتهب نفسها في سنة لأدونيس، وفي سنة أخرى لسلمان رشدي، وفي سنوات لاحقة لكتاب ريبورتاجات، وتحقيقات بلا حصر يستعدون الآن لامتطاء هذه الطائرة أو تلك إلى هذه الدولة العربية أو الإسلامية، ولسان حالهم يقول: "لقد هان عندنا أمر جائزة أسباب منحها، في العمق، هجاء المسلمين".! أ.ه
    وفي مقال أخر عن ذات الموضوع يكتب الأستاذ جهاد فاضل في ذات الصحيفة بعد يومين من مقاله السابق وتحت عنوان" الأسباب الموجبة لفوز 'نايبول'! قائلاً":
    باعطاء الكاتب الانكليزي نايبول (من ترينيداد والهند أصلاً) جائزة نوبل للآداب لهذا العام، تكون مدة الجائزة قد بدأت مرحلة جديدة في تاريخها، تتلخص بمنح جوائزها لكتّاب معادين للإسلام، أو منشقين عنه إذا كانوا مسلمين من حيث المولد والنشأة، فمنذ سقط الاتحاد السوفياتي، ومعه كتلته، الشرقية، وأعني بهذا السقوط منح الجائزة للمنشقين السوفيات ومن في حكمهم، يبحث الغربيون عن عدو جديد يتمثل في رأي الأكثرية المطلقة منهم في الإسلام.
    وليس أفضل، بنظر الغربيين، من أجل تسليط الضوء على هذا العدو، من اعطاء نوبل، وهي جائزة النظام العام الغربي، لكتّاب يعالجون شتى الوجوه العقائدية والسوسيولوجية والفكرية والسياسية لهذا العدو. وإذا كانت نوبل قد بدأت مرحلتها الجديدة هذه بمنح جائزتها لانكليزي من أصل ترينينادي ـ هندي، لا لشيء إلا لأنه ذم الإسلام في ثلاثة كتب رئيسية له هي التي جلبت شهرته، فليس ما يمنع في العام القادم، أو في الأعوام القادمة، من أن تمنح النوبل جائزتها لمنشقين (عرب أو غير عرب) عن الإسلام، من نوع سلمان رشدي الهندي الأصل، أو تسليمة نسرين البنغلاديشية.
    ويبدو أن الذي رجّح فوز "نايبول" بجائزة هذا العام الغليان الذي يجتاح الغرب إثرالأحداث التي وقعت في واشنطن ونيويورك. ومع أن الساسة الغربيين يرددون باستمرار أنهم يميزون بين "الإسلام" و"الإرهاب"، إلا أن أحداً لا يستطيع أن يفكر أن الرأي العام الغربي ليس قادراً على مثل هذا التمييز، أو أنه لا يتحلى بالدبلوماسية التي يتحلى بها سياسيوهم.. فكراهيتهم للإسلام تتبدى فيما لا يحصى من المظاهر الاجتماعية والثقافية التي تنقلها وسائل الإعلام المختلفة، والتي تتجاوز بلا أدنى شك كراهيتهم السابقة لأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية. ذلك أن الإسلام بالنسبة إليهم هو عدو تاريخي وحضاري. " لقد أذنت الساعة الآن للمجاهرة بهذا العداء بوسائل مختلفة. وليس أفضل، في هذا الإطار، من وسيلة ثقافية شديدة الفاعلية والنفوذ، هي جائزة نوبل السنوية التي ينتظرها الملايين في كل مكان على سطح المعمورة. لقد جرى توظيف هذه الجائزة في السابق بنجاح منقطع النظير لفضح المجتمع الشيوعي والأنظمة السائدة فيه، فلماذا لا تُوظّف اليوم لفضح الإسلام ومجتمعاته المغرقة في التخلف بشتى مظاهره وفق رؤيتهم؟
    لقد وجدوا ضالتهم في كاتب انكليزي من أصل هندي يحمل في قلبه كل أصناف الضغائن التاريخية على الإسلام والمسلمين، وقد أضاف هذا الكاتب إلى ما في قلبه من الضغائن التي ورثها عن ثقافته الهندية، ما تلقاه من ثقافة أوروبية لا تقل حقداً على العرب والمسلمين من ثقافته الأصلية.
    ويبدو أن هذا الكاتب كان يبحث عن نفسه لمثل هذا اليوم إذ انه كتب الرحلات الثلاث الكبرى التي نوهت بها الأكاديمية السويدية، كأساس لمنحه الجائزة، عبارة عن كتب رحلات قام بها إلى إيران وماليزيا وأندونيسيا والباكستان، وضمنها ما لا يُحصى من المطاعن بالإسلام وأهله. وبذلك أرسى القاعدة الصلبة لجائزة كان يحوم حولها، كما تقول الأخبار، منذ عدة سنوات..
    ومن الطريف أن الأكاديمية السويدية، في تعدادها للأسباب الموجبة لمنح "نايبول" جائزة نوبل للآداب، قالت إنه وصف المجتمعات الإسلامية "بدقة"، وبهذا الوصف أعلنت انحيازها الصحيح لوجهات نظره، وتأييدها الذي لا لبس فيه لموقفه المشين من حضارة باذخة ظلت تسطع على الأرض، وعلى الغرب، قبل سواه، أكثر من ألف سنة! لقد فقدت نوبل مصداقيتها. لم تعد، أو لم تكن يوماً، جائزة نزيهة مجردة لوجه الأدب والحق والمثالية، كما شاءها مؤسسها. لقد تحولت إلى جائزة غربيـة، ومنذ اليوم إلى جائزة لحلف الأطلسي، قبل سواه!
    بالطبع لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي وبالتأكيد لا يضر القضية الإسلامية أن مسلمي السويد ومنظماتهم وما أكثرها لم يهمسوا حتى اليوم ببنت شفة عن هذه القضية لكن التاريخ سجلها كدليل إضافي أن مسار السويد إنحرف أو أنه منحرف أصلاً وإن كنا عنه لغافلين!
    الى الملتقى صل اللهم وسلم وبارك وأنعم على حبيبنا ورسولنا ونبينا وقائدنا وقدوتنا محمد وأله واصحابه وأحبابه وأنصاره إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً.

    د.محمد شادي كسكين – أديب سوري – رئيس الجمعية الدولية للعلوم والثقافة في السويد – 15/06/2010م

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الإسلام في السويد : يكون أو لا يكون!
    الحلقة الرابعة

    السويد وحرب أفغانستان: عندما يغيب الحكماء ويدمن الساسة مشاهد الكابوي الأميركي

    ربما كان مقدرا ان نتناول موضوع هذه الحلقة في المراحل الأخيرة من هذه السلسلة من المقالات لولا أن تتابع الأحداث وفظاعة الأخطاء والتبعات دفعت بإتجاه تقديم هذا الموضوع في وقت أبكر. لقد باتت الحكمة وبعد النظر المعروف عن تاريخ السياسة السويدية محل شك عندما يفتح الباحث ملف هذه المحطة الهامة من محطات العلاقة بين الإسلام والسويد. وتبدأ القصة من قرار مجلس الأمن الدولي تشكل وارسال قوة دولية للمساعدة الامنية في 20 ديسمبر 2001 وقرار السويد المشاركة في هذه القوات والمعروفة اختصارا بـ "ايساف ".
    في البداية كانت مهمة القوات تنحصر في مساعدة الجيش والشرطة الأفغانية على توفير الأمن في كابل ومحيطها، لكن في اكتوبر 2003 وسعت الأمم المتحدة تفويض القوات ليشمل كل الأراضي الأفغانية. تطوعت عدة دول لقيادة مهمة إيساف كل ستة أشهر. وكانت بريطانيا أول دولة تتولى القيادة وتلتها تركيا. أما المهمة الثالثة فتولى قيادتها كل من ألمانيا وهولندا بدعم من حلف شمال الأطلنطي.ومن أغسطس 2004 تولى حلف شمال الأطلنطي (الناتو) قيادة إيساف.
    منذ مارس 2006 تسلمت السويد من بريطانيا مسؤولية مشاريع المساعدة العسكرية ، وفريق إعادة إعمار المحافظات (فرق الإعمار الإقليمية) في شمال أفغانستان في مساحة تعادل خمس مساحة السويد وفي اربع محافظات بلخ وسامانجان وجوزجان وصاري بول.تمركزت القوات السويدية في معسكر " مارمال " و" نورث لايت "" نور الشمال" جنوب شرق مدينة مزار شريف في منطقة حارة وجافة تصل درجة الحرارة العادية فيها في الصيف إلى اكثر من 40 درجة مئوية في سبتمبر 2005 كان عديد القوات السويدية في افغانستان 94 شخصا وفي خريف العام ذاته تم اقرار زيادتها الى 200 شخص لمدة عامين على ان لا تتجاوز في الحالة القصوى 375 شخصا غالبيتهم موظفون مدنيون .
    عندما اتخذ قرار المشاركة السويدية كان كلا جهتي السياسة السويدية اليمن واليسار متوافقا حولها وسرعان ما تغير موقف حزب اليسار بعد فوز اليمين في انتخابات 2006م ورفض حزب البيئة اي رفع للقوات في الاعوام التالية ورأى البعض رفع أعداد العاملين المدنيين فقط ضمن هذه المشاركة.


    في 13 نوفمبر 2008 قررت الحكومة السويدية تعزيز وجود الجيش في أفغانستان من خلال النقل والمروحيات الطبية ومزيد من التدريب ومجموعات التنسيق. مع زيادة القوات السويدية في عام 2009 إلى ما يقرب من 500 شخص مقارنة مع 373 في نوفمبر 2008.
    ذرائع مشروخة!!
    تنوعت الذرائع التي ساقتها الحكومة السويدية لارسال قواتها الى أفغانستان فبعدما كان الهدف الأساسي للمشاركة السويدية في القوة الدولية هو المساعدة على تعزيز الامن الافغاني وتنمية البلاد الاجتماعية والاقتصادية لتأمين ذهاب الفتيات الى المدارس, بدأت السويد في ترديد أن العنف في أفغانستان يؤثر على أمن السويد نفسها بخطري" الإرهاب " و" المخدرات"!
    في الاول من اوكتوبر عام 2002م كتبت صحيفة " سفنسكا دوجبلاديت " مقالا بعنوان السويد قاعدة للارهاب قالت فيه ان السويد بحسب تقرير لـ بي بي سي اصبحت المكان المثالي لاختباء الإرهابيين. ووصفت الحكومة السويدية وشرطتها الأمنية بالعاجزة بحسب وصف خبير للارهاب في مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة المخابرات المركزية الاميركية. وجاء في التقرير ان كلا من مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية يشعرون بالقلق نتيجة لنشاط تنظيم القاعدة في السويد على نحو متزايد وبدأ الصحفي بيتر مارشال بالحديث عن المجتمع السويدي. ولكنه اشار الى ان هناك العديد من الثغرات في قدرة السويد على مكافحة الإرهاب. وتحدث عن خلية لتنظيم القاعدة تضم ما بين عشرة وخمسة عشر شخصا من السويد وشاركوا في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان. خبير الإرهاب ماغنوس رانستورب بجامعة سانت اندروز في اسكتلندا يقول ان العدد ربما يصل الى 50 شخصا.ووفقا لماغنوس رانستورب ، هناك شخص يحمل الجنسية السويدية في قيادة تنظيم القاعدة وهو في 35-40 سنة من العمر ومن وسط السويد. وخليته قد تكون واحدة من أهم 30جماعة إرهابية في العالم .
    في السابع عشر من نوفمبر 2003م نشر مقال بعنوان " أمن السويد مهدد " بقلم سفانتي كورنيل ونيكلاس سفانستروم ، وهما باحثان في جامعة أوبسالا جاء فيه أن " تجارة المخدرات والجريمة عبر الحدود يزيد التهديد للأمن الاجتماعي في السويد. وأنه يجب على الحكومة أن تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ، وحدد التقرير افغانستان وايران كمصدر للهيروين المهرب الى السويد عن طريق روسيا ويرتبط نظام الاتجار بالمخدرات ارتباطا وثيقا بالدعارة المنظمة والتهريب والاتجار بالأسلحة وتهريب مكونات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية ليحقق مالياً هامش ربح أكبر في تجارة المخدرات (مع مبيعات تصل لأكثر من ثلاثة ترليون كرونر ، أي أكثر من صناعة السيارات أو النفط) ،وأن شبكة من المجرمين يقفون وراء تجارة المخدرات في المجتمع السويدي وبالتالي يجب أن تعطى الجريمة المنظمة والمخدرات دورا أكثر بكثير في السياسة الخارجية السويدية.لقد حان الوقت أن يتم التعامل أيضا تهديدا مباشرا من هذا القبيل إلى المجتمع السويدي على هذا النحو في سياسة الحكومة" أ.ه.
    ويناقش الباحث الإسلامي الاستاذ علي باكثير في مقال نشر له في 17 ابريل 2005م بعنوان" حقائق الفشل الأمريكي الذريع في أفغانستان " عدة ذرائع تسوقها ماكينة الإعلام الغربي وترددها من خلفها جوقة الببغاوات الغربية و السويدية لتبرير التواجد الغربي في أفغانستان بقوله عن الاحتفاء بالديمقراطية واجراء الانتخابات الافغانية :" يرى الأمريكيون أنهم حقّقوا إنجازا في أجراء انتخابات رئاسية أفغانية وأن الشعب نجح في أخيار مرشّحه للرئاسة،هذه الإستراتيجية الإعلامية تزيّف الوقائع سواء لناحية الداخل أو الخارج وتوحي بأن كل شيء يسير على ما يرام وأن المجتمع انتقل من الطور القديم البالي إلى الديمقراطية بسرعة هائلة ودون أي عقبات , وإذا شرّحنا الواقع السياسي الحالي في أفغانستان نرى أن القيادات القبلية الفاسدة فيما يعرف بأمراء الحرب الأفغان لا تزال حاكمة وبقوة، وكل ما جرى هو شراء للولاءات لخدمة كرزاي، ونتيجة لعدم قدرة الأمريكيين على الخوض في التعقيد القبلي الأفغاني، فقد كان ذلك أسهل حل وأكثره فاعلية لها، وقالت: "واشنطن بوست" آنذاك: "إنه حدث استثنائي أساساً لأن الانتخابات حدثت أصلاً، ولان أفغانستان أجرت أول انتخابات حرة في تاريخها".
    وحتى "نيويورك تايمز"، التي تعتبر نفسها موضوعية وليبرالية، وصفت الانتخابات بأنها "ناجحة" على حد قولها. وسبب النجاح، مرة أخرى، هو تدفق 10 ملايين ناخب على صناديق الاقتراع، أي عملياً معظم الناخبين المسجلين على لوائح الاقتراع!! هذه الصورة التي قدمت اثر الانتخابات عن أفغانستان جعلتنا نعتقد أننا في فرنسا أو السويد، لكن الذي حصل أن القوائم الانتخابية التي وصلت إلى الرقم 15 مليون ناخب من بينهم أكثر من 41 في المائة من النساء، استندت إلى إحصاء 1979 قبل الحرب التي قتلت مليوني "ناخب"، وشردت نحو ثلث "الناخبين" (أي ثلاثة ملايين). وأن 3 في المائة من إجمالي الناخبين، سجلوا أنفسهم مرات عدة، ويعتقد أيضا على نطاق واسع أنه تم تسجيل الأطفال والأجانب أيضا كناخبين، خاصة في المقاطعات الجنوبية الشرقية، وهكذا وصل عدد المسجلين في مقاطعة باكتيا إلى 17 في المائة! و برغم احتجاج منافسي كرزاي الـ 19 على تزوير حبر البصمات، إلا أن طلبهم بوقف الانتخابات لتغيير الحبر رفض. وهكذا استعمل مئات الآلاف من أنصار كرزاي أصابعهم بحيوية ونشاط للتصويت مرة، بعد مرة، بعد مرة.
    وينقل الباحث باكثير عن الباحث "روبرت نوفال" في مقال له في الـ"Chicago Sun Times" الأمريكية في عام 2004 عن جندي أمريكي موجود في أفغانستان قوله : "الوضع في أفغانستان لا يشبه إطلاقًا البلد الذي يُزعم أنه يتقدم باتجاه ديمقراطية يعتدّ بها تحت الوصاية الأمريكية. وحامد كرزاي، الرئيس الأفغاني المدعوم من قبل أمريكا، تنظر له القوات الأمريكية على أنه رجل فاسد ميئوس منه، ومستمر في الحكم بقوّة الأسلحة الأمريكية، " فيما يقول "فرهارد خوروسكافار" (مدير معهد الدروس العليا في العلوم الاجتماعية في فرنسا) في مقال له بعنوان "أفغانستان في قبضة أمراء الحرب"، يقول: "من اجل المحافظة على وجوده، يحاول الحكم وضع حد لسلطان أمراء الحرب من خلال دمجهم في البلاط، على غرار ما فعل لويس الرابع عشر بالأرستقراطية. لكن هناك فارقاً كبيراً مع أحوال فرنسا في العهد القديم" "ما إن تخرج إلى ضواحي كابول حتى تختفي الدولة ولا تجد سوى أمراء الحرب المطلقي السلطة يفرضون الضرائب والإتاوات ولا يأبهون لتطبيق توجيهات الحكومة المركزية. حتى في العاصمة ليس معروفاً من هو الحاكم: الرئيس حميد قرضاي وحكومته؟ أم السفير الأميركي من أصل أفغاني زلماي خليل زادة الذي أسقطته واشنطن هناك بالمظلة؟ أم القوات الدولية البالغ عددها 6 آلاف رجل والتي تسيّر دورياتها في طول الأحياء وعرضها؟" !
    وفيما يتعلق بالقضاء على المخدرات يقول الباحث" لقد تحوّلت أفغانستان بفضل الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى الدولة الأولى في العالم في زراعة وإنتاج الأفيون والحشيش، والآن يتم التحضير لتتبوّأ أيضا المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الهيروين داخليا، وفي هذا الإطار كتبت صحيفة 'برلينر تسايتونج' الألمانية في عدد لها في شباط 2004 تقول: "أصبحت أفغانستان دولة عظمى من جديد في ما يتعلق بكمية إنتاج الأفيون، وذلك تحت أنظار القوات الدولية المسلحة تسليحًا عاليًا، ومما لا يخفى هو أن الأفيون يعد المادة الأساسية لتصنيع الهيروين، وحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن ثلاثة أرباع كميات الأفيون المستهلك في العالم تأتي من هذا البلد الذي يقع في آسيا الوسطى. وعن العائد المادي للبلد من وراء الأفيون، فإن الدخل من هذه المادة يصل إلى 3.2 مليار دولار سنويًا، ومن المتوقع أن يزداد الدخل هذا العام".
    ثمّ نقلت صحيفة "The Independent" البريطانية في شهر تشرين ثاني 2004، أنّه وبعد مرور ثلاث سنوات ونيّف على سقوط الطالبان وبحسب تقرير للأمم المتّحدة لعام 2003 ، فإن محصول الأفيون في أفغانستان في ازدهار لم يسبق له مثيل، والبلاد أمنت الطريق لتصبح دولة مخدرات يعمّها الفساد. ويقول تقرير مكتب الأمم المتحدة حول المخدرات والجريمة (UNODC) الذي صدر مؤخرا أن تجارة المخدرات أكبر بكثير ممّا كان متصورًا. و أن حوالي 1% من السكان متورطون في إنتاج المخدرات".
    ووجد تقرير الأمم المتحدة لعام 2003 بأن واحد من بين كل عشرة أفغانيين مشترك في تجارة المخدرات، التي استخدمت العام الماضي 2.3 مليون نسمة، وكانت تمثل 6% من إجمالي الإنتاج القومي.وخلال سنة واحدة فقط ارتفع حجم المنطقة المخصصة لزراعة المخدرات بنسبة 64%. وزاد الانتاج بـزيادة قدرها 17% عن العام الماضي و كتبت "جودي ديمبسي" في صحيفة هيرالد تربيون إنترناشيونال يوم (6 مارس 2005) "حول ازدهار زراعة الحشيش في أفغانستان" أن " الأمم المتحدة حذرت من احتمال أن يتحد عشرة من كبار تجار المخدرات في أفغانستان ليشكلوا شبكة شبيهة بالشبكة الكولمبية تمتلك القدرة على تحويل أفغانستان إلى دولة مخدرات. فيما قال "أنطونيو كوستا" (المدير التنفيذي لمكتب هيئة الأمم لمكافحة المخدرات والجريمة) في فيينا في اجتماع لخبراء مكافحة المخدرات والجريمة, "قبل عشر سنوات كان ينقى 2% من الإنتاج إلى الهيروين داخل الدولة و8% في الخارج والآن 8% ينقى في الداخل... وأمراء المخدرات يسعون الآن إلى السيطرة على الاتجار والبيع بالتجزئة وهما المرحلتان الأخيرتان؛ رغبة في تحقيق مكاسب مالية أكبر"، وقد بلغت قيمة الصادرات من الأفيون في العام الماضي 2.8 مليار دولار أو ما نسبته 6% من الناتج المحلي الأفغاني، وهذا يفسر حالة الخوف من انزلاق أفغانستان إلى دولة مخدرات خاصّة انّه جاء في تقرير هيئة الأمم أن معدل الدخل السنوي للأسرة من زراعة المخدرات بلغ 46 دولار في العام الماضي أي أكثر اثنتي عشرة مرة مما يحصله المزارع من زراعة هكتار من القمح والذي يبلغ 39 دولاراً. وشرح "كوستا" كيف أنّ أمراء تجارة المخدرات في أفغانستان عازمون على تشكيل حلقة متكاملة للمراحل الأربع لإنتاج الأفيون وهم الآن يسيطرون على اثنتين منها وهي الزراعة والتنقية. كل هذا يجري ويحصل أمام أعين القوات والإدارة الأمريكية، ويبدو أنّ الأمريكيين لا يأبهون كثيراً للأمر لا سيما أن تصدير الأفيون غير موجه بالأولوية إلى الولايات المتحدة (حيث يغلب استهلاك الكوكايين) بل إلى أوروبا وإيران (حيث الأفيون مرغوب لدى فئة من الشباب) وباكستان وأسواق أوروبا الشرقية الجديدة. ويتقاضى أمراء الحرب من هذه التجارة رسوم مرور تسمح لهم بتجميع أموال يستخدمونها لرعاية أنصارهم وميليشياتهم المسلحة الذين يفوقون عدداً الجيش والشرطة الحديثي العهد. من جهتها فإن الحكومة غير قادرة على تأمين أكثر من 12 في المئة من موازنتها، إذ تعتمد في الباقي على المساعدات الغربية.
    وفي مجال التنمية التي تتغنى بها الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية المساهمة يذكر الباحث أنه: "لم ير أحد من الأفغان ولا غيرهم أيَّ مشروعٍ من قبل الأمريكان يخصُّ مجال الزراعة والمياه، رغم أن أفغانستان بلدٌ زراعي ويعمل 85% من سكانه في هذا المجال، بل وتضررت الزراعة بدخول القوات الأمريكية إلى أفغانستان لأنها سمحت لعصابات المخدرات بزراعة الخشخاش في جميع ولايات أفغانستان"!
    وعلى الصعيد الاجتماعي وتأمين الأمن والاستقرار ينقل الباحث باكثير عن دليل التطوير الإنساني في تقرير تطوير الأمم المتّحدة الإنساني لعام 2004، أن أفغانستان أصبحت سادس أسوء دولة على وجه الأرض بعد بوروندي، مالي، بوركينافاسو، النيجر وسيراليون، وطبقا لبعض التقارير الدولية الأخرى فإن أفغانستان ثاني أسوء بلد في العالم غير مهيأ للعيش بعد سيراليون. ويقول "وحيد مزدة" مؤلف كتاب "أفغانستان وخمس سنوات من حكم طالبان" في توصيفه لفترة دخول الأمريكيين إلى أفغانستان: "ليس الإشكال في أن الشعب لم يحصل على شيء فحسب، ولكنه أيضا فقد الأمن الذي كان يتمتع به في ظل طالبان".
    فيما يقول الصحفي الأمريكي الشهير "جي أليكسندر" في مقال له في صحيفة نيويورك تايمر":2005 "إن الواقع في أفغانستان الآن هو عكس ما وعد به الرئيس الأمريكي بوش عام 2002م، فقد مضى على سقوط نظام طالبان حوالي ثلاث سنوات، ولم تفلح القوات الدولية ضمن منظمة "إيساف" في إحلال الأمن والسلام في البلد الذي أثخنته المجاعات والحروب التي دامت لمدة عقدين أو يزيد... البنية التحتية لا تزال مدمرة تماماً، والشعب الأفغاني يطحنه الفقر والعوز، ولم تتحول وعود إعادة الإعمار إلى حقيقة ملموسة وقائمة على أرض صلبة، كل هذا يوضح مدى فشل إدارة بوش في المستنقع الأفغاني". ويضيف قائلا: "إن البنى الأمنية كانت تتصدع في القرى والمدن، ولما اتجهت قواتنا إلى المدن واجهت أوضاعاً غير طبيعية، ولا أدل على ذلك من أن قواتنا ورجال الإغاثة الذين قتلوا خلال العام الجاري أكثر بكثير من حصيلة العامين الماضيين، حتى إن منظمة "أطباء بلا حدود" التي تعمل في البؤر الملتهبة اضطرت إلى الانسحاب من أفغانستان بعد أن قدمت فيها خدماتها على امتداد 24 عاماً، وهي ترى نفسها الآن في وضع غير آمن في أفغانستان الخاضعة للولايات المتحدة وحلفائها".
    وأما في مجال حقوق الإنسان فقد ذكر أحد التقارير الصادرة عن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان بعنوان "استعادة الحرية: الانتهاكات التي قامت بها القوات الأمريكية في أفغانستان"، أنّ الولايات المتّحدة تنتقد ما تعتبره عمليات تعذيب في دول أخرى بينما استخدمت نفس الوسائل عند استجواب الأسرى في أفغانستان" ووجه التقرير ثلاث تهم للولايات المتحدة وهي: الإفراط في استخدام القوة, الاعتقالات العشوائية، وإساءة معاملة المعتقلين. وأن " طائرات الهليكوبتر كانت تقوم بقصف مناطق سكنية في وقت لم تكن فيه القوات الأمريكية تواجه أي مقاومة من المقيمين فيها". وفي 9 آذار 2004م نشر "مراقب حقوق الإنسان" في نيويورك تقريراً بعنوان: "أفغانستان: القوات الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان"، ويوجّه التقرير اللوم إلى القوات الأمريكية بـ"التصرف كرعاة البقر" في حق المدنيين "الذين لا يخالفون القانون بشيء"، ويؤكد بعض الشهود أن الجنود "يدمرون الأبواب بواسطة القنابل بدل أن يقرعوها" ويعنفون النساء والأطفال. ويختم الباحث مقاله بالفشل العسكري الامريكي والغربي الذي بات واضحا للعيان دون حاجة ان نذكر بان عدد قتلى حلف الناتو للعام الحالي 2010 وصل الى 600 قتيل ليكون الأسؤ منذ التدخل الدولي في افغانستان! ناهيك عن التكلفة المالية الخيالية الباهضة للعمليات العسكرية هناك ويكفي في هذا المقام الإشارة الى تقديرات مالية نشرت في اوكتوبر 2010م أظهرت أن العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش البريطاني في أفغانستان ستكلف خزينة المملكة المتحدة أكثر من 15 مليار جنيه إسترليني (حوالي 23,6 مليار دولار أميركي) خلال الأعوام الأربعة القادمة. وكانت صحيفة ذي غارديان اللندنية قد ذكرت في موقعها الإلكتروني أن تلك المبالغ سيتحملها صندوق احتياطي خاص، أُنفق منه بالفعل حوالي 12 مليار جنيه إسترليني (18,8 مليار دولار) في الصراع الدائر هناك، وليس خصما على ميزانية وزارة الدفاع.واستندت الصحيفة في تقريرها إلى توقعات وزارة الخزانة التي كشفت أيضا عن أن أجهزة الأمن والمخابرات لن تنجو من تقليص ميزانياتها. ورغم أن تلك الأجهزة ستحصل على مائة مليون إسترليني إضافية (157 مليون دولار تقريبا) خلال السنوات الأربع القادمة من أجل مكافحة الهجمات الإلكترونية المحتملة"! – قناة الجزيرة
    بدأ الهجوم
    في 25 نوفمبر 2005
    أصيب أربعة جنود في سيارة من نوع تويوتا في الانفجار الذي وقع في مدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان.اثنان من الجنود هو "بجروح خطيرة جدا" ماتوا لاحقا بعد نقلهم للمشفى الميداني الالماني
    14 ابريل 2007م
    اصابة جندي سويدي في هجوم بقنبلة على سيارة تابعة للقوات السويدية
    16 يونيو 2007م
    هجوم اخر يستهدف سيارة مرسيدس تستخدمها القوات السويدية دون خسائر في الارواح
    13 يناير 2008م
    اصيب اثنان سيارة دورية السويدية مع أربعة جنود لاطلاق نار خلال دورية. ويمكن للجنود الاحتماء في منزل وجميع نجا ، ولكن وضعت السيارة للخروج من العمل من أجل. ألقي القبض على شخص واحد في وقت لاحق من قبل الشرطة الافغانية
    31 اوكتوبر 2008
    دورية سويدية تتعرض لهجوم ولا خسائر في الارواح
    6 نوفمبر 2008
    تعرض اثنان من القوات السويدية لهجوم من عدة اتجاهات. لم يصب احد من السويديين في الهجوم
    7 نوفمبر 2008م
    هجوم على دورية سويدية بقذائف صاروخية من نوع آر بي جي
    23 ابريل 2009م
    تعرضت قافلة من اربع سيارات لاطلاق نيران الاسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ ولم يصب احد من الجنود السويديين.
    30 يونيو 2009م
    تعرض الجنود السويديين في دورية مع قوات الأمن الأفغانية لكمين مسلح. واستمرت المعركة عدة ساعات وتدخل الدعم الجوي من ايساف وقوات الامن الافغانية ولم يصب احد من الجنود السويديين
    11 يوليو 2009م
    تعرضت دورية سويدية لهجوم بنيران الاسلحة الصغيرة وقاذفات الصواريخ. ولم يصب احد من الجنود السويديين
    22 يوليو 2009م
    تعرضت دورية سويدية فنلندية تتكون من حوالي 12 جنديا الى هجوم ببنادق الأسلحة الصغيرة ولم يصب احد من الجنود.
    24 يوليو 2009م
    تعرضت مجموعة سويدية لاطلاق النار في بلخ إلى الغرب من مزار الشريف ولم يصب احد من الجنود.
    24 يوليو 2009م
    هجوم على دورية سويدية فنلندية أفغانية مشتركة في المنطقة الواقعة جنوب شبرغان ولم يصب احد من الجنود
    30 يوليو 2009م
    هجوم على دورية سويدية فنلندية مشتركة في المنطقة الواقعة جنوب شبرغان ولم يصب احد من الجنود
    3 اغسطس 2009م
    هجوم على دورية سويدية فنلندية مشتركة في المنطقة الواقعة جنوب شبرغان ولم يصب احد من الجنود
    20 اغسطس 2009م
    هجوم على دورية سويدية في المنطقة الواقعة غرب مزار شريف ب 20 ميل ولم يصب احد من الجنود
    11 نوفمبر 2009م
    اصيب خمسة جنود سويديين وقتل مترجم افغاني عندما انفجرت قنبلة محلية الصنع.
    2 فبراير 2010
    هجوم على دورية سويدية أفغانية مشتركة ولم يصب احد من الجنود
    7 فبراير 2010
    قتل اثنان من ضباط القوات السويدية ومترجم محلي بعد إطلاق النار عليهم الغرب من مزار الشريف كما اصيب جندي سويدي بجروح
    15 مارس 2010
    تعرضت مجموعة من الجنود السويديين والفنلنديين في منطقة تقع الى الغرب من ساري بول لاطلاق النار من بنادق هجومية ومدافع رشاشة وقاذفات صواريخ دون اصابات .
    27 ابريل 2010م
    هجوم على دورية سويدية 40 كيلومترا الى الغرب من مزار الشريف ولا اصابات
    15 مايو 2010م
    تبادل لاطلاق النار بين القوات السويدية والمقاتلين الافغان ولا اصابات
    15 يونيو 2010م
    تعرضت دورية سويدية لاطلاق نار ولا اصابات
    16 اوكتوبر 2010م
    قتل الجندي السويدي كينث فالين 22 عاما بعد انفجار قنبلة محلية الصنع في مزار شريف

    وضعية الجنود السويديين في افغانستان
    كان الاستياء مرتفعا بين الجنود السويديين في أفغانستان. كان أحد الأسباب التأخر في بناء مخيم القوات السويدية، كما ان خدمات الصحة والاستحمام ودورات المياه والمطابخ لم تكن كافية.مصدر آخر من السخط كان نقص العربات المدرعة. وفي خريف عام 2008 لم يكن لدى القوات السويدية اكثر من اثني عشر عربة مدرعة 203 أ مرسيدس ، وكان الموظفون والجنود يستخدمون حوالي سبعين مركبة غير مدرعة من نوع تويوتا لاند كروزر.
    بعد مقتل جنديين في هجوم بالقنابل على سياراتهم غير المدرعة تم تزويد الجنود السويديين بنوع من واقيات الرصاص لكنها لم تكن كافية لحماية حياة الجنود من تهديدات القنابل أو العبوات الناسفة وما شابهها من التهديدات.
    انتقد رئيس فريق الجيش التكتيكية الوضع فقرر المفتش العام للجيش السويدي بيرندت كارل جروندفيك ارسال سيارتين طبيتين مدرعتين من نوع 203 مع سيارات الدفع الرباعي وعدد من التجهيزات العسكرية الحديثة.
    الحرب والرأي العام السويدي
    في استطلاع للراي اجراه التلفزيون السويدي وتضمن اجراء محادثة تلفونية مع الف مواطن سويدية في الفترة ما بين 10-13 اغسطس 2009 اظهر 42 بالمئة رضاهم عن وجود القوات السويدية في افغانستان وعبر 39 بالمئة عن رفضهم لذلك في حين لم يحدد 19 بالمئة موقفا من القضية
    في نهاية عام 2009 أجرت مجلة البرلمان والإدارة دراسة استقصائية أخرى أظهرت أن 32 في المئة يؤيدون و 59 في المئة ضد القوات في أفغانستان.في يوم 8 فبراير 2010 وبعد يوم من قتل اثنين من الجنود السويديين في افغانستان اجرت صحيفة افتونبلاديت استطلعا للراي شمل محادثات هاتفية مع 1000 مواطن سويدي وكانت النتيجة ان 46 % من أفراد العينة يرون ان من الصواب أن تساهم السويد بقواتها في أفغانستان ، بينما يعتقد 35 ٪ انه خطأ و 19 %لم يحدودا موقفا
    في مقال نشر في 12 فبراير 2010 كتب الكاتب والمفكر السويدي جان ميردال قائلا انه لن يحزن لمقتل الجنود السويديين في افغانستان لانهم يعملون كجنود مرتزقة وان للشعب الافغاني الحق القانوني والاخلاقي في مقاتلتهم ومحاربة اي قوات أجنبية على ارضهم وان على القوات السويدية مغادرة الاراضي الافغانية.
    -http://www.newsmill.se/artikel/2010/02/12/jan-myrdal-om-afgnaistan
    كما اعلن وزير الدفاع السويدي السابق ثاج بيترسون انتقاده لاقحام السويد نفسها في حرب افغانستان
    في عددها الصادر في 8 فبراير 2010 اظهرت جريدة افتوبلاديت وتحت عنوان " انها حرب ولا حضور لنا فيها " سخطها تجاه وجود القوات السويدية في افغانستان وطالبت بسحبها " لقد أدخلت السويد نفسها في الحرب ولكن لا احد من المسؤولين يجرؤ على الاعتراف , من المهم ان نتدارس اهداف هذه الحرب واغراضها وامكانية تحقيق هذه الاهداف".
    في الحلقة القادمة يتابع الكاتب عرض قضية المشاركة السويدية العسكرية في أفغانستان على العلاقة بين السويد والإسلام

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -


    بسم الله الرحمن الرحيم



    الإسلام في السويد : يكون أو لا يكون!


    الحلقة الخامسة



    السويد وحرب أفغانستان: عندما يغيب الحكماء ويدمن الساسة مشاهد الكابوي الأميركي 2/2
    حرب فاشلة فلماذا ندفع نحن الضريبة؟!
    لقد غاب عن ذهن الساسة السويديين ان مساهمة القوات السويدية في افغانستان يعني القبول بالممارسات التي ترتكبها القوات الأميريكية هناك , هذا من ناحية اما من ناحية ثانية فهذه الحرب فاشلة تماما ولذا فمن الغباء أن يدفع الشعب السويدي ضريبة الفشل والتورط الأمريكي من حياة وسلامة أبناءه,
    وعندما افرج جوليان أسانج، صاحب موقع «ويكيليكس» الإلكتروني في نيسان الماضي 2010 بعض خباياه إلى العلن والتي تتضمن 92201 من السجلات الداخلية السرية للعمليات العسكرية والاستخبارية الأميركية في أفغانستان منذ كانون الثاني 2004 وحتى كانون الاول 2009م وفيها المقالات والخرائط والأرقام والمعلومات بالجملة تروي تفاصيل الحرب الأميركية على أفغانستان على مدى 6 سنوات! أقول عندما فعلها جوليان وجهت السويد له تهمة الإغتصاب ثم تراجعت ثم منعته من الاقامة على أراضيها! وإذا كان السؤال الهام لماذا تفعل السويد هكذا؟؟ فلأن السويديين باتوا يلعبون نيابة عن الأمريكيين " يجيب جون كافنر -المدير التنفيذي لمجلة أنديكس أون سينسورشب (عين على الرقابة)- في مقاله في صحيفة إندبندنت البريطانية بالعنوان اللافت " ويكيليكس عرى الإعلام الغربي ". ويتساءل الكاتب في مقاله في يوم الاثنين 29 نوغمبر 2010م " ما هي الحيثيات التي أدت بالنساء السويديات إلى تحريك دعوى ضد السيد أسانغ بتهمة التحرش الجنسي والاغتصاب، فقط أولئك القائمون على الدعوى يعلمون حيثياتها. ولكن مستشار السيد أسانغ القانوني في المملكة المتحدة يعتقد أن السويديين يلعبون بالنيابة عن الأميركيين. فعندما تتم إدانة شخص ما بتهم خطيرة، قد يصبح من الصعب التفريق بين الصدق والكذب في كلامه!!.



    وبالـتأكيد تكشف هذه الوثائق الفضيحة وكيف أنّه بعد تسع سنوات وثلاثمئة مليار دولار صرفت على الحرب في أفغانستان، لا تزال واشنطن وحلفاؤها في حلف شمالي الأطلسي بعيدين عن الربح الذي يتحدثون عنه دائماً. وتوضح ما كسبته «طالبان» على الأرض وكيف أصبحت هجماتها أكثر تنسيقاً وتركيزاً لتصبح أقوى من قبل بكثير موقعة خسائر كبيرة في صفوف التحالف،.



    كما يبدو من خلال هذه المستندات تخبط الجنود الأميركيين في المعارك وتُظهر شكاوى المارينز من عدم وجود أموال كافية لتدريب الأفغان والحفاظ على ولائهم وتبرهن الوثائق أيضاً أنّ الجيش الأميركي أعطى أحياناً معلومات مضللة، مثل قوله إنّ مروحية أميركية أُسقطت بأسلحة تقليدية، فيما كانت «طالبان» تستخدم صواريخ حديثة (تبحث عن مصادر الحرارة وتقضي عليها) أو القول إنّ الأفغان حققوا إنجازاً ما في إحدى المهمات، فيما الفضل يعود للأميركيين..



    كما تكشف المستندات عن وجود فرقة كوماندوس سرية أميركية تدعى «فرقة 373» تضم عناصر من الجيش والبحرية تقضي مهمتهم باعتقال أشخاص محددين يُعَدّون من الأهم عند المقاتلين أو قتلهم. وتكشف الوثائق كيف نجحت هذه الفرقة أحياناً وفشلت أحياناً أخرى، مسببة قتل المدنيين. هكذا حصل في 11 حزيران 2007 على سبيل المثال ، حين كانت الفرقة تطارد، مع الأفغان، قائداً في «طالبان يدعى قار الرحمانين قرب جلال آباد، وانتهت المهمة بهربه ومقتل 7 من القوات الأفغانية.»



    ويبدو ان الحكومة السويدية تجاهلت تقرير "بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان" الذي أوضح أن إصابات المدنيين الناجمة عن عمليات القوات الدولية بقيادة "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) والقوات الحكومية انخفضت بنسبة 29 بالمئة بالمقارنة بالعام الماضي بفضل تغير السياسات بما يعطي الأولوية بشكل أكبر لحماية المدنيين وأبدت البعثة نوعاً من التحفظ عبَّر عنه سام ظريفي بقوله إن "القوات الموالية للحكومة كانت مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن223 شخصاً خلال ستة أشهر، ولا تزال قوات حلف شمال الأطلسي تفتقر إلى الاتساق في تبرير وقوع هذه الإصابات. كما لا تزال القوات الخاصة في أفغانستان تفتقر إلى الصراحة ولا تزال تمارس عملها بمنأى عن المحاسبة -10.10.2010


    كما تجاهلت الحكومة اخر تحذير صدر قبل ايام عن "مجموعة الأزمات الدولية" في 29-11-2010م من أن الغربيين يفشلون في أفغانستان وأنه وبعد تسع سنوات على دخوله البلاد، لم يتمكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من القضاء على حركة طالبان ولا من كسب تأييد الرأي العام ولا من إقامة دولة وقوات أمنية قوية وأن "الشرطة فاسدة وجشعة وعنيفة والجيش يحركه عدة رجال أقوياء " وأن عدد المدنيين القتلى ارتفع أيضًا بمعدل الثلث في النصف الأول من العام 2010.



    في 20/05/2010 أعلن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت إن إعلان موعد سحب القوات من أفغانستان أمر "خطير" لأنه يشكل رسالة سيئة للسكان وصرح بيلت في ستوكهولم لدى عودته من زيارة إلى أفغانستان، إن إعلان "مواعيد الانسحاب أمر سيء وخطير ولا أريد توجيه رسالة إلى الشعب الأفغاني نقول له فيها إننا سنتخلى عنه في هذا الوقت أو ذاك".
    وأضاف إن إعلان سحب القوات كما جرى "في الماضي يشكل احد أسباب الصعوبات التي نواجهها الآن في أفغانستان" والتقى بيلت خلال زيارته إلى أفغانستان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وجدد له دعم السويد "على المدى الطويل" لاستقرار البلاد وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأن ذلك الدعم "لن يتوقف خلال السنوات المقبلة"..

    الغباء وتجاهل الوقائع والتاريخ!

    فجأة أعلنت السويد عن رفع درجة الخطر من حالة تهديد ارهابية من الدرجة الثانية الى الثالثة متزامنة مع حالات ممائلة في الدول الاوربية وكتب أحد المدونين السويديين متسائلاً: ماذا فعلنا لنتعرض للتهديد في بلادنا؟ ويجيب:" لقد فعلنا كل شيء رسمنا النبي محمد " صلى الله عليه وسلم, وإنتخبنا العنصريين ونقاتل في أفغانستان؟؟؟ لا يوجد أكثر مما فعلنا "
    أشك أحيانا أن الساسة لا يجدون وقتا لقراءة التاريخ , التاريخ يعلمنا الكثير , وسيعلمنا أكثر حين يكون الموضوع " أفغانستان"! أفغانستان التي لم تخرج قوة عسكرية من بين مستنقعاتها وأوديتها وهضابها وجبالها منتصرة قط! إقرأوا التاريخ لتتعلموا أن كل من حاول حكم الشعب الأفغاني بالقوة هزم بدءا من الإسكندر المقدوني والقبائل الأرية والفرس الساسانيين والكوشيين و اليونان والأتراك الشرقيون والصينيون والهنود والبريطانيين والسوفييت واليوم الأمريكان!


    يعلمنا التاريخ أن بريطانيا الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس, والتي دخلت أفغانستان عام 1838م خرجت مهزومة من أفغانستان المرة تلو المرة وبمشاهد مروعة ففي نهاية عام 1842 م قتل الأفغان 16 ألف جندي بريطاني في معركة واحدة ، كانوا هم الجيش المقاتل ضد الأفغان فيها ، ولم ينج منهم سوى طبيب عسكري واحد هرب ليبلغ قيادته بالمجزرة!



    يعلمنا التاريخ أن الإمبراطورية السوفيتية التي اجتاحت افغانستان في 27 ديسمبر 1979م بعد سنوات من التدخل غير المباشر خرجت مهزومة بعد أن خلفت وراءها بقوة الدمار التي استخدمتها مليوني شهيد أفغاني وتكبدت 100 الف قتيل من جنودها !


    ويعلمنا التاريخ القريب أن حركة طالبان وتنظيم القاعدة لم يتواني أو يتردد في تهديد اي دولة تشارك بقواتها على الأرض الأفغانية بل وتستخدم وجود هذه القوات كهدف للإنتقام ضد الإجراءات التعسفية أحيانا ضد مسلمي أوروبا؟!
    فقد هددت حركة طالبان كلاً من كوريا الجنوبية في 22/07/2007 بعد اسرها لعدد من الرهائن الكوريين الجنوبيين والتهيد بقتلهم ما لم يتم سحب القوات الكورية من أفغانستان وهو ما تم رغم تأكيد سيئول انها إتخذت قرار الإنسحاب قبل أزمة الرهائن؟! كما هددت في شريط فيديو بثته قناة "العربية" الفضائية الاثنين 17-11-2008 فرنسا في حال لم ينسحب الفرنسيون من أفغانستان وقال زعيم عسكري في الشريط متحدّثاُ العربية بلهجة مزدوجة أن الفرنسيين "سيسمعون ردنا في باريس" في حال لم تنسحب القوات الفرنسية من أفغانستان ( 2600 شخص فرنسي في أفغانستان),
    كما هددت حركةطالبان في 5-4-2010م بتصعيدالهجمات ضد القوات الألمانية بعد تمكن طالبان من قتل 3 جنود المان ليرتفع عدد قتلى القوات الالمانية الى 39 قتيل وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان لوكالة الأنباء الألمانية 'د.ب.أ'، 'سيكون هناك مزيد من القتلى في صفوف القوات الألمانية في حال استمرارتواجدها في أفغانستان'."إن الجماعة المسلحة حذرت الحكومة الألمانية والبرلمان لكي تسحب قواتها من أفغانستان ' لكنهم لم يستجيبوالذلك'. (4500 جندي الماني في افغانستان).وفي 6 مايو 2010 هددت حركة طالبان بلجيكا بتنفيذ عمليات؛ بسبب قرار الأخيرة منع ارتداء النقاب بعد تصويت مجلس النواب البلجيكي لصالح منع ارتداءالنقاب في كل البلاد. كما هددت حركة طالبان في 18 أكتوبر 2010 بشن هجوما فى هولندا إذا لم يتم الحكم ضد السياسى المعادى للإسلام "جيرت فيلدرز" المتهم بالتحريض على الكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين، والذى اتهم بمقارنه الإسلام بالفاشية، وطالب بحظر القرآن الكريم الذى شبهه بكتاب أدولف هيتلر "ماين مكامف"(كفاحى). و قال قائد طالباني فى مقابلة مع القناة التليفزيونية الهولندية "آر تى إل" إنه يرغب فى أن يعطى لهولندا درسا ساخنا لمعاداتها للإسلام ! كما إنضمت بلغاريا الى القائمة بعدما هددتها حركة طالبان في 22-10-2010م بسبب مشاركتها في عملية أفغانستان... ومع بروز أزمة التهديد بحرق المصحف الشريف 9/9/2010 من قبل القس الأمريكي برز الخوف مجدد ا وحذر القائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس من أن هذه الخطوة قد تعرض حياة قواته للخطر لكن ساسة السويد ما زالوا لا يسمعون ولا يقرأون؟!

    تعلمنا الأرقام ما لا نتعلمه من سواها وما تنقله الأرقام هو أن العام الحالي هو " العام الأكثر دموية لقوات الناتو ( حلف شمال الأطلسي ) في أفغانستان، إذ يقترب عدد قتلاها منذ بادية العام الجاري إلى 600 قتيل ؟؟ وأن علاج الجنود البريطانيين المصابين بجروح خطيرة في افغانستان يكلّف الحكومة أكثر من 500 ألف جنيه استرليني في الأسبوع، أي ما يعادل نحو 800 ألف دولار وبحسب صحيفة “اندبندانت” فإن تكلفة علاج الجنود البريطانيين الجرحى خلال الفترة من مايو/أيار إلى يوليو/تموز هذا العام بلغت 10 ملايين و250 ألف جنيه استرليني في الأقسام العسكرية في مستشفى سيلي أوك بمدينة بيرمنغهام، والتي تحصل على أكثر من مليوني جنيه استرلينيني شهرياً من وزارة الدفاع لعلاج العشرات من الجنود الذين يحتاجون إلى رعاية صحية .المصدر : دار الخليج - وتكتب صحيفة سفنسكا داغبلادت ان القوات السويدية اشتركت في مواجهات نارية اكثر من 30 مرة. واحدة من هذه المرات كانت خلال شهر تموز يوليو حيث استمرت المعارك 8 ايام متواصلة. وبالاضافة الى هذه المواجهات، فقد تعرضت القوات السويدية الى حوالي 15 عملية اعتداء بالقنابل لكن وزارة الدفاع السويدية بحسب تصريح الصحافي ميكائيل هولمستروم لم تبلغ الشعب السويدي عن هذه الاعتداءات او تلك الاعنف منها،فما الذي ننتظره؟!



    واذن اي غباء يحكم عقول الساسة الذين اجلسوا السويد وحياة شعبها وابناءها على بركان قد ينفجر في اي لحظة تاثرا باي حدث صغير او كبير في العالم؟ وما المكاسب التي ستجينها السويد من وضع قواتها في خندق القوات المحتلة لأرض محتلة يصفها أحد الجنود السويديين في7 اوكتوبر 2010م على صفحات الإكسبرس السويدية بأنها " جحيم على كوكب الأرض؟؟


    الحرب وتأثيرها على العلاقة مع الإسلام والمسلمين
    أدى الموقف السياسي السويدي العام الموسوم بالحياد المعروف وبالمواقف الإيجابية المساندة للقضايا الإنسانية ومنها قضية الشعب الفلسطيني إلى بقاء السويد خارج دائرة مشاعر الكراهية أو الإنتقام الإسلامي ضد الكيانات والدول التي مارست الإحتلال أو الغزو أو الإهانة ضد المسلمين, هذه المشاعر التي يكنها الملايين من المسلمين للولايات المتحدة أو بريطانيا على سبيل المثال , بل إن أشد التنظيمات دموية وقوة وتشدداً إستثنت السويد من قائمة أهدافها و يكفي أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والذي لم يستثني يوماً دولة غربية أو غير إسلامية من تهديداته خرق هذه القاعدة بإستثناءه السويد من قائمة التهديد أو المساس بالأمن أو المصالح على إختلاف أصنافها وذلك في الخطاب الذي وجهه الى الشعب الأمريكي في نوفمبر 2004م حيث قال: أقول لكم إن الأمن ركن مهم من أركان الحياة البشرية، وإن الأحرار لا يفرطون بأمنهمبخلاف ادعاء بوش بأننا نكره الحرية, فليعلمنا لم لم نضرب السويد مثلا؟" أ.ه.
    لقد كانت رسالة واضحة من التنظيم الأقوى عالمياً أن السويد حافظت على هامش حيادي إيجابي تجاه الإسلام والمسلمين كما أن هامش الحرية الممنوحة للمسلمين ومعتقداتهم في السويد بقيت وحتى وقت قريب محل تقدير وإحترام المسلمين. لكن استمرار رفع العديد السويدي في أفغانستان وإنتقال القوات السويدية الى عمليات حربية مشتركة مع القوات الأفغانية الحكومية وقوات حلف الناتو أدى إلى بدء التذمر والسخط الإسلامي , وفي أغسطس 2009م توعد قائد أفغاني محلي يدعى زمير جول في مقابلة مع مراسل جريدة " أفتونبلاديت " السويدية يسبر هاور وعبر المترجمة عنايت نجافيض نشر في أن يلقى الجنود السويدون الموت ذبحاً عقابا لهم على تواجدهم في أفغانستان , وتابع يقول: ربما ليس اليوم أو غدا اوبعد اسبوع لكني أعدهم أن يموتوا "!
    ليت الأمر توقف عند هذا الحد إذ سرعان ما أكملها المسيء السويدي لارش فيلكس برسومه المسيئة العام 2007م وما تلاها حتى يومنا هذا في ظل حماية وصمت الحكومة والجهاز الأمني السويدي وبالطبع شاهد الملايين عملية نزع الحكاب عن مسلمة كانت تحتج على محاضرة للرسام لارش فيلكس في مدينة ابسالا في 11/5/2010م وإعتقالها أمام عدسات التصوير وجاءت ثالثة الأثافي بإنتخاب الحزب النازي العنصري لتكتمل الصورة القاتمة للسويد في أعين العرب والمسلمين وهكذا اكتملت حلقات المأساة !

    دعونا نبقى في دائرة التواجد السويدي في أفغانستان لنقول أولاً إن المعتقد الإسلامي فيما يتعلق بالأرض الإسلامية ينص على وجوب مجاهدة ومقاتلة كل قدم أجنبية تطأ التراب الإسلامي عنوة وبقوة السلاح! وهذا مما لا يختلف عليه عامة فقهاء الأمةالإسلامية وعلماءها بغض النظر عن المسميات التي تستخدم هنا وهناك تارة بإسم قوات المساندة أو بعثات حفظ السلام أو الى ما غير ذلك من مسميات وتسميات! هذا المعتقد يتقارب مع المفهوم الدولي العام للسيادة على التراب الوطني والقومي لاي شعب واي أمة وكما قاتل الفيتناميون والجزائريون والهنود والعرب كل من إحتل بلادهم يقاتل الأفغان اليوم بذات المعتقد وواهم ذاك الذي يحاول اللعب بالألفاظ والضحك على الذقون! ويتسع هذا المفهوم بإعتبار أن الإسلام يعتبر كل المسلمين أمة واحدة لا تفرقها الحدود الدولية ولا الإختلافات العرقية ولا الإثنية ولا اللغوية وعليه يعتبر كل شبر من أرض إسلامية محتلة جرحاص نازفاً في قلب كل مسلم سواء أظهر ذلك أو أخفاه أو تجاهله – هذا هو الفكر الإسلامي وبالتالي لا تعتبر قضية التواجد الغربي في أفغانستان في المعتقد الإسلامي قضية أرض أفغانية محلية محتلة بقدر ما ينظر إليها المسلمون قاطبة كأرض إسلامية محتلة يتوقون إلى تحريرها سواء اشاركوا في حراك تحريرها حربا أو سلماً أم إكتفوا بأكف تلهج إلى الله بيوم قريب لحريتها! من لا يفهم هذا الفكر لا يستطيع تقييم كم لطخ التواجد السويدي في أفغانستان صورة السويد أمام المسلمين !
    أما ثانياً فلقد كانت النقاط المشتركة لتحالف الأهداف والمصالح – إن جازت التسمية – المعقود بين المسلمين وأحزاب اليسار السويدي تخفف من وطأة الغضب الإسلامي وظل اليساريون – في فترات توليهم السلطة في السويد وبأيدلوجيتهم المناهضة لأمريكا والرأسمالية صمام أمان لعدم توجيه القبضة الإسلامية يوماً نحو الخد السويدي لا سيما وأن حكومات اليسار السويدي – الظاهر منها على الأقل - بقيت مؤيدة لقضايا الشرق والمسلمين تكف ثوبها عن أن يتلطخ بدم إسلامي , وبغروب شمس اليسار عن سدة الحكم في السويد منذ انتخابات العام 2006م وبتولي اليمين القريب للكيان الإسرائيلي وأمريكا سدة السلطة نزعت السويد بأيديها أخر لصاقات الجروح النازفة سراً وبات النزف واضحاً ومؤلماً!


    وأخيراً ..لقد تنامت الحساسية المتبادلة بين المسلمين والسويديين في فترة السنوات العشر الأخيرة تزايداً مضطرداً وبرزت على السطح ظواهر وقضايا عديدة ساهمت كل منها على نحو ما على تبديد الثقة والتسامح بين الطرفين حتى باتت نظرة الشك والكراهية والإزدراء تتعمق أكثر مع إتساع الجالية المسلمة ونموها المضطرد والإبراز المتعمد أو غير المتعمد لقضايا الهجرة والحجاب والنقاب والطعام الحلال والمساعدات الإجتماعية والحاجة الى بناء المساجد وتناقص النمو السكاني السويدي أمام طفرة تكائر إسلامية واضحة إضافة للأثار الإقتصادية المالية العالمية الخانقة التي ألقت بظلالها على الإقتصاد السويدي .... الخ كل هذا زرع الخوف من الأخر المسلم وقاد الى عملية نفسية داخلية ثنائية تعتبر المسلم ضيفاً غريبا وثقيلاً على الجسد السويدي و تعتبر السويدي عدواً يضطهدنا في الداخل ويقتلنا في الخارج وبالتالي كان من الطبيعي أن تبرز وسائل الإعلام السويدية مقابلات وتصريحات لشابات وشبان سويديين وهم يتغنون بحلم القتال في أفغانستان رداً على مقتل الجندي كينث فالين اوكتوبر 2010م فيما كانت خطابات التحريض تتوالى على مواقع الإنترنت وصفحات الفيس بوك تنادي بالثأر ورد الإعتبار للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وللدم المسلم الذي اهرقته البنادق السويدية في أفغانستان!!


    قلت لمسؤول سويدي كبير قبل سبعة أشهر من الأن : مشكلتكم أنكم لا تفهمون المسلمين, وأنا اتحدث عن المسلمين جميعا بعمومهم وليس عن فئة متدينة أو متشددة منهم ,أقول لك إن القران الكريم ومحمد صلى الله عليه وسلم والمساجد والحجاب والأرض الإسلامية خطوط حمراء خمسة لدى المسلمين , كل المسلمين بما فيهم أولئك الثمل في بارات إستكهولم وأبسالا ومالمو ويتبوري ! هز برأسه موافقاً! أكملت قائلاً : إنتبهوا إنكم تجازفون ! من يخترق الخطوط الحمراء يحترق! ولن نكون سعداء أبداً إذا ما إحترقت صورة السويد وإذا كنا واثقين أننا جميعاً سويديين ومسلمين سنعاني من أثار ما قد يحدث إلا أنكم وحدكم بالتأكيد ستتحملون المسؤولية عن ذلك وليس نحن ! لقد أطرق صامتاً لبرهة ثم سألني: ماذا تتوقع؟ قلت يومها : توقعوا أخباراً غير سارة على إمتداد هذه الخارطة وفي أي وقت وحي وشارع من شوراعكم وأحياء مدنكم وباقات ورود تنتظر جثامين أبنائكم العائدين من محرقة تاريخية تدعى " أفغانستان " !
    د.محمد شادي كسكين
    أبسالا 10 -12-2010م
    - مع إكتمال تدقيق هذه الحلقة وقبيل إرسالها للنشر وردت أنباء الإنفجار في العاصمة إستكهولم – يتعرض الكاتب لهذه القضية في حلقات قادمة –
    .

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الاسلام في السويد : يكون أو لا يكون
    2001-2010م

    الحلقة السادسة

    د.محمد شادي كسكين
    المسلمون والسلطة السويدية : حقوق الإنسان وخرق القانون – الجزء الأول

    تمتلك المملكة السويدية ذراعين أمنيين كبيرين , وتعتبر الشرطة السويدية الذراع الأمني الأول وإحدى أكبر الهيئات الحكومية في السويد وتتبع لوزارة العدل السويدية وتنقسم إلى الشرطة المركزية الوطنية , و تنضوي تحتها جميع مراكز الشرطة السويدية في المحافظات والبلديات والتي تعرف بإسم " الشرطة 21" إضافة لمختبر الطب الشرعي المؤلف من خبراء التحليل الدلالي والجنائي والمسمى إختصاراً بـ " إس. كو. إل", وتضم الشرطة السويدية في عديدها البشري 26861 موظفاً – حتى شهر ديسمبر 2009م منهم 7747 موظفاً مدنياً , وبالتأكيد تأخذ شرطة العاصمة السويدية النصيب الأكبر إذ يبلغ عدد عناصرها 6860 وتبلغ نسبة عناصر الشرطة من ذوي الأصول المهاجرة 6.7% من تعداد عناصر الشرطة السويدية التي أنفقت من ميزانيتها للعام 2009م مبلغ 18 مليون كرون سويدي , وتقوم الشرطة السويدية بمعالجة جميع الشكاوى والجرائم والتي بلغ عدد الدعاوي المسجلة فيها لدى الشرطة السويدية في عموم السويد مليون و740 الف دعوى في العام الماضي 2009م.
    أما الذراع الأمني الثاني للدولة السويدية فهو دائرة الأمن أو جهاز الإستخبارات السويدي المعروف إختصاراً بـ " السابو". وتشمل أنشطته العمل في خمسة مجالات هي :
    1- التجسس المضاد : وهو ما يعنى بمنع وكشف عمليات التجسس وأنشطة الاستخبارات غير القانونية.
    2- المكافحة : وهو ما يعنى بمنع وكشف عمليات الإرهاب الموجهة ضد السويد أو المصالح الأجنبية في البلاد، وأعمال الإرهاب في بلدان أخرى، ووجود فروع الإرهاب الدولي في السويد.
    3- التخريب و يعنى بحماية الأمن الداخلي من خلال منع وكشف النشاط عن طريق التهديد أو القوة أو الإكراه أو التي ترمي إلى تغيير الحكم الديمقراطي في السويد أوسلطة أو نفوذ صنع القرار السياسي أو منع المواطنين من ممارسة حقوقهم الدستورية والحريات.
    4- الأمن الوقائي: ويعنى بترتيب استمرار السيطرة على السلطات العامة وحماية البيانات ذات الصلة بالأمن الوطني ومنع الإرهاب.
    5- الحماية الخصوصية: ويتعامل مع الحماية والأمن للحكومة المركزية، والعائلة المالكة ، والموظفين الدبلوماسيين الاجانب والزيارات الرسمية والمناسبات المماثلة.

    بشكل عام يخضع الجميع للقانون السويدي الذي ينص على إجراءات محددة للتحري وتوجيه الإتهام أو الإستدعاء أو الإعتقال وينظم بشكل ديمقراطي ونزيه مدة وظروف إعتقال المشتبه بهم في جرائم أو إتهامات جنائية, ويحق لأي مواطن رفع شكوى للشرطة السويدية حول أي إعتداء أو ظلم ويكون من صلاحيات المدعي العام قبول الشكوى إذا إقتنع بأدلتها وجدواها المرفقة أو رفضها لعدم وجود أسباب كافية لذلك , كما يحق للجميع الشكوى والتظلم من إجراءات الإستجواب أو الإعتقال أو سوء المعاملة وتجاوز ومخالفة القوانين حال حدوثها من رجال الشرطة السويدية أنفسهم , في الفترة الأخيرة بدأت أخبار التجاوزات القانونية تظهر في الأفق بشكل ملفت للإنتباه وكان الملفت أيضاً أن هذه التجاوزات تزداد قتامة وسوءاً حين يتعلق الأمر بالمواطنين ذوي الأصول المهاجرة أو الإسلامية تحديداً.
    نحاول اليوم رصد أوسع جزء ممكن من هذه الظاهرة التي شاء الله أن أكون شاهداً على إحدى حلقاتها وباحثاً عن تفاصيل حالاتها الأخرى , هذه الدراسة لا تعنى بتصيد الأخطاء وإنما برصد وتوثيق ظاهرة متنامية تماماً كتنامي ظاهرة كراهية الإسلام والحرب عليه, ومن الطبيعي أن لا نحصي هنا كل حالات خرق القانون السويدي والدولي من قبل الأمن السويدي لأن هذا يحتاج ربما لسجل طويل .ما يعنينا هنا هو دراسة وتوثيق جزء من هذه الحالة التي لا تعني فقط تصاعد العنصرية والتمييز ضد المسلمين وإنما تنامي تفكير العنجهية القمعية لدى الشرطة السويدية حتى تجاه المواطنين السويديين الأصليين – إن جازت التسمية - أو غير المسلمين!

    أولاً: طلبات اللجوء وخرق القانون:
    في عام 2001م أصدرت حكومة الحزب الإشتراكي الديمقراطي السابقة برئاسة يوران بيرشون قرارا بترحيل كل من " محمد محمد سليمان الزارع " و" وأحمد حسين مصطفى كامل عجيزة " المشتبه في علاقاتهما مع منظمات إرهابية، وتمت عملية إبعاد المصريين إلى بلدهم الأصلي من مطار بروما شمال العاصمة ستوكهولم وسط إنتقاد منظمات حقوق الإنسان محليا ودوليا، الإنتقادات زادت حدتها بعد الكشف عن الطريقة التي تم بها ترحيل المصريين وبإشراف من وكالة الإستخبارات الأمريكية سي آي أي.

    في 17 أيار 2004مكشف برنامج كالا فاكتا أدلة بأن الرجلين تعرضا ليس فقط للتعذيب لدى وصولهما إلى مصر وإنما تعرضا للإيذاء الجسدي من قبل الشرطة السويدية قبل وضعهما على الطائرة المستأجرة من طرف الحكومة الأمريكية التي نقلتهما إلى القاهرة.. ووصف البرنامج بشكل تصويري المعاملة التي تعرض لها الرجلان على أيدي عملاء ملثمين على متن الطائرة تضمن تفاصيل حول عصب أعينهم وتغطية الرأس والتخدير والتحفيظ.
    في 20 مايو/أيار 2005 - أصدرت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب حكماً بأن السويد قد خرقت الحظر الكامل على التعذيب ,لقد تم تعذيب عجيزة رغم الضمانات الدبلوماسية التي قدمها المسئولون المصريون للسلطات السويدية بأنه سيعامل على نحوٍ إنساني. وحملت هولي كارتنر، مديرة قسم أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة هيومن رايتس ووتش السويد مسؤولية إنتهاك الحظر المفروض على التعذيب وقالت : "لم يكن الوعد المصري بعدم تعذيب عجيزة إلا ورقة توت بالنسبة للسلطات السويدية. لقد وضعت لجنة الأمم المتحدة قاعدةً واضحة هي أن ترحيل الناس إلى البلدان التي يتعرضون فيها للتعذيب مخالفٌ للقانون الدولي بغض النظر عن الوعود الفارغة التي تقدمها تلك البلدان".
    لقد كان رجال الأمن الأمريكيون هم من تولوا إعتقال عجيزة ومحمد الزراع على الأراضي السويدية خلال عملية الإبعاد في مطار "بروما" السويدي يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2001. وتم نقل الرجلين من ستوكهولم إلى القاهرة على متن طائرة تابعة لشركة Gulfstream استأجرتها وكالة المخابرات المركزية في ما يبدو أنها واحدة من الحالات الموثقة الأولى لما يدعى "بالتسليم الاستثنائي" بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وفي مارس/آذار خلُص تقرير، أعده أحد كبار المسئولين البرلمانيين السويديين المكلفين بالتحقيق في الشكاوى، إلى أن جهاز الأمن السويدي وشرطة المطار قد "أظهروا خضوعاً واضحاً لرجال الأمن الأمريكيين، وفقدوا السيطرة على الوضع"، مما أدى إلى إساءة معاملة عجيزة والزراع، بما في ذلك الإساءة الجسدية وغيرها من الإهانات، وذلك في المطار وقبل نقلهم إلى القاهرة مباشرةً.
    في نوفمبر/تشرين الثاني2007م خلصت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى أن قيام السلطات السويدية بإبعاد محمد الزارع بصورة متعجلة إلى مصر يُعد انتهاكا لمبدأ حظر الإعادة القسرية إلى بلد المنشأ (أي إعادة شخص بصورة غير طوعية إلى بلد يُحتمل أن يتعرض فيه لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان)، وأن التأكيدات الدبلوماسية التي حصلت عليها الحكومة السويدية من مصر في هذه الحالة لم تكن كافية لدرء الخطر الواضح بالتعرض للتعذيب.


    لقد انتهت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان إلى أن السلطات السويدية مسؤولة عن المعاملة السيئة التي وقعت على الأراضي السويدية على أيدي عناصر تابعة للولايات المتحدة قبل عملية الترحيل مباشرة؛ وأنها تقاعست عن إجراء تحقيق مستقل ونزيه على وجه السرعة بخصوص حالة المعاملة السيئة وعن توجيه اتهامات ملائمة للمسؤولين عن تلك المعاملة؛ كما تقاعست عن إجراء مراجعة فعالة ومستقلة لقرار ترحيل محمد الزارع على الرغم من وجود خطر حقيقي بتعرضه للتعذيب في مصر. وبالإضافة إلى ذلك، انتهكت السلطات السويدية الحق في تقديم شكوى، وذلك بقيامها بترحيله فوراً بالرغم من إخطارها سلفاً بأنه سيسعى لمباشرة إجراءات الحصول على حماية دولية مؤقتة في حالة رفض طلب اللجوء الذي تقدم به.


    لقد اتفقت الحكومة السويدية مع السلطات المصرية على إجراءات يتم اتخاذها عقب عودة عجيزة، بهدف رصد التزام مصر بتلك الضمانات , غير أن هذا الرصد من جانب الحكومة السويدية كان قاصراً لأبعد الحدود، ولم يف بأدنى المعايير الدولية لمراقبة السجون، بما في ذلك تلك التي يستخدمها المقرر الخاص المعني بالتعذيب واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولم يقم المسؤولون الدبلوماسيون السويديون بزيارة عجيزة في محبسه إلا بعد مضي خمسة أسابيع على عودته لمصر، وأبلغ المسؤولون الدبلوماسيون سلطات السجن المصرية بزيارتهم المزمعة سلفاً، قبل تاريخها بعدة أيام؛ ولم يزره هؤلاء المسؤولون ولو مرة واحدة على انفراد؛ بل في بعض هذه الزيارات، كان ثمة نحو عشرة أشخاص آخرين في الغرفة وقت الزيارة، بما في ذلك حارس السجن والحراس المسؤولون عن الإشراف على عجيزة. ولم يتلق موظفو السفارة السويدية في القاهرة أي تدريب على اكتشاف أي آثار بدنية أو نفسية للتعذيب. وفيما يتعلق بالمحاكمة العسكرية، فقد مُنع الدبلوماسيون السويديون من حضور الجلستين الأولى والثانية، الأمر الذي أعاقهم بشدة عن التحقق من مراعاة مصر لضمانات المحاكمة العادلة، ومن قيام المحكمة باتخاذ إجراءات وافية بشأن ادعاءات التعذيب التي أدلى بها عجيزة. وفضلاً عن هذا، فإن تأخر حضور الدبلوماسيين السويديين كان له الأثر في الحد من قدرة الحكومة السويدية على معالجة ادعاءات عجيزة عن التعرض للتعذيب، والانتهاكات العديدة لمعايير المحاكمة العادلة، مع نظيرتها المصرية، باعتبار ذلك جزءاً أساسياً من اتفاق المراقبة بعد عودة عجيزة الذي يرمي إلى التحقق من وفاء مصر بتأكيداتها الدبلوماسية. لقد تعرض أحمد عجيزة للتعذيب وحكم عليه بعد محاكمة سريعة بالسجن لمدة 25 عاماً مع الأشغال الشاقة بتهمة عضوية منظمة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة المصرية باستخدام وسائل العنف!!! أما محمد الزراع فقد برئته المحكمة المصرية وخرج بريئاً في العام 2003م!!

    كان توماس بودستروم وزير العدل في حكومة بيرشون الإشتراكية الديمقراطية قد قال في اوكتوبر 2007م بأن قرار الترحيل كان قرارا صائبا لكن طريقة تنفيذه لم تكن في محلها. وهو ذات التبرير الذي قدمه رئيس الوزراء السويدي السابق يوران باشون الذي رمى بالكرة في ملعب الإستخبارات حين قال إن القرار أتخذ بناءا على معلومات من إستخبارات السابو السرية التي وصفت المصريين بالإرهابين، وعليه كان يجب على الحكومة إصدار قرار بالترحيل .

    "ريتشل دنبر" المديرة التنفيذية بالنيابة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت في تصريح لها أن ثلاث حكومات تورطت في ممارسات أنتها كية ضد هؤلاء الأشخاص". وأضافت: "لا بد من محاسبة كاملة وإلا فإن هذه الحالات سترسل إشارة جديدة بأن كل شيء مسموح في الحرب ضد الإرهاب، بما فيه التعذيب, وأن هناك حاجة للجنة تحقيق دولية مستقلة تحت رعاية الأمم المتحدة للتعامل مع القضية.

    في تموز – يوليو العام 2008 أمر رئيس الهيئة القضائية السويدية بدفع مبلغ ثلاثة ملايين ومائة وستين الف كرون سويدي كتعويض لمحمد الزارع الذي أفرجت مصر عنه بعد عدم ثبوت أي تهمة ضده كما أمر في ايلول – سبتمبر من ذت العام بدفع مبلغ ممائل لأحمد عجيزة القابع في سجنه ورغم تقدم كل من أحمد عجيزة ومحمد الزارع بطلب للحصول على حق اللجوء في السويد إلا أن كلا الطلبين لم يلبيا بعد توصية الإستخبارات السويدية بأن محمد الزارع قد يشكل تهديدا للأمن القومي السويدي وأن أحمد عجيزة محكوم في مصر ولا يمكنه الإستفادة من طلب الإقامة في السويد! - راجع تقرير منطمة العفو الدولية للعام 2008م ووثيقة منظمة العفو الدولية رقم 01/023/2010 يور). إلا أن تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2009 إنتقد السويد لإكتفاءها بالتعويض المادي وغضها الطرف عن فتح تحقيق لمحاسبة المتورطين والتعويض المعنوي لكل من محمد الزارع وأحمد عجيزة بمنحهما الإقامة في السويد.
    -(راجع هذه التفاصيل في بيانات منظمة العفو الدولية بعنوان شركاء في الجريمة: دور أوروبا في عمليات الترحيل السري الأمريكية (رقم الوثيقة01/008/2006 ووثيقة حالة محمد الزارع وأحمد عجيزة- ثبوت انتهاكات لحقوق الإنسان الأساسية على أيدي السلطات السويدية (رقم الوثيقة 42/001/2006).

    في العام 2003م ,رفضت السويد أغلب طلبات اللجوء المقدمة إليها على اعتبار أنها "بلا أساس بشكل صريح" بحسب تقرير منطمة العفو الدولية للعام 2003م وذلك بالرغم من عدم حدوث أي تغير في القوانين السويد . لقد رأت منظمة العفو الدولية أن الإجراء السريع المستخدم في البت في هذه الطلبات لا يفي بالمتطلبات التي تقضي بها المعايير الدولية بشأن عدالة إجراءات اللجوء. فقد كان طالبو اللجوء يُحرمون من الحصول على مساعدة قانونية, ولم تكن تُوفر لهم الحماية من الإعادة قسراً إلى بلدانهم الأصلية أو على بلد ثالث أثناء انتظار نتيجة الفصل في الطعون التي تقدموا بها ضد القرارات الأولية برفض طلباتهم.
    في العام 2007م بدأت السلطات السويدية بترحيل اللاجئين الإرتيرين إلى إرتيريا الذين رُفضت طلباتهم للجوء، وذلك على الرغم من توصيات "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"التابعة للأمم المتحدة إلى جميع الدول بالإحجام عن إعادة أي أفراد قسراً إلى إريتريا- إنظر تقرير منطمة العفو الدولية للعام 2007م- 2008م – وقد قامت السلطات السويدية بترحيل طالب لجوء إرتيري واحد على الأقل إلى إرتيريا في نيسان 2009م, وتدخلت لجنة حقوق الإنسان لوقف قرار السويد بترحيل إمرأة إرتيرية إلى بلادها!

    بحسب نفس التقرير لمنظمة العفو الدولية للعام 2007م لم تحافظ محاكم الهجرة السويدية، في كثير من الحالات، على سرية المعلومات الشخصية أو تفاصيل نظر القضية، بما في ذلك تفاصيل التعذيب، كما أنها لم تستجب أحياناً لالتماسات طالبي اللجوء بعقد جلسات مغلقة، مما أثار القلق على السلامة الشخصية للأفراد وخاصة عندما تُرفض طلباتهم ويصبح من الممكن ترحيلهم. ولم يرد مكتب الهجرة على مناشدة منظمة العفو الدولية بوجوب إبلاغ طالبي اللجوء بأنه قد لا يكون هناك حفاظ على السرية خلال إجراءات نظر الطعون.


    في الخامس من مايو 2008م قامت السلطات السويدية بتسليم طالب اللجوء الليبي محمد عادل أبوعلي والذي إختفى بعد تسليمه مباشرة للسلطات الأمنية الليبية وتبين خلال أسبوعين من تسليمه بأنه قد مات. ونتيجة للمطالبات الحقوقية بشأن هذه القضية أوفدت السويد بحسب مصادر الاتحاد الليبي للمدافعين عن حقوق الإنسان وفداً إلى ليبيا لبحث مصير محمد أبو علي , وبحسب ذات المصادر فإن هذا الوفد إجتمع مع جهات أمنية ليبية أفادت بأن المعنى قد مات منتحرا إثناء اعتقاله لدى إحدى الجهات الأمنية بطرابلس,وقد اقتنعت اللجنة المذكورة بالرواية الرسمية الصادرة عن السلطات الليبية.. !
    في ذات العام هرب المواطن الليبي احمد عبد الله عبد الرحمن من السويد إلى هولندا بعد أن قررت السويد ترحيله إلى ليبيا ورفضت طلب لجوئه السياسي كونه احد المنتمين لجبهة «التبو» لإنقاذ ليبيا - المعارضة .
    في يونيو 2009 أعربت لجنة مناهضة التعذيب عن القلق من شيوع إحتجاز طالبي اللجوء قبل الترحيل ,كما عبرت عن الأسف من أن القانون السويدي ينص على عدم وجود حد أقصى لإحتجاز طالب اللجوء فيها", وقد رفضت السويد معظم طلبات اللجوء الإنساني الجديدة المقدمة من عراقيين وصلوا السويد بعد أن قرر مكتب الهجرة السويد ومحكمة الإستئناف الخاصة بالهجرة أنه لا يوجد نزاع مسلح في العراق!!
    في 9 مايو 2010مأستجوبت الأمم المتحدة السويد حول قضايا تتعلق بمدى التزامها بمعايير حقوق الأنسان. وكانت منظمات أنسانية عديدة قد وجهت أنتقادات الى السويد بشان ممارساتها في هذا الميدان. وفي هذا الإطار أشارت منظمة العفو الدولية امنستي - فرع السويد- الى ان السلطات السويدية تقوم بأبعاد بعض طالبي اللجوء الى بلدانهم، حيث يمكن ان يتعرضوا هناك للتعذيب. وعن ذلك تقول ليسه بري السكرتير العام لأمنستي السويد:
    ـ قضية التعذيب أثارتها منظمة العفو الدولية و يتعين التقيد التام بالأحكام التي تحظر التعذيب. وقد تلقت السويد تنبيهات بشأن ذلك في أثني عشر حالة. وهذه حالات كثيرة، ومن الواضح أنها خطيرة.
    وعشية الأستجواب الذي يجري في السويد قامت منظمات طوعية مستقلة عديدة بكتابة تقاريرها حول مدى التزام بقواعد حقوق الأنسان من جانب السلطات السويدية، ووضعت الهيئة المختصة في الأمم المتحدة تقريرها حول الموضوع بالتعاون مع ستة عشر منظمة مستقلة أشارت تقاريرها الى نواقص في مدى تطابق أجراءات السلطات السويدية مع مباديء حقوق الأنسان. وهي تسجل في هذا المجال عدم توفير العناية الطبية للمهاجرين غير الشرعيين، والظروف غير المناسبة التي يعيشها طالبوا اللجوء الذين لم يبلغوا الثامنة عشر من العمر ويصنفون كأطفال ووصلوا الى السويد دون رفقة أحد من ذويهم.

    في 16 يونيو 2010 طالب مفوض حقوق الانسان في المجلس الأوربي توماس همّربري الحكومة السويدية وحكومات اوربية أخرى بالتدخل لإيقاف عمليات الأبعاد القسري الذي تقوم به سلطات الهجرة في بلدانها ضد العراقيين الذين ترفض طلبات لجوئهم وحول ذلك قال هامّربري: عندما تقوم الحكومات الأوربية، وبضمنها الحكومة السويدية بتجاهل التحذيرات الخطيرة الصادرة عن الأمم المتحدة، فانها حسب أعتقادي لا تغامر فقط بالمخاطرة بحياة الناس، وأنما تقوض أيضا منظومة الأمم المتحدة لحماية اللاجئين في بقاع أخرى من العالم.:
    في 14 نوفمبر 2010م قامت السلطات السويدية بترحيل المعارض الليبي عبدالباسط الغالي العجيلي إلى ليبيا بعد إقامته في السويد طالباً اللجوء لمدة ستة سنوات منها ثلاث سنوات في منطقة " أوميو"- صحيفة الفي كوا التي تصدر في مدينة اوميو السويدية!
    - نتابع في الحلقة القادمة

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - في حلقات -


    بسم الله الرحمن الرحيم



    الاسلام في السويد : يكون أو لا يكون

    2001-2010م

    الحلقة السابعة

    د.محمد شادي كسكين


    المسلمون والسلطة السويدية : حقوق الإنسان وخرق القانون – الجزء الثاني


    في الحلقة الماضية ( السادسة) تناولنا في عرض موجز جانباً من مشاهد خرق القانون وإنتهاك حقوق الإنسان لطالبي اللجوء السياسي والإنساني في السويد – مسلمين ومهاجرين , وأجد عليّ لزاماً قبل أن أنتقل إلى زاوية أخرى من هذه الخروق القانونية للحقوق الإنسانية للمهاجرين والمسلمين أن أشير إلى ملاحظة هامة وهي أننا نتحدث عن "السويد " الدولة التي تصنف نفسها في مصاف أكثر دول العالم ديمقراطية وتمدناً وتحضراً وتصبغ وجنتيها بطلاء الدفاع عن السلام العالمي وحقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية, ولو كان الأمر على خلاف ذلك كأن نتحدث عن هذه الجوانب في دولة نامية أو متخلفة أو دولة من دول ما قبل التاريخ وخارج القانون لكان الأمر ربما متوقعاً وإعتيادياً وطبيعياً لأن القيم وإحترام القانون لا يكون إلا في دول تحترم القيم وتطبق القانون.
    دعونا نتوقف في محطات أحداث قديمة وحديثة جلهاّ لم يرد حتى الان باللغة العربية إلا فيما ندر لنرى كيف يُخرق القانون الإنساني والسويدي وتُنتهك حقوق الإنسان من قبل حامي القانون السويدي ومنفذه !
    ثانياً التجاوزات وخرق القانون أثناء الإعتقال :
    في 30 مايو 1995م طرق السويدي أوسمو فالو باب إحدى الشقق الواقعة في الطابق الثاني من شارع باسون جوتان في مدينة كارل ستاد. ووفقاً لساكن المنزل كان فالو مستاءاً وخائفاً ويتعرق بشدة , قال إنه يحتاج لمن يساعده بالإتصال بالشرطة لأنه يعتقد أن هناك من يريد أذيته وأنه يحتاج إلى الحماية! أغلق صاحب المنزل الباب وإتصل بالشرطة فيما بقي أوسمو فالو في بهو الدرج. سجل بلاغ الرجل لدى الشرطة على النحو التالي" رجل ينوي دخول منزل في الشارع المذكور الساعة 23.06 وسجل تحت كود 07 الذي يعني شجار خارج المنزل. تم الإيعاز بعد دقيقتين لسيارة أمن بالتوجه للمنطقة, في سيارة الشرطة تواجد شرطيان لم يعتادا العمل معاً في الأحوال العادية , لم تكن رجلا الشرطة يعرفان من سيعتقلان؟
    حين وصل الشرطيان كان أوسمو ما يزال في بهو الدرج يضرب الجدران ,قرر الشرطيان إعتقاله حسب القانون كرجل مخمور. كان الشرطيان خائفان من أن يكون هذا الشخص مصاباً بإلتهاب الكبد أو الإيدز. تعرض فالو للضرب في صدره وظهره قبل أن يُطلق عليه الكلب البوليسي الذي هاجم فالو وقام بعضهّ في عدة أماكن, أثناء تقييده تعرض فالو للضرب أكثر من مرة ووضع الشرطي حذائه فوق ظهره ضاغطاً بقوة للحد الذي أدى لإصدار صوت من ظهره , وبحسب الشهود. كان فالو يلهث ويتنفس بصعوبة ثم فقد مقاومته وبدا فجأة كجثة هامدة فاقداً للحياة ,, مع قيام الشرطة بإسعافه مقيداً الساعة 23.43 فشلت جهود إنقاذه وسجلت وفاته الساعة 00.20!! شكلت الحكومة السويدية لجنة للتحقيق بدأت عملها في يناير/كانون الثاني1996م لفحص الإجراءات المستخدمة في التحقيق في وفاة أوسمو فالو وكان من المفترض أن تنهي اللجنة تحقيقها خلال عام 2002 . وفي مارس/آذار، رفضت المحكمة العليا استئنافاً قدمته والدة أوسمو فالو تطلب فيه إعادة محاكمة رجال الشرطة المتورطين في مقتله، بحسب ما زعم تذرعت المحكمة بعدم ظهور أدلة جديدة تبرِّر ذلك- لم يحاكم أحد من الشرطيين وبعد 15 عاماً من الحادثة لم يعرف أحد لماذا مات فالو أسمو بهذه الطريقة!.
    في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2000 توفي بيتر أنديرسون في مدينة أوريبرو إثر تقييده من قبل أربعة من رجال الشرطة أثناء اعتقاله، حين قام طبيب بالكشف عليه وفحصه كان بيتر ما يزال في عربة لنقل المرضى ووجهه إلى أسفل، بينما كان جسمه مثبتاً بالأحزمة إلى العربة ويداه مكبلتان بالأصفاد. ورد أن أحد رجال الشرطة ظل يضغط على ظهره بركبته أثناء نقله. فارق بيتر أنديرسون الحياة إثر ذلك، ولم تُجدِ محاولات إنقاذه نفعاً, وللأسف لم يعاقب أحد!!


    في 9 مار س 2002م لقي إدريس ديمير، وهو طالب لجوء كردي في السابعة والعشرين من العمر، مصرعه إثر إطلاق النار عليه من قبل أحد رجال الشرطة في مدينة يونشوبنغ. ذكر رجال الشرطة أنهم تعقبوا إدريس ديمير إلى شقته للاطلاع على رخصة سواقته، غير عالمين بأنه تلقى أمراً بمغادرة السويد إثر رفض طلبه للجوء. زعم هؤلاء أن إدريس ديمير أمسك بسكين، ووضعها على رقبته، وهدد بقتل نفسه قبل أن يخرج من شقته راكضاً. وادعوا أن إدريس ديمير هاجم واحداً من رجال الشرطة بسكين عندما حاول اعتراض طريقه. عندها أطلق رجل شرطة النار عليه دفاعاً عن النفس، بحسب ما ورد. بيد أن أحد أصدقاء إدريس ديمير، الذي شاهد عملية القتل، أكد أن إدريس ديمير لم يهاجم الشرطة، وإنما أطلقت النار عليه من الخلف وهو يهبط الدرج محاولاً الفرار. وفي مايو/أيار، أصدر المدعي العام الرئيسي المسؤول عن التحقيق لائحة اتهام بحق رجل الشرطة الذي أطلق النار على إدريس ديمير بتهمتين جنائيتين: الاعتداء الجسيم والتسبب في وفاة شخص آخر. بيد أن محكمة المنطقة برأت ساحة الشرطي في نوفمبر/تشرين الثاني2002م !!!!.
    في ربيع 2008م توفي يوهان ليليكفيست – 24 عاماً – بعد ثلاثة ايام من إعتقاله بسبب إستخدام العنف تجاهه أثناء إعتقاله وأثبت تقرير الوفاة أن ضغطاً زائداً على القفص الصدري قاد إلى الوفاة,, لم يعاقب أحد!!
    في ربيع 2010م هاجم حرس الأمن شاباً ذي بشرة سوداء في محطة للركاب في فالنجبي لأنه هم بإشعال سيجارة قرب مدخل المحطة, ثلاثة من الحراس طرحوا الشاب أرضاً في غرفة للقمامة وهم يصرخون به" أسود أسود" مع كلمات نابية وعنصرية وخادشة للحياء بحسب شهادة الشهود. المارة كانوا يصرخون بالشرطة " عنف مفرط..عنف مفرط" بيد أن المحكمة برأت ساحتهم وأطلقت سراحهم مسقطة الدعوى القضائية!!!
    في 21 إبريل 2010م أجبرت شرطة مدينة أبسالا أثناء اعتقال مشتبه به طالبة بكلية الطب في سن العشرين تسكن في غرفة مجاورة لغرفة رجل مشتبه به على التمدد عارية على الأرض بعد أن اقتحم غرفتها عشرة من رجال الشركة الملثمين فيما كانت تتهيأ للإستحمام استعدادا للحاق بمحاضرتها , رجال الشرطة الملثمون صوبوا نحوها مسدساتهم وهم يصرخون بها أن تتمدد على الأرض..عندما بكت وطلبت استخدام منشفة قريبة منها لتغطي جسدها أجابوها بالتهديد أنهم سيقومون باطلاق النار عليها إذا تحركت من مكانها في الوقت الذي قام فيه أفراد آخرين من الشرطة باعتقال الشخص المطلوب في الغرفة المجاورة!
    بعد انتهاء الكابوس إتصلت الفتاة بشرطة أبسالا للشكوى ضد هذا الإجراء وشكلّ الجواب صدمة أخرى لها "عزيزتي ...تقولين أنهم كانوا ملثمين..فيمن سنسجل الشكاية..الأفضل أن تواصلي حياتك وترمي ماحدث وراء ظهرك"!.
    في 19 كانون1/ديسمبر 2010 نشر موقع عرب السويد ترجمة لما حدث مع السيد يوسف ميتو ويذكر الخبر أنه في منتصف الليل وصلت قوة من شرطة أبسالا إلى منزل يوسف ميتو في "ستين هاجن" إحدى ضواحي أبسالا للبحث عن شخص شارك في تبادل لإطلاق النار،أجبرت الشرطة يوسف ميتو – المريض بالقلب - على الخروج حافي القدمين ويثياب النوم الخفيفة في الثلج في درجة حرارة تصل إلى عشر درجات تحت الصفر ،وعندما طلب منهم لبس حذائه،دفعوه بقوة وأخرجوه وقاموا بركله في ظهره , بعد تكبيل يديه تم إيقافه بجانب الحائط في العراء لمدة عشرين دقيقة . عندما حاول إبنه "والت ميتو" 24 عاما،إفهامهم أن والده مريض صوبوا أسلحتهم نحوه طالبين منه الصمت,الجار "هاردي شيروان"الذي استيقظ بسبب الضجةحاول مساعدة جاره بإحضار سترة شتوية إلا أن الشرطة طلبت منه وضعها على الأرض والإبتعاد!.الزوجة التي مُلأ قلبها رعباً بمشهد إقتحام ملثمين لبيتها ليلاً حاولت أن تنجو بنفسها وببناتها من " اللصوص" كما إعتقدت بالقفز من النافذة إلا أن تهديد الشرطة باطلاق النار أجبرها على الوقوف في مكانها! وكان وصفها لما جرى كالتالي "كانوا يوجهون الينا أسلحتهم،ولم أكن أعرف أنهم من الشرطة،وأنا أعتقد أنهم سيقتلوننا،جلسنا في غرفة وأخذنا نبكي من الخوف،حتى أن أحفادي وهم بعمر سنتين وسبعة شهور كانوا يبكون بشدة".!!
    في 20نوفمبر 2010م طرحت شرطة كارل ستاد يافعاً يبلغ 21 من العمر أرضاً أثناء إعتقاله بعد ورود بلاغ للشرطة أنه ينوي إيذاء نفسه في بهو درج البناء الذي يسكن فيه, إعترفت الشرطة أنها إضطرت لإلقاءه أرضاً وإستخدام العنف لإعتقاله, عندما وصل المعتقل لمقر الشرطة كان واضحاً أن عنفاً زائداً لا يتناسب مع سنه الصغير قد إستخدم. حالته دعت المسؤول الى طلب تحويله للمشفى فورا! بعد محاولات حثيثة لمدة ثلاث ايام فشلت محاولة انقاذ حياة الشاب ! الشرطة فتحت تحقيقاً بعد الشك أن العنف الذي وجه لبطن الشاب وظهره قاد إلى وفاته!
    في ليلة 14 ديسمبر 2010م كانت أنيلي البالغة من العمر 35 عاماً في حالة سكر وشعور نفسي سيئ, طلبت من صديقها أن ينقلها الأى المشفى وهذا ما حدث, عندما وصلت الى غرفة الإنتظار وقعت في خلاف مع حارس أمن في غرفة الإنتظاروبسبب حالتها صرخت في وجهه قائلة بأنك ربما لم تدخل مدرسة الشرطة في حياتك؟!
    بعد نصف ساعة غادرت انيلي قسم فحص الدم لتسلتقي على سرير مثبتة مع أجهزة الفحص الكهربائي على جسدها عندما ظهر الحارس فجأة أمامها في اغرفة وعندما صرخت به ماذا تفعل أنت هنا ظهر فجأة ستة من شرطة منظقة سكونة ألقوها أرضاً مع أسلاك أجهزة الفحص وإعتلاها ثلاثة من رجال الشرطة واضعين ركبهم وأذرعتهم عليها وقامم أحدهم بلوي ذراعها بشدة وتقييدها وإلصاق رأسها بالأرض وسط بكاءها وصراخها. بعد إطلاق سراحها كشف تقرير الطبيب عن إنتفاخات في الرأس و كدمات زرقاء في مناطق البطن والظهر والذراعين والساقين وكانت المفأجاة عند تقدمها بشكوى قضائية بتهمة " العنف المفرط تجاه كلمات من إمرأة مريضة في مشفى " أن الشرطة لم تسجل تقرير الحادثة كما تنص القوانين! تتساءل الصحافة الأن إذا ما كانت إمرأة تزن 52 كيلوغراما ويبلغ طولها متراً واثنان وستين سنتيمتر بحاجة لكل هذا العدد من رجال الشرطة وكل هذا العنف والكدمات في جسدها!
    في أعياد الميلاد العام 2009م إعتقلت شرطة أبسالا شاباً في الحادية والعشرين يدعى ماركوس لإخراجه من محل لبيع المشروبات الكحولية في وسط مدينة أبسالا,, وقام أحدهم بلوي ذراعه الأيسر ثم بطحه أرضاً ثم ضرب الذراع أو القفز عليه مما أدى الى كسر الذراع في مكانين مختلفين . الفضيحة التي كشف عنها راديو السويد في 26 ابريل 2010م كانت أنه ورغم الإثباتات وشهادة الشهود وتقرير الطبيب حول كسر الذراع للمعتقل فإن النائب العام رفض إستدعاء الشرطة التسعة الذين كانوا في مكان الحادثة عند قوعها و أسقط القضية لعدم كفاية الأدلة!!
    هذا بالطبع غيض من فيض وبحسب " يوهانس فوشباري " المحرر في صحيفة " إكسبريس" السويدية فإنه وخلال 25 عاماً فإن ما لا يقل عن 30 مواطناً سويدياً توفوا بسبب إستخدام العنف الزائد والضرب على الصدر!
    بعد هذه الأمثلة من خرق القانون – وتحديداً ضد المهاجرين المسلمين , من ينكر علينا أن نقول :
    1- أن جرد المحصلة الفعلية لنصف قرن من التواجد الإسلامي في السويد يفضي إلى نتيجة مخجلة ومحزنة تتحملها الأكتاف التي أخذت على عاتقها أمانة حمل وإيصال وتمثيل رسالة الإسلام في هذه البلاد ثم ظهر لنا أنها بالكاد أكتاف قادرة على رفع بيانات خطابية وليس حمل أحجار بناء الصرح الإسلامي الذي ما زال لهذا السبب وغيره في مرحلة التأسيس.
    2- أن تقصير الجاليات الإسلامية والعربية في عملية التوثيق للإحداث والمحطات الهامة في النواحي القانونية والإجرائية والسياسية في بلاد المهجر , وضيق أفق ونظر من سُموا" بقيادات العمل الإسلامي "في السويد أبقت الحراك الإسلامي في دائرة ضيقة بالكد تسمح لهم بتنظيم خطب الجمعة والتفكير في تشكيل جمعيات تطوعية الأمر الذي سمح لهذه الخروقات والتجاوزات والإهانات والإساءات من بعد بالتطور والزيادة !!
    3- أن الجيل الثاني ومن بعده من مسلمي السويد يدفع اليوم ثمناً باهضاً للفشل الذريع الذي منيت به السياسات والتكتيكات الإسلامية السويدية – إن صح التعبير – خلال نصف قرن , ولا تسلْ عن الإستراتيجيات لأنها كان خارج نطاق تفكير وعبقرية نصف قرن من تواجدنا هنا!
    4- أن المسلمين ومن مَثَّلهُمْ من جمعياتٍ وهيئاتٍ وإتحاداتٍ وروابط وقياداتٍ " تاريخية" هي سبب أساسي من عدة أسباب ساهمت في تتابع وتوالي وتضخم تلك الأحداث " الأخطاء" تجاه الوجود الإسلامي في السويد .إن الصورة العالمية لتلك البلاد ما يزال مشرقاً كحلم الرحيل الى الجنة الموعودة وبلاد العسل والرفاهية بينما تتراكم على أرض الواقع التجاوزات والخروقات غير المتعمدة تارة والمتعمدة في كثير من الأحيان ! ولذا لم يكن مستغرباً - والصورة المترسخة في أذهان قومنا عن هذه البلاد على هذا النحو - أن ينبري لنا من بني جلدتنا من ويهاجمنا يتهمنا "بالبطر ورفس النعمة والمبالغة والحساسية الزائدة ونكران الجميل والمعروف والإحسان " إن نقبنا في مخزونات الأرشيف من الأحداث فكتبنا ووثقنا لما حدث ويحدث!
    هكذا ومن أجل أن أكون دقيقاً وموضوعياً فضلتُّ أن لا تقتصر الأمثلة على المسلمين فحسب بل أن أوثق لحالات مختلفة من خرق القانون وإستخدام العنف المفرط تجاه المواطنين السويديين – مسلمين وغير مسلمين – مع تأكيدي هنا أن كل ما ورد هنا من أمثلة عن هذه النظرة العنصرية الفوقية النازية المتضخمة في السنوات الأخيرة يتحول تلقائياً وبديهياً لمشهد مسبب للصدمة والذهول, مشهد أكثر عنفاً وتجاوزاً وإساءة في إخراج هوليدي متقن عندما يكون الضحية مسلماً ,,, حينها يلعب الشرطي السويدي بشعره الأشقر وعينيه الزرقاوتين وعضلاته المفتولة وشجاعته الخارقة دور البطل القوي الذي يطارد مجرماً قذراً شريراً ذا شعر أسود وثياب متسخة لا يلبث أن يقع في فخ العدالة لينتهي المشهد بنخب إنتصار البطل الذي لا يهزم!


    - نتابع في الحلقة القادمة مع الجزء الثالث بتوفيق الله وفضله – إلى الملتقى اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •