نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
عبقُ العراقِ تميمةٌ لأناملِهْ * وحمائمُ الأمجادِ بعضُ قوابِلِهْ
في مهدهِ الأنفاسُ تعبرُ خشَّعًا * وبهِ تزمجرُ في قلوبِ صوائِلِهْ
يمتدُّ ليلًا في مدى أحلامهِ * ليعودَ صبحًا في ختامِ فعائِلِهْ
بغدادُ في عينيهِ مُهرةُ فارسٍ * ضبحَتْ بخفقتِهِ ووقعِ هواطِلِهْ
والبصرةُ البيضاءُ مثلُ لواءِهِ * شبَّتْ على أبطالِهِ وبواسِلِهْ
يغبرُّ في التاريخِ منْ أدنى لهُ * ظلَّ المكيدةِ في طلابِ خمائِلِهْ
ويغيبُ في الأيّامِ منْ أرخى لهُ * حبلَ العداوةِ طامعًا بقوافِلِهْ
كمْ سيّرَ الشعراءُ في أعقابِه * غيدَ القصائدِ فتنةً بجمائِلِهْ ؟
كمْ أسرجَ الأربابُ خلفَ إباءِهِ * خيلَ الرِّضَاءِ عرائسًا لمحافِلِهْ ؟
وإليهِ تشخصُ في البلادِ شعوبها * وتهابُه الأعداءُ ملءَ فواصِلِهْ
اليعربيةُ في محيطِ خنوعها * تخذتُه ربانًا برغمِ معاوِلِهْ
وربائبُ الأوهامِ صفَّتْ حوله * بدرًا وتي الأفواجُ بعضُ منازِلِهْ
في كفِّهِ الجبروتُ رايةُ حكمهِ * والبطشُ بابُ النصرِ بينَ مداخِلِهْ
لنْ يُغفِلَ الماضي عواصفَ حربِهِ * وسِنِيَّ طوفانِ الدِّما منْ وابِلِهْ
لنْ يَجهلَ الآتي قواصفَ رُعبِهِ * والسَّطوةَ السوداءَ بينَ جحافِلِهْ
لنْ تبلغَ الأيدي قواطفَ سيفِهِ * وجنونَ ثورتِهِ وكِبْرَ مقاصِلِهْ
لكنْ ستبقى في السما أطلالُهُ * وشهادةُ الإيمانِ بينَ فضائِلِهْ
ما زالَ يعرفُ أنّهُ منذُ انتشى * منْ صلبِ أمجادِ الدُّنا وحمائِلِهْ
ما زالَ يعرفُ أنَّهُ في فُلْكِهِ * شمسٌ تلاعنها جحورُ جواهلِهْ
ما زالَ يعرفُ أنَّهُ أمضى المضا * في الوثبةِ الأضحتْ حضارةَ بابلِهْ
هذي مدائِنُهُ فتيّةُ قصرهِ * والمُوصِلُ الساقي يصبُّ لواصِلِهْ
والكوفةُ السمحاءُ سَجَّتْ في الهوى * لمّا تغنّى دجلةٌ بجداوِلِهْ
يا تلكمُ الأهدابُ من عمقِ الدجى * ما حيلةُ الباكينَ حولَ رواحِلِهْ ؟
ما حيلةُ الباكينَ حولَ ضياءِهِ * إذْ بانَ في عمقِ السماءِ لسادِلِهْ ؟
هذا العراقُ قتيلُهُ من بعدهِ * قدْ جاءَ في التشييعِ بينَ جنادِلِهْ
يبكي على صدّامِهِ إكسيرِهِ * وينوحُ طفلًا في أكفِّ قواتِلِهْ
الشامتونَ الناقمونَ تعاقروا * ذكرى شهادتِهِ بكأسِ غوائِلِهْ
والحاقدونَ تنفّسوا في عرسهمْ * ذكرى الذي أصلاهمُ بنوازِلِهْ
وقضى عليهمْ بالخنوعِ بدايةً * حتّى انتهوا بعضَ الدُّمى لمهازِلِهْ
ما كانتِ الخفقاتُ تخفقُ خفيةً * خوفَ انتفاضتِهِ ورهبةَ باطِلِهْ
لكنْ علا صوتُ الرَّعاعِ غوايةً * منْ خلفِهِ ، وكذا عبيدُ دوائِلِهْ
دولٌ هيَ الأيّامُ فاجمعُ بينها * مجدَ الكرامِ على كرومِ دلائِلِهْ
يا سادنَ الصهواتِ خيلُكَ أدبرتْ * لمّا غُدِرتَ معَ العلا وأصائِلهْ
وتولَّتِ الأصحابُ عنكَ خيانةً * يا دارَ عزٍّ لمْ يفزْ بأواهِلِهْ
إيرانُ في عِقْدِ التطاحنِ سفَّها * ومحا الروافضَ في مكبِّ حواصِلِهْ
أمّا الخليجُ ونارُ بؤسٍ شبَّها * غدرُ السياسةِ في الدجى وسوافِلِهْ
فالكلُّ أبدعَ في رحاها ظالمًا * والكلُّ أخفى الحقَّ بينَ رسائِلِهْ
وجعٌ تناسلَ في البلادِ لأجلها * والوهنُ نوَّلنا غياهبَ نائِلِهْ
يا عبرةَ الأيّامِ سفحكِ أسودٌ * ويضمُّ حقلَ اليأسِ دونَ فسائِلِهْ
لكنَّ غيثَ الرحمةِ الأولى بنا * سيمرُّ في عرَضِ الحياةِ لسائِلِهْ
فإلامَ ينهشُ ذا الشهادةِ عاجزٌ * يشتطُّ نعلًا في مهانةِ ناعِلِهْ ؟
أقْصِرْ فما ضرَّ السََّماءَ نوابحٌ * حُبلى بوهمٍ هدّهُ بقلاقِلِهْ
وإليكَ عنْ روحِ العراقِ ، أميرِها * يا ابنَ التقازمِ في ظلامِ قواحِلِهْ
ولئِنْ أساءَ فلستَ أكرمَ موئلًا * يا فزعةَ القطعانِ يومَ مناصِلِهْ
الحرُّ حتّى إنْ تقادمَ غيُّهُ * فالتوبُ يودي مخلصًا بطوائِلِهْ
الله قدَّرَ أنْ نراهُ معلَّقًا * ليقودَ - حيًّا - منْ جثا كعواقِلِهْ
اللهُ قدَّرَ أنْ نراهُ معلَّقًا * ضيَّ السماءِ هدايةً للوائِلِهْ
اللهُ قدّرَ أنْ نراهُ معلّقًا * بينَ المكارمِ رايةً لفصائِلِهْ
" عبقُ العراق ! "