آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يـوم سـقـطـت الـقـدس - بقلم : فهمي هويدي

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/11/2010
    المشاركات
    810
    معدل تقييم المستوى
    14

    Question يـوم سـقـطـت الـقـدس - بقلم : فهمي هويدي

    يـوم سـقـطـت الـقـدس

    بقلم : فهمي هويدي

    يبدو أن عجزنا عن الدفاع عن القدس ليس مقصورا على الجغرافيا، ولكنه ممتد إلى التاريخ أيضا، فلا حافظنا على الأرض ولا دافعنا عن الوعي والذاكرة. وأحسب أن الشق الأول من هذا المنطوق ليس بحاجة إلى برهان، فصحف الصباح تنعى كل يوم أنباء تهويد القدس وابتلاعها وإقصاء أهلها منها، ناهيك عن شهادات التفريط فيها. أما الشق الثاني فليس أدل عليه من ذلك التجاهل المدهش لذكرى مرور 900 سنة على سقوط القدس في أيدي الصليبيين، وهي المناسبة التي حلت يوم 15 يوليو، الذي وافق الخميس الماضي.
    كان ظني أن الأمة العربية ستحيي الذكرى بإقامة الليلة المقدسية في ذلك اليوم، بحيث تستعاد فيها وقائع ما جرى قبل تسعمائة عام. فيعرف الجميع لماذا سقطت القدس وكيف أقام الغرباء مملكتهم على أرضها، وماذا فعلوا بأصحاب الأرض الأصليين، ثم كيف استرد العرب والمسلمون المدينة من مغتصبيها، فمسحوا دموعها وبددوا أحزانها، وأعادوا إلى وجهها الصبوح بسمته بعد غياب دام 88 عاما. تصورت أن الخطاب السياسي والإعلامي في العالم العربي والإسلامي سوف يركز على هذه المعاني طيلة اليوم على الأقل. منتهزا الفرصة لاستحضار قيمة ومكانة القدس بتاريخها العريض، وإذكاء الوحي بها وإحياء الأمل في إمكانية استردادها، وتنبيه الأمة إلى شرائط ذلك الاسترداد، وتجديد الثقة في قدرة وعزائم شبابنا على الوفاء بمسئوليات تحقيق الهدف المنشود...الخ.
    غير أن شيئا من ذلك لم يحدث للأسف. ومر اليوم بينما الكل لاه وذاهل عن الحدث الجلل الذي وقع فيه قبل تسعمائة عام، وزلزل كيان الأمة من أقصاها إلى أقصاها، حتى لا أبالغ إذا قلت أن أصداءه مازالت تتردد في الوجدان العام الغربي، بوجه أخص، حتى هذه اللحظة.
    أستحي أن أقارن، مذكرا بأن مناسبة مرور900 عام على سقوط القدس أثناء الحملة الصليبية التي كانت أول عدوان غربي على الأمة العربية والإسلامية لم تحظ بعشر معشار الاهتمام الذي لقيته مناسبة مرور مائتي عام على الحملة الفرنسية على مصر، التي كانت مجرد حلقة في الهجمة الغربية الغشوم. حدث ذلك بينما كانت الأولى زحفا غربيا شاملا على الأمة ومقدساتها استمر قرنين من الزمان، أما الحملة الثانية فقد كانت عدوانا عسكريا فرنسيا على مصر لم يستمر لأكثر من 38 شهرا!!
    أستحي أيضا أن أذكر أن الأوروبيين تذكروا ما نسيناه، وهم الذين مازالت دور النشر عندهم تصدر كل عام مؤلفات لم يمل أصحابها من تقليب أوراق الحروب الصليبية وتمحيص ملابساتها وتحقيق أسبابها ونتائجها. وفي يوم الخميس الماضي 15 يوليو وصل إلى القدس وفد يمثل جماعة مسيحية بروتستانتية أطلقت على مهمتها اسم مسيرة المصالحة. وهي المسيرة التي استغرقت ثلاث سنوات، طاف الوفد خلالها بالمناطق التي مرت بها وخربتها الجيوش الصليبية. من مدينة كولونيا الألمانية خرجوا، وزاروا تركيا ولبنان وسوريا والضفة الغربية قبل أن يصلوا إلى القدس، وحيثما ذهبوا فإنهم التقوا بالرموز الدينية للتعبير عن أسفهم واعتذارهم عما فعله أسلافهم الذين خانوا المسيح ومارسوا فظائع شوهت اسمه عليه السلام، وكانت بالتأكيد ضد رغبته ـ كما ذكر المتحدثون باسمهم.
    يحار المرء في تفسير تلك الغيبوبة المخيمة على العالم العربي، التي تلغي الذاكرة وتسقط الوعي بالتاريخ، أو في أحسن الفروض تخضع استعادته للانتقاء والهوى. ذلك أن أمة بلا ذاكرة هي أمة بلا مستقبل، والحفاظ على الذاكرة ليس بالضرورة استغراقا في الماضي أو استدعاء له. وإنما هو ضروري للقبض على الجذور واستيعاب التجارب والتسلح بالإدراك والخبرة التي تؤسس قاعدة مواتية للانطلاق نحو المستقبل ونزع صفحات التاريخ أو العبث بها هو المقدمة التي تمهد للتيه والضياع، الذي يقود إلى الاقتلاع في نهاية المطاف. وفي أقوالنا الشعبية المأثورة ان من فات قديمه تاه. وهي مقولة صائبة تماما، خصوصا إذا أكملناها بمفهومها العكسي الذي يعني أن من عرف قديمه ووعي به لن يضل طريقه أبدا. على الأقل من حيث أنه سيعرف بالضبط من يكون، وإلى أين هو ذاهب.
    لست في صدد تفسير الغيبوبة التي أشرت إليها توا.. وإنما اكتفي بإثبات الحالة وأدعو غيري من أهل الاختصاص لتنويرنا بأسبابها. كما أنه لا مجال لاستعراض نماذج للحفاوة التي يحيط بها الآخرون تاريخهم لا تنس أن إسرائيل دولة خرجت بكاملها من قلب التاريخ. غير أنني ألفت النظر إلى المنهج القرآني في التعامل مع المسألة. ذلك أن قارئ القرآن الكريم يلاحظ أن إذكاء وإحياء الوعي بالتاريخ يمثل أحد محاور كل سوره الكبيرة على الأقل. الأمر الذي يعكس درجة عالية من الإلحاح على شحذ الذاكرة في كل مناسبة. وفي النصوص أيضا إيضاح يفسر ذلك الإلحاح، فتارة يشير البيان الإلهي إلى أن في قصصهم عبرة لأولي الألباب.. وتارة يدعو إلى التذكير بالماضي لعلهم يتفكرون، وتارة يصارح النبي عليه الصلاة والسلام بأن الهدف من القص هو أن نثبت به فؤادك.. وذلك كله نحن أحوج ما نكون إليه، خصوصا في هذا الزمن الذي تعرفون مواصفاته جيدا!
    في وقائع مسألة القدس سنجد الكثير الذي ينبغي أن يتفكره ويعتبر منه أولو الألباب، كما أننا سنجد الكثير الذي يمكن أن يثبت أفئدتنا ويمنحنا الثقة في النفس والأمل في المستقبل.
    والكلام كثير حول دوافع الحملة التي استهدفت القدس، وحظ السياسة والاقتصاد منها، لكن ظاهر الأمر أنها استهدفت تخليص أرض المسيح من براثن الكفار والهراطقة المسلمين الذين وضعوا أيديهم عليها. وهو ما دعا إليه واعتبره أمرا من المسيح، البابا اربان الثاني في خطبة شهيرة له، ألقاها في عام1095 م أمام حشود كبيرة من المستمعين في كليرمرن بجنوب فرنسا، الأمر الذي استتبع حملة دعاية كبيرة في أنحاء أوروبا حثت جماهير المؤمنين على الانخراط في جيش المسيح والحج إلى الأرض المقدسة. وقد ذهب قادة الكنيسة في تشجيع الناس على الانضمام إلى الحملة أنهم وعدوهم بمغفرة الرب وتطهيرهم من الذنوب ان هم استجابوا للدعوة، وكانت تلك هي الظروف التي ظهرت فيها إلى الوجود فكرة صكوك الغفران، التي تضمن الجنة لحامليها.
    لم تكتف الكنيسة الغربية بالحملة الدعائية، ولكنها قامت بتأصيل عملية الاستيلاء على القدس. وقد أورد المؤرخ الإنجليزي جيبون نص البيان الذي أصدرته الكنيسة في هذا الصدد، وأعلنت فيه أن للمسيحيين الحق في تملك فلسطين بصفة أبدية، بعدما وثقها دم المسيح الذي أريق على أرضها. ويتعين على المؤمن من المسيحيين أن يجلي غير المسيحي عنها بوصفه غاصبا لها.. ان المسيحي الذي يبيد أعداء دينه لا يكون بذلك قد خرج عن حدود القداسة والطهارة، بل انه بعمله هذا إنما ينحر القرابين دليلا لتقواه. والمسلمون كانوا ويجب أن يظلوا في نظر رعاياهم من المسيحيين ومن الغرب مغتصبين. وعلي المسيحي شرعا وقانونا أن يسلبهم ما يمتلكون من سلطان وأموال، لأن ما وصل إلى أيديهم من ذلك كله جاء بطريق الاغتصاب غير المشروع ـ( ألا يذكرك ذلك بالدعاوى الصهيونية في فلسطين؟!).
    كتابا الدكتوران سعيد عاشور وقاسم عبده قاسم حول الحرب الصليبية حافلان بالشواهد التي تدل على أن اسم السيد المسيح عليه السلام استخدم في الحملة لتحقيق أغراض أخرى، وأن علاقة عناصرها بالصليب لم تتجاوز خياطة صلبان من القماش على ستراتهم. آية ذلك أن ما سموه جيش الرب الذي سبق الحملة الصليبية الأولي عام 1096 م حين غادر ألمانيا ودخل مدينة سملين على حدود المجر مع الإمبراطورية البيزنطية، فإن عناصرها كشفت عن وجهها القبيح حيث ذكر الدكتور قاسم أنه جرت على سملين وأهلها مذبحة رهيبة وأزهقت أرواح أربعة آلاف من أبناء المدينة، التي تحولت إلى خرائب تصاعد منها دخان الحرائق التي أشعلها الفرنجة في كل مكان، لتختلط بأصوات الجرحى عنوانا على الجريمة التي ارتكبها المنسوبون زورا إلى الرب، ضد إخوانهم المسيحيين الذين زعم الصليبيون انهم جاءوا لنجدتهم!.
    واصل أفراد الجيش عمليات السلب والنهب والتخريب إلى أن بلغوا مدينة القسطنطينية، وبها مقر الإمبراطور البيزنطي، وإذ بهرهم جمالها، فإنهم لم يترددوا في ممارسة ذات الهمجية والوحشية، واضطر الإمبراطور إلى نقلهم بسرعة عبر المضايق إلى آسيا الصغرى، وهناك تصرف جنود الرب على نحو لا يرضي الرب، حيث ارتكبوا أبشع المذابح ضد السكان المسيحيين، حتى وصفهم بعض المؤرخين بالمخربين باسم الرب!
    فشلت تلك المحاولة في تحقيق أي من أهداف دعوة البابا، بل وأدت إلى تمريغ المثال الصليبي على أيدي أصحابه في طين أطماعهم ووحشيتهم، على حد تعبير الدكتور قاسم.
    جدير بالذكر أن وصف الحملة بأنها صليبية لم ينطل على أحد في البداية، وان المصطلح ذاته لم يظهر إلى الوجود إلا في القرن الثامن عشر( الحملة كانت في القرن الحادي عشر)، حتى ان المؤرخين العرب الذين عاصروا ذلك الحدث مثل ابن القلانسي وابن الأثير والقلقشندي وابن تغري يروي لم يستخدموا المصطلح في كتاباتهم، وإنما تحدثوا دائما عن الفرنجة وحركة الفرنجة.
    بعد فشل الحملة الشعبية، جاءت جيوش الفرسان الصليبيين، التي عبرت في عام1097 م مضيق البوسفور حاليا إلى آسيا الصغرى حيث أرض العدو، فحاصروا واسقطوا مدينة نيقية عاصمة السلاجقة، المسلمين الأتراك، الأمر الذي فتح لهم الباب للزحف جنوبا صوب فلسطين، مرورا ببلاد الشام. فاستولوا على إنطاكية التي أقام الصليبيون إمارة لهم فيها، ثم واصلوا تقدمهم بحذاء الساحل، حيث اجتاحوا طرابلس وبيروت وصور وعكا، إلى أن بلغوا اللد والرملة، في الرملة عقدوا مجلس حرب ناقشوا فيه أمورا عدة، أهمها اقتراح بأن يبدأ الصليبيون بمهاجمة الفاطميين في مصر، على أساس أن مفاتيح بيت المقدس موجودة في القاهرة، وباعتبار أنه إذا أراد الصليبيون أن ينعموا بحياة آمنة مستقرة في بيت المقدس، فعليهم أن يؤمنوا أنفسهم بالاستيلاء على الدلتا، وهي الفكرة التي ظلت مسيطرة على عقول زعماء الحركة الصليبية طول الوقت، حتى وضعت موضع التنفيذ أكثر من مرة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ويبدو أن الظروف لم تكن تسمح بتحقيقها في تلك المرحلة المبكرة من الحرب القرن الحادي عشر، فقر قرارهم على الزحف على بيت المقدس مباشرة، التي كانت تحت ولاية الفاطميين، ولم يحل يوم السابع من يونيو أيضا حتى كان الصليبيون أمام أسوار المدينة التي بلغوها بعدما قطعوا رحلة استغرقت خمسة عشر شهرا.
    دام حصار الصليبيين للمدينة نيفا وأربعين يوما كما ذكر ابن الأثير، وظلوا يشددون الهجوم يوما بعد يوم على جند المسلمين، إلى أن أقاموا برجين يطلان على سورها، أحدهما بباب صهيون والآخر بباب العمود، وقد أحرق المسلمون البرج الأول وقتلوا من فيه، أما البرج الثاني فقد زحف به الصليبيون حتى ألصقوه بالسور وحكموا به البلد، وكشفوا من كان عليه من المسلمين، ثم رموا بالمجانيق والسهام رمية رجل واحد، فانهزم المسلمون، كما ذكر مؤرخنا أبو المحاسن صاحب النجوم إلى الزاهرة.
    كان افتخار الدولة الحاكم الفاطمي لبيت المقدس قد اتخذ كل ما أمكنه من استعدادات لمواجهة الصليبيين، فاستقدم حامية كبيرة من جند مصر والسودان لتعزيز تحصينات المدينة، وسمم الآبار، وأخفى الماشية، وطرد كل من شك في إمكانية تعاونه مع الغزاة، ولكن الصليبيين كانوا في موقف أقوى، خصوصا أن طريق التعزيزات التي كانت تأتيهم من ميناء يافا كان مفتوحا، مما وفر لهم ما احتاجوه من عتاد وزاد حملته إليهم الأساطيل الغربية، التي هرعت لمساندتهم منذ عرف انهم على أبواب بيت المقدس.
    حدث الهجوم الشامل الذي قام به الصليبيون ليلة14 يوليو1099، ثم اشتد الهجوم واتخذ طابعا عنيفا صباح اليوم التالي15 يوليو، الذي كان يوم جمعة. وبعد الظهر ـ الساعة الثالثة تقريبا ـ نجحوا في اقتحام المدينة، وفر الجنود الذين كانوا يدافعون عنها للاحتماء بالمسجد الأقصى، فتبعهم الصليبيون، واقتحموا المسجد وأحدثوا بداخله مذبحة وحشية، حتى كانوا يخوضون إلى سيقانهم في دماء المسلمين.
    في الحال، انتشر الصليبيون داخل المدينة، وسارعوا إلى فتح باب العمود لكي يدخل منه بقية الصليبيين، واتجه آخرون لاحتلال قبة الصخرة، التي كانت غنية بما فيها من تحف ثمينة فنهبوها عن آخرها، وقال ابن الأثير في الكامل انهم أخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا من الفضة، وزن كل قنديل ثلاثة آلاف وستمائة درهم، وأخذوا تنورا من الفضة وزنه أربعون رطلا بالشامي، وأخذوا من القناديل الصغار مائة وخمسين قنديلا، وغنموا منه ما لا يقع عليه الإحصاء..
    لم يتم استيلاؤهم على المدينة دون مقاومة، لأنهم صادفوا مقاومة شديدة في قطاعها الجنوبي لم يقدر لها أن تستمر. أما افتخار الدولة حاكم المدينة الفاطمي فقد احتمي مع طائفة من جنده بمحراب داود، حيث اعتصموا به وقاتلوا فيه ثلاثة أيام، لكنهم لم يلبثوا أن ألقوا السلاح بعد أن بذل لهم الفرنجة الأمان وأطلق الصليبيون سراحهم، وسمحوا لهم بالخروج إلى عسقلان، فكانوا الفئة الوحيدة من مسلمي بيت المقدس التي نجت من وحشية الصليبيين، وهم الذين لم يتركوا مسلما في الطرقات أو في البيوت أو المساجد، إلا وقتلوه واستباحوا دمه، دون تفرقة بين رجل أو امرأة، وشيخ أو طفل.
    لم يرع الصليبيون حرمة المسجد الأقصى، فأجهزوا على كل من احتمى به من المسلمين، وعددهم أكثر من سبعين ألفا، منهم جماعة من أئمة المسلمين وعلمائهم وزهادهم الذين جاءوا من أنحاء العالم الإسلامي لكي يجاوروا الموضع الشريف.
    ذكر وليم الصوري ـ المؤرخ المسيحي ـ أن بيت المقدس شهد مذبحة رهيبة، حتى أصبح البلد مخاضة واسعة من دماء المسلمين أثارت خوف الغزاة واشمئزازهم. وقال ابن العبري الملطي أن الفرنجة لبثوا في البلد أسبوعا يقتلون فيه المسلمين، وشهد مؤرخ صليبي عاصر الأحداث بأنه حينما زار الحرم الشريف غداة المذبحة الرهيبة، لم يستطع أن يشق طريقه وسط أشلاء المسلمين إلا بصعوبة بالغة، وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه، ولم يكن اليهود أحسن حالا من المسلمين، فقد ذكر ابن القلانسي أنهم جمعوا اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم.
    حين استقرت أوضاعهم أسس الصليبيون مملكة بيت المقدس، التي ضمت فضلا عن مدينة القدس، مدنا أخري مثل يافا واللد والرملة وبيت لحم والخليل. وبذلك حققوا في حملتهم الأولي أهم نجاحاتهم، الأمر الذي شجعهم على مواصلة الحملات التي وصلت إلى ثمان. وتحولت بمضي الوقت إلى طعنات متتالية أثخنت الجسم الإسلامي بالجراح.
    لقد اعتبرت البابوية أن إقامة مملكة بيت المقدس الصليبية بمثابة إعلان عن أن الأرض التي شهدت قصة المسيح قد صارت بأيدي المسيحيين حقا. وفي خطاب للبابا أجينوس الثالث عام1145 م وجهه إلى جماهير المؤمنين قال:... بفضل الرب وحماسة آبائكم الذين ناضلوا للدفاع عنها الأرض المقدسة على مر السنين.. نجح المسيحيون في الحفاظ على هذه الأرض حتى الآن، كما استولوا بشجاعة على مدن أخرى من الكفار(!)
    الطريف أن الغزاة بعد أن أقاموا مملكتهم، أدركوا أن العرب والمسلمين أغلبية فيها، بينما لم تكن أعداد الفرنجة تكفي لملء شارع واحد، على حد قول وليم الصوري، (تذكر اليهود في فلسطين قبل عام48) ـ ولحل الإشكال فانهم عمدوا إلى تشجيع الهجرة من أوروبا إلى فلسطين استيطان مبكر! ـ لكي يكون لهم شعب يركنون إليه!
    ما الذي جري للعالم العربي والإسلامي حتى تلقي تلك الضربة القاصمة وانهزم أمامها.. وكيف تمدد الغزاة واستطالوا، وكيف استجمعت الأمة الإسلامية قواها حتى ردت الغزوة الاستعمارية الاستيطانية؟.. نجيب على هذه الأسئلة في الأسبوع المقبل بإذن الله..


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية احمدنخلة
    تاريخ التسجيل
    12/09/2010
    المشاركات
    289
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: يـوم سـقـطـت الـقـدس - بقلم : فهمي هويدي

    بوركت أخي الفاضل شاكر عبد العزيز
    على هذا النقل المفيد والجيد بارك الله فيك
    احترامي وتقديري


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/11/2010
    المشاركات
    810
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: يـوم سـقـطـت الـقـدس - بقلم : فهمي هويدي

    بارك الله فيك أخي أحمد نخلة على مرورك الكريم على الموضوع و الذي زينته بتعليقك و الذي أعتبره شهادة أعتز بها و جعل الله ذلك في ميزان حسناتك يوم الدين .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •