القدس واتفاقيات التهويد

مهندس/ رائف نجم

بدأت مؤامرات تهويد مدينة القدس خاصة وأراضي فلسطين عامة منذ أن فتح عمر بن الخطاب القدس ووقع العهدة العمرية مع صفر ونيوس بطريارك البزنطيين في ذلك الوقت واشترط صفرونيوس وضع نص في الاتفاقية ألا يسكن بإبليا أحد من اليهود فحقد اليهود على الطرفين المسلمين والمسيحيين.
أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما فتح القدس عام (635م) لم ينقل خلافته إليها ولم يغير من طابعها المسيحي شيئا والعهدة العمرية هي أفضل ميثاق عالمي لاحتراف حقوق الإنسان وأن القائد صلاح الدين الأيوبي الكردي بعد أن حرر القدس سنة 1187 م من الصليبيين لم يجعلها مدينة كردية بل تركها مدينة عربية وحافظ على هويتها والعثمانيون عندما كانت القدس تحت سلطتهم لم يجعلوها مدينة تركية بل حافظوا على عروبتها وقاموا تهويدها ولكن الإسرائيليين منذ أن وطئت أقدامهم مدينة القدس بدءوا بتهويدها أرضا وسكانا.
واليوم نرى الشعوب العربية والإسلامية الكثيرة تجز عن إيقاف هذا التهويد الذي يشكل خطرا كبيرا على المدينة المقدسة وهذا العجز قد شجع أعداء المسلمين للاعتداء عليهم في كثير من بقاع الأرض: في كشمير حيث هدم الهندوس مسجد بابري وحرقوا مزار نور الدين نوراني وحيث يقتل الجيش الهندوسي المسلمين يوميا وفي البوسنة والهرسك حيث انتهك حقوق الإنسان بأبشع صورها وفي شيشانيا حيث تعمل روسيا للقضاء على هذه الأقلية واستعملت ضدها أحدث الأسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ وفي كثير من مناطق العالم الأخرى التي ترتكب فيها الجرائم ضد المسلمين.
وأمام كل حدث في هذه الأحدث نرى رد الفعل العربي الإسلامي الآتي لا يخرج عن نطاق الاستنكار أو الشجب أو التأسف عما حدث مكتفين بنقل قضية القدس بين هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغير ذلك من اللقاءات المصغرة هنا وهناك.
ولإلقاء الضوء على مؤامرات التهويد نستعرض الاتفاقيات والمؤامرات التالية التي جاءت بعد العهدة العمرية التي نصت على عدم السماح لإقامة اليهود في القدس حسب ما طلب البطريارك صفرونيوس من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
العهدة العمرية (636م – 15هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم سقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صلبهم ولا من شئ من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم ومن كان فيها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية شهد على ذلك:
خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان.
وسلمت هذه العهدة إلى صفرونيوس بطريك الروم وبالمقابل فقد كتب أهل إيلياء أيضا عهدا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما روي عن ذلك الإمام البيهقي وغيره ويقول مجير الدين في كتابه (الأنس الجليل) أن هذه الشروط اعتمدها أئمة الإسلام وعمل بها الخلفاء الراشدون.
الحركة الماسونية:
تأسست هذه الحركة في اسكتلندا سنة 1717 أي قبل مؤتمر هرتزل بمائة وثمانين عاما بهدف تأسيس الحكومات والمؤسسات والأفراد لخدمة اليهود والتخطيط للسيطرة على فلسطين ولا فرق بين الماسونية والصهيونية واليهودية فكلها تعمل لخدمة اليهود ومخططاتهم.
وفي القرن الثامن عشر وعلى التحديد في عام 1789 أصدر بنجامين فرانكلين Benjamin Franklin وثيقة رسمية لتحذير الأمريكان من اليهود وقد ألقاها في خطاب رسمي عند وضع دستور الولايات المتحدة جاء فيها: "أن هناك خطرا عظيما يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية وهو خطر اليهود وفي كل أرض حل فيها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية وهم منعزلون لا يندمجون مع غيرهم وهم من أكثر من 1700 عام يندبون حظهم لأنهم طردوا من ديار آبائهم ولو ردت إليهم فلسطين فلن يذهبوا جميعهم إليها لأنهم طفيليات لا يعيش بعضهم على بعض ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم وإذا لم يبعد هؤلاء اليهود عن الولايات المتحدة بنص دستورها فإن سيلهم سيتدفق إليها في غضون مائة سنة وسيتمكنون من أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا ولن تمر مائة سنة حتى يكون مصير أحفادنا العمل في الحقول لإطعام اليهود على حين يظل اليهود مسيطرين على المؤسسات المالية وإذا لم يبعد الشعب الأمريكي اليهود نهائيا فسوف يلعنهم أبناؤهم وأحفادهم في قبورهم كما أن اليهود لن يمارسوا المثل الأمريكية العليا ولو عاشوا بين الأمريكيين عشرة أجيال لأن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط إن اليهود خطر على أمريكا إذا سمح لهم بحرية الدخول وسيقضون على المؤسسات الأمريكية وعليه يجب استبعادهم بنص الدستور".
مؤتمر هرتزل:
عقد زعيم الصهيونية في عام 1897 مؤتمرا يهوديا صهيونيا في مدينة بازل في سويسرا وتقرر في ذلك المؤتمر رفض فكرة إنشاء دولة يهودية في أي من بلدان أوغندا أو جنوب إفريقيا أو استراليا واتفقوا على أن فلسطين هي الوطن الوحيد الذي يقبلون به وكان أهم قرارين اتخذا في ذلك المؤتمر:
أولا: إنشاء دولة إسرائيل بعد خمسين عاما من تاريخ المؤتمر.
ثانيا: إعلان إسرائيل الكبرى بعد مائة عام من تاريخ المؤتمر.
وفعلا فقد تم إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948 أي بعد خمسين عاما من تاريخ المؤتمر وتسعى إسرائيل الآن لتعلن عن قيام إسرائيل الكبرى خلال أعوام قليلة أي بعد مائة عام من تاريخ مؤتمر هيرتزل.
اتفاقية سايكس / بيكو:
تمت هذه الاتفاقية بين بريطانيا بسايكس وفرنسا ممثلة ببيكو في سنة 1916 من أجل تقسيم غنائم الحرب العالمية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأصرت بريطانيا على أن تكون فلسطين حصتها من أجل سهولة تنفيذ هدفها الصهيوني الذي عبرت عنه فيما بعد بإعلان وعد بلفور واليوم تستكمل أمريكا هذا الدور الاستعماري مع تغيير الأسلوب فبريطانيا كانت تعتمد الاحتلال العسكري المباشر اما أمريكا فاعتمدت إسرائيل أداة لتنفيذ أغراضها وأمدتها بالقوة العسكرية والأموال اللازمة.
وعد بلفور:
وجه وزير بريطانيا بتاريخ 2/11/1917 رسالة إلى أبرز اسم بين اليهود البريطانيين جاء فيها:
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني كثيرا أن أنقل إليكم نيابة عن حكومة جلالته إعلان التعاطف مع الأماني الصهيونية اليهودية التالي نصفه وقد عرض على مجلس الوزراء فأقره.
"تنظر حكومة جلالته نظرة إيجابية إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستستخدم أفضل مساعيها لتسهيل تحقيق هذا الهدف على أن يكون واضحا أنه لن يتم عمل شيء يمكن أن يسئ إلى الحقوق المدنية والدينية للسكان غير اليهود في فلسطين أو إلى الحقوق والوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر"
سأغدو ممتنا إذا ما اطلعت الاتحاد الصهيوني على هذا الإعلان.
(انتهت الرسالة)
وكتب المؤرخون أنه لم يتوقع زعماء بريطانيا رد فعل معاد من حلفائهم العرب في ذلك الوقت وكانت فرنسا في نظرهم هي المشكلة الوحيدة في هذا الصدد وكتب رئيس وزراء بريطانيا فيما بعد يقول: "لا يبدو أن فلسطين سببت للزعماء العرب قلقا شديدا".
ثورة البراق وحائط البراق وتقرير اللجنة الدولية لعام 1930:
يشكل هذا الحائط الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرب القدسي الشريف بطور حوالي (47م) وارتفاع حوالي (17م) ويتخذه اليهود هذه الأيام معبدا لهم ولم يكن في وقت من الأوقات جزءا من الهيكل اليهودي ولكن التسامح الإسلامي هو الذي مكن لليهود الصلاة أمام هذا الحائط كما أن التوراة عندما تتحدث عن الحائط الغربي للهيكل فإنها لا تشير أبدا إلى الحائط الغربي لجبل البيت وكذلك فإن هذا الحائط لم يكن موقع عبادة عند اليهود حتى القرن السادس عشر الميلادي. وتقول الموسوعة اليهودية (Encyclopedia Judaica ) الجزء (16) صفحة (468) القدس 1971 ما يلي:
"إن مصادر المدراش (وهو شروح التوارة) تتحدث عن الحائط الغربي للهيكل الذي يحل فيه الحضور الإلهي ولا يفارقه أبدا وهو الحائط الذي لا يمكن تدميره أبدا ومن المحتمل أن حاخامات اليهود يشيرون إلى الحائط الغربي لقدس الأقداس وأن عدم قابلية هذا الحائط للتدمير هي رمزية فقط لأنه دمر بالفعل والمصادر التي تتحدث عن اليهود في القدس حتى القرن السادس عشر تشير إلى تعلق اليهود بالهيكل ولكنها لا تذكر شيئا عن الحائط الغربي لجبل البيت (أي حائط البراق) وفي فترة الجيونيم Geonim وهم رؤساء الأكاديميات اليهودية في القرون السابع والثامن والتاسع الميلادية كان موقع الاجتماع والصلاة عند اليهود على جبل الزيتون ولا نجد إشارة إلى الحائط الغربي مطلقا عند ناحمان Nahman (في وصفه المفصل لموقع الهيكل سنة 1267) والحائط غير مذكور أيضا في التقرير الديني المعروف باسم استوري هابارحي Haparhi (في القرن الرابع عشر) ولا يشار إلى هذا الحائط البتة في المصادر اليهودية في القرن الخامس عشر (مثلا رحلات ميشولام من فولتيرا وعوبادية من بيروتينورو) وليس في هذه المصادر كلها ما يدل على أن الحائط كان مكان عبادة أو صلاة لليهود.
إن الحائط الغربي أصبح جزءا من التقاليد الدينية اليهودية حوالي سنة (1520) نتيجة للهجرة اليهودية من أسبانيا وبعد الفتح العثماني سنة 1517م".
وعلى ذلك فإن اليهود بشهادتهم يتخذون من حائط البراق أو الحائط الغربي مكانا للصلاة منذ القرن السادس عشر فقط وقد أصبح لهذا الفعل ارتباط وثيق بالأطماع السياسية الصهيونية العالمية التي كشفت عن أطماعها في القرن التاسع عشر.
وقد تكررت محاولات اليهود للاستيلاء على هذا الحائط في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين إلى أن وقت ثورة البراق بتاريخ 22/8/1929 والتي تقل فيها العشرات من العرب واليهود وتمخضت الأحداث عن تشكيل لجنة دولية لتحديد حقوق العرب واليهود في حائط البراق وكانت اللجنة برئاسة وزير خارجية سابق للسويد وعضوية شخص سويسري وآخر هولندي وبعد تحقيق قامت به هذه اللجنة وضعت تقريرا في سنة 1930 أيدت فيه حق المسلمين الذي لا شبهة فيه بملكية حائط البراق وقال التقرير:
(للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءا لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هم من أملاك الوقف وللمسلمين أيضا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة لكونه موقوفا حسب أحكام الشرع الإسلامي).
ولكن السلطات الإسرائيلية في عام 1967 استولت على حائط البراق بعد أن هدمت حارة المغاربة المجاورة له ووضعت يدها على باب المغاربة (أحد أبواب الحرم الشريف) تحت أنظار هيئة الأمم المتحدة.
قرار التقسيم:
كان قرار التقسيم رقم (181) الذي اتخذته هيئة الأمم المتحدة في سنة 1948 بمثابة ضربة قاصمة للأمة العربية التي رفضت القرار يوم إعلانه وقد أصبح اليوم تنفيذ ذلك القرار مطلبا بعيد المنال إذ ينص على إنشاء دولة فلسطينية على أكثر من نصف مساحة فلسطين واليوم وبعد أن غطت المستوطنات الإسرائيلية الأراضي العربية وشرحتها ومدت الطرق السريعة فيها تصبح سيطرة الدولة الفلسطينية على نسبة ضئيلة من أرضها.
اتفاقية كامب ديفيد:
إن ما يهمنا من هذه الاتفاقية هو ما يتعلق بالقدس الشريف فقد كانت المفاوضات بين أنور السادات ومناحيم بيغن عام 1978 حامية الوطيس حول القدس ثم توقفت كليا واستعد الفريقان الإسرائيلي والمصري لمغادرة كامب ديفيد ولم توقع الاتفاقية المعروفة إلا بعد أن وضعت قضية القدس في ملحقين للاتفاقية يعبران عن الرأيين المصري والإسرائيلي كل على حده ويمكن القول أن الموقف قد تكرر في اتفاقية أوسلو حيث تم تأجيل بحث قضية القدس إلى عدة سنوات وبذلك منحت إسرائيل الفرصة الكافية لتهويد القدس قبل بدء أية مفاوضات بشأنها.
اتفاقية استئجار أرض من القدس لإنشاء السفارة الأمريكية عليها:
بتاريخ 18/1/1989 تم توقيع اتفاقية شراء أرض في تل أبيب واستئجار أرض أخرى في القدس بين الحكومة الأمريكية وإسرائيل من أجل إنشاء أبنية دبلوماسية عليها وتنص المادة (9) من الاتفاقية بأن الأبنية الدبلوماسية على أرض القدس ستكون جاهزة للاستعمال الكامل في شهر تموز من عام 1996 وهذا خاضع لترتيبات الكونغرس الأمريكي.
وقد سمعنا مطالبات أعضاء الكونغرس الأمريكي وعلى رأسهم السيد دول الذي يرغب بترشيح نفسه للرئاسة القادمة في شهر تشرين ثاني سنة 1996 يطالبون بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس من أجل تطبيق ما جاء في الاتفاقية ومن أجل التقيد بالتاريخ الذي ذكر في الاتفاقية ويبدو أن هذا التاريخ الذي تنوي الولايات المتحدة الاعتراف فيه بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وعندها ستتطلب من كل سفارات العالم الانتقال إلى القدس.
عن الأرض المستأجرة في القدس لمدة (99عاما) مقابل دولار واحد في السنة قابلة للتمديد هي أرض وقف محمد الخليلي ومساحتها حوالي (30 دونما) أوقفها صاحبها في سنة 1139 هجرية أي قبل حوالي (278عاما) ومعروف في الشريعة الإسلامية أن أرض الوقف لا يجوز استعمالها لا للأعمال الخيرية التي حددها الموقف ولا يجوز التصرف بها لغير ذلك إلا أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع أراضي الوقف الإسلامي من أيار 1948 وكأنها أملاك غائبين مثلها مثل الأراضي الأميرية والعالم العربي والإسلامي يراقب ويشجب ويتقدم بالشكاوي إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والسلطات الإسرائيلية لا تتوقف عن تنفيذ مخططاتها التعسفية طالما تلاقي الدعم الكامل من أمريكا.
قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية:
عندما اتخذ هذا القرار في هيئة الأمم المتحدة كانت هناك قناعة لدى العالم بماهية الصهيونية وضررها على العالم ولم يكن القرار لمنع ضرر الصهيونية على العالم العربي فقط بل كان لمنع ضررها على العالم أجمع.
وقبل أعوام قليلة اتخذ قرار آخر لإلغاء القرار الأول ومن نفس هيئة الأمم المتحدة ولم تتمكن الدول العربية والإسلامية منع اتخاذ القرار الأخير ما الذي تغير في الموضوع هل تغيرت الصهيونية لم تتغير والذي تغير هو تأثير العالم العربي والإسلامي والسياسي وما ذلك إلا لسبب بسيط وهو الخلافات المفتعلة فيما بينهم والتي فرقتهم وجعلتهم شيعا وأحزابا والذي كان بالأمس أسودا أصبح اليوم أبيضا، والذي كان بالأمس عدوا أصبح اليوم صديقا، وعلينا نحن العرب تغيير مبادئنا ومعتقداتنا بينا يبقى اليهود على مبادئهم ومعتقداتهم التوراتية المزيفة.
مشروع سبل الإيمان:
عهد مدير عام اليونسكو بتاريخ 23/3/1992 إلى الأستاذ (جون بوكر) من جامعة ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية تقديم دراسة جدوى بشأن مشروع سبل الإيمان المتعلق بالقدس الشريف وقدم الأستاذ جون بوكر المتخصص بالدراسات الدينية دراسته التي تحتوي على ادعاءات ومزاعم دينية وتاريخية وجغرافية لا تتفق مع الحقائق الموضوعية لمدينة القدس وتتضمن أفكارا من شانها إنكار الحقوق الوطنية للعرب والمسلمين كما أنها تعكس وجهة نظر متحيزة للجانب الصهيوني.
وفي دراسته التي قدمها للمجتمع الدولي باسم اليونسكو يستنتج جون بوكر من قصصه الخيالية أن هناك تناقض في الإسلام وهدف إلى التقريب بين اليهودية والمسيحية والإسلام ويرى استنباط طقوس دينية مشتركة بين الأديان تدور حول فكرة حلول السلام في القدس واعتمد على الأديان الثلاثة بل وخارج نطاقها وطالب تنظيم مؤتمرات مشتركة بين الأديان للشباب ولها صلة بالمشروع. بحيث تساعد الجيل القادم على تكوين رؤية للقدس بحيث تصبح مرتبطة بالأحلام ويرى أن القدس الحقيقية هي في السماء ولا يوجد أي مبرر للاختلاف على القدس الأرضية.
ويقول أن للمسلمين مسجد في القدس وهو المسجد الأقصى وللمسيحيين كنيسة هي كنيسة القيامة ولكن لا يوجد الآن هيكل لليهود وهذه دعوة إلى إنشاء الهيكل الثالث وهو الهدف الرئيسي لمشروع سبل الإيمان.
اتفاقية أوسلو عام 1993:
اعتقدت منظمة التحرير بتوقيعها اتفاقية أوسلو التي تمنحا حكما ذاتيا على بعض أراضي الضفة الغربية أنها سجلت نجاحا سياسيا عظيما.
إذا رجعنا إلى عهد رئيس وزراء إسرائيل (شامير) المتعصب لوجدنا أنه كان يصرح مررا وتكررا مجيبا على أي مطالبة بتأسيس دولة فلسطين بقوله "ليس للفلسطينيين إلا حكما ذاتيا على الضفة الغربية وقطاع غزة" وهذا يعني رفضه المسبق لإقامة دولة فلسطينية.
وكتب أوري أفنيري أحد زعماء (حركة السلام الآن) الإسرائيلية في صحيفة معاريف بتاريخ 21 /1/1995 وقال:
"تسود اليوم في المجتمع الفلسطيني كله أجواء الإحباط والغضب واليأس ولم يتبق شئ من تلك الأجواء الاحتفالية التي عمت الفلسطينيين غداة أوسلو".
صرخة واحدة يجب أن تنطلق من قلوبنا في ضوء هذا المشهد المروع هي: لنتوقف كم من الدماء يجب أن تسفك؟ ولنقل للسياسيين عديمي الفهم والرؤية والشجاعة الأهلية توقفوا عن اللعب بالنار توقفوا عن اللعب بالمستوطنات توقفوا عن اللعب بالطوق الأمني توقفوا عن المماطلة في المفاوضات إلى ما لا نهاية 0


وعلى الرغم من توقيع اتفاقية أوسلو فإن إسرائيل قد ماطلت في تنفيذها ولن تنفذ أي مرحلة جديدة من مراحلها إلا إذا كان في ذلك مصلحة لإسرائيل التي إذا أعطت بيد تأخذ أضعاف ما أعطيت باليد الأخرى.
اتفاقية نزع السلاح النووي Nuclear Non – Poliferation Treaty .
وقعت الدول العربية والإسلامية وباقي دول العالم الثالث اتفاقية عدم انتشار الأسلحة الذرية ونزع السلاح الذري قبل خمسة وعشرين عاما بضغط من الدول الكبرى المالكة لهذا السلاح وكان الهدف من تلك الاتفاقية عدم توسيع قاعدة امتلاك الأسلحة الذرية لإمكانية السيطرة عليها.
ولكن الولايات المتحدة الأمريكية استثنت إسرائيل من توقيع هذه الاتفاقية من دون دول العالم من أجل تمكينها امتلاك هذا النوع من الأسلحة وضمان سلامتها بل التفوق على جيرانها العرب وتهديدهم.
وفي أيار من عام 1995 انتهت مدة الاتفاقية وطالبت أمريكا تجديدها وتوقيعها من جميع الدول واستثنت إسرائيل منها رغم تملكها لهذا النوع من السلاح والذي قدره الخبراء العسكريين بمائتين إلى ثلاثمائة قنبلة ورأس نووي كما طالبت أمريكا هذه المرة ان تكون الاتفاقية بدون مدة محددة ورغم معارضة الدول العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية إلا أن التعنت الأمريكي والإسرائيلي أدى إلى توقيع الاتفاقية.
إن الاتفاقية الأولى التي انتهت مدتها كانت ضرورية حسب المنطق الإسرائيلي والأمريكي بسبب اعتبار الدول العربية أعداء لإسرائيل ولضمان سلامة إسرائيل أما اليوم وبعد امتلاك إسرائيل القوة النووية وامتلاكها لسبعة مفاعلات نووية فما معنى الإصرار الأمريكي على استثناء إسرائيل من توقيع الاتفاقية وخصوصا أنها وقعت على معاهدات سلام مع مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية والأردن وأصبحت باقي الدول العربية في وضع لا يمكنها قطعيا تهديا إسرائيل عسكريا.
والجواب على ذلك واضح وهو أن أمريكا تريد زيادة قوة إسرائيل النووية وتريدها في وضع تهديدي دائم للدول العربية والإسلامية وتريد أن تسلمها قيادة منطقة الشرق الأوسط وخصوصا بعد توقيع معاهدات السلام وتريدها أن تكون الأداة العملية لإيقاف أي تقدم أو محاولة لإنتاج أسلحة نووية في الدول الإسلامية كإيران والباكستان وبالتالي ضمان السيطرة الاقتصادية والعسكرية على المنطقة.
ولأجل التسريع في إنتاج السلاح النووي الإسرائيلي فقد أقامت إسرائيل سبع منشآت نووية في المواقع التالية:
في ديمونا ـ صحراء النقب والذي كشف عنه المهندس الإسرائيلي موردخاي فانونو.
موقع سوريق (وسط غرب) واسمه بالعبرية "لوس الاموس".
موقع شمال سويف بعدة كيلو مترات واسمه "بالميكيم".
موقع ثلاثين كيلو متر شرق مدينة حيفا واسمه "يوديفات".
موقع شرق يوديفات بعشرين كيلو متر واسمه "عيلبون".
موقع بير يعقوب قرب مدينة الرملة على بعد 35 كيلو متر شمال غرب القدس.
موضع في كفار زكريا ومساحته (20) كيلو متر مربع وهو مستمر بالتوسع.
ردود الفعل على اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية:
لا يوجد عاقل على وجه الأرض يكره السلام لأن السلام هو أساس الحياة البشرية والسلام اسم من أسماء الله الحسنى كما ورد في القرآن الكريم والسلام لا يسمى سلاما إذا لم يكن عادلا بل يصبح استسلام الضعيف للقوي.
ولذلك فنحن لسنا ضد السلام بل ضد ما يحاك للأمة العربية من مؤامرات صهيونية إسرائيلية أمريكية لإجبارها على الاستسلام تحت ستار السلام والأمة العربية صادقة في رغبتها بالسلام ولكن بالنسبة لإسرائيل فهذا أمر مشكوك فيه ولو كانت إسرائيل راغبة في السلام لكانت نفذت قرار (242) منذ صدوره.
وقد اعتقدت إسرائيل بتوقيها لاتفاقية كامب ديفيد أنها قد بنت جسرا للدخول عليه إلى البلاد العربية ولكن الحقيقة أثبتت أنه رغم مرور (18) عاما على توقع تلك الاتفاقية في عام 1978 فلم تتمكن إسرائيل من تحقيق التطبيع مع الشعب المصري وعندما كان السيد إسحاق رابين يدافع عن اتفاقية السلام في الكنيست أمام المعارضة الإسرائيلية كان يقول: (لقد أتاح لنا السلام الوصول إلى أعماق الأمة العربية بكل حرية شرقا وغربا، وحفظت لنا هذه الاتفاقية دماء أبنائنا الزكية وروجت لبضائعنا وتقنياتنا في الأسواق العربية) انتهي كلام رابين.
إن الأرض التي احتلتها إسرائيل في الأردن وأرجعتها بمقتضى اتفاقية السلام هي أرض أردنية والمياه التي صادرتها إسرائيل ووعدت بإرجاعها هي مياه أردنية ونسأل حكومة إسرائيل كيف تبيح لنفسها إنشاء ثلاث محطات ضخ على نهر اليرموك الذي يجري في أرض أردنية وتسحب بواسطتها (120مليون م3) سنويا وفي نفس الوقت تمنع الأردن من إنشاء سد اليرموك على الأرض الأردنية.
وكيف يمكن أن يتغير هذا الوضع المائي للأردن دون أن تمارس الأردن حقها في الاستفادة مباشرة من مياه نهر اليرموك (النهر الأردني) ودون أن تنشئ عليه السد الذي تحول إسرائيل دون إنشائه أما عن الجزء المتعلق بالسياحة فمن الملاحظ أن السواح الإسرائيليين الذين يحضرون إلى الأردن ويزورون آثارها يحضرون معهم المأكل والمشرب كما نقرأ إعلانات إسرائيلية في صحف أوروبية تدعوا السواح الأوربيين لزيارة إسرائيل وتقول لهم (امض في إسرائيل سبعة أيام تنل يوما سياحيا مجانيا في البتراء) أي أنه يحصلون على دخل البتراء السياحي مسبقا ضمن الدخل السياحي الإسرائيلي.
وما يهمنا في هذا المقام هو ما يتعلق بالقدس فقد حضر شمعون بيرس ندوة عقدت في أسبانيا برعاية خوان كارلوس مع عدد من ممثلين عن المسلمين والمسيحيين واليهود وقال في كلمته:
"لقد أصبحت الأمور أكثر وضوحا لنا الآن فمن الأفضل إقامة هيكلين الواحد إلى جانب الآخر بدلا من بناء هيكل على أنقاض آخر ويقصد من هذا أنه لا ضرورة لهدم الأقصى وسيبنون الهيكل بجواره أي شمال الصخرة المشرفة وفي المستقبل سيطالب اليهود بتوسيع الهيكل وسيضايقون المسلمين المصلين بجوارهم وستستمر المشاكل إلى أن يحصل اليهود على كامل مساحة الأقصى المبارك.
القاسم المشترك الأعظم بين اتفاقيات السلام المصرية والفلسطينية والأردنية:
في جميع هذه الاتفاقيات تم تأجيل بحث قضية القدس، وهذا يمنح الفرصة لتهويدها بالكامل وها هي أمريكا تمانع في عرض أي موضوع يختص بالقدس على مجلس الأمن حتى يأتي الوقت المناسب لإسرائيل لمباشرة المفاوضات حول القدس وبعد أن تكون قد وافقت أمريكا على اعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل وبعد أن تكون قد نقلت سفارتها إليها وعند ذلك سيكون عدد السكان اليهود في القدس الشرقية أكثر من عدد السكان العرب حيث أن عدد العرب حاليا يبلغ (155 ألف نسمة) بينما عدد السكان اليود في القدس الشرقية يبلغ (160ألف نسمة) وقد أعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية بعد توقيع معاهدات السلام أنها ستبني (15120وحدة سكنية) في القدس الشرقية تتسع إلى (76) ألف يهودي حسب الخطة التالية:
1360 7500 800 800 710 580 3370 وحدة سكنية في صور باهر وام طوبة. وحدة سكنية في بيت حنينا وشعفاط. وحدة سكنية في الشيخ جراح وباب الساهرة. وحدة سكنية في العيساوية. وحدة سكنية في كفر عقب. وحدة سكنية في رأس العمود. وحدة سكنية في مناطق أخرى.
15120 المجموع
وهذا بالتالي سيرفع عدد السكان اليهود في القدس الشرقية إلى (236 ألف ) بينما يبقى عدد العرب فيها حوالي نفس العدد الحالي (155ألف) وأن نتيجة أي استفتاء يتم في القدس الشرقية مستقبلا ستكون معروفة مسبقا لصالح اليهود.
وإذا تقررت المفاوضات حول الأماكن المقدسة فلن يكون المسجد الأقصى المبارك هو موضوع المفاوضات الوحيد بل ستقدم إسرائيل قائمة طويلة للتفاوض حولها ومنها:
أـ البلدة القديمة التي تضم المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق ونفق حائط البراق وجبل صهيون وقبر داود والصلاحية وكنيسة القيامة والمدارس الدينية اليهودية والمساكن التي صادرها اليهود وسكنوها.
ب ـ مدينة داود (شرق مدينة القدس) أي بلدة سلوان وعين سلوان وقلعة داود وقبور الملوك وجبل الزيتون ومغارة شمعون الصديق (أي الشيخ جراح).
ج ـ الأماكن المقدسة في الشطر الغربي من مدينة القدس وتشمل النبي عكاشة (الذي أغلق من قبل وزارة الأديان الإسرائيلية) ومسجد عين كارم (والذي أغلق أيضا) ومقبرة مأمن الله (التي ما تزال موضع نزاع حالي ومنذ سنوات طويلة بسبب أعمال التجريف الإسرائيلية لتوسيع حديقة مجاورة وبسبب إنشاء دورات صحية فيها).
دـ النبي صموئيل ـ في ضواحي القدس.
هـ ـ قبر راحيل ـ على طريق بيت لحم.
في جميع هذه الاتفاقيات تم تأجيل بحث قضية اللاجئين والنازحين وبالتالي ستستعصي هذه المشكلة كلما تقدم بها الزمن ويصبح حلها عسيرا وها هي القرارات الدولية بشأن عودة اللاجئين إلى أراضيهم مجمدة وستضيع في أدراج الزمن ومنها القرار رقم (194).
في جميع هذه الاتفاقيات لم تبحث قضية المستوطنات الإسرائيلية التي شرحت الأرض الفلسطينية العربية تشريحا وأصبح عددها يفوق مائتي مستوطنة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وأصبح من الصعب بل من المستحيل تفريغها من سكانها اليهود لسبب بسيط وهو عدم وجود مساكن أخرى لهم ينتقلون إليها.
إن هذه المستوطنات قد أنشئت بالحجر والخرسانة المسلحة وبأسلوب عسكري وبخطوط متوازنة تشكل خطوط دفاع متلاحقة ولذلك فإن ما نسمعه بين الآونة والأخرى من مطالبات عربية بتفكيك المستوطنات هو قول غير واقعي وبعيد عن التطبيق.
النتيجة:
هذا غيض من فيض من المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الأمية العربية والإسلامية في فلسطين والعالم والممارسات الصهيونية التي كانت تجري في الماضي سرا أصبحت اليوم تجري في وضح النهار دون استحياء أو خجل ولا يمكن للأمة العربية والإسلامية أن تتغلب على هذه المؤامرات الكثيرة والمتلاحقة إلا بتوحيد كلمتها وبناء اقتصادها بشكل متين وتجميد خلافاتها المصطنعة التي أوجدها المستعمر وعليها التنسيق فيما بينها في الأمور المشتركة والأخطار المشتركة فعند ذلك لن يتمكن المستعمر من اختراق صفوفها ولن يتمكن من تنفيذ مؤامراته في خدمة الصهيونية العالمية والله يدعوهم إلى ذلك وقال في قرأنه المجيد "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وقال أيضا "مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون".
ولا يمكن أن تنجح أية اتفاقيات سلام مع إسرائيل إلا بدعم أمريكي وأوروبي جاد لأن اليهود لا يحترمون المواثيق ونقضوا أول ميثاق مع الله عز وجل قال الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى عنهم "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم" كما نقضوا ميثاقهم مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة واضطر إلى طردهم وقد قتلوا الأنبياء الذي كانوا يدعونهم إلى الحق وقصتهم مع النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- معروفة وقصتهم مع موسى عليه السلام معروفة وقصتهم مع عيسى عليه السلام معروفة وهو القائل لهم في الإنجيل:
"فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء فاملأوا أنتم مكيال آبائكم أيها الحيات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنم". (إنجيل متى ـ الإصحاح 23).
أما عن قولهم أنهم شعب الله المختار فتجيب على ذلك توراتهم حيث قال الله تعالى:
"لأنكم لستم شعبي وأنا لا أكون لكم" (سفر هوشع ـ الإصحاح الأول).
وجاء أيضا في سفر استير ـ الإصحاح الثامن: "وكثيرون من شعوب الأرض تهودوا لأن رعب اليهود وقع عليهم" وهذا يدل دلالة واضحة أنه لا يوجد شعب واحد يهودي كما يدعون ولا يوجد شعب مختار.
أما دور الشعوب العربية أمام ما يحاك ضدهم من مؤامرات لصالح إسرائيل فهو عدم السكوت وعدم الرضوخ لما يسمى بالواقع لأن هذا الواقع متغير والتغيير هو سنة الله في الكون وجاء في القرآن الكريم "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" والله لا يحب الفساد ولذلك لابد من وقوع التغير لإزالة الفساد الإسرائيلي الصهيوني كما زال في السابق فساد أمم وثنية كثيرة ذكرها التاريخ ولكن هذا التوكل على الله يحتاج إلى عمل وجهد وهو بعكس التواكل المذموم.
وعلى المؤسسات الشعبية والمخلصين جميعا الاستمرار بالتوعية والتعريف بالممارسات الصهيونية العدوانية من خلال المؤتمرات والندوات والإعلام بجميع صوره حتى تبقى هذه القضية وعلى رأسها القدس الشريف حيث في نفوس الأمة وضمائرها ترثها الأجيال حتى يأتي الوقت المناسب لتحرير الأرض العربية. ولا يجوز لنا التخلي عن مبادئنا المقدسة مهما طال الزمن ومهما كانت العقبات ، ولنا في الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام أسوة حسنة، ولنا في القادة الأبطال مثل أبي عبيدة بن الجراح وصلاح الدين الأيوبي القدوة في العزيمة والإصرار على الحق.

انتهى بحمد الله و توفيقه