آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 55

الموضوع: أريد أن أسمع من عقلاء العراق!

  1. #21
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله محمود مشاهدة المشاركة
    الاخ ابا الهيجا
    امل ان لا تنس قوله سبحانه ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ . الاعراف156 ) وقوله صلى الله عليه وسلم (من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنه) او كما قال عليه الصلاة والسلام.

    عبدالله محمود
    احسنت اخينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  2. #22
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    في رسالة سربها من الأسر وخص بها "المجد" و"المحرر"..

    طه ياسين رمضان يروي بالتفصيل وقائع اعتقاله وتعذيبه واستجوابه



    * عناصر الاتحاد الكردستاني داهموا مقري بالموصل واحتجزوا أحد أطفالي قبل أن أظهر لهم بنفسي

    * تحقيقات الأمريكان تركزت حول سؤالي عن مكان اختفاء الرئيس صدام وكنت أجيبهم: لا أعرف

    * حين أوشكت على الموت جراء التعذيب، قالوا لي: لن ندعك تموت بل سنوصلك للموت ثم نعيدك

    * قلت للمحققين الأمريكان إن تعذيبكم يفوق عشرة أضعاف التعذيب الذي لقيته أيام عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف

    * مترجم أمريكي من أصل عربي هو الذي أنقذ حياتي لأنه كان يدس لي الطعام خلسة بين حين وآخر

    * عرضوا عليّ التعاون معهم لاعتقال الرئيس صدام مقابل الإفراج عني، وحين رفضت قالوا لي ستبقى معتقلاً للأبد

    تعتز "المجد" و"المحرر"، بأن تكونا موضع ثقة رموز القيادة العراقية الشرعية والأسيرة التي اختارت أن تطل على الرأي العام العربي والأجنبي من خلالهما.

    وكما بعث الرئيس صدام بتحياته وتقديره، عبر المحامي خليل الدليمي، لهذين المنبرين القوميين، فقد اختارهما أيضاً نائبه المجاهد عزت الدوري، قائد قوى المقاومة العراقية المظفرة، لتكونا إطلالته الأولى على الشعب العربي بعد طول تكتم واختفاء.

    واليوم اختار القائد الأسير طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي الشرعي، أن يبعث برسالة استطاع تسريبها من خلف القضبان، إلى "المجد" وشقيقتها "المحرر" كي يصار إلى نشرها لغرض كشف أنواع التعذيب الأمريكي البشع، وفضح المزاعم الأمريكية حول العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

    وفيما يلي نص هذه الرسالة المؤثرة جداً التي كتبها نائب الرئيس الأسير:



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) سورة البقرة 155 – 156 (صدق الله العظيم).

    قبل أسابيع اطلعتم على رسالتي التي تحدثت فيها عن معاناة الأسرى والمحتجزين الإنسانية وتحدي السلطات الأميركية لاتفاقية جنيف وخاصة المعاهدة الثالثة والرابعة منها ذات الصلة بالأمر ونوهت عن تعذيب جسدي وقع علينا وخاصة خلال 22 يوماً الأولى من اعتقالنا. وبما أني قد تحدثت لأكثر من محقق أميركي وللصليب الأحمر خلال أول زيارة قاموا بها إلينا بجانب كبير عن تفاصيل ذلك التعذيب الغريب، وجدت من المناسب أن أتحدث لكل من يهمه الأمر وخاصة المهتمين بحقوق الإنسان، وكل الخيرين من أبناء شعبنا وأمتنا، بعض تفاصيل ذلك التعذيب لكي يكونوا على بيِّنه، ومن خلالها على عمق الحقد والكراهية التي يحملها الأمريكان لكل عربي مسلم مخلص لوطنه وأمته، ويرفض التبعية والعمالة، ويحرص على أمن إخوانه ويعتز بكرامته، وتكتشفوا النوايا الخبيثة لديهم ضد شعبنا وأمتنا، وما يجري الآن على أرض العراق من تمزيق للبلد وغرس للطائفية والعنصرية مَثَلٌ صارخ ونموذج حتماً هو المنظور الأميركي لعموم الساحة العربية، وما يتوجب اليقظة والحذر وتحمل المسؤولية من الآن تجاه ما يجري في العراق.

    وقد أطلقت اسم (22 يوم في منتجع أميركي) لفترة التعذيب التي مورست ضدنا خلال هذه الفترة، وسأحاول الإيجاز جهد الإمكان لأن ما جرى خلال الـ22 يوماً الشيء الكثير من تنوع في التعذيب الجسدي والنفسي وطبيعة للأسئلة التي كانت تطرح في بداية كل حلقة تعذيب تمارس لساعات ونترك التفاصيل الكاملة لوقتها المناسب إن شاء الله.

    22 يوماً في منتجع أميركي

    إن الفترة الواقعة بين 17/8/2003 و9/9/2003، فترة يظهر بها أو عرفت فيها أنا شخصياً وبالملموس عمق الحس الإنساني واحترام حقوق الإنسان كبيراً كان أو صغيراً رجلاً أو امرأة عند الأميركان وعلى ضوء ما كنا نسمعه، ويمكن أن يسمعه الأخوة الذين خارج المعتقل، ويسمعون ما يبثّه الإعلام الأميركي من قيم ومبادئ منها الدفاع المستميت عن حقوق الإنسان في العالم، وفي هذه الأيام في العراق، بعد أن قامت باحتلال العراق البلد المستقل دون وجه حق، وتحت غطاء أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، فإنها اليوم تقول بأنها تدافع عن حقوق الإنسان وإقامة الديمقراطية في العراق ليكون نموذجاً في المنطقة.

    وسأقدم للأخوة نموذجاً واحداً، وليس الوحيد، الذي وقع علينا خلال الفترة بين 17/8/2003 إلى 9/9/2003 من صيغ وأساليب احترام حق إنسان عمره 65 عاماً وله مكانته وتاريخه عراقياً وعربياً على الأقل ولمدة أكثر من أربعين عام.

    وقد قلت بعد تلك الأحداث، بأقل من أسبوع لمحقق أميركي، أو بالأحرى لاثنين من المحققين الأميركان، بأن التعذيب الذي واجهته لديكم وأنا في سن الخامسة والستين يزيد عشرة أضعاف ما واجهته أنا شخصياً من تعذيب لثلاث مرات سابقة في عهد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وأنا بعمر 20 سنة و24 سنة و25 سنة آنذاك، لكي تعرف شكل وبشاعة التعذيب الأميركي الحديث ونحن في القرن الحادي والعشرين.

    أما إذا أردتم أن تعرفوا شيئاً من تفاصيل ما واجهته في المنتجع الأميركي لمدة 22 يوماً متصلة، وهذه المرة المنتجع الأميركي يقع في العراق في مطار بغداد الدولي، بعد أن أصبح العراق تحت الوصاية الأميركية والاحتلال العسكري.

    في حدود الساعة العاشرة من مساء يوم 17/8/2003، وبينما كنت مع أطفالي في أحد الدور السكنية في مسقط رأسي في مدينة الموصل الحدباء، تم تطويق المسكن من قبل عناصر الاتحاد الكردستاني العميل، واندفعوا داخل المسكن وألقوا القبض على ولدي الصغير وعمره حينذاك أحد عشر سنة، وكادوا يقتلونه لولا أن أظهرت نفسي لهم وقلت لهم أتركوا الولد.

    وبعد أن اقتادوني إلى موقع قريب، وسرقوا ما أحمله من ساعة يدوية ومحبس وقلادة ذهبية في عنقي، وهذا كل ما كان لديَّ، حضرت مدرعة أميركية وسُلِّمت إليهم. وانتقلت المدرعة على الفور إلى مطار الموصل، ومن المدرعة مباشرة إلى طائرة هليوكوبتر. وبعد أن تم ربط الأيدي من الخلف، والأرجل، وعُصِّبت العيون، ووضع كيس طويل في الرأس، وتم ربطي بهذه الحالة على كرسي للطيارة من الصدر والأرجل بالكرسي، وأربعة من الحراس على رأسي حسب ما كنت أسمع أصواتهم. وانطلقت الطائرة إلى بغداد واعتقد وصلت بحدود الثانية بعد منتصف الليل، وأنا ارتدي الدشداشة فقط. وحال هبوط الطائرة وبعد أن رفعوا رباط الأرجل مع بقاء ربط اليد من الخلف، وكذلك بقيت الأعين معصوبة، ساروا بي بمسافة أقدرها لا تزيد عن عشرين متراً، وإذ رفعوا معصم العين والكيس من رأسي، ووجدت نفسي في غرفة وهناك أربعة ضباط وعسكرييْن اثنين أميركان، ومترجم يرتدي الملابس العسكرية الأميركية، وأحدهم يحمل سياط ألمنيوم. وقالوا لي فوراً (أبرك) على الركب. قلت لهم كيف أبرك ويدي مشدودة إلى الخلف فرفعوا الرباط. وحال (بروكي) سألوا سؤالاً واحداً: أين هو صدام حسين؟ قلت لهم لا أعلم. حال انتهاء كلامي هذا بدأ الضرب بالعصاة الألمنيوم، ودفعت على الأرض المبلطة بالسجن، وقالوا: أزحف. واستمر الحال لما يقرب من ساعتين بدأت الدماء تسيل من مرافق اليدين والركبتين. وكل ربع ساعة يكررون ذات السؤال: أين صدام حسين؟ يجب أن تمكننا من إلقاء القبض عليه. وعندما أقول لهم لا أعرف، وهي الحقيقة، يبدأ الضرب بالعصا والركل بالأقدام على (خاصوة) الجسم. وقال الضابط إنه لا يزحف جيداً وتعيقه الدشداشة عن الزحف. فسحب أحدا الجنود حربته، ومزق الدشداشة وحوَّلها إلى شرائط بحيث أصبح جسمي شبه عاري.

    طلبت منهم الماء. قالوا حالاً. ولكن لم يسمحوا لي بالنهوض وأنا ممتد على الأرض. رفعوا رأسي، ووضعوا قنينة الماء في فمي، فإذا هو ماء حار. سحبت فمي قلت لهم: أحتاج إلى ماء بارد. قالوا: حالاً. وإذ أجد قنينة ماء مثلجة تسكب على ظهري وجسمي، مما خلق عندي رجفة وقشعريرة غريبة وأنا متعرق. وقالوا: هذا هو الماء البارد، وسيستمر ما دمت لا تقول لنا أين هو صدام حسين. بعد حوالي ساعتين أخرى، أوقفوني، ووضعوا الكيس في رأسي بعد أن عصبوا العيون، وربطوا يديَّ، وقادوني إلى غرفة أخرى. بعد أن ساروا بي بضع خطوات، وشعرت بأن الأربعة المحققين قد ذهبوا وهناك حراس آخرون (عرفتهم) من أصواتهم، وعندما أردت الجلوس منعت من الجلوس، وطلب مني الوقوف والسير ذهاباً وإياباً في الغرفة، وكنت أرتطم في كل مرة بالجدار لأني لا أرى شيئاً ولا أستطيع التلمس بالأيدي لأنها موثقة، واستمر الحال لبضع ساعات بحيث أصبحت لا أشعر بأخمص قدمي. طلبت دورة المياه لم يُستجب لي رغم أنه كان قد مرَّ على إلقاء القبض علي، والتنقل بالطائرة والتعذيب، بحدود عشر ساعات. ونتيجة فقدان الوعي نزل الإدرار مني وأنا واقف. وعندما شهد الجنود الأميركان ذلك أتوا على الفور وأسقطوني على الأرض وسحبوني من العنق على الإدرار ذهاباً وإياباً عدة مرات وأنا شبه عاري كما ذكرت، حيث الدشداشة التي أرتديها قد مزقت إلى أن جففوا الأرض بجسمي وأنا شبه فاقد الوعي.

    وبعد ذلك طلبوا مني الوقوف وبعد جهد كبير لبضع دقائق بالكاد استطعت الوقوف وأمتنع الجنود الأميركان عن مساعدتي في النهوض تعمُّداً.

    وطلبوا مني استمرار المسير في الغرفة ذهاباً وإياباً، وبعد ساعة اقتادوني إلى دورة المياه، وأدخلوني ورفعوا الكيس من الرأس، ولم يطلقوا يدي، وبذلك لم أستطيع أن أفعل شيئاً، وثم أعادوني إلى الغرفة دون أن أقضي حاجتي لأنهم أبقوا يدي مقيدة رغم إلحاحي الشديد بإطلاق يدي. بعد بضع ساعات جاء الأربعة المحققون الأميركان وكما ذكرت أحدهم مترجم واقتادوني مرة أخرى إلى نفس الغرفة الأولى، وكرروا نفس السؤال، حيث قالوا: هل فكرت جيداً وتقول لنا أين صدام حسين لكي نطلق سراحك؟ أكدت لهم بأنني لا أعرف أين هو وهي الحقيقة.

    قالوا نأخذك معنا في الطائرة ونشير لنا إلى المواقع التي يمكن أن يكون صدام حسين مختفياً فيها. قلت لهم: لا أفعل هذا، لأن هذا التصرف لا يليق بي، ويمكن أن يكون هناك آخرون يقومون بهذه المهمة. وبكل الأحوال أنني لا أعرف أين يمكن أن يكون، أو المكانات المتوقع أن يكون مختفياً فيها. استمر الطلب مني البروك على الأرض والزحف ذهاباً وإياباً كما في الحال الأولى. وقد بأن الجهد عليَّ وصعوبة التنفس حتى أيقنت أن المنية قريبة، فرفعت إصبعي ونطقت الشهادة. كما يظهر المترجم قال للمحققين ماذا أقصد بذلك، وجدت أحد الجنود يضع قدمه على إصبعي حتى كاد يكسرها، ولا يزال شيء من أثار الجرح عليها. وقال: لا تفعل هذا، إننا لا ندعك تموت، بل نوصلك إلى الموت ونعيدك، وهكذا إلى أن تستجيب لمطالبنا، وتتعاون معنا، لأن هناك غيرك قد وافق على التعاون دون أي إيذاء أو قسر. وقد تجنبوا الوضع الذي أنت عليه. فقلت: ما هو التعاون ومن هم المتعاونون؟ ذكروا لي أسمين من الأخوة، لا أجد مناسباً ذكر أسمائهم هنا. وقالوا: تعاون معنا واستجب للأسئلة التي نوجهها إليك. وهذا أول سؤال هو: تمكننا من إلقاء القبض على صدام حسين لأنك نائبه، وقريب منه، وزميله منذ أربعين عاماً. قلت لهم: إذا كنت لا أعرف، ولا أستطيع التعاون كيف الحال؟ قالوا: ستبقى هكذا إلى الأبد.

    وأيضاً استمر الحال بحدود ساعتين، والدماء تسيل من اليدين والرجلين، وصب الماء المثلج على جسمي مستمر. وأُعدت إلى الغرفة الثانية للمسير إياباً وذهاباً كما كنت. وبدأت أفقد الوعي وأسقط على الأرض بقوة، ويطلب مني الجنود الأميركان النهوض لوحدي وباستعمال الضرب والشتيمة البذيئة.

    بعد ما يقرب من يومين، حسب تقديري، وضعوا كيس طعام معلبات أمامي، ورفعوا الكيس، وفتحوا عيني، وقالوا: هذا طعامك. قلت لهم: ارفعوا الرباط من يدي. قالوا: لا. قلت: كيف أفتح الأكياس وأتناول الطعام؟ قالوا: أنت حر، لك عشر دقائق، وسنعيد شد أعينك، ووضع الكيس على رأسك. وفعلاً تم هذا، ولم أتناول الطعام، ويعد بضع ساعات جاء الأربعة، أي المحققون الثلاثة والمترجم، وقالوا لي: هل أكلت؟ قلت لهم: كلا، لأني لم استطع، وبنفس الوقت لا أستذوق هذا النوع من الطعام، إن كان محلياً، تأتون لي بقطعة من الخبز وكوب شاي أو بيضة مسلوقة. قالوا: هذا هو طعامنا، ويجب أن تتناوله إذا شئت، وبدأ المترجم يفتح إحدى العلب، ويحاول أن يضع الطعام في فمي لأنهم لا يريدون فتح يدي. لم استسغ الطعام، وتركوني، واستمر الحال ما يقرب من ثلاثة أيام على هذا الحال دون جلوس على الأرض والزحف على الأرض والمسير ذهاباً وإياباً، وكان الانهيار بيناً. وأبلغوني أن السماح لي إلى المرافق كل 24 ساعة فقط. ووضعوا قنينة ماء في الغرفة من الحجم الصغير، أي بحدود ثلاثة أرباع اللتر. وكانت هذه للشرب، وكذلك عندما أذهب إلى المرافق لأغسل، ولذلك كل مدة الـ 22 يوماً لم أضع الماء على وجهي وعلى جسمي مطلقاً.

    بعد اليوم الرابع أخذوني إلى غرفة أخرى، بعيدة خطوات عن غرفتي، ورفعوا الكيس عن رأسي، وجدت نفسي أمام محققيْن آخرين غير أولئك الأربعة المجرمين. كانوا ثلاثة أحدهم مترجم، ومن حديثة عرفته من أصول عربية ويحمل الجنسية الأميركية ويرتدي الملابس الأميركية، وفي هذه المرة أجلسوني على كرس وهم جلوس كذلك على كراسي وطاولة للكتابة، وتحدثوا معي بشكل طبيعي، وطرحوا أولاً نفس السؤال بالنسبة لمكان وجود الرئيس صدام حسين. ولكن بتفاصيل متى التقيت به أخر مرة وأين ومن معه، واستمر التحقيق حوالي ساعتين بدون نتيجة وتمت إعادتي بعد وضع الكيس في الرأس إلى غرفتي، وأمارس نفس الشيء في المسير ذهاباً وإياباً. وفي اليوم الثاني كذلك التقيت بهذه اللجنة التحقيقية، وفي هذه المرة أرادوا معرفة كيف وأين كنت أختفي خلال الأربعة الأشهر الماضية. وحاولوا معرفة من تعاون معنا أو ساعدنا على الاختفاء، لم يفلحوا، وتمت إعادتي إلى الغرفة وأعتقد ما يقرب من أسبوع حسب تقديري على نفس المنوال من التعذيب، وثلاث مرات تحقيق مع هذه اللجنة التحقيقية الجديدة، هذا بالإضافة إلى اللجنة الأولى وصيغ تعذيبها الذي شرحت بعضه أعلاه.

    فوجئت في يوم، جاء أحد الأربعة، وهو نفسه حامل العصا، لأني لا أنسى شكله، قال لي: يسمح لك في الجلوس ولكن لا تستلقي، وعندما جلست في زاوية الغرفة كأني انتقلت من حال إلى حال آخر لما كنت أعانيه من إعياء، وأخذني النوم في الحال، ولكن الجندي الأميركي أيقظني على الفور وهكذا كلما استغرق في النوم يوقظني الحرس.

    في هذا اليوم الذي سمح لي الجلوس على الأرض، ثم أيضاً نقلوني إلى الغرفة التي يتم الزحف على الأرض والضرب فيها، وعرضوا عليّ سؤالاً آخر غريباً، وهو أين هو الطيار الأميركي الذي وقع أثناء العدوان عام 1991 في الصحراء العراقية؟ قالوا: إنه حي ومسجون لديكم وعليك أن تقول لنا أين هو؟ قلت لهم: لا أعرف عن هذا الموضوع شيئاً، واستمر الزحف والضرب وهذه الحالة لمدة أسبوع آخر تقريباً دون أن أطيل عليكم، ولكن بنفس الروتين. وفي نهاية الأسبوع بدأ طرح سؤال ثالث وهو: قل لنا أسماء قيادة العمل الفدائي في الموصل وبغداد لأنك كنت مسؤولاً عن ذلك وبالدرجة الأولى في الموصل، قلت لهم: لا أعلم ولا أعرف عن هذا شيئاً، وإني كنت خلال تلك الفترة مختفياً لا أستطيع الحركة، بدأ الضرب والزحف كما أسلفنا وبدأ التدرج في هذا السؤال مرة يقولون أذكر لنا أربعة أسماء ومرة اسمين وأخيراً قالوا: قل لنا اسماً واحداً فقط، ولا نقول بأنك اعترفت عليه. قلت لهم: إنكم تظلموني بهذا التعذيب، وإني غير مستعد أن أظلم أي إنسان لا أعرفه آتي به ظلماً لكم، توقعون العذاب به. وهذا الحال استمر حوالي خمسة أيام وأكدوا أن هذا أهم سؤال: إن تعاونت معنا في ذكر اسم واحد، ولكن يكون حقيقياً، سنطلق سراحك خلال ثلاثة أيام، وبعدها تركوني وللتاريخ أقول لكم كيف عشت دون طعام دون أن أتناول كيس الطعام الذي كانوا يقدموه لي يومياً. في اليوم الرابع أو الخامس مرَّ على غرفتي، التي أسير فيها إياباً وذهاباً وأنا معصوب العين، المترجم الذي كان مع اللجنة الثانية، (العربي الأصل)، وقال لي: لماذا لا تتناول الطعام يا أستاذ طه؟ هذا بالحرف الواحد وبصوت هادئ. وقال عدم تناولك الطعام سيؤذي صحتك. قال ذلك وأنا معصوب العينيين. قلت له: أنني لا أستسيغ هذا الطعام. أنت تعرف مذاق طعامنا نحن العرب وفي العراق، أرجو أن تساعدني بقطعة خبز أو أي شيء، إن لم يكن بيضاً مسلوقاً فشيء من المربى. قال: فهمت قصدك. وفعلاً بعد ساعتين جاء بقطعتي خبز وكمية من المربى في قنينة صغيرة. وأصبح كل يوم تقريباً يأتي مرة بسرعة يضع الخبز وأحياناً علبة عصير أو كيكة ويذهب. وأكثر من مرة جاء بكوب شاي ويغادر على الفور بعد السلام. وفي الأخير قلت له: هل أبقى شبه عار؟ ليس لديكم دشداشة أو شيء أرتديه؟ قال: سأحاول. وفعلاً قبل أن أغادر الموقع بيومين جاء ببدلة عمل زرقاء مع لباس وفانيله وارتديتها.

    في الأسبوع الثالث نقلت إلى غرفة ووضعوا على الأرض (دوشك)، وقالوا: يمكن أن تمتد عليها، وكان طول الغرفة لا يزيد عن متر ونصف، وعرضها متر، لأني عندما كنت أستلقي كنت أضع رأسي على العتبة وارفع أرجلي على الجدار المقابل أي أقصر من قامتي.

    خلال كل تلك الأيام أني لا أعرف الليل من النهار لأن الضوء مفتوح، وليس لدي ساعة ولا أحد يجبني عن الوقت والزمان واليوم.

    في يوم جاء المترجم الأميركي العربي الأصل. وجدته فرحاً يقول لي: أستاذ طه بعد دقائق ستنقل إلى موقع آخر أفضل، وستلتقى بإخوانك، وتعرف الليل من النهار. قلت له: أشكرك، قل لي ما هو تاريخ اليوم؟ قال لي: اليوم 9/9/2003. قلت له: إذن أنا هنا منذ 22 يوماً. وغادر الغرفة بسرعة. وفعلاً بعد أقل من خمس دقائق، جاء الجنود ووضعوا القيود، وأعصبوا عيني، واقتادوني إلى سيارة، ومسير بحدود عشر دقائق بالسيارة تم إيصالي إلى (معسكر كروبر)، وسُلّمت لإدارة المعسكر، ورفعوا الكيس الأسود الذي في الرأس، ورفعوا قيد الأيدي، وبعد أن ثبت اسمي في إدارة المعسكر غادرت المجموعة التي اقتادتني من المنتجع إلى (معسكر كروبر). واقتادتنى مجموعة أخرى وأنا مطلق اليدين إلى غرفتي، وهي إحدى غرف (معسكر كروبر) الانفرادية، والتي تقرب مساحتها من 6م 2م. لا يوجد فيها شباك تهوية، وتوجد فتحتان صغيرتان في الباب على الأغلب (تبقى) مفتوحة. ولكن بالنسبة لي، حال استقراري في الغرفة أغلقوا الفتحتين بالكامل، وبقيت لمدة ثلاثة أشهر لا ألتقي بأي من الأخوة الآخرين، عندما كانوا يخرجون إلى الرياضة كمجاميع، بل كانوا يفتحون الباب كل أربع وعشرين ساعة، نصف ساعة للرياضة لوحدي، ومرتين كل يوم إلى المرافق لكل منها عشر دقائق وبأوقات غير منتظمة، وبدأ التحقيق معي من جديد في اليوم الثاني من وصولي إلى (معسكر كروبر). وكنت أذكر لهم، أي للمحققين، ما هو سبب فصلي عن الآخرين، وغلق فتحات الباب حيث بدأت تؤثر على وضعي الصحي. قالوا: عليك أن تتعاون. والحديث حول هذا الموضوع يطول شرحه. آمل أن تتاح فرصته مستقبلاً، وبدأ في (معسكر كروبر) التعذيب النفسي بعد أن انتهى التعذيب الجسدي في المنتجع.

    إلى هنا أتوقف وأكرر الاعتذار للإطالة رغم تجاوزي الكثير من صيغ التعذيب والكلام البذيء الذي كنت أسمعه من الجنود والضباط، وضرب الباب بالأيدي والعصى ليل نهار، والموسيقى الصاخبة والمرعبة، وأصوات الحيوانات والكلاب، التي كنت أسمعها دون توقف ليل نهار، لها فعلها وأثرها لا يقل عن التعذيب الجسدي، لكي تطلعوا على مدى تقدم صيغ التعذيب والتفنن بها عند أكبر دولة في العالم تقول عن نفسها أنها تدافع عن حقوق الإنسان في العالم، وتهدد العديد من حكومات العالم تحت غطاء تجاوزها حقوق الإنسان والتعذيب وتطالب بتطبيق الديمقراطية.


    http://www.al-moharer.net/moh240/ramadan_letter240a.htm

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  3. #23
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    22/03/2007
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    حياك الله أخي عامرالعظم
    يبدو أنكم لم تتفحصوا ما كتبت جيدا ، وهو في فحواه مسائلة مشروعة للحكام السابقين والحاليين ، بل فيه تعريض واضح وبالأسماء الصريحة لحوادث كنت شاهدا عليها ، ولكن يبدو أننا العرب مصرون على إستخدام الإنشاء اللغوي والسفسطة البلاغية على طريقة البيانات الحزبية المفرقعة ، وهذا ما يدفعني للتوقف لاحقا عن الرد بعد هذا الرد ، لأن الردود التي طالعتها تفتقر تماما للموضوعية والمنطق .
    وقبل أن أرد على أخي الشاعر عادل العاني فأني أكرر عليك أيها الصديق ما قلته من أني لم أنتم الى أي فصيلة من الفصائل المتناحرة ، لا سابقا ولا حاليا ، بل أني أصبحت مستهدف من قبل أكثر من جهة بسبب البحث عن الحقيقة وكشفها بكل صراحة .
    ولا أدري لم تستغرب من كوني كنت عند الحدود ، وما علاقة ذلك بالجلبي ، وحتى تتضح الصورة أمامك وأمام الآخرين فأني أقول لك أخي : أنني إعلامي مستقل وأتواجد في كل مكان يمدني بمعلومة ، أنني مجرد مراقب مستقل يا عامر ، وتوقعتك أن تستشف معنى أن يعنى أحدنا بعلم الإجتماع وعلم النفس الإجتماعي إضافة الى شغفه بالعمل الإعلامي ، لقد توفرت لي صداقات طيبة مع مسؤولين وأصحاب قرار من شتى الفصائل (سابقا وحاليا) وهو ما وفر لي مناخا مفيدا من المعرفة لأكون شاهدا على حدث ، افلا يكفي أنني سأتحمل مسؤولية وعواقب كشفي لأسماء متنفذة حاليا ، ولو أن زملائي وأصدقائي وسكنة محلتي قد طالعوا ما جاء في ردك ، لأنابوا عني في الأجابة عليك وقالوا لك أنني برغم كل ما تعرضت له من ملاحقات وإعتقال من قبل عصابات صدام وأعضاء بعثيين ، فأني بذلت قصارى جهدي وإستخدمت كل علاقاتي من أجل إعادة العديد من البعثيين الى وظائفهم ، والمفارقة أن بين هؤلاء من كان يراقبني سابقا ويكتب عني التقارير الإستخباراتية، وحال ما تحقق له ما أراد عانقني بكل مودة وإعتذر مني عما فعله بحقي سابقا !!. فعلت كل هذا ، لا لشيء سوى إحترامي لمبادئي الإنسانية ، وحتى أريحك أخي الفاضل وأريح أخي الشاعر عادل العاني وكل الأخوة القراء ، فأني سأذكر لكم ما لا يعرفه إلا القلة القليلة من زملائي ، فانا يا أصدقائي تعرضت الى الإعتقال والتعذيب في زمن صدام لأكثر من مرة ، وبعد دخول قوات الإحتلال بأيام إعتقلتني قوة أميركية وزج بي في الموقف الذي كان فيه ( برزان ووطبان وصابرالدوري ومحمد مهدي صالح وهمام عبد الخالق وسعدون شاكر وطارق عزيز ومحمد حمزة الزبيدي وعبدالأله ..(وزير الزراعة) ، الذي طلب مني بعد إطلاق سراحي بأيام أن أزور أهله وأطمئنهم عليه ( وهو ما فعلته عندما زرت أخوانه في بيته في الحارثية ) ، وبعد أقل من عام عاد الأميركان وإعتقلوني لمدة ستة أشهر في سجن أبي غريب ومن ثم في سجن بوكا جنوب العراق ورقمي في السجن هو (161349 ) وكان رفيقي وأقرب أصدقائي في السجن هو اللواء كريم الندا (إبن عم صدام حسين) قائد قوات النداء في العهد السابق ، ولم يكن إعتقالي لسبب سوى أني إعلامي باحث عن الحقيقة ،
    وقبل شهرين إختطف أحد أبنائي من قبل فرق الموت ، وبأمكانكم مراجعة أرشيف موقع قناة الحرة ، برنامج برج بابل ، الحلقتان الخاصة بعمليات الإختطاف لتطلعوا على مداخلتي فيها ، ولا حاجة لي لأعيد القصص التي شرحتها في هذه الحلقة التلفزيونية ، فالأرشيف موجود وبأمكان الجميع الرجوع إليه .
    والمفارقة المؤلمة الأخرى هو أن بيتي يتعرض بين فترة وأخرى للدهم والتفتيش من قبل القوات الأميركية . فهل هذا يكفي أم تريدون المزيد ، فهناك العديد من هذه القصص .
    والأطالة في سردها أخوتي الأفاضل لا فائدة منها .
    وبعد ،
    ستظل مشكلتكم أخوتي العرب هو (أحادية التفكير، والتعصب والهروب من الحقائق وتحريفها وتزيين ما أنتم عليه ، بل وستأخذكم العزة بالأثم ما حييتم ) ولن أقول أكثر من ذلك ، فكل واحد منكم يرى الحقيقة من جانبه فقط . ويتعمد العمي عما سواها ، وإن بقيتم على ما أنتم عليه ،
    فلا تتوقعوا أن يكتب الله لكم مستقبلا كباقي أمم الأرض ، ولن أضيف هنا بعد هذا أي رد .
    وأخيرا أتمنى للجميع السلام الإنساني والمحبة ومصالحة الذات .
    مع إعتذاري الشديد لكل من يتصور أني جرحت مشاعره .
    وداعا .


  4. #24
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2007
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    جرائم طه الجزراوي لا تنحصر بجريمة الدجيل، رمضان كان يوما ما رئيس محكمة الثورة التي تحكم بالإعدام على جموع من البشر دون محاكمة، ولا أدري كيف يكون رئيس محكمة شخص لا يحمل سوى الإعدادية؟ الجزراوي كان له أيضا دور كبير في قمع انتفاضة الجنوب عام91 تلك التي خلفت المقابر الجماعية، أضف إلى ذلك يا عقلاء االعرب عليكم أن تصطفوا مع الشعوب لا مع جلاديها، أما أن تكونوا مع الجلادين، فالأمر لا علاقة له بالعقل، ربما بمصالح سياسية تريد للحقائق أن تكون قابلة للتشكيل على وفق رؤية التنظيم السياسي أو المصلحة.

    إن الحقائق التي حدثتك عنها لا دليلا عليها بين يدي الآن سوى أني شاهد عيان فيها، ولا أدري كيف أوفر هذا الدليل لأقدمه لمحكمتكم العادلة، فهل أقتلع عيوني وأبعثها لكم؟ ربما ستطلب مني أن أفعل ذلك، لأن من يسأل عما فعله الجزراوي بعد كل ما فعل، لابد سيطالب باقتلاع العيون التي شاهدت من أجل تقديم الدليل، وهذا الأمر قد اعتدنا عليه منذ أن سقط تمثال هبل في العراق وحتى الساعة.

    لا تنسى يا سيدي إن الموقف الصحيح والمستقيم هو الاصطفاف مع الشعوب بقضاياها، وحين يقول العراقيون أن فلان أو علان مجرم بحقهم، عليكم أن تصدقوا لا أن تكذبوا بلا مسوغ من أي نوع ومن ثم تطلبون بالدليل وتحكيم العقل، فهل من العقل أن تقفوا بصف الجلادين ضد الشعوب؟! ربما يكون الأوربي مظلل، لكن العربي قريب ويعرف حق المعرفة ما هو النظام السابق وماذا فعل زبانية جهنم آن ذاك، تعرفون لكن تسدون آذانكم وعيونكم وعقولكم، أما أن يتطور الأمر وتصدقون الوقر بآذانكم تجاوزا على الحقائق والواقع، ومن ثم تطلبون بالدليل وليس الإنشاء! فهذا والله هو العجب العجاب!!!!!!

    حمزة الجواهري

    أحد ضحايا النظام البعثي بلا سبب إلا لكوني رفضت أن أكون بعثيا، فقط لا غير، وبعد أن هربت من العراق كنتيجة للضغوط الدامية، صودرت أموالي المنقولة وغير المنقولة، وأسقطت حقوقي بالخدمة، وأغلت صفحتي في السجلات المدنية، وحرمت من الحصول على تجديد لجواز سفري، حيث مازال أبنائي الأربعة الذين ولدوا في الخارج بعد هروبي لا يملكون وثيقة تثبت عراقيتهم، في حين هم سليلوا عائلة الجواهري العريقة إما وأبا.


  5. #25
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/02/2007
    المشاركات
    73
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    لقد آن الآوان للأمة أن تنظر للأمام ... مامضى قد مضى ... فقد انتهى عصر صدام ... فهناك من يعتبره شهيداً وبطلاً .. وهناك من يعتبره قاتلاً مجرماً .. ومذكراته ورسائله بعد الاعتقال يوجد ما يقابلها ممن اعتقلهم نظامه .. ولو سمحوا لمن مات في تلك الزنازين لكتبوا أكثر بكثير .. (وهناك سجون عربية الآن وفي هذه اللحظة فيها قصص لأجهزة القمع والتسلط العربي .. بما يتجاوز أفلام الرعب بسنوات ضوئية !) .. ولكن هذا قد مضى .. وراح .. وانقضى ...ولانريد أن نصير مثل الذين يبكون سيدنا الحسين رضي الله عنه ويلعنون قتلته ويحرضون عليهم حتى يومنا هذا .. وكأنهم لازالوا أحياء ! .. ويعيشون حالة حقد تاريخي لم يستطيعوا أن يخرجوا منه وإلى يوم القيامة (لغايات في نفوس بعض متنفذيهم لإبقاء الأغلبية من الأخوة الشيعة ترضخ لابتزازهم وتؤدي الأتاوات لهم !!!) ..
    عراقنا الحبيب مغتصب من المحتل المجرم الذي لايخاف الله ويعيث في الأرض فساداً .. والعراق الحبيب مهدد بالتقسيم من قبل عنصريين وطائفيين من كافة الملل والنحل والأجناس .. وهناك من ينفث نار الحقد والطائفية والكراهية .. من كل الجهات ! ... والخطر يتجاوز بلاد الرافدين العريقة .. ويتهددنا كلنا .. فلنقلب صفحة الأحقاد .. ولننظر للأمام ... ونترك أمر صدام ... ومن قبله .. لله عزوجل .. وهذا واجب .. وحق الميت علينا .. أياً كان ....

    أبو إيمان


  6. #26
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة الجواهري مشاهدة المشاركة
    جرائم طه الجزراوي لا تنحصر بجريمة الدجيل، رمضان كان يوما ما رئيس محكمة الثورة التي تحكم بالإعدام على جموع من البشر دون محاكمة، ولا أدري كيف يكون رئيس محكمة شخص لا يحمل سوى الإعدادية؟ الجزراوي كان له أيضا دور كبير في قمع انتفاضة الجنوب عام91 تلك التي خلفت المقابر الجماعية، أضف إلى ذلك يا عقلاء االعرب عليكم أن تصطفوا مع الشعوب لا مع جلاديها، أما أن تكونوا مع الجلادين، فالأمر لا علاقة له بالعقل، ربما بمصالح سياسية تريد للحقائق أن تكون قابلة للتشكيل على وفق رؤية التنظيم السياسي أو المصلحة.

    .
    الجلادون هم المالكي ورؤوف وشلة الصدر واخوانهم ألامريكان
    ولن يقف معهم أحد ولا حتى الشعب العراقي

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  7. #27
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

    ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

    هذا هو السؤال!


    تحية مباشرة!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  8. #28
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الفاضل حمزة

    قرأت تعليقك , وربما أتساءل إن كنت قد هربت من العراق بسبب أفعال النظام , فلماذا لاتعود الآن مع أولادك إليه بعد أن بزغت " شمس الحرية " التي جاء بها بوش ومن ارتمى بأحضانه ؟
    ولا أريد أن أبحث هنا أسباب خروجك من العراق , ولكنني أسألك : هل كان يضايق عليك أثناء الدراسة , ألم تكن تمارس انتماءك الحزبي بين الأعوام 69 - 72 دون مضايقات ؟؟؟
    وحقيقة أخي حمزة أستغرب هذا الطرح منك , وإن تذكرت فتذكر الكلية التي درست بها , ألم نكن نمارس حقنا في الإنتماء , ألم تكن صورة القائد جمال عبدالناصر معلقة في نادي الكلية مع صورة الرئيس البكر جنبا إلى جنب ؟ أم تريد أن أذكرك بالمزيد ... وتذكر من رفع صورة ناصر من مكانها هل هم البعثيون أم الشيوعيون ومن والاهم حينذاك , والسبب معروف هو الحقد على القومية العربية .

    من كان يحاكم النظام السابق , ؟ هل كان يحاكم الوطنيين ؟

    أم كان يلاحق ويحاكم من باع وطنه وارتمى بأحضان أسياده ؟ وهاهم اليوم حفنة من العملاء المجرمين وهم نسخة محسنة ممن كان يلاحقهم النظام السابق ...

    أخي عبدالجبار , قلوبنا مع كل عراقي شريف ولا حاجة للإنتماء لحزب معين بل يكفينا شرفا أن نكون منتمين للعراق العظيم وأمة عربية مجيدة ...
    ولأنك حاولت إبراز إن النظام السابق هو وراء كل ما حدث سابقا ويحدث حاليا , أتساءل أخي الكريم :
    هل البعثيون هم الآن من يسرق نفط العاق ويهربه لإيران ؟
    هل البعثيون هم الذين سرقوا مليارات الدولارات من خزائن وزارة المالية ؟

    هل البعثيون هم من نهب المتاحف وحرق المكتبات ؟

    هل البعثيون هم من يخطف المواطنين على الهوية ليلقي بهم في سجون سرية ويمارس عليهم شى أنواع التعذيب والقتل ؟

    هل البعثيون هم الذين يختطفون الفتيات الآن ليغتصبوهن ويقتلوهن ؟

    هل البعثيون هم الذين رهنو نفط العراق للشركات الأجنبية ؟

    هل البعثيون هم الذين سرقوا مليارات الدولارات المخصصة لإعمار العراق ؟

    هل البعثيون هم الذين هجروا الآن ملايين المواطنين ؟

    هل البعثيون هم من زرع الطائفية والتمزق العرقي والأثني ؟

    والقائمة أخي ستطول وتطول وتطول ...

    نعم كلنا كنا ننادي بالديمقراطية , وكلنا كنا نشخص أخطاء كانت تمارس من قبل بعض المحسوبين على النظام السابق , لكن هذا لا يبرر أن نرتمي بأحضان الصهيونية وأحضان الصفوية وأحضان الأطماع الغربية.

    أشرت إلى اغتيال الدكتور راجي التكريتي رحمه الله , وأسأل كم من العلماء قتل الآن وذبج وهجر ؟

    ماذا أضاف الحكام الجدد لبلدهم الآن ؟؟؟

    وإذا كنتم لحد الآن ترمون بما يحدث على البعثيين , وبعد أربع سنوات من الإحتلال وبوجود آلاف العملاء والخونة ومن يساندهم من الشرق الأصفر الحاقد ومن الغرب اللعين , فعلى ماذا يدل ذلك؟

    آن الآوان لكل عراقي أن يثوب إلى رشده , ففي العراق مقاومة شريفة لن تتوقف إلا بدحر كل أشكال العدوان وتطهير العراق من رجس الإحتلالات الثلاثة ( الصليبية والصهيونية والصفوية )
    وما يوم النصر ببعيد ...

    والله أكبر , ونصر من الله وفتح قريب.


  9. #29
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد بوعلي
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    640
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي عامر ....الإخوة الفضلاء
    عدنا مرة أخرى إلى عراقنا الحبيب لنزيده جرحا آخر فوق جراحه اليومية .....
    هل يا ترى عندما نعتبر أحد رموز النظام القديم شهيدا نكون قد حققنا انتصارا ؟
    هل يا ترى عندما نخونه نكون قد بنينا عراقا جديدا ؟
    في الاتجاهين معا لن نزيد غير أن نكون نموذجا لواقع طائفي مذهبي يخون أحدنا الآخر ... والدليل ما قاله أحد الإخوة الذي كان يبحث عن توجه الجمعية .... وكان يكفيه أن يطالع ميثاقها التأسيسي وليس حديث المنتديات ...
    الحديث بأكمله هو حول عراقين : عراق صدام وعراق الطوائف .... فهل نحن ملزمون على الاختيار بين أحدهما ؟ ...أليس من حق العراقيين أن يؤسوا كيانا غير هذين الكيانين المشوهين ؟
    العراق الأول شرد العلماء ...قتل الأطفال .... ذبح الأساتذة ...وانظروا إلى أوربا كم تمتلئ بالثائرين عليه وعلى زمنه .... والذين يتحدثون من عواصم أوربا لم يفروا اختيارا بل أجبروا على ذلك ...
    والعراق الثاني ملأ الدنيا دما ونارا .... وقتل ولا زال يقتل ....
    فأي العراقين أفضل ؟
    أتمنى أن يبحث العراقيون عن عراق ثالث ...وندعهم يبحثون هم أنفسهم لا أن ننصب لهم محاكم التفتيش باسم العروبة والاسلام والمقاومة
    وكل عام وأهلنا في بغداد الرشيد بألف خير

    ]

  10. #30
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/03/2007
    العمر
    36
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

    ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

    هذا هو السؤال!


    تحية مباشرة!
    أقول لهم أتركوا العمالة لأمريكا و اتقوا الله و كونوا مع الصادقين .


  11. #31
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/02/2007
    المشاركات
    73
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

    ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

    هذا هو السؤال!


    تحية مباشرة!
    ماأقوله لحكومة المالكي .. هو نفس الذي أقوله لكل حكومة عربية يوجد على أرضها قوات أجنبية أوعلم إسرائيلي يرفرف فيها بينما فلسطين تذبح يومياً .. والعراق ينفجر كل لحظة !! ... هل يتبرع أحد الأخوة بتعداد هذه الدول؟؟

    تحية غير تطبيعية !


  12. #32
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    السيد نوري المالكي،
    "رئيس الحكومة العراقية"
    المنطقة الخضراء،

    أرجو أن يسمح لي هذا الجمع العظيم بتوجيه رسالة علنية لك وأترك للمعنيين توصيلها إليك!

    تمهيد:
    أنت رئيس "حكومة عراقية طائفية" ونحن جمعية دولية حرة للمترجمين واللغويين العرب!
    أنت تتحدث باسم حكومة أقلية طائفية وأنا أتحدث باسم أعظم صرح فكري حضاري على وجه الأرض!
    أنت تملك "المنطقة الخضراء" ونحن نملك الأجواء!
    أنت تتحدث سياسة ونحن نتحدث فكراً ومبادئ!
    أنت لا تتمتع بأية مصداقية لا محلية ولا خارجية ونحن نتمتع بمصداقية دولية!
    أنت ستذهب أو يذهبون بك في أي وقت أو تطلب اللجوء عندما تنهي مهمتك أو المهام الموكلة إليك ونعرف أننا سنظل قوة فكرية تزداد تأثيراً كل ساعة!
    لديك جيش من المؤلفة قلوبهم ونحن جيش جرار من المترجمين واللغويين والمفكرين والصحفيين والمثقفين والكتاب والأدباء والإعلاميين!
    لديك وزارة إعلام عميلة وناطقين رسميين لا يأبه بهم أحد ونحن إمبراطورية إعلامية وفكرية نصل إلى من نشاء!
    أنت غير قادر على مبارحة المنطقة الخضراء ونحن قادرون على الوصول إلى أي مكان!
    وبعد!

    فإننا نطلب منك ما يلي:
    التوقف فورا عن جرائمك بحق العراق، جميع العراق، أو تقديم الاستقالة الفورية لمن وظفوك!
    إيقاف هذه المحاكم الهزلية والمخزية فورا لأنك ترتكب جرائم بحق أهلنا من الشيعة قبل السنة!
    إطلاق سراح جميع العلماء والأكاديميين العراقيين فورا!
    إطلاق سراح جميع المسئولين العراقيين فورا!
    إطلاق سراح جميع الأسرى العراقيين فورا!

    إننا نحملك ونحمل جميع الطائفيين في عراق اليوم مسؤولية ما يجري فيه ونعدك بأننا سنلاحقك ونلاحقهم ما حيينا إن لم تستجب لطلبات الجمعية! ولتعلم أن العراق أرض عربية وحقها دفاعنا عنها فهي لم تكن يوما "مالكية"!

    عامر العظم
    رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب

    نسخة إلى 55000 من صفوة المترجمين واللغويين والمبدعين والأكاديميين والأساتذة الجامعيين والخبراء والعلماء والمفكرين والمؤرخين والباحثين والمستعربين والكتاب والشعراء والأدباء والقاصين والمثقفين والمحامين والصحفيين والإعلاميين والناشرين والمراكز والمؤسسات والمنظمات والفعاليات الثقافية والفكرية والعلمية والاقتصادية.

    www.arabswata.org


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  13. #33
    صحفي وإعلامي وباحث عراقي
    تاريخ التسجيل
    23/03/2007
    المشاركات
    3
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأخوة الأكارم
    تحياتي ورائع ما تقدمتم به لهذا العميل ونحن معكم وبدورنا حولناه الى مكتب أياد علاوي والى الخارجية العراقية الكردية والى رئيس البرلمان والى 7 أعضاء من البرلمان والى بعض المواقع والى هيئة النزاهة وموقع السيستاني الكهنوت.
    وتقبلوا تحياتي
    الصحفي والإعلامي والباحث العراقي
    سمير عبيد


  14. #34
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

    ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

    هذا هو السؤال!


    تحية مباشرة!

    كل أحرار العالم والشرفاء لديهم إجابة واحدة على سؤالكَ النزيه الحرّ
    أخي عامر
    ألا وهو : كفاكم نفاقًا وخيانة وعمالة ....
    كفاكم خداعًا وكذبًا بأنكم ستجلبون الحرية والديمقرطية بحجة محاولة الإرهاب ...
    كفاكم قتلًا لشعبكم الأبي في العراق وتشريده والاعتداء على حرماته وأعراضه ...
    كفاكم سرقة ونهبًا لثروات بلادكم ........
    والله والله مكانكم في مذابل التاريخ
    يا من وقفتم ضد شعبكم , وسمحتم للأعداء أن تمتطي ظهوركم
    بحجة تحرير العراق من النظام السابق .......

    تحية جريئة


  15. #35
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2007
    المشاركات
    63
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السيد عامر العظم المحترم
    رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
    بارك الله فيك ووفقك الله وجزاك عن شعب العراق خيراً.
    لكن هل تسمح لي بسؤال يتكرر في أقنعةٍ جديدة ويبقى السؤال نفس السؤال؟
    هل يكفي القول والمقال مع أمثال مَنْ تخاطب؟
    هل تعتقد أنَّه سيقرأ رسالتك؟
    ألم تسمع بقصيدة الحارث بن عباد بعد أن قتل ابنه جبير :
    قربا مربط النعامة مني ليس قولي يُراد لكن فعالي
    متى سينتقل مثقفونا إلى الفعل؟
    أليس صحيحاً أنَّ المثقفين هم أجبن الناس؟
    لماذا لا تبحث عن محكمة تقبل برفع دعوى ضد جريمة واحدة من جرائمه تكريم مغتصبي صابرين، واختطاف أكاديمي وزارة التعليم وقتل السنة منهم وإطلاق سراح الشيعة وتبديد أموال الشعب حتى وصل العراق إلى ثاني دولة في الفساد بعد هاييتي؟
    هل تظنُّ أنَّه بقيت لديه ذرة من الإنسانية؟
    وإذا كان إنساناً أفلم تقرأ قوله تعالى( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179)الأعراف
    ألم تكرم جمعيتكم أناساً من الطائفيين أو ممن يطبلون لهم ويسيرون في ركبهم؟ ألم يقل العرب في الجاهلية تنهانا أمنا عن البغي وتغدو فيه؟
    لو لم يكن أهل البوسنة مسلمين كالعراقيين هل كان المجتمع الدولي سيصمت أمام مليون قتيل(هذا المعلن)خلال ثلاث سنوات، وأربع ملايين مهجرين في الداخل وثلاثة ملايين مهجرين في الداخل؟
    القائمة طويلة والعراقيون لا يحتاجون قولا بل فعلاً على الأقل افصل عن جمعيتك من يعمل في هذه الحكومة التي تقول عنها طائفية أو ارفع دعوى في إحدى محاكم الدول العربية كمصر التي تدعو بوش للبقاء في العراق بل وتتوسله، والخليج الذي انطلقت القوات الغازية منه، ولا زال يستقبل بوش استقبال الفاتحين، ألا تحتمي الدول العربية القوية ببوش للحفاظ على كراسيها؟ لماذا رفضتا تركيا وإيران تقديم مساعدة للقوات الغازية؟ بينما احتفلت معظم الدول العربية بسقوط بغداد؟ ليس العيب في من تنادي لكن العيب فيمن سكت وتجاهلت عنهم وهم الذين يعترفون به كأي كائن آخر شرعي شريف وطني، وإذا كان الزعماء يعترفون بالزعماء فأنتم تعترفون بل وتكرمون أذيال من تهجو وتنادي...
    أرجو أن لا تغضب من كلامي كي لا تكون من الذين هم للحق كارهون وأن لا تسألني عمن أعني فإذا كنت لا تعرف أعضاء جمعيتك فعليك طلب فورم جديد لهم مع التأكيد على المهنة الحالية لتتعرف عليهم أكثر ولا تطلب منهم الاستقالة لأنَّهم يأكلون بها خبزا وحلاوة ولا ولن يهمهم لو سقط مليون قتيل آخر أو خمسة ملايين
    والسلام عليكم


  16. #36
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2007
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السيد الفاضل الأستاذ عامر العظم المحترم
    تحية طيبة وبعد،
    لقد أصبتم في الفكرة والتصرّف مع هكذا مجموعة من البشر قادت العراق إلى هذا الوضع المأساوي الذي بدأ يئن تحت وطأة العنصرية والطائفية المقيتة التي لم يشهد لها البشرية في تاريخها من مثيل. إننا في الداخل نتعرض إلى أبشع ما يتصوره عقل الإنسان من خطف وقتل على الهوية والأفتقار إلى المحروقات والكهرباء وفي الأخير قطع المواد التموينية. إننا لم نكن مع النظام السابق في تصرفاته ولكن ليشهد علينا الله بأننا بدأنا نحّن عليه ونتمناه. لكم منا كل التقدير وأتمنى أن يتم تطوير هذا المشروع كعامل ضغط كبير وقوى دولياً وتفعيله بشكل كبير لإرجاع هيبة العراق العظيم إليه.
    إن وضع الأقليات الدينية والعرقية يمر الآن في أخطر مرحلة من حياتها، وتحت أسم الديمقراطية يتم نهب الحقوق الأساسية التي نصت عليها المواثيق الدولية. الله اكبر على الذي يجري بحق الإنسانية في العراق (الجديد)، فلقد سمعتم بالذي جرى في الشيخان بحق الإيزيدية في 15/2/2007 وكيف هوجموا من قبل متطرفين إسلاميين من الأكراد على مرأى ومسمع من القيادة الكردية وكان عدد المهجمين أكثر من الفي مسلح في مركز قضاء الشيخان ولمدة يومين لا يستطيع أي إيزيدي الخروج من داره ناهيك عن حرق الرموز الثقافية والاجتماعية ونشر الرعب والخوف بين الأطفال والنساء وقذف المراكز الدينية الإيزيدية بالأحذية والتجاوز على بيت الإمارة وحرق الممتلكات الخاصة والعامة. إنها مأساة يعيشها العراقي أينما كان في ظل (الديمقراطية الجديدة، والعياذ بالله منها فيما إذا استمرت بهذا الشكل).

    علي سيدو رشو
    أكاديمي ورئيس رابطة المثقفين الإيزيديين في العراق
    ناشط في مجال حقوق الإنسان

  17. #37
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2007
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي البعث رسول الرذيلة في الأرض

    لعمري كم كنت صادق السريرة معهم حين أجبت، لكني على يقين الآن أن الحديث مع البعثيين مضيعة للوقت، وقد لا أكون مغاليا لو قلت أنه يعد ضربا من ضروب الرذيلة، لأنه يعطيهم الفرصة لكي يقدموا للتاريخ مزيدا من الأكاذيب، فالحديث معهم، والله، كما الصلاة في حظيرة الخنازير، مهما كانت صادقة فهي مرفوضة موضوعيا، لأنها تشرف المكان الذي من المحال أن يكون نظيفا.
    أيها الأخوة العرب اسمعوني فأنا في حالة من الصراحة قد لا تسمعوها من شخص آخر، لقد عاد لي الوطن قبل أربع سنوات، وهذا هو صلب الموضوع.
    كما أسلفت في رسالتي السابقة، كغيري من الملايين الخمسة التي هجرت الوطن قسرا بعد ملاحقات واعتقالات وسجون وتعذيب، الكثير منا فقد أسرته ووظيفته وما يملك حتى لم يبقى له ما يفقده، ومع ذلك كنا أفضل حال بكثير ممن تم تهجيرهم بثياب النوم أو حتى بلا ثياب، وهؤلاء كانوا أفضل حال بكثير ممن تم إزالة مدنهم من الأرض وملئت الأرض بأجسادهم في عمليات قتل جماعية وتصفيات عرقية وطائفية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وهذه الفئة تعتبر أيضا أسعد حالا من ألائك الذين تم دفنهم أحياء.
    وفي الغربة، أو الوطن الجديد كانت أحلى مجالس السمر عندنا هي التباري بعظم المصيبة، ومن كانت مصيبته أعظم كان يخشى من الحديث عن مصائب الغائبين عن الجلسة، لأن مهما عظمت مصيبته كانت هناك مصائب أكبر، وأخرى لا يستطيع المرء التحدث عنها، وهذه كانت أشد المصائب إيلاما لأنها بقيت حتى اليوم تكتم على نفوس أصحابها.
    طال بنا المقام في المهاجر القسرية حتى أضحت الغربة وطن، وقد ولد لنا أبناء لم يروا لحد الآن ذلك الوطن العجيب الذي مازال أبناءه متعلقين به رغم قسوته عليهم، بقينا عقودا طويلة لم نرى خلالها حتى الحدود، وكان الأمل بالعودة قد مات، لأن صدام كان ممتنع عن الموت، وهو ماض بتهيئة أبناءه لوراثة الملك العظيم.
    خلال السنوات الطويلة نسينا الأصدقاء والأقارب والجيران وشطبت السجلات العائلية للبعض وحجزت سجلات آخرين حتى لم يعد باستطاعتنا تسجيل أبنائنا في الوطن المستباح لغيرنا من سقط المتاع في أوطانهم.
    في التاسع من نيسان عام2003، وبغفلة من الزمن، سقط النظام، وسقط التمثال، وذابت الأجهزة القمعية تحت الأرض، وهرب البعثي أينما كان خوفا من الانتقام في مشاهد تاريخية لم تتكرر.
    أتذكر يومها كنت في العمل ومعي زملاء عرب، وبعد أن اتصل بي صديق ليبلغني الخبر العظيم أن النظام البعثي قد سقط، صرخي بأعلى صوتي....
    - لقد عاد لي الوطن من جديد...... يا ألله .... هل حقا ذهب صدام إلى الجحيم؟!........
    يومها كنت ارقص فرحا رغم أني كنت واثقا من سقوط النظام هذه المرة.
    - لقد جن الرجل حين سقطت بغداد .....
    سمعت زميلي العربي يحدث شخصا آخر مبديا تعاطفه معي لأني جننت......
    بغداد لم تسقط، فالذي سقط هو النظام ..... فقد كان ردي حاسما وحادا بهذه الكلمات على زميلي العربي الذي استنكر دموع الفرح في عيوني.
    لكنه الاحتلال.......!؟!
    أجاب الرجل وقد اتسعت عيناه من تحت النظارات المعظمة، أجاب وهو غير مصدق.
    عن أي احتلال تتحدث، كان ردي حاسما، وهل هناك احتلال يعيد الأوطان لشعوبها؟ نعم لقد عاد لي الوطن بعد أن سلب مني؟! لقد عاد الوطن، ألا تفهم؟ أما الاحتلال فإنه سوف يذهب يوما ما، لكن صدام لو بقي لاستمر حكم العوجة للعراق ألف عام أخرى.......
    قلتها وأنا أترك مكتبي دون أن أعتذر عن حضور اجتماع كان معدا منذ مدة، ولكن لا أعرف أين أمضي، فأنا أشعر بالحرية وحسب........
    رغم أني مازلت خارج الوطن..... ورغم أن الوطن مازال يتفجر حقدا طائفيا وانتقاما من قبل فلولهم، لكني أشعر فعلا بالحرية وأملك إرادتي كاملة وأشعر أن الوطن قد عاد حتى لو كان ركام.
    أتمنى لكم أيها الأخوة العرب أن تروا يوما يذهب فيه الجلادون في أوطانكم إلى صقر، صدقوني أتمنى من أعماقي هذا الأمر، رغم أنكم تريدون لنا الموت تحت سياط الجلادين.
    بالله عليكم لا تفسدوا فرحنا باليوم العظيم، يوم سقوط النظام البعثي، واتركوا الشعوب تقول كلمتها دون أن تدسوا لها السم البعثي الزعاف.


  18. #38
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أحييك أخي الأستاذ عامر العظم ,

    وهي ليست تحية شخص وإنما تحية شعب هو شعب الرافدين العظيم من زاخو إلى الفاو ,

    وقد أرسلت المذكرة إلى بعض المواقع , وسيتم إيصالها إلى داخل العراق وطبعها ونشرها .

    وأقول لأخي حمزة الجواهري , ليس غريبا على من باع وطنه أن يعتبر احتلاله عيدا ,

    وأتحداك أن تثبت إنك هجرت قسرا , بل أنت من ترك وطنك راحلا لبلاد أنت رغبت بها.

    وهكذا كان حال من جاء اليوم على دبابات الإحتلال بعد أن ارتضى لنفسه أن يكون مطية لأسياده.

    وسيبقى التاسع من نيسان يوما أسودا في تاريخ الأمة العربية .

    ولكن يوم التحرير بات قريبا عندها سنرى أين سيختبئ هؤلاء المجرمون بحق شعبهم وأمتهم ووطنهم.

    والله أكبر وليخسأ الخاسئون

    ونصر من لله وفتح قريب


  19. #39
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخ الأستاذ فؤاد بوعلي

    قرأت ردك , وأستغرب حقيقة هذا المقطع الذي ورد فيه :

    العراق الأول شرد العلماء ...قتل الأطفال .... ذبح الأساتذة ...وانظروا إلى أوربا كم تمتلئ بالثائرين عليه وعلى زمنه "

    ولست أدري عن أي عراق تتحدث ؟ هل عراق صدام هو الذي هجر العلماء , وقتل الأطفال , وذبح الأساتذة ؟ بالله عليك هل قرأت تاريخ العراق إبان هذه الفترة ... أم تكرر ما يقوله بعض من خان أرضه ووطنه , والعراق الذي كان يشهد له القاصي والداني بمتانة تعليمه وكفاءة علمائه , وكثرة جامعاته , وبنائه لصناعة متطورة , أما ما تفضلت به من صفات فهي التي يوصف بها عراق اليوم , العراق المحتل من قبل كل أعداء القومية والإنسانية والإسلام ...
    ونظام تعليمه الذي خضع للجان التفتيش المدسوس فيها عملاء لإسرائيل ... فلماذا ؟
    وأرجو أن تعيد قراءة التاريخ إبان الفترة السابقة ليتسنى لك الحكم على عراق صدام حسين , العراق الذي كان شوكة في خاصرة الأطماع الفارسية , وشوكة في أحلام الأطماع الصهيونية وشوكة في عيون ساسة البيت الأسود وعملائه ومن تربع بأحضانه.

    وإن أردت المزيد فهناك ما يملأ الكتب والصفحات ...

    وتقبل تحياتي وتقديري


  20. #40
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    واقرأوا إخوتي هنا ما يكتبه السيد علي الصراف ...

    كتابة الواقع وكتابة البيانات

    على الصراف


    أفضل الدكتاتورية، وأرفض الديمقراطية رفضا حازما، اذا دعتنى الى ان استخدم اللغة نفسها التى يستخدمها مجرمو حرب مثل ديك تشينى وتونى بلير. ولسان حالي، فى هذا، هو لسان حال الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذى قال، فى غمره المقاومة ضد الاحتلال الفرنسى للجزائر: لو قال الفرنسيون لا إله إلا الله محمد رسول الله، لما نطقت بها. وخسر الفرنسيون، وانتصر الجزائريون.

    لا يجتمع أربعة مثقفين، فى صالة فندق، إلا وتكون مسودة البيان الختامى للمناقشات قد أصبحت جاهزة للتوقيع. وبطبيعة الحال، فان حشدا من النوايا الطيبة سوف ينهمر من الجهات الست، ليغدق المعنيون على شعوبهم بالعثور على حلول ناجعة لجميع الأزمات.

    ولا شيء صعب. ذلك ان ثمة لغة مسبقة، تكفل التوصل الى تحقيق كل الطيبات من الأماني، بأقرب الطرق، وأسهل المعجزات. ويستطيع ان يعيش المرء فى ماناغوا، او هونولولو، او ساحل العاج، إلا انه يظل يستخدم اللغة نفسها، من دون ان يشعر بأن الكرة الأرضية تدور، أو انها ليست مسطحة كما تبدو.

    وهكذا، فبوسع المرء، فى أى مكان كان، ولدى معالجة أى أزمة، فى اربع جهات الأرض، بكل ما فيها من قارات، ان يؤكد "التزامنا بالتنوع والتعددية الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية، وبالعمل من اجل تحقيق مبدأ التداول السلمى للسلطة واعتماد ذلك منهجا ثابتا، ورفضنا الحازم للدكتاتورية ولأى نمط حكم استبدادى لا يعتمد على الارادة الشعبية الحرة، ووفقا لما تقرره صناديق الاقتراع".

    هل لديك أزمة؟ خذ النص أعلاه، وستجد انها انحلت. وكان الله يحب المحسنين. هكذا بجرة قلم. فالمثقفون ليسوا "شوية"، ولا يجب فى جميع الأحوال الاستهانة بقدراتهم على اجتراح الحلول الكونية لجميع المعضلات. انما انطلاقا من تلك اللغة، كاملة القدرة، التى كل مثقال ذرة منها فيه ما يكفى لكى يهز الجبال، ويجعل أسوأ الأمور عال العال.
    والحال، فللمفارقة العجيبة أحيانا، ان "رفضنا الحازم للدكتاتورية" يكون هو المشكلة، وذلك بما انه رفض مشترك يجعل الفارق بيننا وبين الرفيق جورج بوش قدس الله سره، ليس كبيرا الى تلك الدرجة التى يجوز من أجلها سفك الدماء، فما بالك بالمقاومة؟ والواقع، فان المحافظين الجدد فى البنتاغون لا يقولون الشيء نفسه بمجرد الصدفة. فهم أيضا يمارسون الرفض الحازم نفسه للدكتاتورية، وكل الفارق هو ان المثقفين، مثل بابا الفاتيكان ليس لديهم دبابات، فى حين ان أشقاءهم، على الضفة الأخرى لأيديولوجيا "التنوع والتعددية الفكرية"، يملكون دبابات ولا يترددون فى استخدامها.

    شخصيا، كنت مثل أولئك المثقفين، إنما بفارق واحد، هو إننى رأيت ما تفعله الدبابات، فلم تعد الأرض مسطحة، كما كانت تبدو. قبل الدبابات، كنت سألعن تراجيديا الحظ العاثر التى دفعتنى للذهاب الى صالة فندق آخر لأخسر "المنعطف التاريخي" الذى شقه ذلك البيان.

    بعد الدبابات، فإنى لأحمد الله، على انى لم أعد انتمى الى تلك الفئة المباركة من المثقفين الذين يكتبون معلقاتهم التاريخية ويوقعون عليها كما يوقعون على دفتر الشيكات.

    أسوأ من ذلك، فأنا أفضل الدكتاتورية، وأرفض الديمقراطية رفضا حازما، اذا كان من شأنها ان تجعلنى أقف على مسافة ميل واحد قريبا من دونالد رامسفيلد، أو اذا دعتنى الى ان استخدم اللغة نفسها التى يستخدمها مجرمو حرب مثل ديك تشينى وتونى بلير. ولسان حالي، فى هذا، هو لسان حال الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذى قال، فى غمره المقاومة ضد الاحتلال الفرنسى للجزائر: لو قال الفرنسيون لا إله إلا الله محمد رسول الله، لما نطقت بها.

    وخسر الفرنسيون، وانتصر الجزائريون، ليس بفضل قوالب المثقفين التى تصلح لكل زمان ومكان، بل بفضل صلابة الموقف المناهض للاحتلال؛ بفضل التبرؤ ليس من الاحتلال وحده، بل ومن ثقافته أيضا.

    ولئن كانت ثقافة المثقف "وحلوله" تغلب عليه كما يغلب الخدرُ على السكران، فلا يعود قادرا على التحكم بدوران الأرض، فالعيب، من وجهة نظره "بما انه دائم الصواب" لا يكمن فى انه سكران، بل فى الأرض التى لا تثبت على حال.
    هكذا، اتحفنا عدد من المثقفين والأكاديميين والشخصيات... ببيان، عالجوا فيه كل مشاكل العراق، وانهوا فيه كل أزمات الاحتلال وحكومة مليشياته الطائفية، وأقاموا حكومة جديدة، واقترحوا بداية لا تقل عن تنحية المقاومة بعيدا عن السلطة "شوف الغطرسة" وإيلائها للذين لم تتعفر جباههم بالتراب، انما من دون ان يلاحظوا ان عدد التكنوقراط "غير المنحازين" لأحد طرفى الصراع لا يكفى لتشكيل مجلس بلدية.

    ولا تقل لى أين يكمن العيب فى هذا. فالمرء لا يتناول كل هذه الجرعة من المسكرات الثقافية ليجد نفسه يجانب جادة الصواب.

    وهل من المعقول ألا تكون "القضية الفلسطينية "كما ورد فى البيان" هى القضية المركزية للأمة العربية"، فبرغم ان عدد اللاجئين العراقيين فى دول الجوار صار أكبر من أن تستوعبهم المخيمات، فان القضية الفلسطينية "لا الاحتلال الامريكى للعراق" ما تزال هى القضية المركزية.... للعراقيين، ولكن هل تعرف لماذا؟ لأن الأرض مسطحة. ولأنها لم تدر، لا على نفسها، ولا حول الشمس، منذ أربع سنوات، ولا لمرة واحدة، فظلت الأشياء، كإيقونات جميلة، على حالها فى متحف الزمان. وكما هو متوقع من بيان مثقفين، فانه، كالعادة، "تضمن كل ما هو جديد ومفيد. إلا ان جديده غير مفيد، ومفيده غير جديد".

    فهم عرضوا حلولا لكل ما يتمنى ان يراه، وقالوا "فى نص نشرته "القدس العربي" يوم 9 آذار (مارس) الجاري" انهم يعلنون "بلهجة عراقية مسؤولة" انهم يرفضون الاحتلال الأجنبي، كما يرفضون "جميع ما ترتب عليه من نتائج بكل السبل الممكنة والمتاحة" ويدعون الشعب العراقى الى مقاومة الاحتلال لإجباره على الانصياع لإرادته... الخ، ولكنهم رغم الرفض لجميع ما ترتب على الاحتلال، اقترحوا تشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات المستقلة وغير الحزبية لإدارة دفة البلاد الى شاطئ السلام و..." بقية الكلام الجميل، الذى يصلح لإنهاء ليس الحرب الأهلية فى سيريلانكا، وانما لانهاء النزاع فى ايرلندا الشمالية أيضا، حتى ليكاد يعجب المرء، كيف ان الأمم المتحدة، وحكومات العالم المختلفة، لا تستفيد من هذا البيان فى صياغة دساتيرها ولحل مشاكلها المستعصية.

    ما يهم فى الأمر، هو ان رفض كل "ما ترتب على الاحتلال"، يعنى ان الاحتلال باطلٌ. وباطلٌ كلُ ما بُنى على باطل. وهذا يجب ان يعني، لكل رافض، ان "النظام السابق" "على الباطل" هو وحده النظام الشرعي. ولئن أُستشهد الرئيس الذى كان يقف على رأس هذا النظام، فنائبه ما يزال حيا يرزق، وهو نائبُ بسالةٍ وجهاد، وحتى لو اختلف المختلفون فيه "كما نختلف فى كل خلق الله" فهذا لا ينزع عنه شرعيته الدستورية ولا شرعيته الجهادية، انه عزت الدوري، بالإسم، والجسم، ولا أحد سواه. تحبه أو لا تحبه، لا يهم. ولكن، اذا شئت ألا تتواطأ مع ما "ترتب على الاحتلال"، فلن يكون بوسعك أن تستولى على حقه القانونى والدستورى والجهادي.
    وقد أصوّت أو لا أصوّت له، فى أقرب انتخابات. فهذا شأنى أنا وحدي. أما المحرمات الدستورية، فهى محرمات. وأما المحرمات الجهادية، فهى على قدسية أشد. ولهذه القدسية رجالها ونساؤها وفتيانها من المناضلين والأحرار الذين لا تساوى أقلامنا قيمة قطرة واحدة من دمائهم تلك التى يبذلونها رخيصة من أجل تحرير العراق... وهم يفعلون ذلك، ليس من صالات الفنادق، وانما فى العراء، فى الحر والبرد والطين والغبار، وبالجوع والحرمان. اذا كان يجب ان تكون هناك حكومة انتقالية، من أى نوع، فانها يجب ان تكون حكومة هؤلاء. حكومة ترتضيها فصائل المقاومة والجهاد. حكومة يقرر قادتها أى نوع من أنواع "التعددية" و"الديمقراطية" او الدكتاتورية والاستبداد هو الأنسب للعراق. إذا سألونا رأيا، سنجيب.
    وإذا لم يسألوا، فلن نصمت، على أى حال، فنحن سنظل نثرثر وننتقد ونقترح الى ما شاء الله. ومثلما ان الكلام قدرنا، فان مواجهة الكلام قدرهم أيضا.

    ولكن الحق حق. لا يجدر بأحد ان يشكك بوطنية موقعى ذلك البيان. وليس من اللائق التعريض بهم كأشخاص. والتجريح قبيح، وهو مفسدٌ لعدالة كل قضية. فمن حقهم ان يقترحوا حلولا، ومن حق المقاومة ان تقول كلمتها. هم قد يكتبون بيانات، ولكن المقاومة هى التى تكتب الواقع.

    ولعلهم أخطأوا فى ثلاث. الأولى، فى التوقيت. فهم أصدروا بيانا، والرصاص يلعلع. وحيث المقاومة فى أوجها. حتى بدوا كمن يقترح عرسا وسط مراسيم العزاء. والثانية، فى الاتجاه. فهم وضعوا المقاومة جانبا، ليخاطبوا ذلك الآخر الذى لا تجدر مخاطبته، حتى الآن على الأقل، بغير الرصاص "والأحذية، إذا زادت عن حاجة الحفاة". والثالثة، فى اللغة. فقد كانوا مخمليين، أنيقين، وحاولوا أن يبدوا "معقولين"، إنما فى بيئة جنون مطلق ووسط كابوس مرعب.

    وبالأحرى، كما حاولوا ان يظهروا كـ"مثقفين" قادرين على الإتيان بحلول لا يأتيها الباطل، وشديدة الصلاحية الى درجة شديدة الفساد. ولكن، كم كان من الأجدر بهم، وهم الذين رأوا ما يفعله الاحتلال من أعمال قتل وتعذيب واغتصاب، ان يقولوا: تسقط الديمقراطية، تعيش المقاومة، لا بل يعيش التطرف، ويعيش الإرهاب. كم كان من الأجدر بهم، وهم يرون أولئك الذين تختلط دماؤهم بالتراب دفاعا عن شرف العراق، ان يخلعوا القفاز المخملى لتلك اللغة البائدة، و"يدوسوا" بأحذيتهم على كل الشعارات القديمة، ويبصقوا فى وجه كل الأفكار "الديمقراطية" التى تجعل منهم إذاعة "صوت أمريكا" أخرى تتواطأ مع السم الزعاف او تجد للاحتلال أعذارا باسم محاربة "الدكتاتورية والاستبداد".

    وكم كان من الأجدر بهم ان يقولوا "تففف" على كل تونى بليرٍ سافلٍ خلقه الله. وكم كان من الأجدر بهم ان يقولوا للإحتلال وللأمم المتحدة: حتى اذا قلتم "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، فلن ننطق بها، وسنتبرأ من الإسلام نفسه. بهذه اللغة، كان يجدر بالأكاديميين بالذات ان يخاطبوهم، لتكون كلماتهم رصاصا، ولتكون تعبيرا عن غضب جامح ضد غزاة وعملاء أنذال وأنجاس.

    لماذا؟

    لأنهم أحقر من أحقر دودة فى الأرض. ولأنهم مصاصو دماء. ولانهم فاشيون، بالمفرد والجملة. ولأنهم منافقون "عينى عينك". ولأن لغتهم وثقافتهم وأفكارهم كلها أدوات قتل وتعذيب وإغتصاب.

    عندما يغيب العقل والمنطق فى كل عمل من أعمال الجريمة التى يرتكبها الاحتلال، وعندما يصبح الموت كابوساً يلقى بكلكله على صدر كل أب وأم وأخ وأخت فى بلد ينزف حتى عنان السماء، وعندما يصبح النهب والاغتصاب والقتل العشوائى هو لغة العمالة والانحطاط، فبأى معلقات "ديمقراطية" كان يجدر ان يبدأ البيان؟ وكم كان من الجميل، لوطنى جليل، مثل خير الدين حسيب او لشيخ جليل مثل جواد الخالصي، أن يقف فى وجه الغزاة، او ممثليهم، او من ينقلون عنهم، ليقول لهم: تفففٌ عليكم. تفففٌ على وحشيتكم وجرائمكم.

    وتفففٌ على عملائكم وعمائمكم، وسنبنى العراق بالقذائف والمتفجرات وليس بالترهات. لو كانت الأرض تدور، لوصلت الى هنا، ولكانت هذه هى لغة الثقافة الحقة... أوالرصاص.

    العرب اونلاين 16/03/ 2007


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •