آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: ما هكذا يكتب الشعر 1/2

  1. #1
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي ما هكذا يكتب الشعر 1/2


    ما هكذا يُكتب الشعر ؟
    علي بن حسن العبادي
    قال أحد الحكماء: «إذا استُعْبدتْ أمة، ففي يدها مفتاح حبسها ما احتفظت بلغتها».
    وقال الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي (رحمه الله): «ويطبع الرجل شعره، ويقع إليّ هذا الشعر، فأنظر فإذا هو قد فتّر وقصّر ومرّض، وأكاد أقول: وموّت، وإذا شعر كأنما تتوهم من قراءاته تقطيع ثيابك، إذ تجاذب نفسك لتفر منه فراراً، وإذا أكثر الكلام كأنه لم تنشق به الشفتان، بل خرج غمغمة مصورة، وإذا جملة الأمر في دعوى الشاعر وعمله انه يرتفع إلى أقصى السماوات على جناحي بعوضة».
    ومن الشعر الذي قرأته أخيراً، والذي عناه (الرافعي) بقوله: «وإذا أكثر الكلام كأنه لم تنشق به الشفتان، بل خرج غمغمة مصورة، وإذا جملة الأمر في دعوى الشاعر وعمله أنه يرتفع إلى أقصى السماوات على جناحي بعوضة».
    ما قرأته من شعر مقرزم، يحسن على قائله ستره، وهو شعر تجرأ ابننا الدكتور الأديب زهير محمد جميل كتبي، فنشره في كتابه (رجال من مكة المكرمة) في الجزء السادس.
    وأعرف الابن زهيراً أديباً ألمعياً، ممن عناه الشاعر حين قال:
    الألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا
    والشاعر الذي أعنيه في مقالتي هذه، والذي عناه (الرافعي) رحمه الله، هو الأديب عاتق غيث البلادي..
    والأخ عاتق غيث البلادي، كتب في التاريخ، وقالوا عنه: مؤرخ مكة المكرمة، وضربوا صفحاً عن مؤرخي مكة المعاصرين ممن قرأنا لهم، كأستاذنا الكبير حسن عبدالله باسلامة، وأستاذنا الكبير محمد طاهر الكردي، وأستاذنا الكبير أحمد السباعي، (رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته).
    ولا تثريب على ابننا الدكتور زهير محمد جميل كتبي، إذا ما اطلق على البلادي مؤرخ مكة المكرمة، فكتابة التاريخ مادة مشاعة، يكتبها المتمكن النحرير، والأعرج الكسيح، ولست مؤرخاً حتى أحكم على ما كتبه البلادي في كتبه التي أربت على الثلاثين كتاباً، ولا يضيرني إذا ما أطلقوا على البلادي: نسابة القرن الخامس عشر الهجري ومؤرخه، وعد أصحابه ومحبوه كتبه فتحاً جديداً في التاريخ، فهذا من شأن المحبين. ولكن شيخنا وأستاذنا حمد الجاسر «رحمه الله» شيخ المؤرخين وإمامهم، له رأي صريح في البلادي.
    يقول الشيخ حمد الجاسر «رحمه الله» في مجلته (العرب): «انه أي البلادي، يتسرع الحكم تسرعاً يذكرني بقصة مستملي أبي عبيدة، الذي قيل في وصفه: يكتب خلاف ما يسمع، ويقرأ خلاف ما يكتب». انظر: مجلة العرب الجزأين 7 و8 الصادرين في شهري محرم وصفر سنة 1400ه.
    وإذا لزمت الصمت عن كتابة التاريخ التي ملأ البلادي كتبه بمادتها، فإني لا استطيع أن أسكت عن شعره، وهو في نظري، وفي نظر علماء اللغة العربية والعروض، شعر شاعر قرزام، كسيح يأتي ماشياً على عكازين، والشعر صعب وطويل سلمه.
    استمع إليه وهو يرفع عقيرته بشعر مكسور مهزول، فيقول في كتابه (هديل الحمام):
    نُسرّ بذكراك ذكرى الربيع = 3 1 3 2 3 2 3 1
    فيا ليت كل الشهور ربيع = 3 2 3 2 3 1 3 ه
    فمولدك نور يشع سناً = 3 1 1 3 2 3 1 3
    يباركه ذو الجلال البديع = 3 1 3 2 3 2 3 ه
    فيكسر البلادي الشطر الأول من البيت الثاني، ويستقيم لو قال:
    فمولدك النور شع سناً = 3 1 3 2 3 1 3
    يباركه ذو الجلال البديع
    ونقطع البيت بشطريه: المكسور والمستقيم، ونكتبه هكذا:
    ثم يقول البلادي:
    وما زلت تدعو همو للتي = 3 2 3 2 3 2 3
    أمرك الإله الحكيم السميع = 1 1 3 3 2 3 2 3 ه
    فيكسر الشطر الثاني، ولا يستقيم إلا إذا سكنا الفعل الماضي (أمر) من (أمرك)، فنكتبه: (أمَرْك) بسكون الراء، فنسقط بذلك سيبويه، ونفطويه، وكل من ختم اسمه (ببويه) إكراماً لشاعرنا الكبير عاتق البلادي، أو نقوم بتعديله، إذا لم يغضبه هذا التعديل، فنكتب البيت هكذا:
    وما زلت تدعوهمو للتي
    دعاك الإله الحكيم السميع = 3 2 3 2 3 2 3 ه
    وقصيدة أخينا البلادي هذه من البحر المتقارب، ذي العروض الصحيحة (فعولن = 3 2) مع جواز قبضها [ فعولُ =3 1] أو حذفها [فعو =3]، والضرب المقصور (فعولْ = 3ه) بسكون اللام.
    والبحر المتقارب من دائرة المتفق التي يخرج منها بحران، أحدهما المتقارب، وهو بحر متفق عليه عند العروضيين، والثاني: اختلف فيه العروضيون، وهو البحر المتدارك، فالأخفش يقره، والخليل ينفيه، والبحر المتقارِب بكسر الراء، متقدم على (البحر المتدارَك) بفتح الراء، والمتدارِك بكسر الراء، نوع من القافية، يأتي الكلام عنه في مقالات أخر، إن شاء الله.
    والبحر المتقارب يسبق المتدارك، لأن أوله وتد، فهو أولى بالتقدم مما أوله سبب، والوتد، بفتح التاء أو كسرها، في اصطلاح العروضيين، ما كان في العروض من أجزاء التفعيلات على ثلاثة أحرف، وهو على ضربين: أحدهما حرفان متحركان يتلوهما ساكن [11ه =21]، وهو الوتد المقرون، نحو: فعو، و(علن).
    والثاني: حرفان متحركان بينهما ساكن [1ه1= 12 تعالج خصائصه في الرقمي على أساس التخاب دون التعريج على المصطلح ]، وهو الوتد المفروق، نحو: لات من مفعولات.
    وسمي البحر المتقارب بالمتقارب لتقارب أوتاده بعضها من بعض، إذ بين كل وتدين سبب خفيف، وهو: فعولن المكررة ثمانية. والسبب الخفيف هو: حرف متحرك، والثاني ساكن، مثل: لن، من (فعولن). والسبب الثقيل هو: مقطع عروضي يتكون من حرفين متحركين مثل: فع..
    وانظر: كتابي (ما هكذا يكتب الشعر) الجزء الأول، صفحة (68 - 70) ففيها بيان وتبيين عن بحر المتقارب..
    ثم نأتي إلى مقطعة البلادي (قرون الظباء) المكونة من خمسة أبيات، التي لحق الكسر أبياتها الخمسة، ولم يسلم بيت واحد من الكسر.. والمقطعة لو سمعها الأصمعي لبكى واستبكى معه كل من سمعها، كما بكى حين عرض عليه أحد شعراء بغداد شعراً مثل شعر أخينا البلادي، فلما سئل ما يبكيك أيها العالم الجليل.
    قال: يبكيني أن ليس لغريب قدر وحرمة، لو كنت ببلدي بالبصرة ما جسر هذا ان يعرض عليّ هذا الشعر وأسكت عنه، ولا أضربه ضرباً مبرحاً حتى يتوب»..
    رحمك الله أيها العالم الكبير عبدالملك بن قُريْب، فلو كنت حياً بين ظهرانينا، وسمعت مثل هذا الشعر الرديء الذي امتلأت به كتبنا وجرائدنا، لبكيت بكاء الأم الرءوم على موت ولدها، واستمررت في البكاء حتى يجتمع علماء البلد ومثقفوها، ويضربوا هؤلاء الشعراء حتى يغمى عليهم، ثم يذهبوا بهم إلى غرفة (الإنعاش)...
    استمع أيها القارىء الكريم، وابك على حالنا، وحال ثقافتنا، وسامح الله هذه الجامعات العلمية التي جرأت أنصاف الشعراء وأرباعهم، حينما رأوا بعض خريجيها يتعثرون في كتابتهم شعراً ونثراً، فمدوا أرجلهم في وجوهنا، وقالوا مثل ما قال أبو حنيفة النعمان (رحمه الله): «الآن يمد أبو حنيفة رجله».
    استمع أيها القارىء الكريم، وصفق بيديك حتى تحمرا، إذا كنت جاهلاً، يقول عاتق البلادي، وهو يخاطب (الوعل) أو (تيس الجبل):
    عرفت لماذا حملت القرون = 3 1 3 2 3 2 3 1
    سلاح وهبه الإله لكا = 3 ه 1 1 3 3 1 3
    قرون تهز قلوب السبا = 3 2 3 1 3 2 3
    ع فيارب ما اعظم أفضا لكا = 1 3 2 3 2 1 3 2 3
    أظبي يذل ذوات النيو = 3 2 3 1 3 2 3
    ب فيا ناب ول أولى لكا = 1 3 2 3 2 2 3
    وليت لنا مثل هذه القرو = 3 1 3 2 3 2 3
    ن نذل عدونا إذلالكا = 1 3 1 3 3 2 2 3
    ولكن جممنا فهبنا الحرو = 3 2 3 2 3 2 3
    ب فهنا على الأسبع أمثالكا = 1 3 2 3 2 1 3 2 3
    وهي مقطعة مكونة من خمسة أبيات، لم يسلم منها بيت واحد عروضياً على رداءتها وركاكتها، كما لم تسلم بعض أبياتها من خطأ الإعراب، ومخالفة وجه الصواب في النحو، يقول عاتق البلادي (غفر الله له): (عرفت لماذا حملت القرون سلاح). وكان عليه أن يقول: (لماذا حملت القرون سلاحا) حين يخاطب (الوعل). فينصب سلاحا على الحال، كما هو معروف عند تلامذة المرحلة الابتدائية، وعليه أن يقول أيضاً: (قرونا تهز قلوب السباع) فينصب قروناً في مقطعته بدلاً من القرون في قوله: (حملت القرون) وهذا ما علمناه تلامذتنا في المرحلة الابتدائية، منذ سنين مضت، حينما كان التعليم بخير. قال الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم} فالصراط الثانية منصوبة، لوقوعها بدلاً من كلمة (الصراط الأولى).
    واستطرد في الحديث لأشير إلى قصة وقعت لأحد علماء المسلمين من بيت الرافعي، سكان طرابلس لبنان ومصر، وبيت الرافعي أسرة تنتسب إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بإجماع علماء الأنساب.
    يقول المؤرخون: ذهب أحد علماء بيت الرافعي (وقد نسيت اسمه) إلى (استنبول) عاصمة الخلافة العثمانية، ليتسلم قرار تعيينه قاضيا لبلد من بلدان المسلمين، في أواخر العهد العثماني، فرأى في أحد حمامات (استنبول) العامة منكراً، فأمر بسجن وجلد مرتكب المنكر، وكان شاعراً، فلما نفذ الحكم ومضى، وانتهت مدة الحكم، قال المذنب يهجو الشيخ الرافعي (رحمه الله):
    تاء أنعمت أتت مفتوحة = 2 3 2 1 3 2 2 3
    لا لها من خافض أو رافع = 2 3 2 2 3 2 2 3
    كل من جاء بها مرفوعة = 2 3 2 1 3 2 2 3
    لعنة تلحق أم الرافع = 2 3 2 1 3 2 2 3
    والتورية واضحة وصريحة في الروي من البيت الثاني..
    وأبيات البلادي الخمسة المكسورة، وهي من البحر المتقارب أيضاً، أدعها كما هي تتوح على ناظمها، ولا أكلف قلمي بتعديلها، لأنها أبيات مهزولة محصرمة ركيكة، لا تستحق القراءة، ولا تستدعي الاهتمام، وهي من شعر الشادين، الذين يقرزمون الشعر، ويأتون به كسيحاً، وهم يظنون أنهم يحسنون صنيعاً.
    وكان شعر عاتق البلادي الذي ضمه كتابه (هديل الحمام)، يتبرأ الحمام منه، لأن هديل الحمام، ذلك الصوت الشجي، قد استدعى اهتمام شاعر فلسطين الكبير إبراهيم عبدالفتاح طوقان، فقال قصيدته الرائعة التي استهلها بقوله:
    بيض الحمائم حسبهنه
    أني أردد شد وهنه
    رمز السلامة والوداعة
    منذ بدء الخلق هنه
    في كل روض فوق دانية
    القطوف لهُنّ أنّه
    وهي قصيدة جميلة بديعة، قرأتها في ديوانه المطبوع في مطابع دار الكشاف للنشر والتوزيع ببيروت في سنة 1375ه، وقد أهدى إليّ الديوان في سنة طبعه أستاذي وصديقي الشيخ أحمد علي أسد الله الكاظمي الحسيني (رحمه الله) وقد سطر شيخي أحمد علي إهداءه بخط يده الجميل في صدر الكتاب..
    ثم انتقل في قراءتي إلى كتاب (رجل من مكة)، للدكتور زهير محمد جميل كتبي، فأجد قصيدة للأخ عاتق البلادي، بعنوان (لله عين شاقها نجد)، فتذكرني بقصيدة (اليتيمة) لدوقلة المنبجي، وقد عزيت هذه القصيدة إلى سبعة عشر شاعراً، كل شاعر منهم يدعيها..
    وسبب تسميتها بذلك كما تقول كتب (القصص والحكايات): إن ملكة من ملكات اليمن، آلت على نفسها ألا تتزوج إلا بمن يقهرها بالفصاحة والبلاغة، ويذلها في هذا الميدان، فلم يتفق ذلك لأحد مدة طويلة، فسمع بها بعض الشجعان البلغاء، وجاء يطلب محلها، فمر ببعض أحياء العرب، فأضافه كبير الحي، وسأله عن حاله، فأخبره بما هو فيه، وأطلعه على القصيدة المذكورة (اليتيمة)، وكان ممن خطب المرأة سابقاً، فحمله الطمع على أن يرضخ رأس الرجل بحجر إلى ان مات، وأخذ القصيدة، ونسبها إلى نفسه، وذهب إلى المرأة ليخطبها، وذكر لها انه كفء لها، فقالت له: من أي الديار أنت؟، قال: من العراق، فلما اطلعت على القصيدة، رأت فيها بيتاً يدل على ان قائلها من تهامة، فصرخت بقومها، وقالت: الزموا هذا فإنه قاتل بعلي، فأخذوه وعذبوه، فأقر بما فعل، فرجعوا إليها به، فأمرت بقتله، فقتلوه. فآلت على نفسها ألا تتزوج بأحد بعده، كرامة لهذه القصيدة وقائلها.
    والقصة كما ترى تحتاج إلى تدقيق وتمحيص، لأنها قصة مزخرفة مموهة، لا تستند إلى صحة وبرهان..
    وتبدأ قصيدة (اليتيمة) بقول الشاعر:
    هل بالطلول لسائل ردّ = 2 2 3 1 3 3 2 2 = 4 3 ((4) 3 4
    أم هل لها بتكلم عهدُ
    درس الجديد جديد معهدها
    فكأنما هي ريطة جَرْدُ
    والقصيدة تتكون من ثلاثة وستين بيتاً، والبيت التي أشارت إليه المرأة هو:
    إن تتهمي فتهامة بلدي
    أو تنجدي يكن الهوى نجد
    وهي قصيدة من روائع الشعر.
    وقصة هذه القصيدة مع إحدى ملكات اليمن، القصة التي أشرت إليها آنفاً، لم تذكر لنا مظنة من المظان التي رجعت إليها لأستوثق منها صحة نسبة هذه القصيدة وأجد فيها خبراً وثيقاً عنها، مما جعل بعض المؤرخين ينسبونها إلى الشاعر علي بن جبلة (العكوّك) - بتشديد الواو - المتوفى سنة 213ه، وكان هذا الشاعر من أحسن الناس إنشاداً، وكان الأصمعي يحسده، وهو الذي لقبه (بالعكوك)، أي: الغليظ السمين، وكان أعمى أسود أبرص، قتله الخليفة المأمون، لما سمعه يسرف في مدح أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي، الأمير القائد المعروف، حتى قارب الكفر في مدحه.
    وللعكوك ديوان شعر طبع في دار المعارف بمصر، ضمن سلسلة ذخائر العرب سنة 1985م.. كان نسب بعض المؤرخين قصيدة (اليتيمة) للشاعر أبي الشيص: محمد بن علي بن رزين، ابن عم دعبل بن علي الخزاعي، الذي عاش في زمن الخليفة العباسي (هارون الرشيد)، وتوفي سنة 196ه.
    ولأبي الشيص شعر رائع، استمعوا إلى بعض شعره أيها القراء الكرام ليواسيكم وينسيكم ما سمعتموه وتسمعونه من شعر رديء ركيك، وفي المثل العربي: (إن أخاك من واساك).
    استمعوا لأبي الشيص، وهو يقول:
    وقف الهوى بي حيث أنتِ فليس لي = 1 3 3 2 2 3 1 3 3 = ((4) 3 4 3 ((4)3
    متأخّر عنه ولا متقدَّم
    وأهنتني فأهنت نفسي جاهداً
    ما من يهون عليك ممن يُكرم
    أشبهت أعدائي فصرتُ أحبّهم
    إذ كان حظي منكِ حظي منهمو
    وقصيدة (اليتيمة) قد عارضها الشاعر محمد بن غالب الرصافي (نسبة إلى رصافة بلنسية) ببلاد الأندلس، يقول الرصافي البلنسي من قصيدته الرائعة:
    يا سعد قد طاب الحديث فزدْ = 2 2 3 2 2 3 1 3 = 4 3 4 3 ((4)
    منه أخا نجواك يا سعد = 2 2 3 2 2 3 2 2 = 4 3 4 3 4
    فلقد تجدّد لي الغرام وإن
    بليَ الهوى وتقادم العهدُ
    ذكْرٌ يمر على الفؤاد كما
    يُوحي إليك بسِقْطِهِ الزنْدُ
    وهي قصيدة بديعة أربت أبياتها على الخمسين بيتاً، ولم أقرأ لأحد يعارض هذه القصيدة غير الشاعر الرصافي البلنسي..
    وقرأت قصيدة اليتيمة منذ خمسين سنة، فراقتني، وعلقت أبياتها في ذهني، ومرت على سنون ولم تمحها من ذاكرتي، وعلقت مني كل معّلق، وأعيش حتى أرى عاتق غيث البلادي يقرر معارضتها، والقصيدة من البحر الكامل، عروضه (حذاء ) [ يعني –((4) 3 – 3 = ((4) في آخرالصدر] وضربه (أحذ مضمر) [ يعني 4 ولا تأتي ((4) في آخر العجز ] والبحر الكامل، يقول عنه أبو العلاء المعري: «من عامة الشعر، لأنه والبحر الوافر، لايبلغ أملاك الشعر»، وانظر: كتاب (الصاهل والشاحج) لأبي العلاء المعري، صفحة 587 طبعة دار المعارف بمصر..
    يبدأ عاتق غيث البلادي قصيدته ببيت مكسور، وأول القصيدة كسر، فسامحه الله، يقول حفظه الله:
    ومنشديْن يشوقهما نجد = 1 3 1 3 1 3 2 2
    لله عين شاقها نجد = 2 2 3 2 2 3 2 2
    فيكسر الشطر الأول من البيت، وهو بيت مهزول محصرم، يحتوي شعراً كسيحاً، ويستقيم شطر بيته الأول عروضياً لوقال حفظه الله:
    كم منشد قد شاقه نجد = 2 2 3 2 2 3 2 2
    لله عين شاقها نجد
    ونقطع البيت هكذا:
    وقد أساء البلادي بقصيدته الركيكة إلى القصيدة (اليتيمة)، كما أساء إلى لغة الضاد من حيث يتوهم الإحسان إليها.
    وأسرد إليك أيها القارئ الكريم أبياتاً ركيكة من قصيدة (البلادي)، قد نهشها الكسر، وأودى بها إلى هوة لاقرار لها، يقول البلادي عفا الله عنه:
    وأرزمت الخلفات مجلبة =3 1 3 2 2 3 1 3
    وأقبلت الحيران تشتد = 3 1 3 2 2 3 2 2
    وهو بيت مكسور، ولغته عامية، وهذا من عجائب شعر بعض الشعراء في هذا العصر الذي تردت فيه لغتنا الجميلة الشاعرة على أيدي بعضهم، ولم يتوقفوا عن خزعبلاتهم الشعرية، لأنهم لم يجدوا من يحاسبهم الحساب العسير.. وأصبح شعرهم من أسباب التخلف الذي أحاط بنا، ولم يراعوا قواعد الشعر، من وزن ونحو ولغة، وهي قواعد تضفي الجمال على شعرنا، وترتفع به إلى السماء على جناحي صقر.
    والشيء يتبع الشيء، ففي يوم الثلاثاء 17/10/1425هـ وفي تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً، أصغيت إلى إذاعة MBC مصادفة فسمعت إحدى المذيعات تقول:
    ياحسين فين راح صوتي ياحسين
    ثم أردفت قائلة: (ياسلام، أنا الآن سأقول قصيدة).. وبهذا الكلام الغث، تعلن المذيعة الفاضلة للمستمعين، أن نظم الشعر في هذه الأيام كنظم الخرز الرديء في السلك الصدئ... فحسبنا الله ونعم الوكيل.
    ويقول البلادي في قصيدته:
    ففي الحجاز كل خاشعة = 3 3 3 3 1 3
    وخاشع تسبيحه الحمد = 3 3 2 2 3 2 2
    فيكسر الشطر الأول من البيت، [ لعل الأدق أن يوصف بأنه حوى زحافين ثقيلين في تحول ((4) إلى 3 مرتين ]
    ثم يقول:
    تُكسر بمرأى الناس أرجلهم = 2 1 1 3 2 2 3 1 3
    رضخاً ويكسر منهمو الزند = 2 2 3 1 3 3 2 2
    فيكسر الشطر الأول من البيت، ولايستقيم إلا إذا سكّنا الراء من الفعل المضارع (تكسر) ونسقط بذلك قواعد النحو إكراماً لشاعرنا البلادي ويستقيم البيت هكذا:
    كسرت بمرأى الناس أرجلهم = 1 3 3 2 2 3 1 3 = ((4) 3 4 3 ((4)
    رضخاً ويكسر منهمو الزند = 2 2 3 1 3 3 2 2 = 4 3 ((4) 3 4
    ثم يقول البلادي:
    وباكية تسيل أدمعها = 3 1 3 3 3 1 3
    وتستغيث فيُصفع الخد = 3 3 1 3 3 2 2
    فيكسر الشطر الأول من بيته المتصدع، ويستقيم لوقال:
    ودموع باكية تسيل دماً = 1 3 3 1 3 3 1 3
    وتستغيث فيصفع الخد
    ثم يقول البلادي (عفا الله عنه):
    يندبن معتصماً وأين هو = 2 2 3 1 3 3 1 1 1
    أين صلاح الدين والجند = 2 1 3 2 2 3 2 2
    فيكسر الشطر الأول من بيته، ولايستقيم إلاً إذا قال: (وأين هوا) ومد الواو وأشبعها، وهذا لم يرد في لغتنا العربية الشاعرة.
    ثم يقول البلادي:
    انظر إلى الأفـُق فسوف ترى = 2 2 3 1 1 1 3 1 3
    جيش محمد جاء يحتشد = 2 1 3 3 2 3 1 3
    فيكسر البيت بشطريه، ولايستقيم إلا إذا قال:
    انظر إلى الآفاق سوف ترى ............. جيشاً لأحمد جاء يحتشد
    فيستقيم البيت بهذا التعديل، ولكننا نصطدم بضرب البيت الذي جاء (أحذ) والقصيدة جل أضرب أبياتها (أحذ مضمر)، سوى ثلاثة أبيات منها هذا البيت، ورويّ الأبيات الثلاثة هذه هو: (تلد)و (يرتعد) و (يحتشد).
    وأضرب قصيدة البلادي التي بلغت ثلاثة وعشرين بيتاً من الضرب (الأحذ المضمر) سوى هذه الأبيات الثلاثة.
    وهذا العمل يعد للبلادي فتحاً جديداً في علم العروض، لم يصل إلى (دوقلة المنبجي) صاحب قصيدة اليتيمة، أو إلى غيره من الشعراء الذين نسبت إليهم القصيدة، ولو علم هؤلاء الشعراء بجواز الجمع بين الضرب (الأحذ )، والضرب (الأحذ المضمر)، في قصيدة واحدة من البحر الكامل لما تكلفوا الشطط في كتابة قصائدهم..
    وللبحر الكامل عروض (حذاء) بتشديد الذال، لها ضربان: أحذ مثلها، وأحذ مضمر، ولايجوز للشاعر أن يأتي بقصيدة تجمع بين الضربين.
    والشيء بالشيء ويذكر، فإن زحافات البحر الكامل هي: الإضمار: إسكان الثاني المتحرك [ تحول ((4) إلى 4 زوفي الرقمي تعتبر تكافؤاخببيا ] ، فإذا سكنت التاء من (متَفاعلن) بقي (متْفاعلن) وينتقل إلى (مستفعلن). ويدخل هذا البحر (الخزل)، وهو اجتماع الإضمار والطي [تحول ((4) إلى 2 1]، فتسكن التاء من (متفاعلن) للطي، فتصير (متفعلن) وتنقل إلى (مفتعلن). ويدخله (الوقص) [ تحول ((4) إلى 1 2 ] ، وهو حذف الثاني المتحرك، فتحذف التاء من (متفاعلن فتبقى (مفاعلن)، ثم تفتح الميم من (مَفاعلن) طلباً للخفة.
    وإذا دخل (الإضمار) التفعيلات الستة من بيت البحر الكامل، كبيت عنترة العبسي:
    إني امرؤ من خير عبس منصباً
    نصفي وأحمي سائري بالمنصل
    ونقطعه هكذا:
    اشتبه البحر الكامل، ببحر الرجز، ولايرفع عنا هذا الاشتباه إلاقول عنترة في هذه القصيدة:
    طال الثواء على رسوم المنزل
    بين اللُّكيك وبين ذات الحرمل
    ونقطع البيت هكذا:
    فيرد في هذا البيت، وغيره من أبيات قصيدة عنترة عند تقطيعها (متفاعلن) بتحريك التاء، فنعلم أن هذا البحر من الكامل، وليس من البحر الرجز، وقصيدة البلادي الركيكة (لله عين شاقها نجد)، قد دخل الوقص بعض أبياتها السليمة، واجتمع الوقص والخزل في أحد أبياتها، وهو أمر غير معروف في علم العروض، ولو كانت قصيدة البلادي سليمة، لغة ونحواً وعروضاً، لعددنا البلادي مجدداً في علمي العروض والقوافي، حيث جمع بين الوقص والخزل في بيت واحد..
    يقول البلادي (غفر الله له):
    الله أكبر إن أمتنا = 2 2 3 1 3 3 1 3
    مجيدة فارقها لمجد = 3 3 2 1 3 2 2
    ونقطع الشطر الثاني من البيت هكذا:
    وأقرأ قصيدة له بعنوان (الرئيس المختار) فأقرأ عجباً، وأتلو على قرائي هذا العجب، يقول البلادي في قصيدته هذه:
    قالوا ترافق خلان فاتفقوا = 2 2 3 1 3 2 3 1 3
    ليرأس القوم منهم كامل العقل = 3 3 2 3 2 2 3 2 2
    فقال شيخ البغال إننا بشر = 3 3 2 3 3 3 1 3
    فعارف الدرب يرأسنا بلاجدل = 3 3 2 3 1 3 3 1 3
    وكان في القوم جحش لاينازعهم = 3 3 2 3 2 2 3 1 3
    طوع مؤدب يحمل كامل الثقل = 3 1 3 3 2 1 3 3 1 3
    وإني أسألكم أيها القراء، هل هذا شعر؟ وكيف لانخجل من إخراجه وتدوينه في كتاب يتلى على الناس؟ لقد قتلت الشعر أيها البلادي، ووأدته في حفرة لاقرار لها، وحاصرت نفسك بهذا الشعر الرديء. أبياتك هذه أيها البلادي ركيكة، ومعانيها هشة متردية، لاتخرج عن كتابة من يريد أن يلحق الأذى بلغة الضاد الشاعرة، وأوضح له، وأضع أبياته على المحك، فأقول: إن أبياتك (وأسميها أبياتاً تجاوزاً) من البحر البسيط البحر الثالث من دائرة المختلف، وأجزاؤه ثمانية أجزاء من (مستفعلن = 2 2 3) (فاعلن = 2 3 ) المكررة أربعاً، وله ثلاث أعاريض، وستة أضرب. والبيت الأول منها ضربه (مقطوع) (فعلن = 2 2 ) بسكون العين. وأما عَروضه فلا تظهر لي في الشطر من البيت المكسور (قالوا ترافق خلان فاتفقوا)، ولكني أستطيع أن أقول: إن عروض هذه الأبيات الثلاثة (مخبونة) (فعلن= 1 3) بتحريك العين ، لسلامة الشطر الأول من البيت الثاني، ولسلامة الشطر الأول من البيت الثالث، غير أنني أصطدم بكسر الشطر الثاني من البيت الثالث، وأصطدم بتغيير الأبيات من الضرب المقطوع (فعلن = 2 2 ) بسكون العين، إلى الضرب المخبون (فعلن = 1 3 ) بتحريك العين. وهذا عمل رديء، يذهب برونق الشعر وايقاعه وجماله، إذا كان في هذه الأبيات (أبيات البلادي) رونق وجمال.
    وأين الجمال والإيقاع في شطر البيت: (طوع مؤدب يحمل كامل الثقل).
    وأسميه شطراً من البيت تجاوزاً، والصواب أن أقول: إنها جملة من الكلام، لاتخضع لقواعد الشعر، وقد أصابها الكسر في عمودها الفقري، كما أصاب الكسر جملة (قالوا ترافق خلان فاتفقوا)، وأصابها أيضاً الخطأ في الإعراب، فالصواب أن يقول: قالوا ترافق خلان فاتفقا) وليس الشاهد في الآية الكريمة من سورة الحج: «هذان خصمان اختصموا في ربهم» يصلح للتمحل لتسويغ هذا الخطأ.. وانظر: إعراب هذه الآية الكريمة في الكتب المخصصة لإعراب القرآن الكريم.
    وللفائدة: فالخصم، المخاصم (يستوي فيه المذكر والمفرد وفروعهما) وفي التنزيل «وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب» فهو جمع،. والخصم في علم الحساب: الحُطيطة، والخصم مولدة، وهي مايحط من جملة الحساب، فينقص منه وجمعه: حطائط.
    واستعمل عبدالله بن المقفع في كتابه (كليلة ودمنة) جملة: (وطالب الباطل مخصوم) أي مغلوب، وهذا لم يرد في معاجم اللغة.. وانظر: (من معجم عبدالله بن المقفع للدكتور إبراهيم السامرائي - رحمه الله - ص 78 طبعة بيروت سنة 1404ه
    ونحمد الله أن هذه القصيدة- إن كانت قصيدة - بأبياتها التي أربت على العشرة، المنشورة في كتاب الكتبي (رجال من مكة) لم تنشر إلا لنترحم على الشاعر العربي الكبير أمين ناصر الدين، الشاعر اللبناني المعاصر لأحمد شوقي، وحافظ ابراهيم الذي قال:
    يامن يرى اللغة الفصحى وقد نكبت
    بكل دهياء ردت نورها ظلما
    هوت من الذروة العليا وبث لها
    شر الغوائل قوم ضيعوا الهمما
    تخالهم عرباً حتى إذا نطقوا
    في الناس أوكتبوا لم يفضلوا العجما
    فتلك أشعارهم ساموا البيان بها
    مذلة واهانوا الطرس والقلما
    ثم أنتقل مرة أخرى إلى كتاب (هديل الحمام) للبلادي، فأقرأ له:
    (المستغني عنه) و (المساك) بتشديد السين، و(المتملقون)، و (مفارقات)، وغير ذلك من الكلام الذي سماه البلادي شعراً في كتابه، وحق له ذلك، لأن الكتاب كتابه، والدار داره، ولا يعفيه قوله في تصدير شعره للقراء، حيث قال: «ولأنه يزعم أنه شاعر، فاكتفيت بإيراد شيء من شعره» وهو يريد بهذا القول أن يتبرأ من ركاكة شعره وقرزمته، ونسي البلادي- عفا الله عنه- أن أكثر ماتستعمل كلمة (زعم) فيما كان باطلاً أو فيه ارتياب.
    ورحم الله شعراءنا الكبار المبدعين المفلقين: العواد والسرحان والفقي وشحاتة والزمخشري وقنديل، وغيرهم من الشعراء الكبار، وحفظ الله لنا نظراءهم: إبراهيم العواجي وغازي القصيبي ومحمد الفهد العيسى والدبل والبهكلي والصحيح وسعد الحميدين وأحمد الصالح (مسافر) وعبدالله باشراحيل والثبيتيين: عياد عيد ومحمد عواض، وسيعفو عني أحبائي الشعراء الكبار ممن تجاوزت عن ذكر أسمائهم، وقد بلغت من العمر ماينسيني.
    الأرقام وما بين [القوسين] مني - خشان
    ---------
    http://www.alriyadh.com/2004/12/23/article2784.html
    [web]http://www.alriyadh.com/2004/12/23/article2784.html[/web]

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  2. #2
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    لله درك أيها الأديب المفكر العالم الجليل أستاذنا جميعاً خشان
    و الله ما تمنيت أن يتنهي كلامك الذي يفضح مزاعم هؤلاء الشعيريين نسبة إلى الشعير .
    كنت رائعا في دراستك و تحليلك و الإبحار بنا بسفينة المتمكن في بحار مائجة حفلت بالغث و السمين
    الغث الذي جاء في شعير البلادي و أقرانه ممن ادعوا الشعر و الشعر منهم براء و قد كان يكفينا مثلاً واحداً مما ذكرت من نماذج شعره كي نصاب بالقرف ( و لا مؤاخذة ) و الرغبة في إخراج ما في المعدة قيئاً ( و لا مؤاخذة أيضا ) .

    و السمين الذي استشهدت فيه بكتاب الله مدرستنا الأولى و منهاجنا في تعلم صحيح اللغة و روعتها
    و سلاستها و عظمتها و كيف لا و قد أفحم الله به بلغاء العرب و أكثرهم فصاحة في ذلك الحين .
    و السمين بما استشهدت به من شعر العظماء الكبار الذين ما زالت أشعارهم ساكنة في قلوبنا و عقولنا كالمنبجي و حافظ و غيرهما .

    إنها النكبة الحقيقية للغة و للشعر أخي الحبيب خشان و قد بدأت قبل البلادي بوقت طويل و لكنها في زماننا هذا قد بلغت الذروة . فكثير مما نقرأ لا يمت للشعر و لا للغة بصلة و الأدهى أنك حين تجادل أو تناقش هؤلاء المتشاعرين يصرون على آرائهم و آخطائهم و كأنما هم فقط من أمسكوا بتلابيب الشعر و الله و نحن لا نزال في أميتنا و جاهليتنا الأولى .

    استاذي خشان :
    أنت رجل أخذ على عاتقه أن يحمل مشاعل التنوير و العودة للأصيل و السمين في شعرنا و موروثنا فدعني سيدي أشد على يديك و أطبع قبلة عرفان بالجميل على رأس من تعلمنا و لا زلنا نتعلم منه
    أشكرك شكرا جزيلاً
    و ذكرني متقارب أخينا البلادي بقصيدتي المفترق التي تشرفت ذات يوم بدراسة عروضية على يد عالم جليل هو خشان خشان و كان مطلعها لو تتذكر :
    كلانا يسير على مفترق ... فإما النجاة و إما الغرق

    بارك الله بك و لك و حفظك لنا عالما جليلاً نستقي العلم من بعض فيوضاته
    تلميذك و محبك
    جمال بن مرسي


  3. #3
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الحبيب الشاعر د.جمال مرسي
    ليتني أستطيع أن أرد عليك بما يعبر عن امتناني لك. فشكرا جزيلا.
    ثمة فضلان بها الصدد :
    أولهما لعلامة العروض الأستاذ محمد علي العبادي الذائد عن لواء الشعر .
    وثانيهما لثلة من الشعراء يرفعون راية الشعر تعبيرا عن الالتزام بلغتهم وثوابت أمتهم. وأنت من هؤلاء في المقدمة.
    البلادي ليس الخطر الأكبر على الشعر واللغة فما فعله خطأ لم يتعمده.
    هناك من ينظر للخروج عن الثوابت ويأتي هدم الشعر في سياق هدم عام.
    أكرر لك عميق امتناني.والله يرعاك.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  4. #4
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الحبيب الشاعر د.جمال مرسي
    ليتني أستطيع أن أرد عليك بما يعبر عن امتناني لك. فشكرا جزيلا.
    ثمة فضلان بها الصدد :
    أولهما لعلامة العروض الأستاذ محمد علي العبادي الذائد عن لواء الشعر .
    وثانيهما لثلة من الشعراء يرفعون راية الشعر تعبيرا عن الالتزام بلغتهم وثوابت أمتهم. والشعراء الكرامفي في هذا المنتدى الطيب من هؤلاء في المقدمة، وأنت من هذه المقدمة في مقدمتها .
    البلادي ليس الخطر الأكبر على الشعر واللغة فما فعله خطأ لم يتعمده.
    هناك من ينظر للخروج عن الثوابت ويأتي هدم الشعر في سياق هدم عام.
    أكرر لك عميق امتناني.والله يرعاك.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  5. #5
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    http://www.alriyadh.com/2007/03/22/article234914.html

    ما هكذا يكتب الشعر 2/2

    علي حسين العبادي



    وأعود إلى الأبيات المكسورة، والتي وردت في قصيدة شاعرنا إبراهيم عبدالله مفتاح، يقول شاعرنا:
    وطني حضنْتُك في سرّي وفي علني
    وطني حياتي ومنْ إلاَّك يا وطني
    فيكسر البيت، ويستقيم لو قال:
    حضنْته وطني في السر والعلن
    أنت الحياة ومنْ إلاّك يا وطني
    ونقطع البيت هكذا، وهو من البحر البسيط:
    ويقول الشاعر مفتاح:
    وطني وعيناك مفتونٌ بهُدْبهما
    حِبْري وحرْفي ونبض الروح في بدني
    فيكسر الشطر الأول، ويستقيم لو قال:
    (عيناك يا وطني هُدْباهما فِتَنٌ)، ونقطع الشطر هكذا:
    ويقول الشاعر مفتاح:
    وطني تُرابك ذَرّاتٌ تعانقني
    وتنثر القُبَل الحرَّى وتُشعلُني
    فيكسر الشطر الأول من البيت، ويستقيم لو قال:
    (هذا تُرابك ذَرّاتٌ تُعانقني)، ونقطعه هكذا:
    ويقول الشاعر مفتاح:
    وطني سأبحث عن بحر وقافية
    ولوْن طيْف برؤياه تُكحّلُني
    فيكسر الشطر الأول من البيت، ويستقيم لو قال:
    (إني سأبحث عن بحر وقافية) ونقطعه هكذا:
    ويقول الشاعر مفتاح:
    وطني سأبحث عن لحنٍ أغازله
    وأنملٍ في سنا عينيك تغزلني
    فيكسر الشطر الأول من البيت، ويستقيم لو قال:
    (إني سأبحثُ عن لحنٍ أغازله) ونقطعه هكذا:
    ويقول الشاعر مفتاح:
    وطني على شفتي نارٌ وأدخنةٌ
    من السُؤالات أنَّى رحْتُ تُلْهبُني
    فيكسر الشطر الأول من البيت، ويستقيم لو قال:
    (نارٌ وأدخنةٌ أمْستْ على شفتي)، ونقطعه هكذا:
    وأتجاوز عن الجمع للسؤال (سؤالات). والسؤال في اللغة العربية: طلب الصدقة، والحديث الشريف: "نهى عن كثرة السؤال"، ثم أطلقه المتأخرون لما يطلب من طالب العلم الإجابة عنه في الاختبار، وفي غيره من الأسئلة. والسؤال جمعه: أسئلة، ولا يجمع على سؤالات. ويقول الشاعر مفتاح:
    وطني لعينيك أسرجتُ المنى سحراً
    إذْ عسعس الليلُ أمناً في سُرى سفُني
    فيكسر الشطر الأول من البيت، ويستقيم لو قال:
    "أسْرجْتُ يا وطني كل المنى سحراً"، ونقطعه هكذا:
    ويقول الشاعر إبراهيم مفتاح:
    وطني يذوب الهوى في كاحلي لغة
    وبين جنبيَّ في صحوي وفي وسَني
    فيكسر الشطر الأول من البيت، ويستقيم لو قال:
    "ذاب الهوى وطني في كاحلي لغةً". ونقطعه هكذا:
    والبحر البسيط، بحر قصيدة الشاعر إبراهيم مفتاح، هو من دائرة المختلف، لاشتمالها على الطويل والبسيط اللذين هما أشرف من سائر البحور لطولهما وحُسن ذائقتهما وكثرة ورودهما في أشعار العرب، كما صرّح بذلك علماء العروض. يقول أبو العلاء المعري (رحمه الله): "إن أكثر أشعار العرب من الطويل والبسيط والكامل، ومن تصفح أشعارهم وقف على صحة ذلك" انتهى.. والبحر البسيط، يدخله الزحاف، فتصير (مستفْعلنْ): متفْعلنْ) وتنقل إلى (مفاعلنْ)، ويسمَّى (خبْناً)، وهو زحاف مستحسن، وتصير (مسْتفْعلنْ): (مسْتعلنْ)، وتنقل إلى (مفْتعِلنْ)، ويسمَّى (طيّاً). وتصير (مستفْعلنْ): (متَعِلنْ) وتنقل إلى (فعِلتُنْ) ويسمَّى (خبْلاً). والمخبول: ما سقط ثانيه ورابعه الساكنان. ويجوز في (فاعلنْ) الخبن ، فتصير (فعِلنْ) بتحريك العين. ويجوز في عروضه المجزوْة المقطوعة (مفْعولنْ) الخبن، فتصير: (معولن)، وتنقل إلى (فعولنْ)، ويجوز أيضاً في ضربها المجزوء المقطوع.
    والبحر البسيط وزنه:
    مسْتفعْلنْ/ فاعلنْ/ مسْتفْعلنْ/ فاعلنْ/. مرتان، والتفعيلة الأخيرة، أي تفعيلة الضرب، لا ترد في الشعر العربي (فاعلنْ)، وإنما ترد مخبونة (فعِلن) بتحريك العين، إلاَّ إذا كان البيت مصرَّعاً، فتأتي (فاعلنْ) والضرب في البحر البسيط يأتي (فعِلنْ) بتحريك العين، أو (فعْلنْ) بتسكين العين، وسأتحدث عن البحر البسيط، موضحاً عروضه وأضربه، وما يجوز فيهما، وعن شواذ هذا البحر، وعن مخلّع البسيط وعن مجزوئه، في الجزء الثاني من كتابي (ما هكذا يكتب الشعر) الذي سيصدر (إن شاء الله) قريباً ..
    ويدخل (الطيّ) البحر البسيط، كما أشرتُ إليه آنفاً، ولكنني لا أرتاح إليه إذا جاء الطيُّ في أول البيت، اقرأ معي قول الأعشى من معلقته:
    غرّاءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضُها
    تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِلُ
    تسمعُ للحلي وسواساً إذا انصرفت
    كما اسْتعان بريحٍ عِشْرقٌ زجِلُ
    فتصطدم موسيقى البيت الثاني بأذن القارئ ذي الذائقة الشعرية، فلا تستريح أذنه بسماعه. ولو جاء البيت هكذا:
    للحلْي تسمعُ وسْواساً إذا انصرفتْ
    كما اسْتعان بريح عشْرقٌ زَجِلُ
    ونقطعه هكذا:
    ورواية البيت الثاني من معلقة الأعشى: تسمعُ للحلْي، من خطأ الرواة الذين يعتمدون على الحافظة والذاكرة، وفيهم من انتحل الأشعار، ونسبها إلى غير أصحابها. وجاء الخليل بن أحمد (رحمه الله)، واستنبط علم العروض من تلك الأشعار القديمة، ووضع لها القواعد. وقد تجنب الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي (رحمه الله) العلل التي تلحق الشعر كما أشرْتُ إليه آنفاً. وماذا يكون حال الشعر، لو لم يضع الخليل بن أحمد أوزانه وقواعده، وبحوره وزحافاته وعلله؟.
    يقول شيخنا وأستاذنا الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر:
    "وإذا لم يكن بعض الشعراء قد استفاد من الأوزان، كما وضعها الخليل بن أحمد، وسعيد بن مسعدة (الأخفش الأوسط)، فإنه عند النزاع والحجاج والاعتراض، لن يجد أي منهم ميزاناً يبين الصواب من الخطأ، غير هذا الميزان، والفضل لا يتبيّن بوجود هذا العلم، وما جاء فيه من استقصاء، ولكن في عدم وجوده، إذا لم يكن موجوداً، وكيف كانت حال الناس، لو أُهمل هذا الجانب، ولم يُنتبه له حينئذ".
    انتهى ما قاله استاذنا الخويطر.. والأعشى، واسمه: ميمون بن قيس بن بكر بن وائل، أدرك الإسلام، وولد في (منفوحة) باليمامة. وأجمع مؤرخو الأدب العربي على تسميته بصنّاجة العرب، لمتانة شعره. وقد عد الإمام يحيى بن علي التبريزي (رحمه الله) قصيدته اللامية من أبدع القصائد العربية. وقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني، في كتابه (الأغاني)، عن الشعبي، أنه قال: الأعشى أغزل الناس في بيت، وأخنث الناس في بيت، وأشجع الناس في بيت، والكل من قصيدته اللامية، أما الأول، فقوله: "غرّاءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها"، وأما الثاني، فقوله:
    قالت هريرةُ لمّا جئت زائرها
    ويلي عليك وويلي منك يا رجُلُ
    وأما الثالث، فقوله:
    قالوا الطّراد فقلنا تلك عادتُنا
    أوتنزلون فإنا معشر نُزُلُ
    وقد تكلم واستشهد بهذا البيت: قالوا الطّراد .. علماءُ النحو واللغة كالخليل بن أحمد وسيبويه والتبريزي، في باب إعراب الفعل، وفي جمع التكسير فليراجعه من شاء من القراء الكرام..
    والشيء يذكر بالشيء.. روتْ كتب الأدب: أن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، دعا بنيه: الوليد وسليمان ومسلمة، فاستقرأهم فقرءوا، واستنشدهم فأنشدوا أشعاراً، فقال عبدالملك (رحمه الله): عليكم بشعر الأعشى، فإنه أخذ في كل فن فأحسن، ولم يمدح أحداً إلا رفعه، ولا هجا أحداً إلا وضعه .. ثم أخذ الخليفة عبدالملك يشرح لأبنائه محاسن شعر هذا الشاعر الكبير.
    وفي شعر الأعشى شعر مصنوع.. روى أبو الفرج الأصفهاني، في كتابه (الأغاني): أن بشاراً بن برد، سمع هذا البيت من شعر الأعشى، من أحدهم:
    وأنكرتْني وما كان الذي نكرتْ
    من الحوادث إلاّ الشيْبَ والصلعا
    فأنكر بشار البيت، وقال: هذا بيت مصنوع، ما يشبه كلام الأعشى، وكان أبو عبيدة حاضراً، يسمع ما قاله بشار، فعجب لذلك.. فلما كان أبو عبيدة جالساً عند يونس بن حبيب، وقد مضت عشر سنين، فقال الإمام يونس بن حبيب: حدثني أبو عمر بن العلاء، أنه صنع هذا البيت، وأدخله في شعر الأعشى. فيزداد أبو عبيدة عجباً من فطنة بشار، وصحة قريحته، وجودة نقده للشعر.. وكان الأصمعي يقول: بشار خاتمة الشعراء..
    وأعود إلى زحاف (الطيّ)، والذي يدخل البحر البسيط، ويجيزه علماء العروض، إلاَّ أني أرى أنه يُحدث اضطراباً في الإيقاع إذا دخل أول البيت من الشطر الأول، أو من الشطر الثاني، وقد مثلتُ لذلك ببيت للأعشى، دخل الطيّ في أوله، فغيَّر إيقاع البيت.
    واقرْأ معي أيها القارئ الكريم هذا البيت لذي الأصبع العدواني:
    ليَ ابْن عم على ما كان من خُلُق
    مختلفان فأقْليه ويقليني
    فتجد اضطراب النغم واضحاً في (مختلفان) لدخول الطيّ عليها.
    ولو قال ذو الإصبع العدواني:
    لي ابنُ عمّ على ما كان من خُلق
    إن نختلفْ أقْله يوماً ويقليني
    فيسلم الشطر الثاني من الطيّ، وقد جزمتُ الفعل (أقْله) بحذف الياء جواباً لفعل الشرط (إنْ نختلفْ)، ولم أجزم الفعل المضارع (يقليني)، بل تركته مرفوعاً على الاستئناف، ولم ألتفت إلى عطفه على ما قبله وهو الفعل المضارع المجزوم، وله شواهد في النحو.. وقد تكلمتُ في الحلقة الأولى من هذه المقالة عن الخزْم - بالخاء المعجمة والزاي - وهو زيادة حرف إلى أربعة أحرف، في الشطر الأول من البيت الشعري، وقد تكون هذه الزيادة في أول الشطر الثاني، ولكن هذه الزيادة إذا حُذفتْ، لا تؤثر على معنى البيت. واقرأ معي هذا البيت:
    يا مطربْنَ خارجة بن مسْلمَ إنني
    أُجْفى وتُغلقُ دونيَ الأبوابُ
    فزاد الشاعر حرفين (يا) في أول البيت، ولو حذفهما لبقي المعنى مستقيماً، وهناك شواهد من الشعر، زاد الشاعر حرفاً أو ثلاثة أحرف في أول البيت، ولكن هذه الزيادة إذا حُذفتْ، لا تؤثر على معنى البيت، ويبقى المعنى سليماً، يقول ابن رشيق القيرواني، في كتابه (العمدة) ج(1) ص 141من طبعة الشيخ محيي الدين عبدالحميد: (وليس الخزم عندهم بعيب، لأن الشاعر يأتي بالحرف زائداً في أول الوزن، وربما جاء بالحرفين والثلاثة، ولم يأتوا بأكثر من أربعة أحرف إذا سقط أحد الحروف أوكلها لم يفسد المعنى ولا أخلّ به " انتهى ما قاله ابن رشيق.
    والأبيات التي جاءت مكسورة في قصيدة الشاعر إبراهيم عبدالله مفتاح، جاء كسرها بسبب زيادة حرف في أول البيت، وزيادة حرف في أول الشطر الثاني من أحد أبيات القصيدة، وهذا الحرف الزائد هو (الواو) من (وطني) فهل يجوز لنا أن نقول (طني) ليستقيم الوزن، ولا علينا إذا أفسدنا المعنى،وأما (وطني حضنت) إذا قطعناها فإنها ستصير (متَفاعِلن) من البحر الكامل سؤال أوجهه إلى علماء العروض المعاصرين من أبنائنا، وهم الأساتذة الدكاترة: عياد عيد الثبيتي، وعبدالمحسن القحطاني، وصالح جمال بدوي، وعبدالهادي الفضْلي، الذين التزموا الصمت وتركوني في الساحة وحيداً، وأنا رجل (يَفَنْ) تعديتُ الثمانين من عمري. فسامحهم الله.
    ------------------
    ذكر الأستاذ أن (وطني = 1 3 = وَمُتَفْ) تزيد حرفا عن ( طني = 3 = مُتَفْ )، ولو جازت ( طني ) لصح القول. هذا وجه
    والوجه الآخر أن ( وطَني = 1 3 = مُتَفا ) وهذه إن تبعها وتد فاصلةلا تدخل البسيط كما لاتدخل أي بحر فيه 2 3 ولو جاز تسكين طاء ( وطني ) لتصبح (وطْني = 2 2 = مستف ) لصح الوزن.
    وهذا الميل لإدخال الفاصلة في حشو غير الكامل والوافر يرد أحيانا لدى بعض الشعراء.
    الرابط :
    http://arud.jeeran.com/ayman-labadi.htm

    كما أورد الدكتور أحمد مستجير في ( ص - 78) من كتابه مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ورود الفاصلة في حشو الرمل على لسان الشاعر مانع سعيد العتيبة ، في قوله:


    يا فتاتي لا تخافي حبنا لن يقتلوهْ
    دربنا صعبٌ ولكن لن أحيدَ ولن أتوهْ
    كم كتابٍ مزّقوا صفَحاته أو مزقوهْ

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  6. #6
    شاعر الصورة الرمزية د.عمرخلوف
    تاريخ التسجيل
    06/10/2006
    المشاركات
    679
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الكريم خشان حفظه الله

    ما أحوجنا اليوم إلى أمثال العبادي،
    وإن كنت أشك في تأثير ذلك على (الشعارير)!

    بارك الله فيك وبهمتك.

    يا سادةَ الشعر هذا الوزنُ في يدكمْ * عجينةٌ كيفَ شاء الشعرُ شكّلها
    ما بالهُ أثْرتِ الألحانُ صفحتَهُ * حتى إذا عرَضتْ بالشعر أهملها
    جددْ لحونكَ واخترْ ما يروقكَ منْ * إيقاعها ربما أوتيتَ اجملَها

  7. #7
    أديب الصورة الرمزية سليمان أبو ستة
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    العمر
    74
    المشاركات
    255
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    قرأت للعبادي أول من أمس مقالا من نفس النوع ولكن مع متشاعر جديد ( وما أكثرهم) وعجبت لأن هذا الشيخ الثمانيني لم يتعب من ملاحقة هؤلاء الذين لا يستحقون أدنى التفات من النقاد ، فما بالك والعبادي الذي يعود تاريخ مقاله المنقول إلى عام 2004 لا يزال حتى اليوم يكتب في الموضوع ذاته بلا كلل أو ملل. الطريف في مقاله الأخير الذي أخذ ما يقارب من نصف مساحة الصفحة أنه ظل يلاحق متشاعرا كتب على البحر البسيط قصيدة بدأ بعض أبياتها بقوله : ( وطني ) فتحولت تفعيلة (مستفعلن) في البيت إلى (متفاعلن) ففزع العبادي وسجلها خطأ عمل على إصلاحه، ثم تكرر سلوك الشاعر في بيت آخر من القصيدة ذاتها فلاحقه العبادي أيضا وخطأه ثم عمل على إصلاح البيت بلا تذمر، وتكرر المسلك مرات ومرات وصاحبنا العبادي يلاحقه بالتخطئة ثم يعمل بصبره العجيب على إصلاحه حتى انقضى المقال وليس فيه إلا خطأ واحد يتكرر. كان في إمكان صاحبنا أن يقول إن الشاعر قد أخطأ نفس الخطأ عشر مرات أو خمس عشرة مرة فيلخص في سطر واحد ما أنفق في تحبيره مساطر عديدة.
    لا بد لي أن أقول أيضا أنني استمعت بحديث العبادي الذي ذكرني بحديث الشيخ الطنطاوي رحمه الله، وأعتقد أننا حين نبلغ هذه السن سنقع في هوة اجترار الحديث والخروج من موضوع إلى موضوع بلا رابط، عافانا الله ووقانا وإياكم شر اجترار الحديث.


  8. #8
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    نسجيل مرور موضوع قيم جدا انا بحاجة له فعلا
    تحيتي لكم

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  9. #9
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    ما زلت أتابع هذا الموضوع المهم
    و قلبي يدعو لك أستاذنا خشان
    بارك الله بك
    و كما قال د. عمر ما أحوجنا لأمثال العبادي هذا العلامة الجليل الذي تجاوز الثمانين من عمره و لم يمل من تأدية الرسالة
    خالص الود لك و لكل من شارك هنا


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أتابعك
    وأشد على يدك
    وأتقدم إليك بجزيل شكري
    وعرفاني بجهدك المثمر
    تحيتي


  11. #11
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمرخلوف مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم خشان حفظه الله

    ما أحوجنا اليوم إلى أمثال العبادي،
    وإن كنت أشك في تأثير ذلك على (الشعارير)!

    بارك الله فيك وبهمتك.
    أخي وأستاذي الكريم

    أسعدني مرورك العطر

    ما أحوجنا إلى أمثالك وأمثال أستاذنا العبادي.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  12. #12
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة مشاهدة المشاركة
    قرأت للعبادي أول من أمس مقالا من نفس النوع ولكن مع متشاعر جديد ( وما أكثرهم) وعجبت لأن هذا الشيخ الثمانيني لم يتعب من ملاحقة هؤلاء الذين لا يستحقون أدنى التفات من النقاد ، فما بالك والعبادي الذي يعود تاريخ مقاله المنقول إلى عام 2004 لا يزال حتى اليوم يكتب في الموضوع ذاته بلا كلل أو ملل. الطريف في مقاله الأخير الذي أخذ ما يقارب من نصف مساحة الصفحة أنه ظل يلاحق متشاعرا كتب على البحر البسيط قصيدة بدأ بعض أبياتها بقوله : ( وطني ) فتحولت تفعيلة (مستفعلن) في البيت إلى (متفاعلن) ففزع العبادي وسجلها خطأ عمل على إصلاحه، ثم تكرر سلوك الشاعر في بيت آخر من القصيدة ذاتها فلاحقه العبادي أيضا وخطأه ثم عمل على إصلاح البيت بلا تذمر، وتكرر المسلك مرات ومرات وصاحبنا العبادي يلاحقه بالتخطئة ثم يعمل بصبره العجيب على إصلاحه حتى انقضى المقال وليس فيه إلا خطأ واحد يتكرر. كان في إمكان صاحبنا أن يقول إن الشاعر قد أخطأ نفس الخطأ عشر مرات أو خمس عشرة مرة فيلخص في سطر واحد ما أنفق في تحبيره مساطر عديدة.
    لا بد لي أن أقول أيضا أنني استمعت بحديث العبادي الذي ذكرني بحديث الشيخ الطنطاوي رحمه الله، وأعتقد أننا حين نبلغ هذه السن سنقع في هوة اجترار الحديث والخروج من موضوع إلى موضوع بلا رابط، عافانا الله ووقانا وإياكم شر اجترار الحديث.
    أخي وأستاذي الكريم

    أستاذنا العبادي جدير بكل تقدير كما تفضلت. قولك :
    وتكرر المسلك مرات ومرات وصاحبنا العبادي يلاحقه بالتخطئة ثم يعمل بصبره العجيب على إصلاحه حتى انقضى المقال وليس فيه إلا خطأ واحد يتكرر. كان في إمكان صاحبنا أن يقول إن الشاعر قد أخطأ نفس الخطأ عشر مرات أو خمس عشرة مرة فيلخص في سطر واحد ما أنفق في تحبيره مساطر عديدة.
    صحيح لو أن الهدف كان مجرد تحديد الخطأ. لكني أرى غرضا آخر للكاتب وهو أشبه بالرياضة العروضية في تبيان وجه ضبط الوزن بذات عبارات كل بيت تقريبا.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  13. #13
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
    ما زلت أتابع هذا الموضوع المهم
    و قلبي يدعو لك أستاذنا خشان
    بارك الله بك
    و كما قال د. عمر ما أحوجنا لأمثال العبادي هذا العلامة الجليل الذي تجاوز الثمانين من عمره و لم يمل من تأدية الرسالة
    خالص الود لك و لكل من شارك هنا
    شكرا لك شاعرنا الجميل
    تشجعني متابعتك على المزيد من متابعة كتابات أستاذنا أطال الله عمره.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  14. #14
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omferas مشاهدة المشاركة
    نسجيل مرور موضوع قيم جدا انا بحاجة له فعلا
    تحيتي لكم
    الأستاذة الكريمة أم فراس

    شكرا لمرورك العطر

    وأتمنى أن يكون طريقا للرقمي.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  15. #15
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.هزاع مشاهدة المشاركة
    أتابعك
    وأشد على يدك
    وأتقدم إليك بجزيل شكري
    وعرفاني بجهدك المثمر
    تحيتي
    شكرا جزيلا لك أخي الكريم

    والله يرعاك.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  16. #16
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    الأستاذة الكريمة أم فراس

    شكرا لمرورك العطر

    وأتمنى أن يكون طريقا للرقمي.
    نعم استاذي هذا ماحصل ووصلنا للدرس السادس معكم

    امتناني

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  17. #17
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/08/2009
    العمر
    33
    المشاركات
    89
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما هكذا يكتب الشعر 1/2

    بارك الله فيك

    وشكرا على الموضوع المميز


  18. #18
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ما هكذا يكتب الشعر 1/2

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى قاسم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    وشكرا على الموضوع المميز
    شكرا لك استاذتي الكريمة

    كل عام وأنت بخير

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  19. #19
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ما هكذا يكتب الشعر 1/2




    علي بن حسن العبَّادي


    الأرقام وما بين [القوسين] من إضافتي أنا - خشان

    وأستمر في قراءتي، فأقرأ في مجلة الأمن العام، في عددها الثامن الصادر في شهر شوال سنة 1426ه، وهي مجلة فصلية أنيقة، ذات ورق صقيل، وإخراج منمّق، وموضوعاتها شائقة، تحمل مقالاتها علْماً نافعاً، وفوائد جمّة.. ولكنَّ الجميل لا يخلو مما يكدّر جماله..
    وقد كدَّرني نشر قصيدة للأستاذ فيصل النشار (مدرس اللغة العربية)، وهو لقب وظيفي، أراد أن يجعله علَماً له وسمة، ونسي (عفا الله عنه): أن الجار أحق بصقَبه، والمرء أحق بلقبه، فهل هو قمينٌ بهذا اللقب، أو بهذا الصقَب..
    قرأت قصيدته: «إلى كل رجل أمن في وطني»، التي بدأها بقوله:
    تقدَّموا تقدَّموا بقوة كالحُممِ = 3 3 3 3 3 3 2 1 3
    وسطّروا للأمْنِ خيرَ مَعْلمِ = 3 3 4 3 3 3
    والقصيدة من البحر الرجَز، وقد سُمّي هذا البحر بالرجز، لأنه مأخوذ من قولهم:- ناقة رجْزاء إذا ارتعشتْ عند قيامها، لضعف يلحقها، أو داء يصيب عجزها، فإذا ثارت ارتعدتْ فخذاها ساعةً ثم انبسطتا..
    فلما كان هذا اللون من الشعر ضعيفاً بسبب قلة حروفه، سُمّي بالرجز، والشائع في هذا البحر:- أربع أعاريض، وخمسة أضرب، فأبياته خمسة: العروض الأولى:- «مستفْعلنْ» صحيحة، ولها ضربان:- الضرب الأول:- صحيح مثلها «مستفْعلنْ» وشاهده:-
    دارٌ لسلمى إذ سليمى جارةٌ =4 3 4 3 4 3
    قفْرا تُرى آياتُها مثل الزبُرْ = 4 3 4 3 4 3
    وتقطيعه:
    العروض: «مى جارتنْ» ووزنها: «مستفْعلنْ» والضرب مثلها «مثل زْزُبرْ» ووزنه «مستفْعلنْ»
    الضرب الثاني: مقطوع «مستفعلْ» وينقل إلى «مفْعولنْ»
    وشاهده:
    القلبُ منها مستريحٌ سالمٌ = 4 3 4 3 4 3
    والقلبُ منّي جاهدٌ مجْهودُ = 4 3 4 3 4 2


    وتقطيعه:
    العروض: «حنْ سالمنْ» ووزنها «مستفْعلنْ» والضرب «مجْهودُو»، ووزنه «مفْعولنْ»، ولو جاء البيت من هذا الضرب مصرّعاً، لاشتبه بسادس البحر السريع المشطور المكشوف الضرب، الذي يأتي على وزن: مستفْعلنْ/ مستفْعلنْ/ مفْعولنْ
    وقصيدة شاعرنا (فيصل النشار) من البحر الرجَز، ذي العروض الأولى صحيحة، والضرب مثلها صحيح..
    يبدأ «فيصل النشار» قصيدته بقوله:
    تقدّموا تقدّموا بقوّةٍ كالحُممِ = 3 3 - 3 3 - 3 3 - 2 1 3
    وسطّروا للأمْنِ خيْرَ مَعْلمِ
    ونحذف من الشطر الأول كلمة (تقدموا) الثانية، حتى يستقيم وزن البيت، ونكتبه هكذا:
    تقدّموا بقوَّة كالحُممِ = 3 3 3 3 2 1 3
    وسطّروا للأمْنِ خيْرَ مَعْلمِ = 3 3 4 3 3 3
    ونقطعه:
    فيستقيم وزن البيت، ويدخل الطي عروضه، فتصير «مستفْعلنْ 2 2 3 » «مفْتعلنْ 2 1 3» كما يدخل الخبن ضربه، فتصير «مستفْعلنْ 2 2 3 » «مفاعِلنْ 1 2 3 = 3 3 » وهذان الزحافان مع زحاف «الخبْل 2 2 3 تؤول إلى 1 1 3 » تجوز في كل أجزاء بيت الرجز، حشوه وعروضه وضربه.. إلا الضرب المقطوع «مفْعولنْ 2 2 2 » فإنه لا يجوز فيه إلا الخبن فقط [ 1 2 2 = 3 2 فلو جاز فيه الطي 2 1 2 = 2 3 لكان السريع ] ، ويسمى حينئذ: مكْبولاً أو مخلَّعاً، وهذه الزحافات في الرجز، لا تنبو عن الذوق، وترتاح لها أذن السامع.
    ويخطئ الشاعر النشار في البيت الثاني من قصيدته:
    وجاء الخطأ العروضي في الشطر الثاني من البيت: «تقدموا، حيث تكوّن الشطر من أربع تفاعيل: «مفاعلنْ 3 3 / مفاعلنْ 3 3 /مفاعلنْ 3 3 / مفُتعلنْ 2 1 3» وهذا لا يجوز حدوثه في البحر الرجز..
    ثم تنهال أبيات قصيدته المكسورة على رأس الخليل بن أحمد (رحمه الله) فيتأذّى منها تلامذته وأحباؤه.. واقرءوا معي بعض هذه الأبيات المكسورة :
    «تقدموا فالمارد أضحى ظالماً» = 3 3 2 2 1 3 2 2 3
    و«صاغوا لنا كل الدمار واليتم»،= 3 3 3 4 3 3 4


    ويستقيم هذا الشطر إذا كتبناه هكذا :
    «صاغوا لنا كلَّ الدمار واليتُمْ» 4 3 4 3 3 3
    فحرّكنا التاء بالضمة وسكنّا الميم في كلمة (اليتُمْ) مع أن قصيدته جاءت قوافيها مكسورة، وجاء مكسوراً من أبياته البيت:
    «ما أعظم الحب كالحب المضرم» = 4 3 2 3 6 1 3
    ولا أعرف معنى:الحب المضرم .
    و«تقدموا فلم يعد لهم مقام » = 3 3 3 3 3 3 ه
    و«لواؤكم خفّاق دوماً كالعلم» = 3 3 2 2 2 2 2 2 1 3
    و«احرصوا مجداً لنا معظّمِ» = 2 3 2 2 3 3 3
    ولم أفهم ماذا يريد بهذا الشطر من معنى. وهل كلمة «معظّم» مجرورة أو مرفوعة أو منصوبة، والصحيح أنها منصوبة لأنها صفة لمجد.. وأما واحرصوا مجداً لنا، وهو يريد أن يقول: واحْرصوا على مجدٍ لنا، وحَرَص على الشيء اشتدت رغبته، وفي التنزيل العزيز: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم} ففعل (حَرَصَ) بفتح الراء لا يتعدَّى إلا بحرف الجر «على »
    [ لعله قصد احرسوا ]
    والبحر الرجز، من أقدم الأوزان، وهو أحد البحور الأربعة في دائرته المجتلب، وأصله في الدائرة (مستفْعلنْ 2 2 3 = 4 3 ) تكرَّر ست مرات، ويتفق العروضيون أن له أربع أعاريض، وخمسة أضرب، إلا ابن القطَّاع: علي بن جعفر «رحمه الله» المتوفى سنة 515 ه، الذي خالف العروضيين، وعدَّ له عروضين فقط، بناءً على أصله، وهو أن المشطور والمنهوك، لا عروض لهما..
    وقد استحدث المولدون أنواعاً عديدة من البحر الرجز، وتوسعوا فيه لسهولته وعذوبته، كما جاء في حاشية الدمنهوري «الحاشية الكبرى على متن الكافي» ص53. ويأتي كلام العرب أحياناً على وزن الرجز، ويأتي عفواً وسليقة، جاء هذا على لسان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال، في يوم حُنينْ:
    (أنا النبي لا كذبْ = 3 3 3 3
    أنا ابْنُ عبدالمطلبْ) = 3 3 4 3
    فلما أصيب إصبعه بجرح قال:
    )هل أنتِ إلاَّ إصبْعٌ دُميتِ = 4 3 4 3 3 2
    وفي سبيل الله ما لقيتِ( = 3 3 4 3 3 2
    ويقول السيد توفيق البكري، في كتابه «أراجيز العرب»:
    ( كان الرجز ديوان العرب في الجاهلية والإسلام، وكتاب لسانهم، وخزانة أنسابهموأحسابهم، ومعدن فصاحتهم، وموطن الغريب من كلامهم، ولذلك حرص عليه الأئمة من السلف، واعتنوا به حفظاً وتدويناً، قيل إن الأصمعي كان يحفظ ألف أرجوزة، وقيل مثل ذلك عن أبي تمام وغيره).. انتهى ما قاله البكري.
    والنبي عليه الصلاة والسلام كان منزّهاً عن قول الشعر، يقول الله عزَّ وجلّ: {وما علّمناه الشعر وما ينبغي له} سورة يس آية 37.
    وسُمع أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، عندما رأى المسلمين يحفرون الخندق، وهم في أسوأ حال، وهو يقول:
    لاهُمَّ إنَّ العيشَ عيشُ الآخرهْ = 4 3 4 3 4 3
    فارْض عن الأنّصارِ والمهاجرهْ = 2 1 3 4 3 3 3
    وقد تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القول، وهو لم يقصد عليه الصلاة والسلام إلا النثر.
    وقد ذهب الأخفش إلى أن المنهوك من الرجز ليس بشعر، وخالفه في هذا القول، الخليل بن أحمد.. والمنهوكة هي العروض الرابعة لهذا البحر الرجز، وبيته قول دُريْد بن الصمّة الجشمي:
    ياليتني فيها جَذعْ = 4 3 4 3
    أخُبُّ فيها وأضَعْ = 3 3 2 1 3
    أقودُ وطْفاءَ الزمَعْ = 3 3 4 3
    كأنني شاةٌ صَدعْ = 3 3 4 3
    والعروض المنهوكة قليلة جداً فيما روي لنا من أراجيز، وقد شجعت سهولة الرجز علماءنا في العروض والنحو والفرائض، وبعض العلوم الأخرى، أن ينظموا به قواعد علومهم.
    ومن وصايا العرب المعروفة: روّوا أبناءكم الرجز، فإنه يهرِّت - بتشديد الراء - أشداقهم، ولم تكن العرب في الجاهلية تطيل الأراجيز، وإنما أطالها المخضرمون والإسلاميون..
    وقد أطال شعراء العصر الأموي قصائد الرجز، مثل ذي الرمّة والعجّاج وابنه رؤبة، وأبي النجم العِجْلي، وأجادوا الرجز وكتبوه في المدح والفخر والغزل والهجاء.
    وكان الشعراء الرَجَّاز، يقولون الرجز في كل ما يعرض لهم من مناسبات في حياتهم، حتى قال عنه الباقلاّني في كتابه «إعجاز القرآن» ص58: «فأما الرجز فإنه يأتي في كلام العوام كثيراً. »
    وللرجز عروض ثالثة، وهي مشطورة صحيحة «مستفْعلنْ» وهي الضرب، وشاهده:
    ما هاج أحْزاناً وشجْواً قد شجَا = 4 3 4 3 4 3
    العروض والضرب: «وَنْ قدْ شجا = 2 2 3 » والوزن «مسْتفْعلنْ 4 3» وللعروض المشطورة الصحيحة نوع آخر، تسمَّى العروض المقطوعة «مفْعولنْ 2 2 2»، وضرب مثلها مقطوع «مفْعولنْ 2 2 2» على وزن:
    مستفْعلنْ/ مستفْعلنْ/ مفْعولنْ............ مستفْعلنْ/ مستفْعلنْ/ مفْعولنْ
    4 3 4 3 4 2 .............................4 3 4 3 4 2
    ويدخل الخبن هذا الضرب «مفْعولنْ 2 2 2 = 4 2 = 6 » فيصير «فَعولنْ 1 2 2 = 3 2» كقول الشاعر:
    لأطرقنَّ حِصْنهمْ صَباحاً = 3 3 3 3 3 2
    وأبْركنَّ مبْرك النعامهْ = 3 3 3 3 3 2
    ويلتزم الشاعر الخبن مع القطع ، فتأتي العروض والضرب على وزن «فعولنْ»، إلاَّ أن العروضيين يعدّونه من البحر المنسرح، ويخالفهم الإمام إسماعيل الجوهري المتوفَى سنة 393 ه، الذي عدّه من البحر الرجز...
    يراجع في هذا الصدد ( مخلعان )
    وقد جاء هذا النوع «المقطوع» في شعر بشّار بن بُرد، حيث يقول:
    صدَّتْ بخد وجلتْ عن خدِّ = 4 3 2 1 3 4 2
    ثم انثنتْ كالنفَس - المرتدِّ = 4 3 2 1 3 4 2
    عهّدي بها سَقْياً له من عَهْدِ = 4 3 4 3 4 2
    تخلفُ وعْداً وتفي بوَعْدِ = 2 1 3 2 1 3 3 2
    ووزن هذه الأبيات:
    «مستفْعلنْ 2 2 3 / مستفْعلنْ 4 3 / مفْعولنْ 4 2» ويدخل ضربها (الخبْن) فيصبح (فَعولنْ3 2 )
    وقد اختلف العروضيون في العروض المنهوكة ولهم فيها آراء، لا داعي لذكرها، لأني رأيت الشعراء قديماً وحديثاً لا يأتون بالعروض المنهوكة إلا نادراً. وأما ما جاء على جزء واحد، نحو: (مستفْعلنْ 4 3)، فالخليل والأخفش قد اتفقا (رحمهما الله) على أنه ليس بشعر. وأما أبو إسحاق الزجّاج، فقد ذهب إلى أنه شعر. وقد جاء من هذا اللون كثير، كقول الشاعر، سلْم الخاسر:
    موسى مطَرْ 4 3 ، غيثٌ بكَرْ 4 3 ، يُحيي البشرْ 4 3
    وكقول بعضهم:
    بين الخيمْ 4 3 ، ظبيٌ ظلمْ 4 3 ، لمّا حكَمْ 4 3 ، ولّى ولَمْ 4 3 ، يشْفي السقَمْ 4 3
    وأخيراً أوجّه رجائي إلى الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجمّاز، مستشار وزير الداخلية، ومعالي الأستاذ الدكتور ساعد العرابي الحارثي، مستشار وزير الداخلية، وسعادة اللواء سعود بن صالح الداود، مدير عام الدراسات والبحوث بوزارة الداخلية، وهم من تلامذتي النجباء، ولهم باع طويل في اللغة العربية: أسلوبها ونهجها..
    أوجه رجائي لهم أن يختاروا لهذه المجلة الراقية محرراً قديراً، حتى لا نرى الشعر الرديء على صفحاتها، ولا نرى المقرزمين من الشعراء العرب بعامة، والسعوديين بخاصة، يرموننا بغثّهم، وهم يعتقدون بصحة وزن شعرهم وسلامته من الأخطاء العروضية واللغوية والنحوية..
    والشاعر القرْزام ليس لشعره مكان في هذه المجلة الراقية، لأنّ مكانَ شعره في سلة المهملات.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •