المرأة العجوز والسيد باراك
المرأة العجوز والسيد باراك.
حسين فيلالي
يحكى أن عجوزا كانت توصي ابنتها باستعمال كافة الحيل لإخضاع زوجها، والتحكم فيه، وتسييره حسب هواها. وكانت الأخبار تصل العجوز باستمرار، وفجأة انقطعت عنها أخبار ترويض الزوج فخشيت أن يكون قد استر جل،أ و تمرد على ابنتها، فأرسلت إلى ابنتها من يحمل إليها مخاوفها، فما كان من الزوجة إلا أن وضعت للزوج بعض الكسكسى الساخن، وطلبت منه أن يسرع به إلى أمها قبل أن يبرد، ويسألها هل نضج أم لا؟ فما كان جواب الأم إلا أن قالت للزوج المغفل : قل لها :خففي النار حتى لا يحترق ويصير رمادا.
تذكرت هذه الحكاية وأنا استمع إلى يهود باراك وهو يطلب من الأمريكان الضغط على الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات.
قلت: سبحان الله يهود باراك يطلب من الأمريكان الضغط على المفاوض الفلسطيني؟ وهل بقي في القضية الفلسطينية شيء لم يضغط ؟
ثم رجعت وقلت: لا شك أن باراك يفكر بمكر العجوز، وفهم كلامه لا بد أن يأخذ في سياق كلام العجوز، فالعجوز تطلب من ابنتها أن تخفف الضغط على زوجها حتى لا يحترق كل شيء.
وبارك يفهم من كلامه أنه يطلب من الأمريكان- بعد أن تكشفت نواياهم و سحبوا شرط تجميد المستوطنات من المفاوضات- أن يخففوا الضغط على المفاوض الفلسطيني حتى تستمر أكذوبة التفاوض. إن باراك يخشى إن استمر الضغط أكبر مما هو عليه، أن يحترق كل شيء. ولم تتأخر أمريكا في الرد على طلب إسرائيل فسارعت إلى إرسال مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط لتمديد عمر أكذوبة السلام.
رد مع اقتباس
المفضلات