سلبيات المدارس الخاصة في المرحلة الأولى من التعليم


كتب: محمود سلامة الهايشة -واتا-المنصورة:

إن وظيفة التربية هي نقل عموميات الثقافة، وهي العموميات التي عن طريقها يتم تمييز أفراد ثقافة عن غيرهم من الثقافات، بهدف تجميع الأفراد حول محور ثقافي واحد يتم إكسابها للأفراد داخل وخارج المدرسة، لذا أصبح التعليم الإلزامي مجاني في معظم دول العالم.
والسؤال الآن هل ما تقوم به المدارس الخاصة في المرحلة الأولى يتفق مع دور التربية المنشودة؟، نجيب على هذا السؤال من كتاب "التربية وقضايا العصر"، الذي قام بإعداده نخبة من أعضاء هيئة تدريس قسم أصول التربية-بكلية التربية جامعة المنصورة، صفحة 134:
إذا تأملنا دور المدارس الخاصة في المرحلة الأولى نجد أنه يتنافي ودور التربية المنشودة. فالمدارس الخاصة بأوضاعها ونظمها واتجاهاتها التي تعمل على تأكيد القيم والاتجاهات الطبقية من خلال تربيتها الخاصة التي يكتسب فيها التلاميذ أنماط سلوكية خاصة بطبيعتها كذلك كان الحال في المدارس الأجنبية في الجمهورية العربية المتحدة قبل عام 1956، حين كان يدخلها أبناء المصريين ابتداء من المرحلة الأولى فكانوا يتشربون الثقافة الأجنبية الإنجليزية أو الفرنسية من خلال نموهم في ذلك الوسط الثقافي الغريب عن ثقافة بلدهم. ذلك الوسط الثقافي الذي يتمثل في نظام التعليم واتجاهاته ومناهجهم، وفي كل البيئة المدرسية التي يعيش فيها التلميذ ويتكيف معها، فيصبح فرداً أجنبياً في لغته واتجاهاته وسلوكه. وهو بهذا يكون قد انعزل فكرياً واجتماعياً عن ثقافة بلده. لذلك كان إخضاع هذه المدارس للإشراف خطوة ضرورية لتوحيد المرحلة التعليمية الأولى لجميع أفراد المجتمع وإكسابها القدر المشترك من عموميات الثقافية.
وهذا الكلام يتفق مع ما يقوله علماء الطب والصحة النفسية عن تلك المرحلة العمرية، حيث ان ما يكتسبه الطفل في تلك المرحلة من ثقافات، هي ما يكمل بها حياته دون تغيير، بل كل ما يضاف بعد ذلك عبارة عن تطور لتلك المكتسبات، وزيادتها بحكم السنوات، فهي مرحلة وضع الأساسات التي نبني عليها أدوار فمهما زاد البناء وارتفاع يظل الأساس ثابت لم/لن يتغير.