بسم الله الرحمن الرحيم
الجمعية الدولية للعلوم والثقافة
أبسالا – السويد

رؤية حول الأحداث الأخيرة في العاصمة السويدية إستكهولم

تنتهج الجمعية الدولية للعلوم والثقافة في السويد منذ تأسيسها منهج الصدق مع الذات والأخر وتتحرى الدقة في رؤيتها وتحليلها للأحداث وأفاقها واثارها مبتغية في ذلك رضا الله عز وجل متبعة نهج الكبار من الخيرين الصادقين الذين لا يبتغون في مواقفهم وتصريحاتهم إلا السداد في الخير والصدق في النصيحة وصولاً الى الهدف الذي وضعته الجمعية الدولية للعلوم والثقافة منذ اليوم الأول لتأسيسها وهو مجتمع سويدي قوي متماسك في دولة قوية تشرق شمس قيمها في المحبة والسلام والحرية على العالم بأسره.
إن هذه الرؤية تدفعنا بادئ ذي بدء الى الإستغراب من الذين كذبوا ونافقوا مسبقا ويكذبون اليوم وينافقون, وهم في رأينا سبب البلاء الذي حل بالسويد وشعبها بتقديمهم نصائح وصوراً مزيفة مغلوطة عن واقع الإسلام والمسلمين في السويد حتى أوصلوا السويد إلى هذه الأزمة القاسية التي تهدد الجميع وعلى رأسهم المسلمون في الوقت الذي كان ينبغي فيه للصراحة والصدق أن يحل محل الغموض والنفاق, وللتشخيص الدقيق والصحيح الصريح لأسباب المشكلة وجذورها وإمكانية تفاقمها محل المسكنات التي لا تشفي من مرض ولا تقي من كارثة. إن البداية الصحيحة تنطلق من توفر الرغبة في الحل حكومة وشعباً ومنظمات وهيئات ووضع الأسئلة الصحيحة ذات الإجابات الواضحة المحددة على طاولة النقاش : كيف ولماذا وصلنا إلى هذه النقطة؟ وما الذي تغير في السنوات الأخيرة ليتسع هذا الشرخ ولتتعمق هذه الهوة بين السويد ومواطنيها المسلمين وبين السويد وجل مسلمي العالم؟ وكيف يمكننا أن نمنع نهائياً تكرار ما حدث يوم الحادي عشر من ديسمبر 2010م؟!.
لقد عاشت السويد تاريخاً عريقاً من الحياد الإيجابي وبقيت حتى وقت قريب رمزاً للتعايش والمحبة والحرية والسلام حتى أصحبت السويد وشعبها رمزاً لهذه القيم وعنواناً جميلاً لها, وتحت القانون السويدي الذي يكفل للجميع العيش متساويين في الحقوق والواجبات وإحترام العقائد والأديان والمعتقدات عاش السويديون جميعهم كل في موقعه وعمله يثري ثقافة هذا المجتمع وتطوره ويدافع عن أمنه واستقراره وإزدهاره وتطوره, وكان القضاء السويدي ملجأ كل من تعرض للظلم أو الإساءة أو الإضطهاد أو التمييز بسبب جنسه أو دينه أو عرقه ولون بشرته..هكذا كانت هي السويد التي نحب ونعشق !.
لقد بدأت الكراهية والعنصرية وظلم المسلمين وإضطهادهم منذ اللحظة التي سمح فيها للرسام المسيء لارش فلكس بنشر رسومه المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في العام 2007م وتماديه وتحديه لمشاعر المسلمين واستمراره في إهانتهم والسخرية منهم ومن معتقداتهم ومقدساتهم وأفرز بذلك طابوراً يؤيده ويسانده ,ومنذ ذلك اليوم ومئات الالاف من المواطنين المسلمين السويديين ومليار ونصف مليار مسلم في أرجاء المعمورة يشعرون بالظلم والإهانة وسط صمت البرلمان والحكومة السويدية وحماية أمنية غير مسبوقة للرسام وأفعاله وتجاهل متعمد من القضاء السويدي لعشرات الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الرسام المسيء وأفعاله ومن يدعونه ويدعمونه ومنها دعوى الجمعية الدولية للعلوم والثقافة القضائية ضد قسم الفلسفة في جامعة ابسالا والتي تنتظر في أدراج القضاء السويدي منذ الثامن من يونيو 2010م دون إجابة ,وكان تحذيرنا الدائم ونصيحتنا الصادقة للدولة السويدية وعلى أكثر من مستوى وفي أكثر من مناسبة ولقاء وبيان ومقال أن الإستمرار في مسلسل الإهانات سيقود إلى نتائج كارثية وأن القانون والبرلمان السويدي هما وحدهما المخولان بإنصاف المسلمين ورد الإعتبار لهم وحماية معتقداتهم بقانون يجرم الإساءة للإسلام والمسلمين أسوة بباقي قوانين المملكة السويدية وإحالة الرسام المسيء لارش فلكس الى القضاء بناء على أحكام القانون السويدي الذي يجرم إهانة المعتقدات ويحفظ حرية الإعتقاد والأديان وكنا نؤكد أن هذه الخطوات ستضمن أن يعيش الجميع تحت القانون ولا شيء غير ولا فوق القانون, وكنا نؤكد أن مشاعر الإحباط واليأس المتزايدة في نفوس مسلمي السويد ستهدد تماسك المجتمع وستقود الى أفعال عنيفة لا يمكن التنبؤ بخطورتها ولا أثارها داخل السويد وخارجها, وكانت مهاجمة الرسام المسيء لارش فلكس في زيارته لمدينة أبسالا في الحادي عشر من مايو 2010م وعرضه لفيلم اباحي مسيء إستفزازي رسالة واضحة أن الكيل قد طفح وأن هذه الأفعال المسيئة ستقود بالكثير من اليافعين المسلمين الى تبني خيار العنف خياراً للتعبيرعن شعورهم بالإهانة والظلم والتمييز والإضطهاد, وللأسف لم يستمع أحد لما قلناه أنذاك بل كان الرد هو حماية الزيارة الثانية للرسام المسيء لارش فلكس إلى مدينة ابسالا في السابع من اوكتوبر 2010 م حماية لم يحظى بها إلا بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني عند زيارته للمدينة عام 1982م وبتكلفة 800000 كرون سويدي من جيوب دافعي الضرائب السويديين!
وفي سياق أخر تعالت أصوات الأحزاب السويدية وفعاليات وهيئات الشعب السويدي مطالبة الحكومة السويدية بوقف المشاركة في الحرب الأميريكية على أفغانستان , وإعادة القوات السويدية الى السويد من حرب لا ناقة للسويد فيها ولا جمل, إن أفغانستان أرض إسلامية يعيش عليها شعب مسلم يرزح تحت الإحتلال الأمريكي ويتوق كل المسلمين والأحرار ودعاة الحرية وحقوق الإنسان إلى نيل الشعب الأفغاني لحريته وإستقلاله وتقرير مصيره ومستقبله بنفسه أسوة بكل شعوب العالم الحرة ,وبمشاركتها العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية وضعت الحكومة السويدية الشعب السويدي في خندق القوات المحتلة وشوهت وحولت صورة الجندي السويدي الذي يحمل قيم السلام العالمي الى صورة المحتل القاتل في حرب يشهد العالم اليوم بقذارتها وخسارتها وتتابع شلال دم الأبرياء من الشعب الأفغاني فيها فأي منفعة ومصلحة للشعب السويدي في أن تتلطخ أيدي أبناءه بدم هذا الشعب البريء!
ومنذ اللحظات الأولى للتفجير في مدينة استكهولوم إتجهت أصابع الإتهام نحو المسلمين حتى قبل معرفة ما حدث ومن فعل! وتثير ردود الأفعال الأولى وما تلاها من بيانات وتصريحات ومطالبات أسئلة حزينة ومحيرة في أنفسنا تضع علامات إستفهام كبيرة حول حقيقة ما حدث نلخصها في النقاط التالية:
- لقد عنونت جريدة" الأفتونبلاديت" السويدية بعد ساعتين من الحادث أن " الفاعل نطق بكلمات عربية قبل تفجير نفسه" لكن لا أحد يستطيع أن يفسر لنا حتى الأن كيف تم التعرف في ثوان حاسمة مفترضة قبل الإنفجار أن اللغة التي تحدث بها الفاعل كانت عربية! ومعلوم أننا حين نستمع للغة لا نفهمها نقدر أنها لغة أجنبية لننا لا نستطيع الجزم يقيناً أنها لغة عربية أو كردية أو فارسية او هندية ..الخ فكيف عرفت الصحيفة أن اللغة التي نطق بها الفاعل كانت عربية !
- ذكرت مصادر مطلعة متعددة موثوقة أن موظفاَ حكومياً في وزارة الدفاع السويدية أرسل رسالة تحذير لأحد أقربائة بتجنب شارع " دروتننج جوتان " في يوم السبت وذلك قبل الإنفجار بساعات , ولكن وبعد مرور إسبوع كامل على وقوع التفجير لم تفسر السلطات السويدية كيف إستطاع موظف في وزارة الدفاع معرفة التاريخ والوقت والمكان الذي سيقع فيه الإنفجار قبل ساعات ؟ ولماذا لم يقم بإبلاغ السلطات المختصة بهذه المعلومات لوقف العملية؟
- لقد أرسل الفاعل المفترض ببريدين إلكترونين الى وكالة الأنباء السويدية وجهاز الإستخبارات السويدية " السابو" قبل العملية بخمس ساعات ولكن لم يطلع أحد من جهاز الأمن السويدي على هذا البريد الإلكتروني ولمدة خمس ساعات حتى وقوع الإنفجار دون أن يفسر أحد للشعب السويدي أي إهمال وتقصير هذا الذي تتخبط فيه أجهزة الأمن السويدي في ظل رفعها لحالة التأهب وتوقعها لأعمال عنيفة تستهدف البلاد؟!
- تبين لاحقاً أن هدف التفجير لم يكن ذلك الشارع وإنما مقر جريدة نشرت سابقاً رسماً مسيئاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن القنبلة إنفجرت قبل أوانها مما ساهم في عدم وصول الفاعل إلى هدفه وهذا يثير سؤالاً أخر فكيف عرف الموظف الحكومي السويدي أن الفاعل لن يصل الى هدفه وأن القنبلة ستنفجر قبل وقتها في هذا الشارع والمكان تحديداً – ؟!
- إذا كان السيناريو الذي رسمته أجهزة الأمن السويدي لما حدث هو الحقيقة فلماذا يردد حامل للمتفجرات كلمات عربية قبل وصوله لهدفه! واذا كان قد فعل فهذا يفترض وجود من سمعه وفهم أنها لغة عربية وليس لغة أخرى وذلك بالقرب منه وعلى مسافة كافية للسماع بوضوح في شارع مزدحم يعج بالضجيج وإذا كان هذا حقيقة ما قد حدث فلماذا لم يقتل أحد إذن من الذين كانوا بقربه وسمعوه وهو يتلفظ بكلماته ولماذا كانت القنبلة كافية لقتله وحده دون إصابة بليغة واحدة لمن كان حوله علماً بأن وزير الخارجية السويدي ذكر أن قوة القنابل الخمسة المعدة للتفجير والتي انفجر منها اثنان فقط كانت ستؤدي لو انفجرت جميعها الى مجزرة تحصد أرواح المئات من البشر!
- يدرك المتابعون لشؤون العمليات التفجيرية انه ولكي لا ينكشف أمر الفاعل قبل تنفيذ عمليته أو يلفت الأنظار أو يثير الشبهات فيما هو مقبل على تنفيذه قبل وصوله لهدفه فإن الفاعل لا يتلفظ بتاتاً بأي لفظ ولا يردد اي شعارات علنية إلا أثناء ضغطه على الزر الناسف لا سيما إذا كان الفاعل ذا سمات خلقية تميزه عن غيره أو تحمل على الإشتباه فيه وهذا متعارف عليه لدى خبراء العمليات التفجيرية, فإذا كان شارع "دروتننج جوتان " ليس الهدف وأن القنبلة إنفجرت من تلقاء نفسها قبل الهدف فلماذا يكشف الفاعل عن نفسه بهذه الطريقة قبل وصوله لهدفه لاسيما وانه يحمل سمات شرق أوسطية إسلامية!!
- وإذا كان جهاز الأمن السويدي قد أعلن منذ الشهرين رفع حالة الخطر في البلاد الى الدرجة الثالثة تحسباً" لهجوم إسلامي إرهابي" يستهدف السويد وإذا كان قد أدان نفسه بنفسه حين صرح أنه يراقب 200 إسلامي سويدي متشدد - لم يكن منفذ الهجوم من بينهم - وإذا ما سلمنا بكل ما قيل عن تفاصيل الهجوم وترتيباته فلماذا ونحن في دولة أوروبية متحضرة تنشر فيها الحقائق ويحاسب فيها كل مقصر ومذنب ويستقيل فيها كل مهمل مقصر في عمله , لماذا لم نستمع حتى الان الى تبرير لهذا الفشل الذريع في منع وقوع العملية ولم نسمع حتى ساعته عن اقالات او محاكمات او استقالات بسبب ما حدث !!
- لقد سارع قادة الإتحادات والجمعيات والروابط والمنظمات الإسلامية والمهاجرة وأئمة المساجد منذ الساعات الأولى للإدانة والشجب والتنديد والتبرء من الفاعل وعمله وتبرئة الإسلام منه ومن فعلته وكأن نصف مليون مسلم سويدي قد إشتركوا جميعاً في هذا التفجير ,وكأننا جميعاً كمسلمين خططنا ودبرنا ونفذنا وأيدنا وبات على كل مسلم أن يبرئ نفسه من الشراكة في هذا العمل لمجرد أن الفاعل مسلم, وإذا كان هذا هو الحال الذي يسري على جميع الملل والديانات والعرقيات فلماذا لم تتقدم الحكومة السويدية للمسلمين بالإعتذار وتبرئة نفسها من فعلة الرسام المسيء لارش فلكس الذي أهان الأمة الإسلامية قاطبة؟! ولماذا لم يتقدم كل الشعب السويدي بالإعتذار للمهاجرين السويدييين الذين إستهدفهم قناص مالمو الشهير بأكثر من أربعين هجوماً مسلحاً وهو الأن عرضة للتبرئة بفرضية المرض النفسي! ولماذا لم يتقدم كل قسيس وكنيسة بالإعتذار للشعب السويدي والشعوب الأوروبية قاطبة لأن قساوسة إغتصبوا أطفالاً داخل الكنائس ما دام المواطنون السويديون كلهم سواسية بغض النظر عن دياناتهم! لماذا أصبح على المسلمين قاطبة والمسلمين فقط الإعتذار والتبرير لكل عمل يقوم به فرد منهم هنا وهناك! ولماذا يجب علينا دائماً أن نسوق الأيات والأحاديث ونذكر بالمعتقدات الاسلامية الداعية للسلام والمحبة ونبذ العنف كلما فعل فاعل فعلة ما!

- إن الجمعية الدولية للعلوم والثقافة بأسئلتها وعلامات الإستفهام السابقة لا تتبنى نظرية المؤامرة ولكنها تطمح إلى أن يطلع الجميع على الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة فيما حدث وتتمنى أن يحاسب المقصرون والمتسببون في الوصول الى هذه المرحلة الخطيرة , إن الجمعية الدولية للعلوم والثقافة إذ تأسف لوصول السويد إلى هذه النقطة الساخنة في العلاقة مع الإسلام ومواطنيها المسلمين لترى ضرورة وضع اليد على الجرح ورسم السياسة الصحيحة لتفادي تكرار ما حدث وتجنيب سويدنا الغالية مزيداً من الخوف والقلق والتهديد وتؤكد على أهمية النقاط التالية:
1- أن ما سمعناه حتى الأن من إجراءات تقتصر على الناحية الأمنية من تنصت وترقب ومراقبة لمواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني والإتصالات الهاتفية وإقامة تعاون مع المساجد لمراقبة وإعتقال كل" من يحمل فكرا متشددا" هي إجراءات قد تزيد الهوة وتعمق الشكوك وتدفع إلى إرتكاب المزيد من الأخطاء بحق المسلمين والمجتمع السويدي برمته وستكون سابقة غريبة خطيرة في السويد أن يتم الإعتقال والمحاكمة على " الأفكار" وليس على " الأقوال والأفعال" !
2- أثبتت الأحداث الممائلة في كل أرجاء العالم أن" الأفكار" لا تهزم بالقبضة الحديدية ولا التشديدات الأمنية وإنما بمزيد من الدعم الحكومي للمساجد والجمعيات الإسلامية لنشر الفكر الإسلامي والتعريف بالإسلام ومبادئه تعريفاً موجهاً إلى المسلمين من جهة وغير المسلمين لمنع أي تراكمات أو صور مغلوطة عن الإسلام والمسلمين وهو ما كنا نحاول القيام به من خلال حلقاتنا التعليمية للمسلمين وفعالية " محمد رسول الله السويدية السنوية الكبرى الموجهة للشعب السويدي منذ العام 2009م.
3- لقد أن الأوان لتشريع قانون يحمي الأقلية المسلمة في السويد , قانون يشرعه البرلمان السويدي وتسانده الأحزاب الديمقراطية المؤمنة بقيم الحرية والمساواة والعدالة يجرم أي إساءة أو إضطهاد أو تمييز أو إهانة للأقلية المسلمة ومعتقداتها الإسلامية قولاً أو عملاً , تصريحاً أو تلميحاً, وبات على السلطات السويدية التعامل بحزم مع كل من يشكك بمواطنية المواطنين السويديين المسلمين أو غيرهم من المواطنين السويديين ذوي الأصول المهاجرة.
4- لقد أن الأوان لإفساح المجال أمام القضاء السويدي الذي عرفنا خلال التاريخ نزاهته وإستقلاله وبناء على قانون حرية الأديان وتجريم التمييز على أساس الدين واللون للنظر في الدعاوى القضائية المرفوعة سابقا أو تلك التي سترفع لاحقاً ضد المسيئين والمحرضين على العنصرية والكراهية وعلى رأسهم الرسام المسيء لارش فلكس الذي حملّناه مسبقاً و نحمّله اليوم مسؤولية كل ما حدث ويحدث أو قد يحدث لاحقاً إضافة لضرورة حظر وتجريم المواقع الإلكترونية المسيئة للمسلمين أسوة بالحظر الذي فعلتهّ السويد وأوروبا ضد المواقع الإلكترونية التي تتهمها السويد بنشر الأفكار الراديكالية والاصولية المتشددة.
5-لقد وجد الحزب العنصري النازي " سفاريا ديمقراطنا" الفرصة سانحة لتجديد هجومه على المواطنين المسلمين السويديين ونطالب جميع الأحزاب السويدية بتشديد مواقفها من حزب لا يعتقد بالديمقراطية ولا يحترمها ولا يعمل لها .
6- لقد أن الأوان لعودة القوات السويدية من أفغانستان إلى أحضان الوطن بعيداً عن أتون الحرب وشلال الدماء والمخاطر وتحمل الجمعية الدولية للعلوم والثقافة كل من أيدوا ويؤيدون بقاء هذه القوات مسؤولية تعريض حياة الجنود السويديين للخطر وتهديد الأمن السويدي بمثل هذا التأييد وهذه المشاركة في الحرب الأميركية على أفغانستان. إن قرار البرلمان السويدي بتمديد وجود القوات السويدية في أفغانستان يوم الإربعاء 15 ديسمبر الجاري يمثل خطوة في الإتجاه الخاطئ وصباً للزيت على النار وتُشيد الجمعية الدولية للعلوم والثقافة بموقف حزب اليسار من هذه القضية ووقوفه بقوة ضد هذا القرار فيما نأسف لتغيير مواقف تاريخية لأحزاب سياسية عريقة كانت تعارض هذا الوجود وتطالب بإنهاءه.
7- لقد أن الأوان لتعاون أعمق وأصدق وأقوى بين الهيئات الحكومية والإسلامية في وضع سياسة جديدة مختلفة للإندماج والهجرة تقود الى مجتمع متناغم ينسجم مع تعدد ثقافاته ودياناته في إطار يضم الجميع ويحظى فيه الجميع بالإحترام والقبول وتساوي الفرص والحقوق والواجبات.




وبعد...
فالجمعية الدولية للعلوم والثقافة لتؤكد أن هذه الحادثة وغيرها تدفعها وتشحذ همتها وتؤكد صواب مسارها للإستمرار وتطوير أنشطتها وفعالياتها في المجتمع السويدي حتى محو هذه الصورة الظالمة المظلمة عن الإسلام وقيمه وكتابه ونبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم وتحقيق مجتمع العدالة والمساواة في مملكة السويد متبعين في ذلك منهج قرأننا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وأئمتنا الكبار الثقاة ,هذه هي رؤيتنا لمسار المشكلة وتطورها والتي نتمنى أن تسهم في المساعدة على لملمة الجرح الذي سببته , وتجاوز السويد لهذه الأزمة وعودتها دولة أمنة مطمئنة متطورة مزدهرة , معا دعونا نعيد السويد رمزا للسلام والتعاون والعيش المشترك , معاً دعونا نعيد بناء جسور الثقة والمحبة من جديد!

رئيس الجمعية الدولية للعلوم والثقافة
د.محمد شادي كسكين
أبسالا في 18 ديسمبر 2010م