يبدو أنّ مشكلتنا الثقافية ليست في النوع فحسب، وإنما في الكمّ أيضاً.

فبرغم أن لغتنا العربية الجميلة تحتل المرتبة السادسة من حيث عدد الناطقين بها وذلك بعد الصينية والإنجليزية والهندية والإسبانية والروسية، إلا أن الإحصاءات والدراسات تشير إلى تواضع حجم الترجمة في عالمنا العربي بالمقارنة مع البلدان الأخرى. إليكم بعض المؤشرات:

- اليابان تترجم حوالي 30 مليون صفحة سنوياً. في حين أن ما يُترجم سنوياً في العالم العربي، هو حوالي خُمس ما يترجم في اليونان. والحصيلة الكلية لما ترجم إلى العربية منذ عصر المأمون [قبل عام813م] إلى العصر الحالي 10.000 كتاب؛ وهي تساوي ما تترجمه أسبانيا في سنة واحدة. وفي النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين، كان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون، على مدى خمس سنوات هو 4.4 كتاب (أقل من كتاب لكل مليون عربي في السنة) بينما في هنغاريا كان الرقم 519، وفي أسبانيا 920.

- إن عدد الكتب التي تُرجمت إلى العربية منذ ثلاثة عقود (1970-2000) وصل إلى 6881 كتابا، وهذا ما يعادل ما نقل إلى اللغة الليتوانية التي يبلغ عدد الناطقين بها قرابة أربعة ملايين إنسان فقط.

دعوة للتأمل.
المصادر:
1ـ محمد حميد الصواف، الأرقام تفضح عجزنا، فجوة ثقافية واسعة بين العرب والغرب، صحيفة العرب الأسبوعي، السبت 5/ 6/ 2010.
2ـ حسيب شحادة، الحوار المتمدن - العدد: 2246 - 9/ 4/ 2008.