الفرقاطة المأسورة


في أكتوبر 1956 شنت القوات الإسرائيلية عملية قاديش (الأسم الكودي لعملية الهجوم الإسرائيلية على سيناء أثناء العدوان الثلاثي) بالتعاون مع قوات بريطانية وفرنسية، وهي العملية الوحيدة في تاريخ إسرائيل التي تم تنفيذها بالتعاون مع دول أجنبية.

وفي المقابل كانت مصر على الجبهة وحدها إذ لم تشارك في هذه الحرب دول عربية أخرى، على الرغم من معاهدات الدفاع المشترك التي وقعت عليها مع مصر!.
في هذا التوقيت لم تكن إسرائيل تملك قوات بحرية بالمعنى المفهوم إذ لم تكن عُدتها تتجاوز بضع من لنشات مسلحة.
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم الثالث لعملية قاديش، وقعت المعركة البحرية المهمة الوحيدة في هذه الحرب حيث تعرضت الفرقاطة المصرية لمجموعة من السفن الفرنسية والانجليزية امام الشواطئ المصرية وكانوا اكبر منها واكثر منها قوة …. وهم بدءوا بالسؤال …. من انت ؟
وهى اشارة معروفة لأهل البحر عند تقابل السفن الحربية مع بعضها لتعلن كل منها عن جنستها واسمها …. ولكن الوضع هنا لم يكن كذلك …. فالمياة مياهنا وامام شواطئنا ….. فردت عليهم الفرقاطة ابراهيم …. بل من انتم ؟
وتقول الرواية الإسرائيلية التى أوردتها عدة مصادر أن الفرقاطة المصرية (إبراهيم الأول) أبحرت في ساعة مبكرة من صباح 10 أكتوبر 1956 في خليج حيفا قادمة من بورسعيد ومزقت صمت الفجر بـ 220 طلقة أستهدفت بها ميناء حيفا ومصفاة النفط القريبة في عملية معدة من قبل على ما يبدو.
بدأ القصف في الساعة 3:30 صباحا تقريبا وأستمر لدقائق معدودات قبل ان تبدأ سفينة حربية فرنسية كانت راسية في الميناء في الرد على إطلاق النار بسرعة، لكن (إبراهيم الأول) أستطاعت الإبتعاد بالإتجاه الشمالي الغربي تحت غطاء الظلام نحو مجموعة من السفن الأمريكية المحايدة.
وبعد أقل من نصف الساعة بدأت سفينتين بحريتين إسرائيليتين هما (إيلات، يافو) في البحث عن المدمرة المصرية.
وفي الخامسة صباحا تقريبا بدأت المعركة البحرية، وبعد تبادل الطلقات بدأت المدمرة المصرية في الإبتعاد نحو بيروت، ولعدم التكافئ كانت النتيجة معروفة مسبقا فلم يكن معروفا الا المدفعية كسلاح, وعيار مدافع الفرقاطة المصرية لم يكن يزيد عن 4 بوصه وكانت مدافع العدو تصل الى ضعف ذلك وتزيد 9 بوصه (اى ان الطفل الصغير يستطيع المرور من داخل ماسورة مدفعهم).
وفي الساعة 6:38 تقريبا تدخلت قوات الجو الإسرائيلية في المعركة وقامت طائرتان إسرائيليتان بقصف المدمرة فتم ضرب نظامها الكهربائي مما عطل أجهزة سيرها وحييد أسلحتها القتالية .. وخرجت المدمرة من المعركة.
وبالتالى بدأت الفرقاطة المصرية في الغرق وأمر قائدها طاقمه بالقفز في الماء لأنقاذ ارواحهم وبقى هو وحده.
وفي السابعة وعشر دقائق تقريبا وقبل غرق الفرقاطة تماما قفز اليها رجال من البحرية الانجليزية ولأن السفينه انجليزية الصنع استطاعوا قفل بلوف معينة وتم قطرها إلى الخلف إلى حيفا وتم المحافظة على السفينة عائمة ولكن في حالة يرثى لها.
وتم تسليم السفينة لأسرائيل وأسمتها (حيفا) فكانت تربطها على احد ارصفة الميناء وترفع عليها العلم الاسرائيلي في اعلى وتحته العلم المصري للدلاله انها سفينة اسرت في معركة.
وبعد فترة غرقت الفرقاطة ولم تستطع إسرائيل أن تبحر بها مرة واحدة بالرغم من كل المجهود والمصاريف التي صرفتها على ذلك فقد كانت السفينة محطمة تماما .

مصادر الموضوع:

مقال للعميد علي الشريف رحمه الله
موقع القوات الإسرائيلية
مكتبة إسرائيل الإفتراضية

عن موقع المؤرخ