هذه قصيدة كتبتها منذ فترة وقُبَيلَ بلوغي الستين مُصادفاً بلوغ نكبة فلسطين الستين من عمرِها المديد !
سِتّونَ عاماً من الضَّحِكِ على اللِّحى
سَـئِمَتْ مَـنـافينـا وعافَـتْـنـا الجلـودْ= جَـفَّـت مَـآقـيـنـا تجرّحَـت الخُـدودْ
نَغْـدو لِـقَـفْرِ العُـمْـرِ عَطْـشى نَرتَوي= أمَـلاً ولـكِـنّــا بِآهـــاتٍ نَـعـودْ
سِـتّـونَ عاماً يا بُـنيّ تَـبَــعْــثَـرَتْ =وتَرسَّخَتْ فـيـهـا الـدُّوَيْـلـةُ لِليَهـودْ
سِتّـون عامـا يا بـنـي تَـمـزَّقـــتْ= أوصالُهـا فـينـا وأبْـلَـتْـنـا القُـيـودْ
هذي اللِّجـانُ تَـشكَّـلَـتْ وتَـلـوَّنَــتْ= لِـتَـبـيـعَ آلاف الوصايـا والـبُـنـودْ
هـذي قـراراتٌ تَـتـابَـعَ سَـيْـلُـهــا= يـا فَرحَتي عادت لـنـا أرضُ الـجُدود !
في مَجلِـسِ الأمنِ الأمانَـةُ ضُـيِّـعَــتْ= والغـدْرُمُجتَمِعٌ يُـصَوِّتُ في بُــــرود
في مجلـس الأمـن الأمـيـن تَـنـاثـَرت = أَشْـلاؤُنا فوق المَـنـابِـرِ والـبُـنــود
في مجـلـس الأمـن الدمـاءُ تـدفَّـقَــت= وتَـطَيَّـبـتْ منهـا الخِيـانـةُ والوُفـود
أين الـسـبـيلُ إِلى السلامِ وهـا هُـنـــا= سَـلَـب الـغَريبُ ثَرى أبي وهُمُ شُهـود
كيـف السبـيلُ إلى السكوتِ وصَبْرُنــــا= مَـلَّ الـتَّـصَـبُّــرَ والتَرَيُّثَ والـوُعــــود
لا الـشرقُ مُـهْتَمٌّ ولا الغربُ انـثَـنـــى= يـتَـهـدَّدُ العـادي وتَـدْعَـمه الجنـود
ما المجلـس المذكورُ إلّا لُـعْـبَــــــةٌ =بِـيَـدٍ لأمريكـا وأخـرى لـلـيـهـود
سِـتّـونَ عاماً يا بُنَـيَّ نَـزَفْـتُـهــــا =خُطَبـاً .. قَراراتٍ .. مَواثيقـاً .. عُهـود
فَـلْـتَحْـفَـظِ التـاريخَ واذْكُـرْ جَـيِّــداً= الحـقُّ نـارٌ والـمِـدادُ لـهُ وَقـــود
فاحْـمِـلْ بِحَـقِّـكَ فـوقَ فَوْهَـةِ مِدْفَــعٍ= وارْقُـبْ شُروقَ النَّصْرِ خَفّـاقَ البُـنـود
لا تـنْـتَـظِـرْ مِن مَحْفلٍ أو مَـجلـــسٍ= خيراً وهَل تُـرْجى العدالـةُ من حَقـود ؟
وابدأ بِـنَـفْـسِكَ ثُـمَّ أهْـلِكَ ثـانِـيــــاً =واجْمَعْ شَتـاتَ القَوْمِ وانْظُـرْمَنْ يَـقـود
واسـأل صـلاحَ الدّيـنِ كيـف تَـوَحَّــدَتْ= فـيـهِ المَدائِـنُ والمَمالِـكُ والجُـنـود
أَسـدٌ تَـحَـفَّـزَ لِـلـوُثـوبِ واِثْــــرَهُ =باتَـتْ تُغالِـبُ عَزْمَها جُـنْـدٌ أُســود
تَبْغي مُـنـازلـةَ الـدَّخـيـلِ وتَـرْتَـجـي= في الـقُدْسِ تَـلـقـاها الشهادةُ والخُلـود
فَـتَـحَـقَّـقَ الـنَّـصْـرُ المُـؤزَّرُ بَعـدَمـا= مـتْـنـا وأيْـقَـنّـا بِأَنّـا لَـن نَسـود
والـيَـوْمَ عُـدنـا لِـلـضَّـيـاعِ وأَمْـرُنــا = ذُلٌّ وخِــذْلانٌ وأقــزامٌ قُــعـــود
لَيْسَ السَّبـيلُ سِـوى الـتَّـوحُّـدُ شِـرْعَـةً =إنْ رُمْـتُـمُ عِـزّاً وبِـتُّـمْ في صُعـود
إنْ نـجـتـمـعْ يـوماً عـلـى حَـقٍّ فَـلا= حَـدٌّ يَعَطِّـلُـنـا وتَـحميـنـا زُنـود
سُـنَنٌ جَرَتْ في الخَلْـقِ مُـذْ خُلِـقَ الـورى= مِنها رأيْـتُ العـدْلَ لـيْسَ لهُ وُجـودْ
إنْ لـمْ تـكُـن في العـدلِ صاحبَ قُــوَّةٍ= كُـنْـتَ المُنادي في القِـفـارِ بلا رُدودْ
ِصنْوانِ في الـدنيــا ولَنْ يَـتَـفـارقـــا =بَأْسٌ يُـنَـبِّـهُـنـا وقِـسْطـاسٌ ودودْ
المفضلات