بقلم : ماجد دودين
42 ألف دولار للاحتفال بعيد ميلاد كلب !!!!!!!!!!!!
(( أنفقت سيدة أردنية نحو 43 ألف دولار على حفل أقامته لمناسبة عيد ميلاد كلبها، ودعت إليه 250 شخصاً من أصدقائها يملكون كلاباً مدللة. تجدر الإشارة إلى أنه انتشرت في الأردن في الآونة الأخيرة هواية اقتناء كلاب الزينة المنزلية في أوساط العائلات الغنية. ويصل سعر الكلب الواحد إلى 500 دولار، وأحيانا يرتفع الى بضعة آلاف من الدولارات.))
هذا الخبر العجيب الغريب الصاعق المثير للدهشة والاستغراب والاستهجان في مجتمع كالمجتمع الأردني الأصيل قرأته في العديد من المواقع الإلكترونية ... وذكّرني الخبر بخاطرة كتبتها قبل سنوات عنوانها الإنسان والهدف أقول فيها:
يخرج الإنسان من رحم غامض إلى رحم الحياة الأكثر غموضا… يشرع الزمـن يستهلكه… يختلس ثواني حياته وساعاتها والأيام…ويوما ما يقال له: لم لا تحتفل بميلادك؟!…لم لا تطفئ الشموع؟!
يصدِّق الناس ويبدأ يطفئ الشموع تباعا شمعه تلو شمعه وهو لا يدري أنه في واقع الأمر إنما يطفئ سنوات العمر ويقترب من النهاية… يقترب من الأجل المحتوم
يقترب من الموت
تذكرت قصة حكاها لي جدّي يوم كنت فتى يافعا… عاد الصوت صوت جدي المتهدج المتقطع من البعيد:
" يحكى أن حاكما قال لوزيره: أريدك أن تأتيني بإجابة على ثلاثة أسئلة وإلا تفعل كان الموت مصيرك:
ما أحق الحق؟
ما أبطل الباطل؟
ما أعز شيء على الإنسان؟
تحرك الوزير على الفور… يجوب شوارع الحياة ينقّب عن إجابات… ولكنه لم يجد أحداً يجيبه… بدأ اليأس يتسرب إلى نفسه ويزحف إلى عالمه كالبركان الملتهب… وأخيرا وبعد طول عناء وجد الوزير شيخا طاعنا في السن عرك الحياة وصنعته التجربة قال للوزير: أنا أستطيع أن أجيبك على هذه الأسئلة
إن أحق الحق هو الموت… باب دخل منه ملايين الناس وكأس يذوقه كل الناس ولا مناص منه… وإن أبطل الباطل الحياة… الحياة بيت خرج منه ملايين الناس وسيخرج منه كل الناس ولا مناص إذ لا خلود فيها… أما أعز شيء على الإنسان فسؤال يجب أن تدفع ثمنه غاليا لكي تحصل على الإجابة ويكفيك ما حصلت عليه من إجابات مجانية على السؤالين الأول والثاني
قال الوزير: سيدي الشيخ أطلب ما تريد من مال
قال الشيخ: لا حاجة بي إلى أموالك ولكن أريدك أن تقوم بتكسير تلك الصخرة العظيمة بمفردك
قال الوزير: أتريدني أنا أن أفعل ذلك؟
قال الشيخ: بلى، وإن لم تفعل فلن تحصل على جواب
وبعد تردد لم يطل طأطأ الوزير رأسه وخضع لإرادة الشيخ وعاد والعرق يتصبب من كل خلية من جسده لكي يسمع الإجابة التي دفع ثمنها غالياً
"إن أعز شيء على الإنسان هو الهدف الذي يعيش من أجله"… لقد كان هدف الوزير أن يبقى حيا ولذلك فعل ما فعل
ترى… هل وضعنا لحياتنا أهدافا سامية أم أننا ندب هكذا على الأرض ونسير دون هدف؟
إن أحد أهدافي في الحياة أن أرسم البسمة على شفاه الناس كل الناس… وأن أكون كنحلة تطير تنتقل من زهرة إلى زهرة… أوزع الابتسامات… وأخفف عما أَلَمَّ بالناس في العالم من أَلَمْ وأزرع الأمل
(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ (19) مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (20) سورة الشورى
لقد كان هدفي من الخاطرة أن أذكّر نفسي والناس في أن لا نعيش حالة من الغفلة وأن يكون لنا أهداف سامية نبيلة نسعى لتحقيقها وخاصة في تخفيف آلام الفقراء والمحرومين وما أكثرهم في مجتمعنا وفي العالم العربي والإسلامي والعالم ومن لا يجدون عشاء يومهم ومن لا يستطيعون شراء اسطوانة غاز في برد الشتاء ومن لا يجدون خيمة تؤويهم أو دواء لمرضاهم ...
لقد صعقني الخبر ... 43000 دولار تنفقها إمرأة للاحتفال بعيد ميلاد كلب !!!!!!!!!!!! والمدعوون 250 شخصاً من أصدقائها ممن يملكون كلاباً مدللة ... أي 10750000 دولارا على الأقل سيتم انفاقها على أعياد ميلاد الكلاب المدللة لأن السيدة لم تدع إلا 250 من أصدقائها فكيف لو دعت كل أصدقائها ممن يقتنون الكلاب التي يصل ثمن الكلب منها الى بضعة آلاف من الدولارات ... كم سيكون المبلغ المنفق؟!!!!!!! على الكلاب: على شرائها وطعامها ودوائها واكسسواراتها ومكياجها وصالوناتها وقصّاتها وأزيائها وخدمها وأعياد ميلادها وأعياد زواجها وخدمات البنية التحتية والفوقية المرتبطة بها!!!!!!!!!!
في الذاكرة ألف سؤال وسؤال ولكن الصمت في هذه الحالة أبلغ من كل الكلمات.
المفضلات