حَنانَيْكِ
"أُلقيت في نادي الشرقية الأدبي بالدمام،
ونشرت بمجلة كانو الثقافية التي تصدرها جائزة يوسف بن أحمد كانو، العدد الأول، نوفمبر 2008"

تَظُنِّـينَ لَيْلايَ أَنَّ اخْتِـفاء المَواويل صَـدُّ
تَظُنِّـينَ أَنَّ انْطِـفاءَ القَناديلِ رَدُّ

تَظُنِّـينَ أَنَّ احْـتِباسَ القَـوارِيرِ...
يُنْبِـتُ في الجَـوِّ وَرْدُ
أَلا لَيْتَ حُكْمِيَ ...
مَنْ قال أَنَّ ابْتِـعادَ الدَّرارِي...
جَـفاءٌ وزُهْـدُ ؟

ومَنْ قال أَنَّ اعْتِـزالَ الحَـبارِي...
عن الرَّقْـصِ عَـنْدُ ؟

ومَن قال أَنَّ انتِـظار البَرارِي...
لغَيْثِ السَّـواقِي مُـعَدُّ ؟
***
حَـنانَيْكِ...
إِنِّي كَسَـرْتُ الرَّتابَـةْ
حَـنانَيْكِ...
إِنِّي قَتَلْتُ شُـعور الغَرابَـةْ
حَـنانَيْكِ...
إِنِّي سَـكَبْتُ على الرُّوح آهَـكِ...
ناياً تُـناجي سَـحابَـةْ
حَنانَيْكِ...
إِنِّي نَقَشْـتُ على صَفْحَةِ البَـوْحِ ....
هَمْسَـكِ قِيثـارةً...
والحَدِيثَ رَبابَـةْ
***
تَظُـنّينَ أَنَّ سُـكون الحَـساسِينِ
سَـطَّرَ في دفـتر الانطواء ابتِـهاجا

تَظُـنِّينَ أَنَّ الهُـروب انْفِـراجا

أَلا تُبْصِـرِين الشَّـحارير ....
تُذْكِي المَسـيرات باللافِتاتِ احْتِجاجاً ؟

أَلا تُبْـصِرينَ اليَـمامَ إِذا الْـتاعَ...
يُـحْييِ الهَـدِيلا ؟
أَلا تُبْـصِرينَ الخُيُول إِذا سُـرِّحَتْ ....
تَسْـتَرِدُّ الصَّـهِيلا ؟
تُقَبِّلُ قَـبْلَ الغِـياب الأَصِـيلا

أَلا تُبْصِـرينَ احْـتِفاءَ الشَّـواطِىءِ
تَحْضُـنُ مَوْجـاً عَنِـيداً ...
يُجِـيدُ الرَّحِـيلا ؟
***
هُوَ البَحْرُ - سَـيِّدَتِي- ضـالِعٌ في التَّـوَحُّدِ
–آهِ- هو البَحْـرُ غِـمْدُ

هو البحـر جَـزْرٌ...
هو البحـر مَـدُّ
هو البحـر بَـوْحٌ ...
هو البحـر رَصْـدُ
هو البحـر قُـرْبٌ ...
هو البحـر بُـعْدُ

هو البحـر لِـينٌ ...
هو البحـر شَـدُّ

فأَنَّى اتَّـكَأْتِ ....
و أَنَّى انْـطَلَقْتِ ....
فإِنَّ عَـذابي لنَجْـواكِ نَــدُّ
و أَنَّى نَظَـرْتِ ....
و أَنَّى حَـلَلْتِ ....
و أَنَّى رَحَـلْتِ ...
فإِنَّ سَـحابي لِدُنْـياك بُـرْدُ
***