Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي حَذ ّرَ من خطر"الدّخـْدَاخـِيـَّات"

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي حَذ ّرَ من خطر"الدّخـْدَاخـِيـَّات"

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية علجية عيش
    تاريخ التسجيل
    29/09/2008
    العمر
    58
    المشاركات
    298
    معدل تقييم المستوى
    16

    Neww الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي حَذ ّرَ من خطر"الدّخـْدَاخـِيـَّات"

    هواري بومدين في كتابات مالك بن نبي


    الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي حَذ ّرَ من خطر"الدّخـْدَاخـِيـَّات" في دول العالم الثالث و المجتمع الجزائريّ خاصة


    يرى مالك بن نبي أن " الدخداخيات" ( كثيرة الأٍجل) واقع حزين في دول العالم الثالث، أن هذه الدخداخيات تعمل عملها الأشدُ خـُبْـثًـا، و لهذا طالما حذّر مالك بن نبي النخبة الجزائرية من لعبة "الدخداخيات" التي يصفها بأنها اللعبة الأشد غموضا و الأشد دهاءً في ميدان الأفكار

    يُنتظر أن تعقد مديرية الثقافة لولاية قسنطينة ملتقاها الدولي حول المسار الفكري رائد الحضارة الفيلسوف الجزائري مالك نبي منتصف السنة الجديدة 2011 ، تحت رعاية وإشراف وزيرة الثقافة خليدة تومي بالتنسيق مع السلطات المحلية، أين سيسلط الملتقى الدولية الذي يعقد للمرة الأولى بالمسرح الجهوي مشكلات الأفكار و الحضارة في عالم يتعولم ،بمشاركة أساتذة و باحثين الذين سيتطرقون إلى أهم الدراسات التي تناولت فكر هذا الرجل الذي ما يزال يلقى تهميشا من قبل النخبة الجزائرية التي لم تتعاط أفكاره في خدمة المستقبل و تكوين جيل واعي يدرك ما له و ما عليه.
    لقد ظل المفكر و الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي طيلة مسيرته الفكرية النضالية يرى منذ دخول الجزائر مرحلة جديدة ضرورة إعادة تقويم مفاهيم المسؤولية و العدالة و الاقتصاد و النظام في معانيها المألوفة و الأخلاقية الأقرب للحسّ الفِطْري عند الشعب، و عي المفاهيم التي ركز عليها الرئيس هواري بومدين بلهجة مؤثرة منحتها قيمة ثورية أورثت اندفاعا إيديولوجيا جديدا يهب على البلاد..
    يرى مالك بن نبي أنه من الضروري كذلك أن تتجسد هذه المفاهيم في أرض الواقع قبل أن نتطرق إلى المرحة ألأصعب من إعادة تنظيم قطاعاتنا ( الإدارية، القضاء، الاقتصاد و..و..) ووضع حد للعادات السيئة، و يشير مالك بن نبي في هذا محاربة الفساد، و بخاصة العادات البيروقراطية التي تعيق التقدم و تعرقل كل تخطيط، موضحا أن كل ثغرة تحدث في جهازنا و في مجتمعنا تُحْدِثُ فراغًا، و لا يسد هذا الفراغ إلا الشعب، و كان مالك بن نبي يدعو باستمرار إلى "اليقظة" التي تعني في بادئ ألأمر إدراك " السلبيات " فيقول: " إذا كانت قطاراتنا لا تصل في أوقاتها المحددة و إذا كانت مركباتنا لا تخضع لصيانة جديدة فهذا أمر سلبي، و نزف الكادرات التي تحدث عنها الرئيس الراحل هواري بومدين في ( نادي الصنوبر) هو أيضا أمر سلبي..
    و بشكل عام يقول مالك بن نبي إذا أدركنا الانحطاط في عاداتنا و إذا أفسدنا إطارنا الثقافي و بالأخص بجمال مدننا و هدوئها فهذا أيضا أمر سلبي، و يرى مالك بن نبي أنه لا بد من معرفة أسباب هذه السلبيات و الوسيلة التي تسمح بالتغلب عليها، و ليس بالتفتيش في وعي الأجنبي الذي يأتي إلى بلادنا ليعرف تلك ألأسباب بل بالتفتيش في وعينا نحن..
    يقول الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي و هو يدافع عن رأسمال الأفكار أن " الدخداخيات" ( كثيرة الأٍجل) واقع حزين في دول العالم الثالث ، لأن الاستعمار لا يستطيع أن يترك بلدا كان يستعمره بكل بساطة، و في عالم الأفكار يوضح مالك بن نبي أن هذه الدخداخيات تعمل عملها الأشدُ خـُبْـثًـا ، و إن كان رأس هذه الأخيرة أي الدخداخيات في الخارج فإن أرجلها التي في الداخل تشكل الخطر الكبير، لأن بين هذه الأرجلُ أرجلا تقع قرب رأس هذا الحيوان، و كما يقال: " الوظيفة تخلق العضو " ..
    فالأرجل التي تقرب من الرأس تلتقط المعلومات منه و تنقلها إليه و باقي الأرجل مهمتها التنفيذ، و لكن جميع الأرجل يضيف مالك بن نبي (بالرغم من أنه غير متخصص في علم الحشرات) لا تفكر و الرأس وحده هو الذي يفكر، و لهذا طالما حذّر مالك بن نبي النخبة الجزائرية من لعبة "الدخداخيات" التي يصفها بأنها اللعبة الأشد غموضا و الأشد دهاءً في ميدان الأفكار..
    و رسم مالك بن نبي بدقة كيف تعمل هذه اللعبة ، إذ يقول: " إنها تضع رجلا وراء الباب الذي يجب أن يجتازه هذا المفكر أو ذاك، و قد جاء يعمل في بلده، فإذا بالباب يـُغْـلـَقُ بهدوء في وجهه"، هكذا تهاجر العقول و الكوادر، و لو سألنا ذاك الطبيب الجزائري كما يقول بن نبي المختص في طب العيون لماذا هو الآن رئيس عيادة في ألمانيا ؟ عندها سنفهم كيف يُغلقُ الباب في وجه المنفِي، إنه عمل آلي ( رأس الدخداخيات) يرسل الأوامر إلى الأٍجل لتقوم بالباقي..
    إن المشكلة في رأي مالك بن نبي هي مشكلة أفكار و ثقافة، و يستذكر هذا الفيلسوف كيف كانت الاحتفالات و الأسابيع الثقافية تضفي عليها الطابع القومي على مدينة قسنطينة عندما كان الرئيس الراحل هواري بومدين يشرف بنفسه على تدشينها و أمر بتفعيلها خلال زيارته إلى ولاية قسنطينة في الرابع من أبريل ( افريل) ثمان و ستين و تسعمائة و ألف ( 1968م ) ، و أمر بتشكيل لجنة تكون مهمتها وضع برنامج "إنماء ثقافي" على مستوى الوطن ، و هذا كله من اجل التقدم و التطور الفكري ..
    يقدم مالك بن نبي في ذلك ألمانيا - كنموذج- فيقول: " إن ألمانيا لم تُبْنَ بالعالـِمِ و لا بالتقنية، بل أعيد بناؤها بالروح الألمانية، هي روح ( الراعي والفلاح، و العامل، و الحمّال و الموظف، و الصيدلي و الطبيب و الفنان و ألأستاذ..) و بكلمة واحدة يقول إن ألمانيا أعادت بناءها بالثقافة الألمانية دون التباس و دون تضييق اجتماعي أو فكري لمعناها، و هذه الثقافة الألمانية هي التي أعادت بناء بلد ( غوتة) و ( بسمارك)..
    إن الثقافة من وجهة نظر هذا الفيلسوف هي التي تخلقُ العـِلْمَ و ليس العلم هو الذي يخلق الثقافة، و هذه الأخيرة هي التي تعطي امتلاك القيم الإنسانية التي تخلق الحضارة، و في كل الأوقات الصعبة في التاريخ: " الثقافة هي التي تكون طوق النجاة للمجتمع حين يتعرض لخطر الغرق" و لكن للأسف نجد اليوم بعض المثقفين من يدعون إلى التفسخ الثقافي و الانحلال الأخلاقي باسم الحداثة و العصرنة و التفتح على العالم، ترك كل ما هو موروث..
    لقد عبّر مالك بن نبي عن هذه الأفكار غداة زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين إلى ولاية قسنطينة و أعلن عن تشكيل اللجنة المشار إليها آنفا معتقدا أن الأمر يتعلق بمسألة الثقافة القادرة على خلق ألإنسان الجديد في الجزائر و تصعيده، و لهذا يشير مالك بن نبي إلى أن مسألة الثقافة تُطـْرَحُ حتى على الوجه السياسي، كما طُرحت في الصين في شكل ثورة ثقافية، لأن الاستعمار كما قال هواري بومدين رحمه الله عندما يخرج يتركُ وراءه الطابور الخامس ، طابور خُدّامِهِ القُدامى و هم بقايا الحركيين، من هنا عادت مأساة الجزائر يقول مالك بن نبي ، لأن بقايا الاستعمار لم تبق مجرد ( كومة) يمحوها مرور الوقت و يُفَتِّتُهَا شيئا فشيئا ، بل هذه الكومة حسب بن نبي و لا شك أن أحدا يعارضه أصبحت اليوم كلا منظما، بل أخطبوطا متعدد الأرجل ( الدخداخيات) يملك أرجلا محلية و رأسا مفكرا في الخارج، و لهذا لا بد من ثورة ثقافية تفصل أرجله الرخوة عن رأسه المتين الذي يفكر، و هو النداء الذي وجهه الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله إلى الطاقات الفكرية في الجزائر، هذا النداء من وجهة نزر مالك بن نبي يترتب على "النخبة" أن تقوم بدورها في بناء المجتمع، و لا تنتظر الضوء الأخضر من بعض البيروقراطيين حتى لا تنتظر طويلا.


    المرجع/ مالك بن نبي : من أجل التغيير
    علجية عيش



    التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 23/12/2010 الساعة 07:02 PM
    لا تدس سنابل القمح لكي تقطف شقائق النعمان

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/05/2009
    المشاركات
    78
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي حَذ ّرَ من خطر"الدّخـْدَاخـِيـَّات"

    جزاك الله خيرا على هذا المقال .، كل قرأت لهذا المفكر وقرأت عنه أحس بالألم الشديد ، الكثير من الامم يستلهم من فكره وفلسفته فيرقى في سلم الحضارة ،بينما اهله تنكروا له ولا يعرفون قيمته وأقصد بالذكر أصحاب القرار.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •