الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الصهيونية النازية الجديدة


تاريخ الحركة الأسيرة من عام 1967م – حتى الآن وهو يحتوي على الملفات التالية:

- توطئة تاريخية

- أبرز الانتهاكات

- المراحل التاريخية للاعتقال

- المقاومة المضادة

- تصور رقمي عام



أولاً - توطئة تاريخية


لقد تحوّلت السجون التي ورثها الكيان الصهيوني بمعظمها عن الانتداب البريطاني والحكم الأردني بعد حرب حزيران 1967 إلى مراكز لشنّ العنف ضد الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة، ذاك العنف الذي يستهدف الإبادة ولكن عبر وسيلة أخرى غير حبل المشنقة أو حدّ المقصلة هي وسيلة التصفية التدريجية للإنسان جسدياً ومعنوياً.
لقد أراد الفاشي موشي ديان للمناضلين الفلسطينيين أن يتحوّلوا في السجن إلى حطام كائنات لا تمت للبشرية بأي صلة، كائنات مفرّغة من كلّ محتوى إنساني وتشكّل عبئاً على نفسها وشعبها.. إن هذا المصير البشع هو ما رمى إليه السجن في الكيان الصهيوني إزاء المناضلين الفلسطينيين وبالتالي فإن اختياره كوسيلة لمعاقبة الفدائيين كبديلٍ لحبل المشنقة لم يكن بدافع إنساني أو حضاريّ بقدر ما كان بدافع لئيم مفرط في بشاعته ولا إنسانيته.
لقد كان على المقاتل الشجاع الأبيّ الذي هبَّ حاملاً سلاحه مؤمناً بالعودة واستعادة الكرامة والذي لم يكن يحلم إلا بالشهادة أو النصر، كان عليه أن يواجه في السجن مخطّطاً بشعاً يستهدف ذاته كإنسان قبل أن يستهدفها كوطنيّ وقد كان عليه أن يواجه المخطّط وأن يقاومه وينتصر عليه ولم يكن لديه أيّ بديل آخر.. والحقيقة أن في التصدّي لهذه المهمة وفي الانتصار عليها تتلخّص كامل رحلة المعاناة والآلام التي اسمها (الأسير الفلسطيني) في السجون والمعتقلات الصهيونية.


لقد برز السجن في الكيان الصهيوني كمؤسسة توافرت لها كافة الشروط المناسبة وتجهّزت بكامل المقومات الضرورية لأجل تحقيق هذا الهدف اللا إنساني والقذر بحق المناضلين الفلسطينيين، فلم يكن بوسع السجن بشروطه المعيشية السيئة والتي لم تبلغ الحد الأدنى من الحياة الإنسانية بأي شكلٍ من الأشكال ما لم يكن بوسع السجن بشروطه تلك أن يحقّقه حاولت المعاملة اليومية أن تحقّقه بأبشع الصور. وعليه فقد واجه الأسير الفلسطيني في السجن ومنذ اعتقاله جملة من الظروف والسياسات التي كانت تقضي إذا ما سار مفعولها حتى منتهاه بالإجهاز على هذا الإنسان لتحطيمه حتى لا يعود إنساناً بأيّ معنى من المعاني...


ثانياً - أبرز الانتهاكات الصهيونية


وفي الفترة التي وقعت بعد توقيع اتفاقيات أوسلو في 13/9/1993 دخلت الحركة الأسيرة مرحلة جديدة، إذ تركّزت مطالبها نحو الجانب السياسي وهو الإفراج عن المعتقلين دون استثناء، ولوحظ أن إدارة السجون قد صعّدت حملتها القمعية على مكتسبات الحركة الأسيرة في هذه المرحلة في محاولة لإعادة الأوضاع إلى عهد السبعينيات.. وفيما يلي الانتهاكات الصهيونية في هذه الفترة..
1- شهدت سياسة الاعتقال الإداري بعد عام 1993 تصعيداً كبيراً حيث أصدر القادة العسكريون عام 1997 (1900) أمر اعتقال إداري بحق المواطنين الفلسطينيين وشهدت هذه الفترة عمليات تجديد الاعتقال الإداري بشكلٍ متواصل ومتكرّر حيث قضى عددٌ من المعتقلين أكثر من ست سنوات في الاعتقال الإداري دون أن يقدّم لمحكمة ودون أن توجّه له أية تهمة كالأسيرين أحمد قطامش من رام الله وأسامة برهم.
وانخفض عدد المعتقلين الإداريين في نهاية عام 2000 ليصل إلى حوالي 12 معتقلاً إدارياً على ضوء الاحتجاجات الواسعة ضد هذا الاعتقال وعدم قانونيته إلا أن حكومة الكيان لم تلغِ هذه السياسة المسلطة على رقاب الشعب الفلسطيني.
2- اتبعت حكومة الاحتلال سياسة جديدة بما يتعلّق بزيارات أهالي الأسرى لأبنائهم بعد عام 1996 وتحت ذرائع ومبررات أمنية حيث فرضت قوانين جديدة على الزيارة تتمثّل بعدم السماح بالزيارة لذوي الأسير إلا من الفئة الأولى وهي الأب والأم والزوجة والأولاد أما الأشقاء فيسمح فقط لمن تقل أعمارهم عن 16 عاماً بالزيارة وهذا الإجراء أدّى إلى حرمان أقارب وأصدقاء المعتقل من زيارته إضافة إلى حرمان الأسير الذي فقد والديه ولا يوجد له أشقاء من الزيارة وصحب هذه الإجراءات تحديد خط سير الباصات التي تقلّ أهالي الأسرى ضمن نقاط وحدود عسكرية لا يسمح بتجاوزها مما زاد من معاناة أهالي الأسرى الذين يتحمّلون مشاق سفر طويل جداً ومتعب للوصول إلى السجون داخل الكيان. وظلّت هذه السياسة قائمة حتى منتصف عام 2000 حيث جرى تعديل عليها بسبب إضراب المعتقلين المفتوح عن الطعام في شهر أيار 2000 والذي استمر 30 يوماً.
3- شهدت السجون تصعيداً في استخدام العنف من قبل شرطة السجون اتجاه الأسرى سواء بالاعتداء عليهم برشّهم بالغاز المسيل للدموع وإطلاق قنابل الصوت نحوهم أو بالاعتداء بالضرب عليهم كما جرى في الاعتداء على أسرى مجدّو يوم 19/3/97 باقتحام السجن ورشّ الأسرى بخراطيم المياه وإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع نحوهم فأصيب 12 أسيراً بجراحٍ نقلوا إلى المستشفيات إضافة إلى اشتعال الحريق في خيام المعتقلين وذلك رداً على احتجاج المعتقلين على سياسة الاعتقال الإداري، وكذلك الاعتداء على أسرى سجن نفحة يوم 11/11/97 باستخدام أكثر من 300 قنبلة غاز اتجاههم أدّى إلى إحراق ملابسهم ومحتوياتهم وأصيب 12 أسيراً بجراحٍ رداً على احتجاج الأسرى على أساليب التفتيش الاستفزازية والليلية التي تقوم بها شرطة السجن، وتعرّض سجن مجدّو في 12/5/2000 إلى إطلاق مكثّف لقنابل الغاز والصوت اتجاه المعتقلين أدّى إلى إحراق قسـم كامـل في السجـن وأصيـب أكثر من 20 أسيراً بجراحٍ رداً على احتجاج المعتقلين على إجراءات الزيارات وتضامناً مع إضراب سائر زملائهم في السجون الأخرى.
4- بدأت حكومة الاحتلال وبشكلٍ علني بإصدار تصريحات وإجازات لرجال الشاباك الصهيوني يسمح لهم بممارسة تعذيب المعتقلين الفلسطينيين بهدف انتزاع اعترافات منهم، وابتداءً من عام 1996 أصدرت محكمة العدل العليا واللجنة الوزارية التابعة لشؤون المخابرات مجموعة قرارات تعطي فيها الضوء الأخضر لرجال الشاباك باستخدام التعذيب.. وأشار التقرير السنوي لجمعية حقوق المواطن الصهيونية (بيتسيلم) بتاريخ 2/7/1998 إلى أن الشاباك الصهيوني يحقّق مع 1000 - 1500 مواطن فلسطيني في السنة وأن 85 % منهم يتعرّضون للتعذيب.. وبذلك فإن الكيان الصهيوني هي الدولة الوحيدة في العالم التي وضعت تشريعاً وقانوناً للتعذيب بما يخالف كلّ المواثيق والأعراف الدولية.
وقد استشهد نتيجة التعذيب ما بين 1988 - 1999 (30) معتقلاً فلسطينياً ومن الأساليب التي اتبعها رجال التحقيق في تعذيب المعتقلين: أسلوب الهز العنيف، الشبح المتواصل بأشكال مختلفة، إسماع الموسيقى الصاخبة، الحرمان من النوم، غرف العملاء.
5- رغم أن سياسة العزل سياسة قديمة فقد تصاعدت بعد عام 1993 كأسلوبٍ عقابي صارم بحق المعتقلين الفلسطينيين حيث تم عزل العديد من المعتقلين فترات طويلة دون تحديد سقف زمني لمدة العزل حيث قضى بعض الأسرى 6 سنوات في زنازين انفرادية كالأسير محمود محاجنة من جنين، كذلك الأسير أحمد شكري من رام الله الذي قضى 4 سنوات في زنازين العزل.. واتبعت إدارة السجون سياسة عزل مجموعة من المعتقلين في أقسام بعيدة ومنفصلة عن سائر السجون ومختلطة مع السجناء اليهود والجنائيين حيث تمتاز قسوة الحياة هناك وتدني الشروط الصحية والمعيشية فيها إضافة إلى استفزازات واعتداءات رجال الشرطة على المعزولين باستمرار.
6- استمرت سياسة الإهمال الطبي والمماطلة في إجراء العمليات الجراحية للمعتقلين مما أدّى إلى تفاقم الأمراض واستشهاد عددٍ من المرضى بسبب التقصير في العلاج حيث استشهد ما بين 1993 - 1999 6 أسرى بسبب الإهمال الطبي.. وازداد الوضع الصحي سوءاً بسبب المضايقات اليومية واكتظاظ الغرف وقلة الحركة وعدم وجود عناية صحية يومية في حياة المعتقلين..


ثالثاً - المراحل التاريخية للاعتقال


خاض الأسرى نضالات طويلة وشاقة لتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية ولتحطيم سياسات الذلّ والاستعباد التي واجهتهم داخل السجون ويمكن تقسيم مراحل التجربة النضالية للأسرى في هذه الفترة إلى ما يلي:
1- في هذه المرحلة بدأ الأسرى يخوضون النضال دفاعاً عن كرامتهم الوطنية التي كانت تتعرّض للتدمير إضافة إلى محاولتهم بناء كيانهم المؤسسي والاعتقالي المنظّم وتشكيل الأطر التنظيمية والسياسية ونشر الوعي السياسي والفكري في صفوفهم. وأبرز مطالب الأسرى في هذه المرحلة التي خاضوا المواجهات في سبيل تحقيقها هي:
• وقف سياسة الضرب والاعتداء على الأسرى.


• إلغاء القيود الإذلالية المفروضة عليهم.
• السماح بإطلاق الشعر والشارب.
• عدم إجبارهم على العمل في مرافق الإنتاج الصهيونية.
• السماح بإدخال المواد الثقافية والقرطاسية.
• تخفيض الازدحام والاكتظاظ داخل غرفهم.
وخاض الأسرى إضراباتٍ مفتوحة عن الطعام في سبيل ذلك، كإضـراب سجــن الرمـلة عام 1969 واستمر 11 يوماً، وإضراب سجن عسقلان في 5/7/1970 واستمر 7 أيام.. إضافة إلى ذلك خاض الأسرى احتجاجات عصيان مثل إلقاء الملابس والأبراش خارج الغرف كما حدث في سجن عسقلان عام 1970 وخاض أسرى سجن بئر السبع إضراب عصيان بالامتناع عن الخروج إلى مرافق العمل بتاريخ 17/1/1970.
لقد استطاع الأسرى في هذه المرحلة كسر حاجز الخوف والرعب الذي سيطر عليهم في بدايات التجربة الاعتقالية وبرزت الروح النضالية والاستعداد للمواجهة دفاعاً عن إنسانيتهم وكرامتهم وحقوقهم.
2- مقاطعة العمل في مرافق العمل الصهيونية وبدء تنظيم الصفوف الداخلية والقضاء على التناقضات وحالات الانفلات والتسيّب حيث خاض أسرى بئر السبع إضراباً عصيان تحت شعار (حرية عدم العمل) بتاريخ 9/7/1973 بالامتناع عن زيارة الأهل والتوقّف عن العمل وعدم الخروج إلى ساحة النزهة واستمر الإضـراب تسعـة أشهـر.. ويعتـبر إضــراب عسقــلان التاريخـي المفتــوح عن الطعام في 11/12/1976 والذي استمر 45 يوماً نقلة نوعية في مسيرة الاعتقال نحو تحسين شروط الحياة في المعتقلات ومظهراً من مظاهر نضوج التجربة وترسيخ المؤسسة الاعتقالية القائدة في السجون حيث تحقّق في هذا الإضراب الكثير من المنجزات على صعيد تحسين الأوضاع الداخلية للأسرى.
3- في هذه مرحلة دخل فيها الأسرى معارك احتجاجية دفاعاً عما حقّقوه من منجزات حاولت إدارة السجون سحبها والالتفاف عليها وإعادة الأوضاع إلى الوراء من خلال أساليب قمعية متعددة حيث دخل أسرى نفحة بتاريخ 21/7/1980 إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على ظروف العزل وتدهور الأوضاع في هذا السجن ليتحوّل هذا الإضراب إلى انتفاضة شاملة عمّت كافة المعتقلات ولقيَ تفاعلاً شعبياً خارجياً واسعاً.. وقد توقّف الإضراب في 16/8/1990 بعد أن حقّق المعتقلون جملة من المنجزات الهامة مثل الحصول على الأسرة وتحسين الطعام واستبدال الصاج الموجود على الشبابيك بشبك وبناء غرفة لزيارة الأهل وتركيب مرآة في كلّ غرفة وإدخال مغسلة وغيرها.. وكذلك دخل أسرى سجن جنيد في نابلس إضراباً مفتوحاً عن الطعام بتاريخ 23/9/1984 استمر 13 يوماً احتجاجاً على المعاملة القاسية التي وجدوها في هذا السجن وتحقّقت إنجازات نوعية في هذا الإضراب أبرزها إدخال الراديو إلى السجون والتخفيف من الازدحام وتحسين الإنارة والتهوئة وغيرها.
وبتاريخ 25/3/1987 دخل أسرى جنيد إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر 20 يوماً رداً على سياسة التنقلات الواسعة في صفوف المعتقلين بهدف تفريغ السجون من الطاقات الفاعلة.
4- وفي هذه المرحلة التي بدأت خلال الانتفاضة الأولى (87 - 93) حيث ساد القمع الصهيوني وافتتح سجن النقب وسجون عسكرية عديدة لاستيعاب المعتقلين وفرضت إجراءات قمعية ووحشية على حياة الأسرى.. حيث دخل أسرى سجن النقب سلسلة إضرابات مفتوحة عن الطعام رداً على تدهور أوضاعهم والمعاملة البوليسية لهم واستطاعوا تحسين شروط حياتهم ولكن بعد دفع ثمنٍ باهظ.. إضافة إلى خوض الأسرى ولأول مرة إضراباً جماعياً في 27/9/1992 احتجاجاً على سياسة العزل والمطالبة بإغلاق قسم العزل نيتسان في الرملة واستمر 15 يوماً ولقيَ تفاعلاً واسعاً وانتفاضات شعبية جماهيرية مساندة للأسرى واستطاع الأسرى بفعل هذه الخطوات النضالية حماية حقوقهم وتحسين شروط حياتهم ومنع إدارات السجون من الانقضاض عليها.




رابعاً - المقاومة المضادة


امتازت تجربة الأسرى النضالية بعد اتفاقية أوسلو بخوض النضالات السياسية المطالبة بالإفراج عنهم على ضوء عدم شمولية الاتفاقيات الموقعة الإفراج عن جميع المعتقلين ووضع شروط أمنية وسياسية على ذلك ولجوء المحتل إلى استخدام الأسرى كورقة للمساومة والمقايضة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية وانطلق نضال الأسرى على قاعدة التحرر الشامل وليس المطالب المعيشية .
وعبّر الأسرى في خطواتهم النضالية عن استيائهم الشديد من فرض شروط ومقاييس على عمليات الإفراج عنهم أدّت إلى استثناء الأسرى الذين قتلوا يهوداً وأسرى القدس وأسرى فلسطين 48 وأسرى المعارضة من أي عملية إفراج وهذا أدّى إلى إبقاء احتجاز أعدادٍ كبيرة من المعتقلين الذين يقضون فترات زادت عن العشرين عاماً.
وقد خاض الأسرى سلسلة إضرابات مفتوحة عن الطعام لتحقيق هدف التحرّر من السجون لقيت تجاوباً شعبياً واسعاً في الشارع الفلسطيني وانفجرت انتفاضات جماهيرية تضامناً مع مطالب المعتقلين العادلة..

خامساً - تصور رقمي عام


منذ الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967 زجّت سلطات الاحتلال بآلاف المعتقلين السياسيين في سجونها، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية 1987م طال الاعتقال عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ولجأت إلى افتتاح معسكرات اعتقال لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المعتقلين.
ولقد عاش الشعب الفلسطيني بمجموعه معاناة الأسرى والمعتقلين إذ عرفت كلّ عائلة وكلّ بيت إجراءات الاعتقال. وقـد بلغـت نسبـة عــدد الأسـرى إلى عـدد السكان حوالي 25 % وهذا يعني أنه يوجد سجين لكلّ بيتٍ فلسطيني تقريباً.
ورغم أنه يصعب حصر حالات الاعتقال في أوساط الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني فإن دراسة نشرت في كانون الأول عام 1993م في مجلة 17 نيسان أشارت إلى أن عدد حالات الاعتقال ما بين 1967 – 1987م قد بلغ (535.000) أي بمعدل (27.000) حالـة اعتقـال سنـوياً وقــد حكــم الكثــير مـن هــؤلاء بالـسـجـن الفعـلي ووصلت أحكام بعضهم إلى أكثر من 20 مؤبداً ومن بين هؤلاء 69 معتقلة من النساء.
وقد أصدرت ما يسمّى وزارة الشرطة الصهيونية تقريراً تضمّن فيه أن عدد المعتقلين منذ بداية الانتفاضة 1987م قد بلغ (105.725) أسيراً فلسطينياً وقد اعتقل أكثر من (80.000) منهـم في معسكرات تابعة للجيش الصهيوني ومـن بـين هـؤلاء (20.000) اعتقلوا أكثر من مرة وقد بلغ معدل حالات الاعتقال الشهرية عام 1990 حوالي (9.990) حالة اعتقال وبلغ حوالي (9.500) حالة اعتقال عام 1991م وحوالي (7.350) حالة اعتقال عام 1992 وحوالي (6.500) حالة اعتقال عام 1993م وبلغت نسبة المحكومين بين المعتقلين حوالي 62 % من عدد المعتقلين العام.


ووصل عدد المعتقلين في العام 1993 م وهو العام الذي وقّعت فيه اتفاقية إعلان المبادئ بين م.ت.ف والكيان الصهيوني إلى (13.000) أسير فلسطيني.
وقد تناقص عدد المعتقلين في السنوات التي تلت اتفاقيات أوسلو بسبب الإفراج التي تمّ بموجب هذه الاتفاقيات حيث بلغ عدد المعتقلين حتى عام 1999م إلى (1500) معتقل فلسطيني ليرتفع بعد ذلك الرقم ويصل إلى (2000) معتقل فلسطيني في نهاية عام 2000 بسبب الاعتقالات الواسعة بعد اندلاع انتفاضة الأقصى بتاريخ 28/9/2000 م .
وقد بلغ عدد الذين استشهدوا في السجون بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي ما بين الأعوام 1967م والعام 2000 م حوالي 140 شهيداً فلسطينياً.


المصدر : الملتقى المقدسي