ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين من قبل الاحتلال الصهيوني


يمكن أن تتم عملية اعتقال الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية في أي وقت وفي أي مكان، سواء من البيت أو الشارع أو على الحواجز العسكرية الإسرائيلية الكثيرة المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو كما حدث أثناء الاجتياحات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية حيث كانت عمليات الاعتقال تتم في أي مكان عام أو خاص.
إن أغلب عمليات الاعتقال التي تقوم بها قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، تتم أثناء حملات المداهمة من بيت لبيت، حيث يتعرض المعتقل وعائلته للتنكيل منذ اللحظة الأولى التي تقوم قوات الاحتلال بمداهمة البيت. وأثناء الاعتقال، وعادة ما تقوم القوات الإسرائيلية بإجراء عمليات التفتيش العاري لأبناء العائلة إلى جانب استخدام بعض أفراد الأسرة كوسيلة للضغط على المعتقل.
ويتم عند الاعتقال تقييد يدي المعتقل بقيود بلاستيكية وتعصيب عينيه. ولا يتم إخباره عن سبب اعتقاله أو عن الجهة التي سينقل إليها،وتترافق عملية الاعتقال بالعنف الجسدي و إهانة المعتقل، وأكد العديد من المعتقلين في شهادات مشفوعة بالقسم أنهم تعرضوا لمحاولات قتل واغتصاب. وتم في أحيان كثيرة دفعهم إلى الأدراج بينما كانت أعينهم معصوبة ليسقطوا.هذا إلى جانب العديد من ممارسات التعذيب التي اقترفها الجنود الإسرائيليون بحقهم. وكثيرا ما اجبر المعتقلون على التعري أمام الجميع عند اعتقالهم. كما أجبر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين على خلع ملابسهم عندما قام بحملات المداهمة من بيت لبيت.
نفذت القوات الإسرائيلية خلال ربيع العام 2002حملات اعتقال واسعة طالت ما يزيد عن الخمسة عشر ألف فلسطيني كانت غالبيتهم من الذكور، إلى جانب اعتقال عدد من النساء والأطفال، وحسب ما أفاد شهود عيان، فان الكثير من القرى والتجمعات السكانية قد أفرغت من كافة الذكور فوق سن الخامسة عشرة بعد أن تم اعتقالهم على أيدي قوات الاحتلال. كما أن منع حظر التجول المشدد الذي فرض على المناطق الفلسطينية العديد من المعتقلين المفرج عنهم من العودة إلى عائلاتهم، التي عاشت حالة من القلق والتوتر الشديد لعدم إدراكها لمصير أبناؤها فيما لو كانوا في الأسر أو أفرج عنهم أو حتى قتلوا.

المصدر : الملتقى المقدسي