Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - الصفحة 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 37 من 37

الموضوع: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

  1. #21
    عـضــو الصورة الرمزية أريج عبد الله
    تاريخ التسجيل
    21/06/2010
    المشاركات
    3,662
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    العزيزة سعاد
    موضوع غاية في الروعة والأهمية
    جزاكِ الله أفضل الجزاء وجعله في ميزان حسناتك
    ولي أكثر من عودة إن شاء الله ..
    فمن واجب كل مؤمن غيور على الدين وملتزم بنصوص القرآن الكريم
    عليه الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أهل بيت رسول الله
    دمتِ للخير والعطاء
    أريج العراق


  2. #22
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/11/2010
    المشاركات
    810
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    أختنا الفاضلة سعاد :-

    جزاك الله خيراً في الدارين على هذه المقالة الكاملة و المفصلة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و فعلاً لم تتركي شاردة أو واردة في هذا الموضوع إلا و ذكرتيها كرد تفصيلي على هؤلاء الشرذمة الزنادقة الروافض من أمثال المعتوه ياسر الخبيث وغيره من الذين أبوا إلا أن يكونوا في حماقتهم عبر التاريخ في خندق واحد مع الملعونين من اليهود فهم للأسف الشديد يقومون بدور خبيث و مجنون و طائش في تشويه الإسلام و رموزه و هذا الأمر أنكى و أدهى و أمر و أصعب على المسلمين من تصرفات الكفرة لأن الكفرة هم حادوا عن طريق دين الحق الإسلام منذ البداية و اختاروا و إرتوا لأنفسهم دين و طريق أخر غيره أما هؤلاء الزنادقة فهم يحاربون الإسلام و المسلمين من داخل الصفوف و في عقر بيتنا و عقيدتنا فهم منافقين من الدرجة الأولى بدون منازع أختي الفاضلة سعاد أنا أستشهد بالإضافة لحكم علماءنا اليوم في هذه الفرقة المارقة على الدين أستشهد بحكم علماء الأمة فيهم منذ قرون و منهم على سبيل المثال لا الحصر حكم ابن الجوزي و حكم ابن كثير رحمة الله عليهم جميعاً و التي ذكرتي أحكامهم في هذه الفرقة المارقة سابقاً:-

    • ويقول ابن الجوزي: ثم إن هؤلاء من أخف الناس عقولاً، وأقلهم ديناً ويقيناً، أهواؤهم مختلفة، ومذاهبهم متباينة، ولهم أشياء سخيفة، مثل عملهم يوم عاشوراء، يعمدون إلى نعجةٍ حمراء ينتفون شعرها بعد تعطيشهم لها أياماً، يمثلون أنها عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين المبرأة من كل عيب ونقص.

    • قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور : 23]. قد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على من سبها – يعني عائشة – بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن.

    دمتي أختي سعاد و دام عطاءك و الخزي و العار لهؤلاء الزنادقة الأشرار .


  3. #23
    عـضــو الصورة الرمزية علي الكرية
    تاريخ التسجيل
    10/07/2010
    المشاركات
    3,158
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    السلام عليكم و جزاكم الله خيرا كثيرا من واجبنا الدفاع عن أمّنا عائشة رضي الله عنّها.
    تحيّاتي لكم جميعا ودمتم وكثّر الله من أمثالكم.


  4. #24
    عـضــو الصورة الرمزية احمدنخلة
    تاريخ التسجيل
    12/09/2010
    المشاركات
    289
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    رضي الله عنها وارضاها
    مشاركة قيمة لاحرمك الله اجرها وثوابها
    بارك الله فيك ونفعنا بك
    وأثابك الفردوس الاعلى

    يقول أبو عمران موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي – رحمه الله- وهو يتكلم عن حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته في الدنيا
    وفي الجنة الطاهرة المطهرة الطيبة ام الطيب المبرئة من فوق سبع سموات امنا ام المؤمنين على لسانها
    وهو يتحدث عن فضلها ومناقبها رضي الله عنها وارضاها :

    ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي *** هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي
    إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِه *** ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي
    يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ *** فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي
    إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
    وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّه *** فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
    مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي *** فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
    زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ *** اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي
    وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي *** فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي
    أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ *** وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ
    وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي *** وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
    واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
    واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي
    واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي *** إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي
    إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي
    واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ *** وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ
    وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي
    أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ *** فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني
    مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي *** ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟
    وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ *** وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ
    وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ *** فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي
    والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي *** حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي
    وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
    نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ *** وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

    [marq]كلنا للجنة عشاق .
    ومن منا ليس بمشتاق .؟!
    فاعمل لها فإن طريقها شاق..[/marq]
    ]

  5. #25
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    27/09/2010
    المشاركات
    263
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    الاخت الفاضلة سعاد
    لله درك وعلى الله اجرك ونعم الاجر اجرك ان شاء الله
    اسال الله القدير ان يجعل من صنعك هذا في ميزان حسناتك ويحشرك مع امنا عائشة رضي الله عنها وارضاها
    حياكي الله


  6. #26
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    لا تحزني .. يا أماه ! !


    بسم الله الرحمن الرحيم


    عندما قرأت وشاهدت ، ما قاله أحد الشيعة الروافض ، والذي يسمى " ياسر حبيب " عن أم المؤمنين عائشة ، في احتفالية أقيمت خصيصا للسب والطعن فيها رضي الله عنها ، ترددت كثيرا قبل أن أكتب في هذا الموضوع ، لأمرين رئيسين :

    أولهما : من أنا حتى أكتب دفاعا عمن برأها الله من فوق سبع سماوات ، و هل هناك كلام يقال بعد كلام الله تعالى ، و هل أحاول أن أثبت براءة وطهارة من أثبت الله براءتها وطهارتها بآيات تتلي في كتابه الكريم إلى يوم الدين ؟!
    ورحم الله حسان بن ثابت حين قال :

    حَصَانٌ رَزَانٌ(1) ما تُزَنّ(2) بِرِيبَةٍ --- وتُصْبِحُ غَرْثَى(3) من لحومِ الغوَافِلِ(4)
    حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصبا ً --- نبيِّ الهُدى والمَكرُماتِ الفوَاضِلِ
    عقيلةُ(5)حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ --- كرامِ المساعي مجدهم غيرُ زائلِ
    مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خِيمَهَا(6) --- وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ


    ثانيهما : أني أعلم في قرارة نفسي ، أن الدافع لتطاول هذا الخاسر الخبيث على أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها وعن أبيها – إنما هو حبه للظهور إعلاميا ، وأن يتحدث عنه الناس في كل مكان ، ونحن بحديثنا عنه وردودنا عليه نكون قد أعطيناه ما يريده ويؤمله .

    غير أني في الحقيقة قد عزمت الأمر ، وتناولت القلم لأخط به بعضا من مواقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، حبا وكرامة لها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلي أجده في صحيفة حسناتي يوم أن ألقى الله تعالى وأقف بين يديه ، فما أحلاه من شرف ، وأعظمه من عمل أن أكتب دفاعا عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن أرد على من يحاول أن يدنس شرف حبيبته صلى الله عليه وسلم ، فهي كما نعلم جميعا أنها أحب زوجاته إليه ، وذلك كما ورد في الحديث " قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبوها " [صحيح الترمذي للألباني] .

    مكانتها الخاصة
    من يقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتتبع حياته الخاصة ، يرى المكانة التي تتمتع بها السيدة عائشة بين زوجاته الطاهرات الشريفات ، ويرى عظم منزلتها بينهن ، فقد ‏أخرج البخاري في صحيحه عن ‏أبي موسى الأشعري ‏ أنه ‏قال: ‏قال رسول الله ‏:‏ "‏كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا ‏مريم بنت عمران، ‏وآسية امرأة فرعون، ‏وفضل ‏عائشة ‏على النساء كفضل ‏الثريد ‏على سائر الطعام".
    لذلك كان المسلمون يقدمون هداياهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلتها ، تقربا إليه ، وطلبا لرضاه ، فقد وأخرج الإمام مسلم في صحيحه ‏عن ‏عائشة -رضي الله عنها- ‏أنها قالت: " كان الناس ‏‏يتحرّون ‏بهداياهم يوم ‏عائشة ؛ ‏يبتغون ‏بذلك مرضاة رسول الله ‏".
    ولقد حباها الله بشرف لم يكن لغيرها ، و بميزة لم تكن لصاحباتها ، فما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحاف امرأة غيرها ، ولذلك قال لأم سلمة : "يا أم سلمة ! لا تؤذيني في عائشة ، فإنه و الله ما نزل علي الوحي و أنا في لحاف امرأة منكن غيرها " [ صحيح الجامع للألباني ] .

    كرم وسخاء يفوق الوصف
    لقد أعطت – رضي الله عنها – أسمى وأشرف ما يكون العطاء ، وقدمت للتاريخ نموذجًا رائعًا قل أن نجد له مثيلاً على مدى الحياة ، في الجود والكرم ، والسخاء ، فقد كانت تجود بمالها في سبيل الله تعالى ، حتى لقد روي أنها كانت تطيب الدرهم بالمسك قبل أن تتصدق به ؛ لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد السائل.
    أخرج أبو نعيم في الحلية عن أم ذرة قالت: بعث إليها ابن الزبير بمال: أراه ثمانين أو مائة ألف.. فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من درهم ولم تجد ما تفطر عليه وهي صائمة يومها إلا الخبز والزيت، وعلقت أم ذرة قائلة أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم نفطر عليه؟ قالت: لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت! !

    علم غزير
    أما عن علمها ، فحدث و لا حرج ، فقد أعطت للناس العلم ، وخلفت تراثًا في أحكام الفقه وأصوله ، فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض ؛ قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة -رضي الله عنها- من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة . وقال أبو موسى الأشعري : ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا. وقال عروة بن الزبير بن العوام : ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم ، والشعر ، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

    عفيفة .. حتى في غضبها
    لقد رمى هذا الخاسر الرافضي ، أم المؤمنين عائشة ، بأبشع التهم ، ونعتها بنعوت ، الله يعلم أنها منها براء . ولله در القائل :

    قـالَ قـولاً سفيـهاً اهــتزّ لهُ --- قـلبُ غَـيورَةٍ لدينِـها تُناضـلُ
    هيَ المُـبرّأة من فوقِ سـبعٍ إنّها --- زوجةُ الأمـينِ وابنـةُ الصّـدّيقُ
    نـبحَ وما يضـرّ السـحابُ نبحٌ --- فهُـو بالســماء ذو مـقامٍ رَفيعُ

    هذه المؤمنة التقية الطاهرة النقية ، التي ما عرف الفحش أو البذاءة طريقا إلى لسانها رضي الله عنها ، حتى ساعة أن تغضب من زوجها ، فقد قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : أما إذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت غضبى ، قلت : لا ورب إبراهيم . قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك " [ صحيح البخاري ] .
    أما هذا الخبيث ، الذي قد تخلى عن كل فضيلة ، و لم يبق للإيمان في قلبه دليل ولا برهان ، وأطلق للسانه العنان ليخوض في عرض رسول الله ، ويقسم قسما مغلظا على أنها من أهل النار ، ويتأله على الله تعالى ، هذا الذي لا أجد له وصفا إلا كما وصفه أحدهم قائلا :

    أيا ياسـرٌ يا من يُلقّبُ بالحَبـيبُ --- أمَـا عَلـمتَ مقامَكَ يا خَبيـثُ؟!
    كـكـلب عَقُور أو أتـانٍ ميّـتٍ --- لم يُـحيي قَلبهُ أو يشـغّلُ عقـلهُ
    فلا مَـقامَ لهُ بـينَ النّـاس ولا --- ذكــر بعـدَ مـوتِـه يُحيـيـهُ
    إلاّ بسبّ أو لـعنٍ ودعاء لــ --- جسـدهِ في النّـــيرانِ يُحـرّقُ
    سَلمِ عـرضُ عائـشَة منكَ أيـ --- ـا خبيـثُ يامـنَ بِكلامكَ تنعـقُ
    لن يضرّها نبحُ الكِلابِ وإن علا --- ولن يــضرّها كلامُكَ يا مَـهينُ


    رسالة .. إلى أمي
    * أماه .. لا تحزني لما رميت به ، فقد أوذيت أكثر من ذلك ، وصبرت ، وبرأك الله من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى إلى يوم القيامة .
    * أماه .. لن تستطيع أيدي البشر أن تصل إلى الشمس ، أو يمحو شعاعها ألفاظهم ، وأنت كذلك يا أماه .
    * أماه .. مهما كثر نبح الكلاب ، وتطاولت ألسنة الطغاة ، و نطقت أفواهم بكل حقد ، ورمتك سهام الخاسئين الخاسرين ، فلن يحط هذا من قدرك ومكانتك عند الله وعند رسوله ، و لن ينالوا من حبك الراسخ في قلوب المؤمنين .
    * أماه .. ما أشبه الليلة بالبارحة ، والحاضر بالماضي ، وحاقد اليوم ، بحاقد الأمس ، فها هو التاريخ يعيد نفسه ، وتدور الأيام دورتها ، اختلفت الشخصيات ، وتعددت التهم ، غير أن السبب واحد لم يتغير ، هو الحقد الذي قد أوغر الصدور ، والنفاق الذي قد استحوذ على القلوب .


    ------------------------------------------
    هوامش :
    (1) حصان رزان : العفيفة ذات الثبات والوقار .
    (2) تزن : تتهم .
    (3) غرثى : جائعة .
    (4) الغوافل : مفردها غافلة وهي التي لا ترتع في أعراض الناس .
    (5) العقيلة: السيدة الكريمة .
    (6) الخيم : الأصل .

    عصام ضاهر
    Esim825011@yahoo.com

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #27
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    ألخت مغربي سعاد الموقرة.. أعاد الله عليك كل الأعياد وأنت بصحة وعافية وبركات.. وبعدُ
    بوركت الكلمة الطيبة تصدر من قلب مؤمن في نية حسنة.. والله من وراء القصد..ومن يلعن أو يشتم.. أو يزوِّر كلام الله ليس بمسلم ولا ينتمي إلا إلى أعداء هذه الأمة عليهم من الله غضب وألف لعنة..


  8. #28
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    السلام عليكم السادة و السيدات المشاركين في هذا الموضوع
    الذي يتطلب منا تكثيف الجهود اكثر للرد على المتطاولين ....
    و هناك 40 فكرة في الدفاع عن أمي عائشة لعبدالرحمن المقيبلي يمكن اعتمادها .

    أولا : في المساجد
    1- إقامة محاضرات عن أمنا عائشة رضي الله عنها
    2- تخصيص خطب الجمعة للحديث عن فضلها وسيرتها
    3- إلقاء كلمات عنها رضي الله عنها
    4- إقامة مسابقة على شريط أو كتيب عن عائشة رضي الله عنها

    ثانيا: في الانترنت
    1- إنشاء مواقع ومنتديات متخصصة في الدفاع عن عائشة رضي الله عنها
    2- افتتاح أقسام في المواقع والمنتديات مخصص لأمنا عائشة رضي الله عنها
    3- فتح مجموعات في الفيس بوك
    4- فتح حسابات في اليوتيوب وغيرها ونشر المقاطع التي تتحدث عن عائشة رضي الله عنها ودحض الشبهات
    5- إنشاء مجموعات بريدية
    6- وضع الوصلات للمواقع والمجموعات الخاصة بأمنا عائشة في تواقيع الأعضاء
    7- المشاركة الفعالة في المنتديات من الجميع
    8- التعاون بين المواقع الأخرى والمواقع المتخصصة في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
    9- فتح غرف في البالتوك لهذا الأمر

    ثالثا: في الفضائيات
    1- برامج عن سيرة عائشة رضي الله عنها
    2- برامج حوارية مع علماء ودعاة ومحامين ومسؤلين كل في تخصصه
    3- برامج مفتوحة لكافة شرائح المجتمع للتعبير عن مشاعرهم وإيصال رسالتهم
    4- أناشيد لكبار المنشدين وكذلك أناشيد للأطفال في أمنا عائشة
    5- برامج باللغة الفارسية وغيرها للحديث عن فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    رابعا: في الصحف والمجلات
    1- كتابة مقالات في الذب عن أمنا عائشة رضي الله عنها
    2- نشر إعلانات بعبارات مختصرة عن فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
    3- نشر سيرة عائشة رضي الله عنها
    4- إعطاء مساحة كبيرة للمسلمين للتعبير عن مشاعرهم
    5- وضع مسابقات عن فضل أمنا عائشة رضي الله عنها

    خامسا : الكتب
    1- طباعة الكتب عن أمنا عائشة رضي الله عنها
    2- طباعة مطويات وكتيبات صغيرة عن سيرتها
    3- شرح واختصار وحواشي للكتب السابقة التي تطرقت لحياة عائشة رضي الله عنها
    4- الترجمة والطباعة بشتى اللغات

    سادسا : المدارس
    1- الإذاعة المدرسية
    2- مسابقات عن فضل عائشة رضي الله عنها
    3- محاضرات وكلمات عن أمنا عائشة رضي الله عنها
    4- توزيع مطويات وأشرطة عنها رضي الله عنها
    5- تخصيص وقت لزيارة المكتبة المدرسية لقراءة فضل وسيرة عائشة رضي الله عنها
    6- وضع لوحات وملصقات تحوي أحاديث عن عائشة رضي الله عنها

    سابعا : أفكار منوعة
    1- استغلال رسائل الجوال في نشر فضائل عائشة رضي الله عنها
    2- توزيع الأشرطة التي تتحدث عن أمنا عائشة رضي الله عنها
    3- التواصل مع التجار والأغنياء لدعم هذه المشاريع
    4- نشر فضائل وسيرة عائشة رضي الله عنها في الأسرة والعمل
    5- تسمية المواليد الجدد باسم عائشة رضي الله عنها
    6- كتابة قصائد في الذب عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
    7- الملاحقة القانونية لكل من يتعرض لأمنا عائشة رضي الله عنها
    ولكم مني أجمل التحايا.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #29
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    [COLOR="Navy"]وقفات مع حادثة الإفك الجديدة


    بسم الله الرحمن الرحيم


    طالعتْنا وسائل الإعلام المرئية والمقروءة بذلك الحفلِ السافر، الذي أقامه بعضُ الخبثاء والزنادقة ليلة السابع عشر من رمضان الماضي في لندن؛ احتفالاً بالليلة التي ماتتْ فيها أمُّ المؤمنين عائشةُ - رضي الله عنها - حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - العفيفة المبرَّأة من فوق سبع سموات، الحصان الرَّزان، الذَّكية الزاكية، الفقيهة العالمة، التي لم ينزل الوحيُ في لحاف أحدٍ من أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - غيرها، ومات رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين سَحْرها ونَحْرها، ودُفن في بيتها، كانت أحبَّ نساء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى قلبه، ومن أعظمهن قدرًا، وأرفعهن شرفًا.

    و أريد أن أقف بعض الوقفات مع هذا الحدث:

    الوقفة الأولى مع أبناء عائشة - رضي الله عنها -: "لا تحسبوه شرًّا لكم":
    يأتي الأمل من بين ثنايا الألم، وتظهر المِنحُ بين طيّات المِحن، ويولَد الفرجُ من رحم الكرب، تلك سنن الله في الكون، ولا شك أن هذه المحنة قد أظهرتْ لنا العديد من المنح، ومن هذه المنح:
    • زيادة حبِّ أبناء عائشة - رضي الله عنها - لأمِّهم، وبغضهم لمن يطعن فيها، وترضِّيهم عليها، ودعاؤهم لها، وإحياؤهم لسيرتها العطرة، فهناك الكثير من شبابنا وبناتنا لا يعلمون عنها غير أنها زوج نبيِّهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - لذلك وجب علينا أن نُحيي سيرتها مع أبنائنا وبناتنا؛ حتى يتعرَّفن على أمِّهن، ويقتدين بها في حيائها وعفتها وعِلمها.

    • ظهور الوجه الكالح للمعمَّمين من الروافض، الذين يزعمون أنهم يحبون آل بيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد بان لكل ذي عقلٍ من عوام الشيعة حقيقةُ هؤلاء المعممين، وكيف أنهم يقومون بتلبيس الحق بالباطل، ويفترون على الصحابة وآل البيت - رضوان الله عليهم أجمعين - ولا شك أن في ذلك الخيرَ الكثير؛ فهذا طريق لعودتهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة، بعد أن علموا قبيح سريرة علمائهم.

    الوقفة الثانية مع سفهاء المُعمَّمين: "لستم بمؤمنين":
    بعد أن أنزل الله - سبحانه وتعالى - براءةَ عائشةَ - رضي الله عنها - في قرآنٍ يُتلى إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، وعَظ المؤمنين وحذَّرهم - سبحانه - من أن يعود أحدٌ منهم لمِثلِ هذا الإفك العظيم، فقال:﴿ يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 17]، وللأسف الشديد فهؤلاء الشرذمةُ من السفهاء يعُودون كلَّ عام لهذا الرمي والاتهام الباطل والإفك العظيم، وإني أُبشِّر هؤلاء بالعذاب الشديد من الله - سبحانه - إن لم يتوبوا وينتهوا عن فعلِ مثل هذه التخاريف الحاقدة على أم المؤمنين - رضي الله عنها - بل وعلى هذا الدِّين، وقد أجمع علماؤنا على أن من طعن في أمِّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - فهو كافر مكذِّبٌ لما جاء في القرآن الكريم من إعلان براءتها، ونورد فيما يلي بعضًا من أقوال العلماء في هذه المسألة:

    قال ابن كثير معلقًا على قول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23]، قال: وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا، ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن. ("تفسير القرآن العظيم" ج 6 ص 31، بتحقيق سامي بن محمد سلامة).

    كما أورد القرطبي في تفسيره قول هشام بن عمار: سمعت مالكًا يقول: من سبَّ أبا بكر وعمر أُدِّب، ومن سب عائشة قُتل؛ لأن الله - تعالى - يقول: ﴿ يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾، فمن سبَّ عائشة فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قُتل. ("تفسير القرطبي" ج 12 ص 205).

    وقال ابن العربي: "إن أهل الإفك رمُوا عائشةَ المطهَّرة بالفاحشة، فبرَّأها الله تعالى، فكلُّ من سبَّها بما برأها الله منه مكذِّب لله، ومن كذَّب الله فهو كافر"؛ ("تفسير القرطبي" ج 12 ص 206).

    وذكر الإمام النووي أربعًا وخمسين فائدةً لحادثة الإفك، وقال في الفائدة الحادية والأربعين: "براءة عائشة - رضي الله عنها - من الإفك: وهي براءة قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتدًّا بإجماع المسلمين"؛ ("شرح النووي على صحيح مسلم" ج 17 ص 117 - ترقيم الشاملة).

    وقال القاضي أبو يعلى: "من قذف عائشة بما برَّأها الله منه، كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماعَ على هذا غيرُ واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم"؛ (انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية ج 2 ص 2233، و"شبهات الرافضة حول الصحابة - رضي الله عنهم - وردها" علي بن نايف الشحود، ص 31 - ترقيم الشاملة).

    وقال ابن قدامة المقدسي: ومن السنة الترضِّي عن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين، المطهَّرات، المبرآت من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد وعائشة الصدِّيقة بنت الصديق التي برَّأها الله في كتابه، زوج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه، فقد كفر بالله العظيم"؛ ("لمعة الاعتقاد" ص 29).

    وقال ابن أبي موسى: "ومن رمى عائشة - رضي الله عنها - بما برأها الله منه، فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة"؛ ("الصارم المسلول"، ابن تيمية، تحقيق: محمد عبدالله عمر الحلواني، محمد كبير أحمد شودري، ج 1 ص 570).

    وقال ابن القيم: "واتفقت الأمَّة على كفر قاذفها"؛ ("زاد المعاد في هدي خير العباد"، ابن القيم، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ج 1 ص 102).

    وقال بدر الدين الزركشي: "من قذفها فقد كفر؛ لتصريح القرآن الكريم ببراءتها"؛ ("الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة" ص 45).

    وقال محمد بن عبدالوهاب في كتاب "الرد على الرافضة" بعد أن ذكر من الروايات ما يدل على أن عائشة - رضي الله عنها - هي المبرأة المقصودة بآيات سورة النور، قال: "وكونها هي المبرأة المرادة من الآيات مشهورٌ؛ بل متواتر، فإذا عرفتَ هذا فاعلم أنه من قذفها بالفاحشة مع اعتقاده أنها زوجة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنها بقيتْ في عصمته بعد هذه الفاحشة، فقد جاء بكذب ظاهر، واكتسب الإثم، واستحق العذاب، وظنَّ بالمؤمنين سوءًا، وهو كاذب، وأتى بأمر ظنَّه هينًا وهو عند الله عظيم، واتَّهم أهل بيت النبوة بالسوء، ومن هذا الاتهام يلزم نقص النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومَن نقصه فكأنما نقص الله، ومن نقص الله ورسوله فقد كفر، وهو بفعله هذا خارجٌ عن أهل الإيمان، ومتَّبع لخطوات الشيطان، وملعون في الدنيا والآخرة، ومكذّب الله في قوله - تعالى -: ﴿ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ﴾ الآية [النور: 26].

    ومن كذَّب الله فقد كفر... وقد قال بعض المحققين من السادة: "وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد، ولا يكتفَى فيه بالجلد؛ لأنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتاب الله - كما مرَّ - فيُقتل ردة، وإنما اكتفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - بجلدهم - أي: من قذفها - في زمنه مرة أو مرتين؛ لأن القرآن ما كان أنزل في أمرها، فلم يكذبوا القرآن، وأما الآن فهو تكذيب للقرآن، أمَا نتأمل في قوله - تعالى -: ﴿ يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ ﴾ الآية [النور: 17]، ومكذّب القرآن كافر، فليس له إلا السيف وضرب العنق"؛ ("الرد على الرافضة"، محمد بن عبدالوهاب، ص 19، 20 بتصرف).

    قلت: فهذه النصوص صريحةٌ في كفر من تعرَّض لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بالسبِّ والشتم والإساءة، وأن عقوبته القتل؛ لارتداده عن الإسلام.

    الوقفة الثالثة مع دعاة التقريب: "أنَّى وكيف يكون التقارب؟!":
    وأخيرًا أوجِّه رسالة إلى دعاة التقريب - الذين تعالتْ صيحاتهم ونداءاتهم بضرورة الوحدة والتقارب مع الشيعة الروافض؛ بدعوى أن الخلاف بيننا يسير، وأنها مجرد مسائل فرعية - فأقول لهم: هل عِرض أم المؤمنين وعِرض النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مسائل الخلاف؟! كفانا نظرًا تحت أقدامنا، أنَّى وكيف يكون التقارب مع هؤلاء الذين هدموا الأصول، وطعنوا في خير قرون الأمة على الإطلاق؟! طعنوا في أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل وفي زوجاته أمهات المؤمنين، ولا شك أن الطعن في أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - طعنٌ في عرضه، على أي شيء نتقارب والمعتقد متفاوتٌ بصورة في غاية الوضوح؟! فهم يعدُّون القرآن محرَّفًا، وينكرون السُّنة، ويسبُّون الصحابة؛ بل ويكفرونهم إلا نفرًا قليلاً لا يتجاوز أصابع اليدين، فهيهات هيهات أن يكون هناك تقارب مع هؤلاء إلا بالتنازل عن الأصول.

    لا شك أن الأمَّة في وقتنا الحاضر قد تكالبتْ عليها الأمم، ولا بد من جمْع المسلمين على كلمة واحدة، ولكن الأمة تحتاج إلى تحقيق التوحيد أولاً والعمل بمقتضى كلمته، قبل حاجتها إلى الاجتماع وتوحيد الكلمة، فكلمةُ التوحيد قبل توحيد الكلمة، وما قيمةُ اجتماعنا إذا لم يكن هذا الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!

    لا بد لنا أن نعلم أن دعوة التقريب بين السنة والشيعة دعوةٌ تهدف إلى التسلل إلى أهل السنة، وإخراجهم من مذهبهم إلى التشيع، وحقيقة التقريب في موافقة السنة للشيعة، لا في موافقتهم هم للسنة، إنهم بحق دعاة التقريب باللسان، ودعاة الفرقة بالعملِ والجَنَان.

    أسأل الله الكريمَ ربَّ العرش العظيم أن يردَّنا إلى دينه ردًّا جميلاً، وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه، ورضي الله عن أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأطهار، وآل بيته الأبرار، وأصحابه الكرام.

    والله من وراء القصد.



    عبد الرحمن جمال المراكبي

    [/COLOR]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #30
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    هذا وفاء من أهل الوفاء، لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأرضاها.
    حسبك يا سعاد أنك شرَّفت المنتديات بهذه السيرة العطرة،
    وأضأت المكان بهذه الكلمات الطيبة عن أم المؤمنين، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء "
    بوركت، وجزيت خيرًا، وسلمت يدك.


  11. #31
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    الصديقة بنت الصديق


    بسم الله الرحمن الرحيم


    - من بداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبداية صدعه بدين الله ، من تلك البداية وأعداء الدين يتربصون بالرسول الكريم .

    - صور الإيذاء تعددت وأشكالة اختلفت وكان الغرض واحد وهو تثبيطه وصده عن نشر الحق في عصر امتلأ بصور الشرك المتعددة .

    - فمن عبادة الأصنام لتكون شفعاء لهم عند الله ، لصفات جاهلية مقيتة من وأد للبنات وشرب الخمور والزنا بصوره المخزية والكثير من الصفات الجاهلية السيئة .

    - بدأ الإسلام غريباً فكان أول من صدق هو الصديق رضي الله عنه من الرجال ومن النساء أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ومن الشباب علي رضي الله عنه ومن الموالي زيد رضي الله عنه .

    - كان يمثل الاسلام هؤلاء واستمرت الدعوة ، وزاد عدد المسلمين بفضل رب العالمين ، رغم التنكيل ورغم التعذيب بصوره المتعددة بين تعذيب نفسي وتعذيب بدني .

    ومع ذلك كان العدد في ازدياد ولم يكن في نقصان بفضل الكريم المنان .

    - وبعد مراحل عديدة لإنتشار الدين العظيم عقد العزم سيد المرسلين وإمام المتقين المبعوث رحمة للعالمين على الهجرة للمدينة المنورة ووقع الإختيار على من صدق في بداية الإخبار الصديق رضي الله عنه .

    - فبدأت الرحلة بتضحية قدمها علي بن أبي طالب بنومه في فراش المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تضحية لايقدمها إلا من تشرب حب الدين ومرورً بحثو التراب على الكفار المترصدين ثم الدخول للغار وكان الصديق المختار يخاف على سيد الأبرار .

    - نسي نفسه وكان خوفه و حزنه على الرسول عليه الصلاة والسلام فقال له : لاتحزن .. لماذا لايحزن يارسول الله والمشرك لو نظر عند قدميه لوجد الصديقين الرسول والصديق ؟

    فكان الجواب بلا تردد : إن الله معنا ، عبارة تغنيك عن كل العبارات فمن كان الله معه وجد كل شيء ومن لم يكن الله معه فقد كل شيء .

    - واستمرت الرحلة ، وتشرفت المدينة بمقدم النور العظيم ، نور الاسلام ونور العقيدة الصافية ، نور التوحيد .

    - مرت مراحل عديدة وكل مرحلة يزداد الاسلام قوة وعزة ، ويزداد عدد المسلمين .

    - ومازالت صور الإيذاء مستمرة ، من عمق الدولة الاسلامية ، فقد ابتليت بفئة المنافقين .

    - المنافق ياسادة ، من يظهر الإسلام ويبطن الكفر والعصيان .

    - المنافق ياإخوان ، معك باللسان ، ومعك بطيب الكلام ، معك بجوارحه الظاهره ولكن في داخله مجموعة شيطان .

    - وأثناء عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق ، نزل الجيش للراحة ، وذهبت أم المؤمنين لتبحث عن عقد لها فقدته ، وعند عودتها كان الجيش الاسلامي قد غادر المكان .

    - هذه الأم العظيمة ، بعد أن غادر الجيش وعادت بعد ذهابها للبحث عن عقدها لم تجد الجيش ولا الهودج فتلففت في جلبابها وبقيت في مكانها ، فمن يحملون الهودج لم يحسون بغيابها لخفة وزنها .

    - بقيت تنتظر أن يعودو لها ، ليؤخذوها ، وكان في أواخر الجيش الصحابي الجليل : صفوان بن معطل رضي الله عنه وهو من خيرة الصحابة فلما رآها قال إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله .

    - لم يكلمها ولم يسألها بل أناخ البعير فصعدت وسار بها بلا حديث ولا سؤال فرضي الله عن من كانوا في الأدب والحياء مثال .

    - حتى إذا أدركوا الجيش فبدأ المنافقون يحيكون المؤامرات وانطلقت الشائعات والأقوال المريبة والإفك المبين .

    - وعند العودة للمدينة مرضت الصديقة بنت الصديق ولم تكن تعلم ما قيل عنها من أهل النفاق .

    - فقدت الصديقة اللطف من الرسول صلى الله عليه وسلم فطلبت منه عليه الصلاة والسلام أن ياذن لها أن تُمرض

    في بيت أبيها فرضي وغادرت لبيت الصديق رضي الله عنه .

    - زاد الكرب على الرسول صلى الله عليه وسلم واصبح يستشير بعض صحابته في الأمر وانزلق في الفتنة بعض المؤمنين وكان الكرب عظيم والأمر جلل .

    - لما علمت بالأمر من أم مسطح جلست تبكي حتى كاد البكاء يصدع كبدها رضي الله عنها .

    - كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينتظر وحي من الله يبرئ الصديقة رضي الله عنها ، لم يكن بيده أمر الوحي وهذا من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام .

    - في احد الأيام صعد النبي صلى الله علىه وسلم المنبر وقال : "أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيراً ويقولون ذلك لرجل؛ والله ما علمت منه إلا خيراً، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي .

    قال أسيد بن حضير:" يا رسول الله، إن يكونوا من الأوس نكفكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج، فمرنا أمرك، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم".

    قالت: فقام سعد بن عبادة فقال: كذبت، لعمر الله، لا تضرب أعناقهم، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا. فقال أسيد بن حضير: كذبت لعمر الله، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين، قالت: وتساور الناس، حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته .

    - ثم استشار علي بن أبي طالب رضى الله عنه وأسامة بن زيد رضي الله عنه فأما أسامة بن زيد فأثنى خيراً ثم قال: يا رسول الله أهلك وما نعلم منهم إلا خيراً، وهذا الكذب والباطل.

    وأما علي فإنه قال: يا رسول الله، إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية فإنها ستصدقك.

    فقالت بريرة وهي الجارية والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيب على عائشة شيئا، إلا أني كنت أعجن عجيني، فآمرها أن تحفظه، فتنام عنه، فتأتي الشاة فتأكله .

    قالت عائشة رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا عائشة، إنه قد كان ما بلغك من قول الناس، فاتقي الله، وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس، فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده.
    قالت: فوالله إن هو إلا أن قال لي ذلك، فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئا، وانتظرت أبواي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتكلما.
    قالت: وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي، وأصغر شأنا من أن ينزل الله في قرآنا يقرأ به ويصلى به، ولكني كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذب به الله عني؛ لما يعلم من براءتي، أو يخبر خبرا، وأما قرآنا ينزل فيّ، فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك.
    قالت: فلما لم أرى أبواي يتكلمان، قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    فقالا: والله ما ندري بماذا نجيبه.
    قالت: ووالله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام.
    قالت: فلما استعجما عليّ، استعبرت فبكيت، ثم قلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أني منه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون، لا تصدقونني، قالت: ثم التمست اسم يعقوب، فما أذكره، فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف:"فصبر جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"
    قالت: فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسجي بثوبه، ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزعت وما باليت، قد عرفت أني بريئة، وأن الله غير ظالمي، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده، ما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظننت لتخرجن أنفسهما، فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس.
    قالت: ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس وإنه ليتحدر من وجهه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول: أبشري يا عائشة، قد أنزل الله عز وجل براءتك.
    قالت: قلت: الحمد لله .

    ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القرآن في ذلك، ثم أمر بمسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة، فضربوا حدهم .

    فكان هذا خبر الإفك المبين .

    دروس من حادثة الإفك :

    - الإتهام الباطل طال عرض النبي صلى الله عليه وسلم وهو من هو خاتم المرسلين وسيد الأولين والآخرين فمن طال عرضه اتهام من الدعاة وأهل الصلاح فلهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم عزاء .
    - الصبر مفتاح لكل فرج والروية والحكمة من الأمور المطلوبة عند حدوث أي مشكلة .
    - استشارة ذوي العقول والحكمة في حال حصول المشكلة والاستنارة بقولهم ومشورتهم .
    - عدم نشر أي إتهام لأي مسلم فعرض المسلم حرام فعلى من يبادر في نشر الإشاعات واتهام المؤمنين بالخوف من الله عز وجل .
    -
    - خطورة الإشاعة فعلى المؤمن أن يتق الله ولا ينقل الأخبار بمجرد السماع دون التوثق والتأني والسكوت في زمن الفتن وعدم الخوض في أعراض المؤمنين .
    - المنافقون في كل زمان ومكان يطعنون في هذا الدين العظيم مرة في النبي صلى الله عليه وسلم ومرة في عرضه الشريف ومرة في الكتاب الكريم .
    - السكوت زمن الفتن مطلب مهم على المؤمن أن يتحلى فيه وهو خير من الخوض في الأعراض .

    - هذه بعض الدروس من حادثة الإفك التي برأ الله الصديقة منها بقرآن يتلى أناء الليل وأطراف النهار .

    ومازال أعداء الدين يكررون الحديث بهذا الأفك فكأنهم يكذبون الله عز وجل و تبرأته ، أو يطعنون في كتابه العظيم .

    - أعداء الدين من يريدون أن يطفئوا النور العظيم برسالة خير المرسلين النبي الأمين

    - أعداء الدين تعددت لغاتهم وجنسياتهم وبقي شيء واحد اتفقوا عليه في كل زمان وحين وهو محاربة هذا الدين .

    - وتظل أم المؤمنين أمنا لنا نفديها بارواحنا ودمائنا لانسكت لمن يتطاول عليها بل ندافع عنها بكل مانملك .

    فيا أيــهــا العالم :

    أم المؤمنين هي زوجة سيد المرسلين وبنت شيخ الصديقين .
    ام المؤمنين ، بالعلم اتصفت فكانت عالمة الزمن بعد وفاة النبي العدنان .

    أم المؤمنين بالحياء توشحت فبعد دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنها في حجرتها ماانزلت عنها ثيابها حياءً من الله وحياءً من الفاروق رغم موته فهل هناك أجمل من صورة الحياء العائشي .

    أم المؤمنين بالعطاء وصفت ، فقد كانت تنفق كل مالديها فقالت لها الخادمة لم يبقى لدينا شيء للإفطار فقالت لو ذكرتني لأبقيت نسيت نفسها فكانت صورة من صور العطاء العائشي .

    أم المؤمنين ، هي الصديقة بنت الصديق ، والحبيبة بنت الحبيب ، والطيبة بنت الطيب ، والعالمة بنت العالم .

    أم المؤمنين ، من كسبت شرف الزواج بأعظم شخصية في التاريخ محمد عليه الصلاة والسلام .

    أم المؤمنين ، أحب الزوجات للرسول عليه الصلاة والسلام , من بقي أواخر حياته في بيتها تمرضه وتطببه وتعتني به .

    أم المؤمنين ، من مات الرسول صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها .

    أم المؤمنين من نزلت فيها آيات من نور هو نور البراءة من فوق سبع سماوات من رب البريات فكانت نور عظيم اضاء في المدينة لتكون هذه الحادثة خير لكم ولم تكن شرا لكم .

    فعلى من تطاول عليها اللعنة إلى يوم الدين .

    وقفة :

    قال تعالى : ( إن الذين جاءو بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم لكل امرئ منهم مااكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) سورة النور آية 11

    نور من السنة :

    عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل ، قال : فأتيته فقلت : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : من الرجال ؟ قال : أبوها )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ..

    من الأدب :

    مقطع من قصيدة على لسان أم المؤمنين رضي الله عنها للشاعر ابي عمران الأندلسي

    وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
    نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ *** وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ


    بقلم :عبدالله بن محمد عبدالله بادابود

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #32
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد علي الهاني
    تاريخ التسجيل
    24/08/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    الأخت الفاضلة المبدعة المتميّزة سعاد

    عمل رائع تستحقه أمّنا عائشة رضي الله عنها.

    دام عطاؤك المفيد والقيّم والجيّد...

    جزاك الله أحسن الجزاء في الدنيا وفي الآخرة.

    تحياتي العطرة وودّي الخالص وتقديري العميق.


  13. #33
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    خطبة في عائشة رضي الله عنها وأرضاها الجمعة 8-10-1431هـ


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمدلله القائل وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له القائل :بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق .
    وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلوات ربي عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليما
    أما بعد
    فاتقوا الله عباد الله واشكروه على ماكان من صيام وعمل صالح في رمضان ولا تقطعوا حبل العمل الصالح بعد رمضان فأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.
    أيها الناس:
    من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة مم لهم من فضائل وسابقة في الإسلام، وأهل السنة يتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، ومن أعظم زوجات النبي قدرا و أعلاهن مكانة وأرفعهن شرفا والصديقة بنت الصديق أمنا عائشة بنت أبي بكر الصديق حبيبة حبيب الله الحصان الرزان الزوجة الصبورة الوفية العالمة الخلوقة فكم لها من الفضائل الجمة فبأيها نبدأ؟
    كم لها من المنازل العظيمة فكيف نصفها ؟
    أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))
    أليست هي أحب الناس إليه فحين سئل من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة قالوا ومن الرجال؟قال:أبوها وما كان سيدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبا
    نشأت عائشة في بيت صدق وإيمان فأمها صحابيه وأختها صحابيه وأخوها صحابي ووالدها صديق هذه الأمة وعلامة قريش ونسبتها.
    اختارها الله لنبيه حيث رآها في المنام كما جاء في الصحيحين ولفظ مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة(قطعة) من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه))
    وقد كانت نعم الزوجة لخير الأزواج أعطيت حسن خلق وخلق وفصاحة في اللسان ورزانة رأي ورصانة عقل وتحبب إلى بعل
    إن غضبت لم يخرجها غضبها عن وقارها وأدبها وإنما تهجر مناداة النبي صلى الله عليه وسلم باسمه محمد
    كناها النبي عليه والسلام بأم عبد الله وهي لم تلد له أخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أن أحضرإليه ابن الزبير ليحنكه فقال:هو عبد الله وأنت أم عبد الله قالت:فلم أزل أكنى بها ))
    معشر المؤمنين:
    أمنا عائشة منحت ذكاء وزكاء وحفظا ثاقبا قال ابن كثير:لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها ويقول الذهبي((أفقه نساء الأمة على الإطلاق ولا أعلم في أمة محمد بل ولا في النساء وطلقا امرأة أعلم منها))
    تجاوز عدد الأحاديث التي روتها الفين ومئة حديث ويقول عروة ابن الزبير:ما رأيت أحدا أعلم لفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها))
    كانت رضوان الله عليها مرجعا لكبار الصحابة وكانت تفتي في عهد عمروعثمان إلى أن ماتت رحمها الله وقد عاشت بعد النبي عليه الصلاة والسلام قرابة خمسين سنة.

    أمنا أم عبدالله عائشة رضوان الله عليها كان الوحي ينزل على رسول الله وهو في لحافها وقبض رسول الله وهو بين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .
    نصرت دين الله فكانت تساعد أختها أسماء ذات النطاقين في تجهيز الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم وأبيها وهما في الغار عند الهجرة .
    أمنا عائشة كانت رضي الله عنها قوية في دين الله تعالى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتغضب لله عزوجل تقول أم علقمة بنت أبي علقمة رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت أما تعلمين ماأنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها .
    أمنا عائشة كانت زاهدة لم يغرها كونها زوجة نبي ، دخل عليها ابن عباس في مرضها ثم زكاها وذكر شيئا من فضائلها وأعمالها الصالحة فيا ترى ماذا قالت ؟! قالت : يابن عباس دعني منك ومن تزكيتك فو الله لوددت أني كنت نسيا منسيا . فرضى الله عنك ياأمنا وجمعنا بك في جنات النعيم .

    عباد الله :
    أمنا أم عبد الله عائشة رضي الله عنها تعرضت لبلاء عظيم ومحنة شديدة وآلام موجعة حيث قذفها المنافقون والسماعون لهم بعرضها واتهموها بشرفها وكعادة قالة السوء من المنافقين وأعداء الله راحوا ينشرون الخبر وينسجون حوله الخزعبلات والافتراءات والتي تداعت إلى أذن رسول الله وأثرت في نفسه وكان وقعها شديدا على أبيها أبي بكر وأمها أم رومان وجميع المسلمين وبكت أمنا بكاء وأي بكاء ؟! لايرقأ لها دمع ولاتكتحل بنوم حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها وخرت مغشيا عليها فما استفاقت إلا وعليها حمى بنافض فألقت عليها أمها كل ثوب في البيت وغطتها وقد مكث النبي شهرا لم يوح إليه شيء في شأن عائشة وبعد مضي شهر من هذا البلاء العظيم نزل الوحي فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها : ( ياعائشة احمدي الله فقد برأك وأنزل الله عز وجل ( إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم ) العشر آيات كلها قال ابن كثير : ( فغار الله لها وأنزل براءتها في عشر آيات تتلى على الزمان فسما ذكرها وعلا شأنها لتسمع عفافها وهي في صباها فشهد الله لها بأنها من الطيبات ووعدها بمغفرة ورزق كريم ) .

    ومع هذه المنزلة العالية والتبرأة الربانية تتواضع وتقول (ولشأني في نفسي أهون من أن ينزل الله في قرآنا يتلى )

    الله أكبر تواضع رفعها منزلة عالية وزادها شرفا إلى شرفها وآيات تتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة تثبت براءتها على مر الزمان .
    ورجع المنافقون بالخزي وانكشاف كذبهم وبهتانهم فالله من ورائهم محيط ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين وهو جل وعلا لدينه حافظ ولرسوله عاصم وللمؤمنين والمؤمنات ولي وناصر ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم مااكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )

    الخطبة الثانية :

    الحمد لله أما بعد

    فإن شأن النفاق والمنافقين لايزال ينخر في جسد أمة الإسلام وها هم ورثة النفاق في عصرنا الحالي يجاهرون بقذف أمنا عائشة بل الأدهى والأمر ! أقاموا احتفالا ومؤتمرا في يوم ذكرى موت أمنا عائشة فرحا بموتها وإعلانا لشتمها وقذفها شل الله ألسنتهم .
    فما أشد فرية الشيعة الرافضة على الطيبة المطيبة المبرأة من فوق سبع سماوات.
    أيها المؤمنون بالله ورسوله : ..
    أجمع علماء الإسلام قاطبة على أن من سب أمنا عائشة رضي الله عنها ورماها بما برأها الله منه أنه كافر وروي عن مالك بن أنس أنه قال : من سب أبا بكر وعمر جلد ومن سب عائشة قتل قيل له لم يقتل في عائشة ؟ قال مالك: فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل .
    وقال ابن العربي رحمه الله : كل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر وقال ابن قدامة : فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .
    وقال الإمام النووي : براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين وقال ابن القيم : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .

    إخوة الإسلام :
    المبتدعة من الرافضة لن تكف ألسنتهم عن قالة السوء واتهام أمنا عائشة رضوان الله بعرضها ولذا فإن من أصول معتفد أهل السنة والجماعة أنهم يتبرؤن من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم والواجب عباد الله على كل منتسب لمذهب أهل السنة والجماعة موالاة أم المؤمنين عائشة ومحبتها والتعبد لله بذلك .

    قال تعالى ((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم )) بالاحترام والإكرام والإجلال والإعظام.
    عباد الله : ورمي عائشة بعرضها لا يخصها فقط بل يتعدى ذلك للإساءة لنبينا وما جاء به من دين الإسلام فهذا قدح في دين الإسلام واتهام بعدم أمانة ونزاهة من جاء به ((كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)).
    عبادالله:
    ولئن قال ربنا عن تلكم الفرية في زمن النبوة ((لاتحسبوه شرا لكم)) فنحن نقول كلما علا صوت ورثة المنافقين بإحياء حادثة الإفك ((لاتحسبوه شرا لكم)) فهذا الحدث كشف التقية المكذوبة وأبان عن زيف دين مبني على السب والشتم والتعرض لخير القرون وأمهات المؤمنين لعل ذلك يكون سببا في عودة بعض الرافضة لمذهب السنة ولعل أهل السنة يكونون أكثر حبا واقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة لهم ودفاعا عنهم وإحياء لقصصهم وسيرهم مع أولادنا و طلابنا وفي مساجدنا، ولعلنا نحيي عند نسائنا وبناتنا خصوصا السير العطرة لأمهات المؤمنين ينهلن من معينها ويجنين من رياضها علما وحكمة وتربية على مشكاة النبوة وعلى الحياء والستر والعفة .
    ولنقل كما قال حسان:

    فإن أبي ووالده وعرضي لعرضي محمد منكم وقاء


    يقول الله تعالى :(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ))
    اللهم إنا نشهدك على حبنا لأمنا عائشة رضي الله عنها
    اللهم فاحشرنا معها ومع زوجها ووالدها....


    خطبة في عائشة رضي الله عنها وأرضاها الجمعة 8-10-1431هـ

    سليمان السلامة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #34
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    الأخت سعاد لا أملك إلا أن أقول : الحمد لله الذي جعل في أعضاء واتا من أمثالك

    غمدان زياد
    إن كــان تـابــع أحـمــد متـوهـبـاً***فــأنــا الـمـقــر بـأنـنــي وهــابــي
    أنفي الشريك عن الإلهِ فليس لي***رب ســـوى المـتـفـرد الــوهــاب
    لا قــبــة تُــرجــى ولا وثـــــن ولا***قـبـرٌ لــه سـبـب مـــن الأسـبــابِ

  15. #35
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    (مَكَانَة أُم الْمُؤْمِنِيْن عِنْد الْصَّحَابَة وَالْتَّابِعِيْن)


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلـه وصحبه ومن اهتدى بهديه ...

    أما بعد:

    فلقد كان الصحابة والتابعين يُكِنُّوْن لعائشة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- كُل الْحُب وَالْوِد وَالِإِحْتِرَام وَالْتَّقْدِيْر، فَهِي زَوْج الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم، وَأَحَب نِسَائِه إِلَيْه، وَهِي أُم الْمُؤْمِنِيْن، وَهِي بِنْت أَبِي بَكْر الْصِّدِّيق -رَضِي الْلَّه عَنْه- وَكَانُوْا يَرْجِعُوْن إِلَيْهَا فِيْمَا أُشْكل عَلَيْهِم وَيَسْتُنَيَرُون بِرَأْيِهِا وَبِفْقَهِهَا فِيْمَا يَرُد إِلَيْهِم.

    فعن أبي أَبِي بُرْدَة عن أبي موسى الأشعري -رَضِي الْلَّه عَنْه- قال: [مَا أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- حَدِيْث قَط فَسَأَلْنَا عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- إِلَا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْه عِلْمَاً].

    رواه الترمذي في سننه [5/517] [3883] وقال: حديث حسن صحيح غريب.
    وابن عدي الجرجاني في الكامل [3/196]، وأورده أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء [ص47]، والصالحي الشامي في سبيل الهدى والرشاد [11/179]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [3/350] [6185]، والسيوطي في اسعاف المبطأ برجال الموطأ [ص131]، وحسنه الذهبي في سير أعلام النبلاء [2/179]، وصححه الألباني في تحقيق المشكاة [3/350] [6185].

    وعن هشام بن عروة أن أباه -عروة بن الزبير بن العوام- ذكر عائشة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- فقال: [كَانَت أَعْلَم الْنَّاس بِالْحَدِيْث، وَأَعْلَم الْنَّاس بِالْقُرْآَن، وَأَعْلَم الْنَّاس بِالْشِّعْر].

    أخرجه الفيسَويّ في المعرفة والتاريخ [1/489]، والحاكم في المستدرك [4/12]، وإسناده صحيح.
    وعن عَطَاء بْن رَبَاح قال: [كَانَت عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- أَفْقَه الْنَّاس، وَأَعْلَم الْنَّاس، وَأَحْسَن الْنَّاس رَأْيَا فِي الْعَامَّة].
    أخرجه الحاكم في المستدرك [4/12]، وأورده المزي في تهذيب الكمال [35/234]، وإسناده صحيح.

    وعن مَسْرُوْق بِن الْأَجْدَع قال: [لَقَد رَأَيْت الْأَكَابِر مِن أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَسْأَلُوْن عَائِشَة -رَضِي الْلَّه عَنْهَا- عَن الْفَرَائِض].

    أخرجه ابن سعد في طبقاته [2/375]، وأبي يوسف الفسَويّ في المعرفة والتاريخ [489] \"واللفظ له\" ، والطبراني في المعجم الكبير [23/181] [291]، والحاكم في المستدرك [4/12]، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد [9/242].



    المراجع:
    1. سنن الترمذي لأبي عيسى الترمذي ، طبعة دار الحديث - القاهرة - (1426هـ-2005م) ، تحقيق: أحمد شاكر + د. مصطفى الذهبي.
    2. الكامل في ضعفاء الرجال لإبن عدي الجرجاني ، طبعة دار الفكر - بيروت - الطبعة الثالثة (1409هـ-1998م) ، تحقيق: د.سهيل زكار.
    3. طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ، طبعة دار الرائد العربي - بيروت - الطبعة الأولى (1970م) ، تحقيق: إحسان عباس.
    4. سُبل الهدى والرشاد في سيرة خير العبَاد ، طبعة دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى (1414هـ-1993م) ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود + علي محمد عوض.
    5. مشكاة المصابيح لمحمد الخطيب التبريزي ، طبعة المكتب الإسلامي -بيروت- الطبعة الثالثة (1405هـ-1985م)، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني.
    6. اسعاف المبطأ برجال الموطأ ، طبعة دار الهجرة -دمشق- الطبعة الأولى (1410هـ-1990م) ، تحقيق: موفق جبرا.
    7. سير أعلام النبلاء للذهبي ، طبعة مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة التاسعة (1413هـ-1993م) ، تحقيق: شعيب الأرناؤط.
    8. الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ، طبعة دار صادر -بيروت- الطبعة الأولى (1968م) تحقيق: إحسان عباس.
    9. المعجم الكبير لأبي القاسم الطبراني ، طبعة مكتبة العلوم والحكم -المدينة المنورة- الطبعة الثانية (1404هـ) ، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي.
    10. المستدرك لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري ن طبعة دار الكتب العلمية -بيروت- الطبعة الأولى (1411هـ-1990م) ، تحقيق: مصطفى عبد القادر.
    11. مجمع الوزائد ومنبع الفوائد للهيثمي ، طبعة دار الكتب العلمية -بيروت- (1408هـ - 1988م).
    12. المعرفة والتاريخ لأبي يوسف الفَسَويّ ، طبعة مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة الثانية (1401هـ) ، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري.
    13. تهذيب الكمال في أسماء الرجال لأبي الحجاج يوسف المزي ، طبعة مؤسسة الرسالة -بيروت- الطبعة الأولى ، تحقيق: د. بشار عواد معروف.



    صلاح إسكينيد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #36
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    وجوب حب الصحابة


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    فإن حب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دينٌ يدانُ به، وقربى يتقرب بها إلى الله تعالى إذ هو من أولى معاني الحب في الله وموالاة أهل الإيمان التي أمر الله عز وجل بها.
    وقد يقول قائل: "إن حبهم في سويداء القلب وهذا أمر لا يحتاج إلى تذكير وبيان!".

    نقول: لا نشك أنه لا يختلف مسلم صادق الإيمان يحب الله ورسولَه - صلى الله عليه وسلم - ويحب عبادَ الله الصالحين، ويعلم كتابَ الله عز وجل وسنةَ رسوله - صلى الله عليه وسلم - على لزوم حب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم أجمعين.

    ولكن الذي أحوج العلماء إلى إبراز هذا الأمر وإفراده بالبيان هو ظهور أهل البدع "الشيعة الروافض" الذين ابتدعوا خرافات شنيعة واتخذوا والعياذ بالله من سب الصحابة وانتقاصهم ولعنهم قربى يزعمون كذبًا وافتراءً أنها تقربهم إلى الله عز وجل، بل ويجتهدوا ليبثوا سمومهم ويُلبسوا على العوام بدعهم بالكذب والباطل؛ ومن ثمَّ كان واجبًا على من أحب من يحبهم اللهُ ورسولُه - صلى الله عليه وسلم - أن يذبَّ عن عرض هؤلاء الكرام، وأن ينتفض هذا الحب ويخرج من سويداء القلب وقرارة النفس ليُعبَّر عنه باللسان والبيان.

    ومن ثمَّ قام العلماء ببيان عقيدة أهل الإيمان "عقيدة أهل السنة والجماعة" في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكروا ذلك في كتب العقيدة، وبينوا فضائلهم ومناقبهم، ووجوب محبتهم؛ فهم أعدل العدول وأولى الأولياء وخير الناس بعد أنبياء الله عز وجل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» [متفق عليه].

    ولذلك أردنا أن نذكر شيئًا من فضائل الصحابة في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - تذكيرًا بفضلهم، وأداءً لحقهم:


    من فضائل الصحابة في القرآن الكريم:
    قال سبحانه: {والسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ - رضي اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].

    وفي الآية بيانٌ لفضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وهم على الصحيح الذين أسلموا قبل صلح الحديبية حيث بيَّن سبحانه رضاه عنهم، وبشرهم بالجنة أجمعين.

    وبشارته لهم سبحانه بالجنة ورضاه عنهم دليل على كمال عدالتهم وصدقِهم وثباتهم على الإيمان، وأنهم لا يرتدون، لأنه سبحانه علاّم الغيوب فلا يُعدُّ الجنة ويعِدُ بها من يعلم أنه منافق أو أنه يرتد كما يزعم الشيعة، وكذلك لا يرضى سبحانه عمّن يعلم أنه فاسق أو منافق يرتد كما زعموا، وقد قال سبحانه: {فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:96].


    بشر سبحانه من سار على نهجهم واتبع خطاهم بالرضى والجنان، وهو دليل على سلامة منهجهم وثباتهم على الإيمان، وأنهم أسوة لمن بعدهم، فمن جاء بعدهم إن كان تبعًا لهم وعلى منهجهم فله نصيب من جزاءهم وإلا كان مذمومًا.

    قال سبحانه: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:88].

    يبين سبحانه فضلهم ببيان تضحيتهم وجهادهم بالمال والأنفس في سبيل الله.
    بشَّرهم بالجنة والخلود فيها، وبيَّن أنهم أهل الفلاح والدرجات العلى.
    قال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال74].

    بين سبحانه أن الصحابة مهاجرين وأنصار هم أهل الإيمان الحق فمن يطعن بعد ذلك في إيمانهم؛ فهو والعياذ بالله يطعن في صدق كلام الله عز وجل.
    قال سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات:7].


    أخبر سبحانه أنه حبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وبيَّن أنهم هم أهل الرشاد، فمن أراد الرشاد فليكن على نهجهم وطريقتهم.

    قال سبحانه: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الفتح:26].

    يخبر سبحانه أنه ألزمهم كلمة التقوى كلمة التوحيد والإخلاص، وأنهم أحق بها وأهلٌ لها، وهو سبحانه عليم بمن يستحق الخير ممن يستحق الشر.

    قال سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29].

    يبين سبحانه في القرآن جميلَ صفات أصحاب نبيه - صلى الله عليه وسلم - وكمال ولائهم لأهل الإيمان وبراءتهم من الكفر وأهله، واجتهادهم في العبادة، وإخلاصهم لله تعالى، ويخبر أنه ذكر وصفهم في الكتب السابقة، وفي هذا بيانٌ لشرفهم وعظيم مكانتهم، وأنه سبحانه اختارهم واصطفاهم، لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ونصرة دينه جلَّ وعلا.


    فائدة:
    استنبط الإمام مالك - رحمه الله - في رواية عنه من هذه الآية: أن كل من اغتاظ من الصحابة فقد حكم على نفسه بالكفر، لأن الله سبحانه قال في شأنهم: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.

    قال سبحانه: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:810].

    يخبر سبحانه عن صبر المهاجرين وتضحيتهم، وكمال صدقهم وإخلاصهم لله تبارك وتعالى، ثم يصف سبحانه سلامة قلوب الأنصار وحبهم لإخوانهم، وأنهم أهل إيثار وجود وفلاح.

    مدح سبحانه فئةً ممن يأتون بعدهم وهم الذين سلمت قلوبهم وألسنتهم لأصحاب نبيه - صلى الله عليه وسلم - مهاجرين وأنصارًا، الذين يحفظون لهم فضلَهم وسبقَهم بالإيمان والإحسان، ويشركونهم في دعائهم واستغفارهم، لأنهم يعلمون أنه لولا فضل الله على هؤلاء الكرام لما وصل الإسلام إليهم.

    قال سبحانه: {لَقَدْ رضي اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح:18].
    قال سبحانه: {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد:10].
    بيَّن سبحانه أنهم متفاوتون في الفضل، فمن أنفق وقاتل قبل الفتح وهو صلح الحديبية أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وهذا التفاوت لا يعني انتقاص أحدٍ منهم فقد بيّن سبحانه فضلهم جميعًا بالنفقة والجهاد في سبيله ووعدهم بالجنة أجمعين: {وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}.


    من فضائل الصحابة في السنة المطهّرة:

    روى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم له أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ».
    في هذا الحديث دليل على أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم خير الناس بعد أنبياء الله تعالى.

    روى مسلم كتاب فضائل الصحابة من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قصة حاطب بن أبي بلتعة أن عمر - رضي الله عنه - قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» [متفق عليه].

    روى أحمد بسند صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْراً وَالْحُدَيْبِيَةَ» [رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني]، وفي الحديثين: دليل أن الله تعالى عصمهم من الشرك وغفر لهم ما دون ذلك.

    روى مسلم من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَ».


    روى البخاري من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ» [متفق عليه].

    روى الطبراني بسند صحيح من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا» [رواه الطبراني، وصححه الألباني].

    روى الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ».

    روى الطبراني بسند صحيح من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].


    آثار:
    روى البخاري من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: متى الساعة؟ قال: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله. قال: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ». قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ». قال أنس: "فأنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم".

    روى ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ" رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "فتاويه عن الصحابة": "ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم خير القرون، وأن المُدَّ مِن أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا..." وقال: "... ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل، علم يقينـًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها".

    وقال الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر: "وإنما يعرف فضائل الصحابة - رضي الله عنهم من تدبر أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان والمجاهدة للكفار ونشر الدين، وإظهار شعائر الإسلام وإعلاء كلمة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتعليم فرائضه وسننه، ولولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل ولا فرع، ولا علمنا من الفرائض والسنن سنة ولا فرضًا، ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئًا.

    فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم وما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبهم؛ ولأنهم أرضى الوسائل من المأثور والوسائط من المنقول، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول، هذا ظاهر لمن تدبره وسلم من النفاق ومن الزندقة والإلحاد في عقيدته".


    قال ابن عثيمين رحمه الله: "وفي الحقيقة إنَّ سبَّ الصحابة ليس جرحًا في الصحابة - رضي الله عنهم فقط، بل هو قَدْح في الصحابة، وفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي شريعة الله، وفي ذات الله عز وجل. أما كونه قدحًا في الصحابة فواضح. وأما كونه قدحًا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحيث كان أصحابه وأُمَناؤه وخلفاؤه على أمته، بل "ورفيقي قبره" من شرار الخلق على حد زعم الشيعة، وفيه قدح في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجه آخر، وهو تكذيبه فيما أخبر به من فضائلهم ومناقبهم، كما فيه اتهام للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يعرف كيف يربي أصحابه.

    وأما كونه قدحًا في شريعة الله، فلأن الواسطة بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نقل الشريعة هم الصحابة، فإذا سقطت عدالتهم لم يبقَ ثقة فيما نقلوه من الشريعة، وأما كونه قدحا في الله سبحانه وتعالى، فحيث بعث الله نبيه في شرار الخلق، واختارهم لصحبته وحمل شريعته ونقلها لأمته، وكذا أنه سبحانه وتعالى مدحهم وأثنى عليهم في كتابه، فكيف يكون ذلك وهو يعلم أنهم يرتدون وينحرفون كما زعم الشيعة الضُلاّل؟! فانظر ماذا يترتب من الطوام الكبرى على سب الصحابة!!".

    والحمدُ لله ربَّ العالمين، وَصَلّى اللهم عَلَى مُحَمّدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا.


    24 جماد ثاني 1430هـ
    17 يونيو 2009 م


    نقلا عن : حسام الأشقر - موقع صوت السلف

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #37
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    حصاد الإفك للشيخ حامد العلي


    لم يأت شاتم النبوّة، زنديق لندن، بجديد عندما تطاول على شرف الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فقد كرر قصة عبدالله بن أبي بن أبي سلول نفسها، وأعاد تولي كبـْر الإفك المتجدِّد، وكان أهلا لهذا المقام اللعين، وأحـقّ به، فالله -تعالى- يستعمل في مراضيه أحباب الرسل، وأحباب صحابتهم، ويستعمل في مساخطه أعداءهم في كلِّ عصر.

    كما أنـَّه لم يأت بجديد عندما صرح بما يخفيه أهل مذهبه في كتبهم، وأبان ما يتكتّمون عليه في مؤلفاتهم، وأوضح ما سطرته أيديهم المأفونة في مصنفاتهم استمرارا للعقيدة السلولية نفسها عبر القرون.


    {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]، ولنضع أمامكم البرهان الواضح، إليكم هذه الوثيقة المشهورة التي تمتلىء بهـا كتبهم، ويتم تداولها بكثرة في مواقعهم الإلكترونية، أعني ما يُسمـَّى دعاء (صنمي قريش، وابنتيهما)، ويقصدون: الصديق، والفاروق، وعائشة، وحفصة، رضي الله عنهم أجمعين،

    إليكم هذه الوثيقة، مع بيان كيف أنَّ مراجعهم العظام توثّقها، بل تجعلها من أفضل الأدعية في مذهبهـم:

    "اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما، الذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك.. اللهمّ ألعنهما وأنصارهما.. إلى آخـره.. فهو دعاء طويل، وفي آخره تقول أربع مرات: اللهم عذّبهما -يقصدون أبابكر وعمر- عذابًا يستغيث منه أهلُ النار"!

    ثم قالوا في إفكهم: روى هذا الدعاء، الشيخ تقي الدين إبراهيم بن عليبن الحسن بن محمد بن صالح العاملي، المعروف بالكفعمي في كتاب المصباح ص 552 - 553 الطبعة الثانية من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنان،

    وفي بحارالأنوار للعلامة المجلسي 85/240 عن المصباح للكفعمي: إنَّ دعاء (صنمي قريش) عظيم الشأن، رفيع المنزلة، وهو من غوامض الأسرار، وكرائم الأذكار، عن أمير المؤمنين، أنه كان يقنت به، ويواظب عليه في ليله، ونهاره، وأوقات أسحاره، وقد ذكر بعض العلماء أن قراءة هذا الدعاء مجرب لقضاء الحوائج! وتحقق الآمال! وقد روي أنّ الداعي بهذا الدعاء، هو كالرامي مع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في بدر! وأحد! وحنين بألف ألف سهم!


    وذكره القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الملقَّب بمتكلِّم الشيعة في إحقاق الحق 1/337، منشورات مكتبة آية الله المرعشي قم إيران.

    وقد ذكر صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة 8/192 أنّ هذا الدعاء محل عناية علمائنا، حتى إنّ أغا بزرك الطهراني، ذكر أنّ شروحه بلغت العشرة!

    وورد هذا الدعاء في كتاب مفاتيح الجنان ص 114، للمحدث الشيخ عباس القمِّي.

    "ولايكاد يحج أحد منهم إلى كربلاء والنجف -وهو عندهم أفضل من سبعين حجة للكعبة !!- إلاّ وفي يده مفاتيح الجنان هذا!!".

    وذُكر هذا الدعاء في كتاب إكسير الدعوات ص60 لعبدالله بن محمد بن عباس الزاهد، طبعة مكتبة الفقيه - الكويت - السالمية.

    وقد ورد هذا الدعاء في كتاب تحفة العوام لمنظور حسين ص422 وما بعدها، وذكر أنه مطابق لفتاوى ستة من كبار المراجع وهم: السيد محسن الحكيم، السيد أبو القاسم الخوئي، والسيد روح الله الخميني، الحاج السيد محمود الحسيني الشاهرودي، الحاج سيد محمد كاظم شريعتمداري، العلامة سيد علي نقي النقوي.

    وقال آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي في حاشيته على إحقاق الحق لنور الله الحسيني المرعشي 1/337 هامش: "اعلم أنَّ لأصحابنا شروحا على هذا الدعاء، منها الشروح المذكورة، منها كتاب ضياء الخافقين لبعض العلماء من تلاميذ الفاضل القزويني، صاحب لسان الخواص، ومنها شرح مشحون بالفوائد للمولى عيسى بن علي الأردبيلي، وكان من علماء زمان الصفوية، وكلها مخطوطة وبالجملة صدور هذا الدعاء، مما يطمئن به لنقل الأعاظم إيـّاها في كتبهـم، واعتمادهم عليها" انتهت الوثيقة.

    ولاريب أنَّ كلَّ هؤلاء النتنى يجب أن يُقدَّموا لحكم الشريعة، وليس شاتم النبوة زنديق لندن لوحده، فهذا الجرذ المبلَّل بالنجاسة، خرج من مجاري تلك الحشوش الكبيرة، وتغذَّى من فضلاتها حتى إذا امتدت خاصرتاه، اندلع لسانه فقاء خبثَه، قبل أن يتداركوه فيمنعوه من إخراج خبيئتهم النتنة، لئلا يفضحهم، لكنه فعل.


    هذا وإنَّ فيما جرى عـبر، وفوائد عظيمة، نحصدها فيما يلي:

    1- فيه أنَّ الله -تعالى- لما أظهر الإسلام، وصار لهذا الدين صيت في الأرض، وأقبل الناس عليه أفواجا، أراد أن يُذكر أصحابُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لما لهم من فضل نشره الأول، وحمله إلى العالم، فتسلَّط هؤلاء الكلاب النابحة، على سيرتهم العطرة، فأقبل الناس يقرؤون عنهم، ويعرفون فضلَهم، وذلك كما قال الله -تعالى- في قصّة الإفك لما تكلم أهل النفاق في عائشة -رضي الله عنها-، {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [النور: 11]، وهذه الآية الكريمة، تشملها أيضا -رضي الله عنها-، فقد نالت من الخير ما لم يكن يخطر على بالها كما قالت هي، إذ تولـّى الله -تعالى- إنزال صـكِّ براءتها بذاتـه، بكلامه المقدس، ونزل به جبريل بنفسه، وأوحاه إلى خير البشر -صلى الله عليه وسلم-، وجعله قرآنا يتلى في المحاريب في الأرض كلِّها، عبـر الأزمنة كلِّها، فما أعظمه من خير نالتهُ حبيبةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!.


    ولاجرم فإنَّ كلَّ مقارنٍ تصيبُه من بركة مصاحبِهِ، على قدر عظمة مَنْ صاحبه، وهذه الزوجة الطاهرة المطهرة، نالت باقترانها بسيد الخلق، وإمام المرسلين، هذه الكرامة العظيمة، والنعمة الجسيمة.

    وتأملوا كيف انتشر الترضِّي عليها -رضي الله عنها-، وتذاكـر فضائلها، مع إنزال اللعائن على شاتمها، وذلك في العشر الأواخر من رمضان، فسبحان المتفضّل على من يشاء من عباده بفضله العظيم.

    ولنتأمـَّل أيضـا ما في قوله -تعالى-: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}[النور: 16]، فقد أمرنا الله -تعالى- أن نسبحّه هو سبحانـه، ونقدسه، وننزهه جلَّ في عُلاه، عندما يتكلـَّم أحـدٌ في عائشة -رضي الله عنه-، ننـزِّهُـهُ عـن أن يختـار لنبيّه المصطفى، ورسوله المجتبى، وخليله المحتفى، زوجـة إلاَّ أطهر الزوجات، وأشرف القرينات، و أكمل النساء.

    وبهذا النص القرآني، فإنَّ من يتنقص عائشة -رضي الله عنها-، إنما يشتم ربَّنـا، ويسبُّ نبيَّنا، ويكفر بقرآننا، وليس بعد هذا كفر، بل من لم يكفّر هذا المتنقِّص، فهو كافـر مثله.


    2- هذا الإفك الذي نفثه زنديق لندن، فتح أعين كثـير من المسلمين على حقيقة ما يريدُهُ هؤلاء المنافقون من ديننا، وبلادنا لو مُكّنـوا فيها، فقـد فتح أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غُلـفا، ذلك أنَّ من الناس من لايستفيق إلاَّ بالصدمة، وهذا من فوائدها.

    ومعلوم أنَّ الطعن في عائشة -رضي الله عنه هدفه الطعن في النبوة بتلطيخ شرفها،
    وأيضا الطعن في نقل عائشة الجانب الشخصي من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لتبطل الأحاديث فتذهب فائدة الرسالة، لأنها مكثرة جدًا في هذه الرواية.

    وقد كـان من حكمة تزويجها صغيرة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكي تحفظ حياته الخاصة، وتطلع على أحواله التي لايطلع عليها صحابته وهو في بيـته، وذلك في سن ينطبع في قلبها كلُّ شيء، ثم تعيش بعده عمرا لترويه، ولتنشره في الناس، ولهذا لم ترزق الأولاد لئلاّ تشغلها تربية الأولاد عن هذه المهمّة التي هيئها الله -تعالى- لها، وهي رواية الجانب المخفي وراء جدار بيت النبوة الشريف.

    ولهذا تطعن الرافضة في أبي هريرة المكثر في روايـته سيرته -صلى الله عليه وسلم- خارج بيته، وعائشة المكثرة في رواية سيرته داخـل بيته، وذلك لإبطال السنة برمتها، كما حاولوا إبطال القرآن بدعوى تحريفه.


    3- لايخفى على من يعرف حقيقة هذا المخطـَّط الصفوي الذي يشتعل أوارُه، وتضطـرم نارُه هذه الأيام، أنَّ إنكار من أنكر منهم على زنديق لندن، ليس لأنه قال ما لايعتقدون،

    كلا... بل لأنـَّه قاله قبل أوانه.


    ومعلوم أنَّ كراهيتهم لعائشة -رضي الله عنها-، ولأبيها، ولحفصة -رضي الله عنها- ولأبيها، وإعتقادَهم البراءة منهم، أنـَّه من أشهـر عقائدهم، التي يعرفها العامة قبل الخاصة، وسبب ذلك أن تحريمهم التسمية بهذه الأسماء بينهم، أعظـم عندهم من تحريم المحرمات القطعيـّة، كشرب الخمر، وعمل قول لوط، والزنا، والربا، ولهذا يعرف عامة الناس عقيدتهم في أخصِّ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وزوجاته، وأنها البراءة منهم، وبغضهم، ولعنهـم، كما تعـلم العامـّة أنَّ كلَّ ما يقولونه خلاف ذلك فهو من التقية.

    وكلّ من خالطهم يعرف أنهم يتسامحون في تلك الموبقات العظيـمة، وأنها تُغفـر بحبِّ علي -رضي الله عنه- ما لايتسامحون بالتسمية باسم عائشة، أو حفصة، أو عمر، أو أبو بكر، أو عثمان، رضي الله عنهم أجمعين، فهـذه عندهم لاتغفـر أبدا حتى يغيـّر الاسـم!!

    ويستحيل أن تجد في إيران كلّها -إلاّ مدن السنة- ولا في جنوب العراق -إلاّ عشائر السنة- ولا مناطقهم في بلاد الخليج، ولاغيرها، اسم عائشة قـط، وأن هذا الاسم من أبغض الأسماء إليهم، قاتلهم الله، وقبحهم.


    وكلُّ هؤلاء الذين يستعملون التقية في التبرؤ من كلام شاتم الرسول زنديق لندن، لايُسمِّي زنديـقٌ منهم ابنته عائشة حتى يلـج الجمل في سمِّ الخياط، بل يرى ذلك من أعظـم المنكرات، وأشدّ المحرّمات، وهذا أعـظم دليل على كذبهم، ونفاقهـم، وأنهم يبطنون عقيدة هذا الخبيث، زنديق لندن شاتم النبوة.

    ولهذا السبب أيضـا لم يحرّك مراجعهـم ساكنـًا للرد على شاتم الرسول زنديق لندن، كما فعلوا ضد الشيخ العريفي، عندمـا قال كلمتين فقط عن السستاني: (زنديق فاجر)، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، بينما كانَّ الأمر لايعنيهـم إذا شتمت أم المؤمنين -رضي الله عنها-.

    ولولا إثارة أهل الإسلام الضجّة على هذه الجريمة، وخوف مبغضي عائشة -غير المراجع- من أن يتسبَّب سكوتهـم بفقدان مكاسب تحصَّلوا عليها بالتقية السياسية تحت شعاراتهم الكاذبة عن (نبذ الطائفية) و(الحوار الوطني) لما نطلقوا ببنت شفة.

    4- ولهذا فالواجب أن نتجاوز الوقوف على (حادثة الإفك اللندني) إلى فضح المشروع برمته، والمخطـط الأكبـر، فنشير بإلإصبع إلى صورة هذا الخبيث شاتم الرسول، ثـم نحركها فننقلها لنضعها في موضعها الصغير من الصورة الكبيـرة للمشروع الصفـوى، وإنـه من الخطـأ الجسيم الوقوف عليها، وعندها فحسب.

    5- هذا.. ومن يقرأ اعترافات شاتم الرسول زنديق لندن، التي أوضح فيها كيف خرج من المعتقل في الكويت، ووجد من سهـَّل له كلَّ شيء، وأمـدّه بما يحتاج، حتى جواز السفر العراقي، وما استُقبل به من حفاوة، في تنقلـّه، حتى استقر في لندن، وأُمـدَّ بالأموال ليقيم له مركزا، ويقوم بأنشطته في محاربة الإسلام، والنيل من ثوابته، غير عابىء بمصادر التمويل له، ولمركزه.

    من يقرأ اعترافاته، يتبين له أنه عملُ مؤسسةٍ بدعم مالي، ومعنوي، تقف وراءه دول!

    وليس الحـدث كما يحـاول أن يستغفلنا المستغفلـون أنـّه صوت نشاز لايمثل إلاّ نفسه!!


    6- هدف هؤلاء المنافقين في إثارة الكلام القبيح في شتم النبوّة، هو تعويد الناس على سماعه، وكسر المحرمات في باب الصحابة الكرام، ولايفوِّت عليهم هذا الهدف إلاّ جعلهـم يندمون أشدّ الندم على إطلاق ما أطلقـوه من القبائـح، وذلك بجعله يُعـقب من الآثار المدمّرة عليهم مالـم يخطـر على بالهم، ولا قدَّرته عقولهم المريضة، ومن أعظـم الوسائل إشتداد صيحات النكير التي تؤدي إلى الحصار التـام لهذه الجريمة، ثم بتـرها.

    7- يجب أن نركز على العبرة بالخواتـيم في التحرُّك ضد هذا الحدث وما وراءه، وأنَّ هذا الحدث الجزئي إذا خُتم بإلحاق الهزيمة بالفكرة التي يحملها، وبجعله عبـرة، فإنـَّه يسجل هزيمة أخرى بمشروعهم برمّته، ويؤخّـره، ولهذا يجب أن لاتتوقف الحملة عليه إلاّ بتحقيق هذه النهاية.

    8- وليُعلـم أنَّ هذه الجريمة -كما أنها الردَّة بعينها- فيها أيضـا حقُّ للأمـّة بأسرِها، لأنها في حقِّ أمِّ جميـع المسلمين، وهم جميع الأمـّة الممتدة حضارتهـا عبـر القـرون، والآن عبر الكرة الأرضية كلَّها، من اليابان والصين إلى سواحل أمريكا الغربية، فكلِّ مسلم مخاطب بالتحرك ضد هذه الجريمـة، فالإسلام لايعترف إلاّ برابط الإيمان وحده، فهـو فوق الجنسيات، والتبعيـّات للدول، وفوق القوانين المحلية، والدولية..إلخ

    بل العلاقـة هنـا بين الله -تعالى- منزّل القرآن، ومرسل الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-، وبين أمّتـه التي اختارها الله في الأرض، واختار لهـم أمهاتٍ بنفسه المقدسـة، فقـال: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[الأحزاب: 6]، ولهذا فـ(ملفّ) هذه الجريمة النكـراء، يبقـى مفتـوحا في شريعة الله -تعالى-، وعند أمّة محمد -صلى الله عليه وسلـم- حتى يتمّ إنفاذ حكم الله الشرعي الإلهي.

    9- يجب أن لاننسى هنا الدور البريطاني الخبيث الذي يؤوي سلمان رشدي ثم تمنحه الملكة لقب فارس! وتسليمة نسرين، وشاتم الرسول الكويتي هذا، وغيره من أعداء الإسـلام، وما رواء هذا الدور من أهداف خبيثة تستهدف الإسلام، وكذلك الدول الغربية التي تتلقف كل زنديق مارد، فتؤويه، وتكـرمه، وتشجعه على نشر كفره، وضلاله، ومن المهـم أن لاننسى أن نقرن بين كلِّ هؤلاء في نطـاق واحـد.

    10- من الواضح أنَّ هؤلاء المنافقين الصفويـين الحاقدين، أعداء الإسلام، يتحرَّكون حراكًا ممنهجا، يقوم على الإنفـاق المالي الكبير على المنابر الإعلامية، لاسيما الفضائيات، لتحقيـق أوسع انتشار في فضـاء العالـم الإسلامي، بهدف تهيئة العالم الإسلامي لاستقبال التشكيك في الثوابت مع كثرة الترديد، وطرقه الأسـماع، وانتشاره في وسائل الإعـلام.


    كما أنـَّه من البيـّن جدا، أنَّ الهجمة الغربية الشرسـة على الجمعيات الخيرية الإسلامية، والمنابر الدعوية الإسلامية، ورموز الدعوة، وملاحقـتهـم تحت تهمة (الإرهـاب)، منذ عقـد من الزمـان، تزامن مع غض الغـرب طرفـه عن كلِّ مخططات التمدد الصفوي الإيرانـي، رغم المعرفة التامة من قبل الدوائر الغربية بسيـر الأموال التي تخدم هذا المخطط، وأنّ منها ما يذهـب إلى تدريب الكوادر على التفجير، والتخريب، في بلاد حليفة للغرب منذ عقـود، ومع ذلك لم توضع هذه كلُّها في دائرة ملاحقة (الإرهاب)!!.

    ومن آخر ذلك، تجاهل بريطانيا طلب حلفائها في دول الخليج طرد قادة المخطط الانقلابي في البحرين، رغم أنهم المسؤولـون عن العمليات (الإرهابية) الوحشية التي تجـري في البحرين!

    وكذلك ما يجري في الكويت من حركة أموال هائلة تحت إشراف الحرس الثوري وتوابعـه، مع حراك محمـوم واضح لكوادر حزبية تابعة لإيران، كويتية، وغير كويتية، عبر مربع (الكويت، إيران، العراق، سوريا ولبنان) وكأنهـا تمهـّد لولادة تغيير إقليمي وشيك!!


    ومن العجـب أنَّ هذه الحقيـقة المثيرة للدهشة، لايكـاد أحـدُّ يتحدث عنها، وكأنها السـرُّ المكنـون المحـرَّم!

    وليس لهذا تفسير -كما ذكرت مرارا في مقالات خلـت- إلاَّ الفرح الصهيوغربي بمصـاب الإسلام بهذه الفئة الضالة المفتونة، وأنهم لم يجدوا من أهل النفاق مثلهم من ينقـب حصـن الإسلام من داخله.

    غير أنَّ الله -تعالى- وعَـدَ هذه الأمـّة، ووعدُه الحـقّ، أن يجعلَ كيدَ أعدائِها في نحرهم يعـود، ويريهـم آياته فيمن يمكـر السوء بهذا الدين، وهـم شهـود.

    ونسأل الله -تعالى- أن يستعملنا في هذا الوعد الحـقّ، وأن يوفّقنا للجهاد للدفاع عن ثوابت الدين، وأن يشرفنا بالذود عن مقام النبوّة، وأمّهاتنا أمّهاتنا المؤمنين، وأصحاب النبيِّ الكرام عليهم من الله -تعالى- الرضوان إلى يوم الدين ثم أبد الآبـدين. آمين.

    نقلا عن : موقع الشيخ حامد العلي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •