طغيان الجانب الإيديولوجي في الرواية الجزائرية جرّدها من صفتها العالمية

[علجية عيش]

دعوة إلى قراءة نوعية في التجربة الروائية الجزائرية

أكد روائيون جزائريون أن غياب الجانب اللغوي في الرواية الجزائرية و طغيان الجانب الإيديولوجي فيها افقد الرواية الجزائرية روحها و حيويتها، داعين إلى أخذ الروايات الحديثة التي تقدم في المسابقات الأدبية بعين الاعتبار و إعادة النظر في التجربة الروائية الجزائرية

وقف روائيون جزائريون أمس الأحد في اليوم الثاني من الملتقى الوطني الأول أحمد رضا حوحو الذي تتواصل فعالياته بالمسرح الجهوي قسنطينة في وجه الاتهامات التي أطلقها بعض الروائيين إلى الرواية الجزائرية و الموروث الروائي الجزائر و جردوها من صف العالمية و هذا كما اعتبروه تنصل من ابستمولوجية الرواية الجزائرية، و يرى الروائيون و منهم الدكتور شرف الدين شكري من جامعة بسكرة الذي تجول في الرواية المعاصرة، و خصائصها في محاضرة له بعنوان: " الرواية الجزائرية الجديدة" تطرف فيها إلى كبريات المشاكل التي تعترض الرواية الجزائرية و أهم التصورات التي تخرج الرواية الجزائرية إلى مرحلة جديدة و تعطيها صبغة العالميةـ موضحا أن الترجمات المشرقية للرواية الجزائرية جعلتها تفقد روحها المحلية، هذه الرؤية المادية و اللاوعي المادي للرواية الجزائرية يقول المحاضر انتقلت للأسف إلى الطبقة المثقفة التي أصبحت تبحث عن الكم، مقدما مقارنة بين الكتابات الروائية التي نبتت في ظل الاستقلال و الكتابات المخضرمة ليوضح أن هذه الروايات استمدت رؤيتها من المكبوتات التحررية ..

و تطرق الدكتور شرف الدين شكري إلى أهم المر احل التي مرت بها الرواية الجزائرية بمختلف تياراتها من كاتب ياسين، محمد ديب و غيرهم من التيار الفرانكفوني الذين مزجوا في كتاباتهم بين العامية و الفرنسية ، إلى أصحاب التيار التعريبي و منهم رشيد بوجدرة إلى جيل الألفية الذين صعدوا بالرواية الجزائرية و ثبتوها مثل سمير قاسيمي و ربيعة جلطي، واسيني الأعرج ، و هؤلاء حسب المحاضر يعتبرون مرجعا روائيا يتطور في شكله و مضمونه و يتجدد مع تجدد السنوات، و عليه يرى الدكتور شرف الدين شكري أن المشاركات الروائية التي يقدمهما الروائيون الجزائريون في المسابقات الأدبية لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار و أن تلقى حظها الأوفر من الدراسات و التنقيح..، كما عالج الدكتور شرف الدين شكر إشكالية البنية في الرواية الجزائرية، وكيف ظهرت هذه الأخيرة بداية ون الخمسينيات عن طريق أعمال امتدت إلى ما بعد البنيوية و كيف تجاوزت رؤيتها الزمن، و أهم المراحل التي مر ت بها هذه الأخيرة، مقدما في ذلك ميشال فوكو كنموذجا..

و كانت قضية الزمان و المكان في الرواية الجزائرية محل نقاش و هي المحاضرة التي قدمتها الأستاذة نهاد مسعي من جامعة سكيكدة حول " ابستمية التاريخ.. سردية الموقف" أوضحت فيها أن التاريخ صراع و جداني و كذا المحور الثقافي التي تنبجس منه اللغة الشعرية و هو ما وقفت عليه المحاضر من خلا ل كتابات الطاهر وطار ، أما الدكتور نوار عبيدي فقد حلل رسائل الأديب رضا حوحو "الإخوانية" مظهرا الجانب الإنساني منها، يقول الدكتور نوار عبيدي أن اشتغاله على الألفاظ جعلته يقف علا شحنة كبيرة من عبارات الأسف و الحزن التي كان يرددها رضا حوحو في رسائله ، و يبدو أن رضا حوحو حسب نوار عبيدي انه كان جد متأثرا بلغة الحجاز باستعماله أسلوب التسهيل، و هو الأسلوب الأكثر استعمالا عند المشارقة.

ملاحظة/ : ملف خاص حول الرواية العربية و الجزائرية على الخصوص بعد اختتام لملتقى

علجية عيش

[بلقاسم علواش]

رغم كل الملتقيات والندوات ماتزال التجربة الروائية الجزائرية تحتاج إلى المزيد من الجهود الجادة
شكرا لك