آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الفرصة.. طريق الإيمان المخضرم - حلقات متسلسلة -

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي الفرصة.. طريق الإيمان المخضرم - حلقات متسلسلة -

    الفرصة


    طريق الإيمان المخضرم


    بسم الله الرحمن الرحيم


    لماذا الفرصة؟



    الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد..



    إذا كان الإنسان يحتاج الفطنة والكياسة وحسن التدبير في أعمال الدنيا فهو أحوج إلى كل هذا في أعمال الأخرة إذ كما تعترض الأولى معوقات وصعوبات للنجاح تعترض الثانية ما هو أشد وأنكى..



    ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني". ولما كان الواقع مظلما والدرب موحشة والشهوات متناثرة وواقع الناس اليوم لا يشجع على طاعة وللدنيا في قلوب الناس موطن ومرتع كان الواجب على الفطن الكيس أن ينتهز الفرصة كلما سنحت بإبتداره الصالح من الأعمال وإن كان في جعبته إستمرار على معصية أو إصرار على خطيئة... لماذا الفرصة؟؟



    - لأن الصالحين يبتدرون دائما عظيم الأعمال الصالحات والقربات والطاعات – اختاروا طريق الله فوفقهم إليها وحببهم فيها فسلكوا طريقهم غير ابهين لرضا من رضي ولا لسخط من سخط... فكان جل وقتهم في الطاعة وكبير اهتمامهم بالعبادة بينما كان أمثالنا من الخاطئين العاصين متقلبين بين طاعة ومعصية فكانوا أحوج إلى فرصة سانحة!



    - أن الله سبحانه وتعالى يقول: ويدرءون بالحسنة السيئة" ويقول " وأخرون إعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم" وأولئك الذين قال فيهم "أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات "وهم أكثر أهل الجنة كما ورد وقوله صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها"!



    - أنه لما شجع الواقع في زمن الفتن هذه الإنسان على المعصية فسارع فيها و سار اليها فتراكمت فلما تراكمت تعاظمت وبدأ يسير في طريق" الذين هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم" كما قال الحسن البصري رحمه الله وطريق الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم" تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه" أخرجه مسلم وهذا مصداق قوله تعالى " بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" و" طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون" فكانت هذه باب الفرصة الاخيرة الوسيلة الوحيدة لمنع وصول المخطئ الى هذا الدرك الأخير الذي لاعودة بعده ولا رجعة إلا من شاء الله فيكون عمل صالح وعمل سيء حتى يأذن الله بالإستقامة !



    - أن ما لا يدرك كله لا يترك جله وأن من هذا الجيل من لم يعد يقبل أو يقدرعلى فراق وطلاف لطريق الباطل ولم أجد أحدا من السلف الصالح أو العلماء الثقات يقول بترك هؤلاء في طغيانهم يعمهون ...هناك فرصة أخيرة من المحاولة لا بد أن نفعلها" قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون" الاعراف 164.



    - المطر يروي دائما أسفل الجبل قبل أعلاه , فكان الأقل طاعة أولى بالإهتمام والرعاية.



    - أن الاصل في المجتمع المسلم الصلاح والتقى والعفاف والخير, ولئن كان مجتمع المدينة الأول لم يخل من معصية أو خطأ كتلك التي أقرت بالزنا أو ذاك الذي إعترف بشرب الخمر أو أؤلئك الذين تخلفوا عن ركب الجهاد والنبي صلى الله عليه بين ظهرانيهم والوحي يتنزل صبحا وعشياً فقد كان كل ذلك يقومّ بالعقاب والهداية وكان المخطئ منبوذا والعاصي مرفوضا كان الاصل في ذلك المجتمع الطاعة بل والتسابق في الطاعة! أما في واقعنا اليوم فالناس في " غمرة ساهون" وحتى في المجتمعات الإسلامية المحافظة الملتزمة لم يعد للخطأ "قبحه" " ورهبة "إرتكابه وإقترافه" "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" وعاد الإسلام غريبا في بيوتنا ومحافلنا وملتقياتنا وفي كل أمورنا!



    - الان عاد الإسلام كما بدأ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر... إذا أردت الصلاح فالواقع لن يشجعك وإذا أردت الطاعة فالواقع لن يقويك كل المجتمع أضحى مغريات ومقومات للخطأ والمعصية ...هذا هو الواقع وهكذا لم نعد نملك إلا يومنا هذا لا ندري متى الأجل وماذا نكسب غدا ولا بأي أرض نموت,,, أضحت أيامنا خزائن.. كل يوم يمضي خزانة تقفل فلا تفتح إلى يوم القيامة فلننظر على ماذا نقفل خزائننا؟! وإذن فقد اصبح المرء يصبح في طاعة ويمسي في معصية والأمور دواليك كان إغتنام " الفرصة" طريقنا في هذا الواقع المجنون لعل" فرصة طاعة" تنزل علينا رحمات الرحمن الرحيم فيكون عفو عما مضى وفات لم لا؟



    - فرصة سانحة ترفعك لأعلى وفرصة سانحة سيئة تهوي بك للاسفل أليس" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإنالعبدليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" رواه البخاري!! أليس الله قد إطلع على أهل بدر فقال إعملوا ماشئتم فإني قد غفرت لكم" أليس العبد يكون في ساعة طاعة يقول فيها الله سبحانه وتعالى اعمل ما شئت فإني قد غفرت لك" فيفوز وينجو! أليس إنتهاز عثمان رضي الله عنه لفرصة سانحة منحته شهادة النبي صلى الله عليه وسلم " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم"!



    لقد داهمتنا الدنيا بشهواتها ومغرياتها وذنوبها بليل . كقوم أحاطوا بمنزل يريدون سرقته وقتل من فيه لعمرك ما نفعل إذاك الإ الهرب ديدننا حمل ما خف حمله وغلا ثمنه انها الفرصة ...!



    أما أولئك المتبتلون العابدون الذاكرون القائمون الصائمون أولئك الذين غرس الله كرامتهم بيده , تتهيأ لهم الحور وتتزين لهم الجنان أولئك ذهبوا بعز الدنيا وشرف الأخرة أولئك السابقون السابقون! أما في جاهلية القرن الحادي والعشرين فليس أمامنا إلاربنا سبحانه يوصينا " وسارعوا" و" سابقوا " وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول لنا



    - بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا " – مسلم.



    - - بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسيا أو غنى مطغياً أومرضيا مفسدا أو هرما مفندا لأو موتا مجهزاً أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر"!- رواه الترمذي وقال حن.



    - هكذا يقرع ابن عمر رضي الله عنه جرس النصيحة قائلا لنا:



    - إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح !



    - وغذا اصبحت فلا تنتظر المساء!



    - وخذ من صحتك لمرضك ! – إغتنم الفرصة-!



    - وخذ من حياتك لموتك !- إغتنم الفرصة - !



    - هو قول النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة : ولكن يا حنظلة ساعة وساعة!.. وهو ديدن السلف الصالح

    تعالوا بنا مع الفرصة نؤمن ساعة!
    يتبع....

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الفرصة.. طريق الإيمان المخضرم - حلقات متسلسلة -

    الفرصة
    طريق الإيمان المخضرم
    الحلقة الثانية


    الفرصة الأولى : أعظم فرصة "لا إله إلا الله"


    ما وجدت أعظم فرصة من أربع كلمات لا أكثر.." لا إله إلا الله" تتكون من ركنين أساسيين تقوم عليهما اسس العقيدة والإعتقاد, الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه والثاني إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون ما سواه, وما اجتمع فضل ولا أجر ولا ثواب ولا تعظيم ولا حديث حول عمل كما إجتمع حولها على نحو لا يعيه قلب ولا يخطر على بال بشر فإليكم أعظم وأجمل وأغلى الفرص, فرصة " لا إله إلا الله"...
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحدثّ بنعمه في قوله تعالى" وأما بنعمة ربك فحدث"- سورة الضحى-و لا إله إلا الله أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده وتأمل معي كيف ذكرها سبحانه في سورة النحل، التي هي سورة النِّعم، فقدمها على كل نعمة فقال سبحانه:[يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ] (النحل:2) . قال ابن عيينة: ( ما أنعم الله على عبد من العباد أفضل من أن عرفه لا إله إلا الله وأنها لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا"
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _ فهي العروة الوثقى:[....فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] (البقرة:256) . قاله سعيد بن جبير والضحاك.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي العهد الذي ذكره الله_عز وجل_إذ يقول:[لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً] (مريم:87) . قال ابن عباس رضي الله عنهما: العهد شهادة أن لا إله إلا الله، ويبرأ إلى الله من الحول والقوة إلا بالله، ولا يرجو إلا الله عز وجل- تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/53 - .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي الحسنى التي ذكرها الله في قوله:[فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى] (الليل:5_7) . قاله أبو عبدالرحمن السلمي، والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما(تفسير القرآن العظيم 4/519) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _لانها هي كلمة الحق كما في قوله_تعالى_:[إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (الزخرف:86) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _لأنها هي كلمة التقوى التي ذكرها الله في قوله:[وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا] (الفتح:26) فإمتن على أهل لا إله إلا الله بلا إله إلا الله.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي القول الثابت في الحياة الدنيا والأخرة ، قال_تعالى_:[يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ] (إبراهيم:27) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلاً في قوله_تعالى_:[أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ] (إبراهيم:24) . فأصلها ثابت في قلب المؤمن، وفرعها في العمل الصالح صاعدٌ إلى الله عز وجل.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبيل الفوز بالجنة، والنجاة من النار [...فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ](آل عمران:185) . وكما في الحديث المتفق عليه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل (البخاري 4/139، ومسلم 1/57) .وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أشهد أنلا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عنالجنة)) مسلم (27) وقال صلى اللهعليه وسلم(من قال حين يصبح وحين يمسى؛ اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتنى، واناعبدك،وانا على عهدك ووعدك ما استطعت،اعوذ بك من شر ما صنعت،وابوء لك بنعمتك علي،وابوء بذنبى فاغفر لي، فانه لا يغفر الذنوب الا انت،فمات من يومه او ليلته دخلالجنه"- وعن أبى ذر رضي الله عنه قال أتيت النبيالله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: "ما منعبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإنزنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإنزنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر"؛ رواه البخارى.وحديث أبىموسى عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نفر من قومي فقال: "ابشرواوبشروا من وراءكم، أنه من شهد أنه لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة" فخرجنا منعند النبي صلى الله عليه وسلم نبشر الناس، فاستقبلنا عمر بن الخطاب، فرجع بنا إلىرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إذا يتكل الناس، فسكت رسول اللهصلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي السبب المانع للخلود في النار لمن استحق دخولها؛ كما في حديث الشفاعة أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" فأهل لا إله إلا الله وإن دخلوها بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لابد أن يخرجوا منها كما في الصحيحين: يخرج من النار من قال:لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال:لا إله إلا الله وفي قلبه وزن بُرَّةٍ من خير، ويخرج من النار من قال:لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذَرَّة من خير - البخاري (44) ومسلم (193) - وثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( يقول الله: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله)). رواه الحاكم في المستدرك [1/70].

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبب التحريم على النار لمن قالها يبتغي بذلك وجه الله كما في الصحيحين من حديث عتيان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله حرمعلى النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) البخاري (5401 وحديث عثمان بن عفان عنعمر بن الخطاب رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لا يقولهاعبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرمه الله على النار: لا اله إلا الله", رواهابن حبان فى صحيحه

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فلأجلها خلقت الجن والإنس والدنيا والآخرة والجنة والنار:قال الله_عز وجل_:[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ] (الذاريات:56) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبيل السعادة والأمن في الدارين:قال الله عز وجل:[الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ] (الأنعام:82) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي أول واجب على المكلف:قال": أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله (رواه البخاري رقم (25) ومسلم (20) وفي قصة بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إلىاليمن قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ماتدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله))متفق عليه: البخاري (1458)، ومسلم (29).

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي آخر واجب على المكلف:فمن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة كما جاء في حديث معاذ من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة(رواه أبو داود (3116) والحاكم في المستدرك 1/351 وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6479) . ) . وحديث بن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله فمن قالها عند موته وجبت له الجنة قالوا يارسول الله فمن قالها في صحة قال تلك أوجب وأوجب ثم قال والذي نفسي بيده لو جئبالسماوات والأرضين ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعت في كفة الميزان ووضعت شهادةأن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن" رواه الطبرانى.
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي التي لأجلها أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب وهي مفتاح دعوة الرسل [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ] (الأنبياء:25) . فالرسل جميعهم _عليهم السلام_دعوا إليها فكلهم يقول لقومه[اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ] (الأعراف:73) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي أفضل الحسنات:قال أبو ذر قلت يا رسول الله:علمني عملاً يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال:إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها . قال:قلت يا رسول الله:أمِنَ الحسنات لا إله إلا الله ؟. قال: هي أفضل الحسنات - رواه الإمام أحمد في المسند 5/169، وصححه الألباني في الصحيحة (1373) وصحيح الجامع (690) و [مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا] (الأنعام:160) وثبت في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : ( ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال: ( الحمد الله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني الجنة وإنك لا تخلف الميعاد. ثم قال : أبشروا إن الله قد غفر لكم وهي أحسن الحسنات وهي تمحو الذنوب والخطايا" الترغيب والترهيب( 2/415)

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي أفضل ما ذكر الله به_عز وجل:كما عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلميقول: "أفضل الذكر لا إله إلا الله وافضل الدعاء الحمدلله" رواه الترمذي وقال: حديثحسن, والحاكم وقال صحيح الأسناد.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    - فهي أفضل ما قاله النبيون عليهم الصلاة والسلام كما ورد في دعاء عرفة وما رواه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهوعلى كل شيء قدير)

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي أثقل شيء في الميزان:كما في المسند عن عبدالله بن عمررضي الله عنهما عن النبي"أن نوحاً عليه السلام قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع، والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله (رواه أحمد 2/170 وسنده صحيح، قاله الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 134 ) وهي كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يارب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به قال يا موسى قل لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله إنما أريد شيئاً تخصني به قال: يا موسى لو أن السماوات والأرضين السبع وعامرهن غيري في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ) الترغيب والترهيب (2/694)

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي تطيش بسجلات الذنوب، وترجح بصحائفها، وتثقل الميزان، كما في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلىالله عليه وسلم "إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشرعليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل هذا ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتيالحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلى إن لك عندنا حسنةوإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداعبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال إنك لا تظلم قال فتوضعالسجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم اللهشيء" رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وابن حبان في صحيحه، والحاكم والبيهقى، وقالالحاكم: صحيح على شرط مسلم. وعند ابن ماجة عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا إله إلا الله لا تترك ذنباً ولا يسبقها عمل). رواه ابن ماجة ( 2/1248)

    - قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي أعلى شعب الإيمان:وذلك لما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة÷قال: (الايمان بضع وستون شعبه،فافضلها قول لا اله الا الله،وادناها اماطه الا ذى عنالطريق"- البخاري 1/8 ومسلم (35)

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي أفضل الأعمال والأذكار، وأكثرها تضعيفاً، وتعدل عتق الرقاب، وتكون حرزاً من الشيطان:كما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة_كانت له عَدْل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه (البخاري 7/167 ومسلم (2691)). وفي الصحيحين أيضاً عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي :"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل- البخاري 7/167 ومسلم -2693 . - وعن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت قلتيا نبي الله إني امرأة قد كبرت وضعفت فدلني على عمل, قال: "كبري الله مائة مرةواحمدي الله مائة مرة وسبحي الله مائة مرة فهو خير لك من مائة بدنة متقبلة وخير منمائة فرس مسرج ملجم في سبيل الله وخير من مائة رقبة متقبلة وقول لا إله إلا الله لايترك ذنبا ولا يشبهها عمل" رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد وعنأبي الدرداء عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد يقول لا إله إلاالله مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ولم يرفع لأحديومئذ عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد"؛ رواه الطبرانى فى مسندالشاميين.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية:كما جاء في صحيح مسلم:ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبدالله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء (مسلم (234) ,و عن عبد الرحمن بن سمرة في قصة المنام الطويلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((. . . . ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة )).أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد [7/179، 180]. وعن معاذ بن جبل رضيالله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مفاتيح الجنة شهادة أن لا اله إلاالله" رواه أحمد.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي التي يكون السؤال عنها يوم القيامة:قال تعالى :[فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (الحجر:92، 93)، وقال تعالى :[فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ] (الأعراف:6)

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي المثل الأعلى والوصف الأعظم الذي ذكره الله عز وجل في قوله:[ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ] (الروم:27) . فالمثل الأعلى هو الوصف الكامل، وأعظم وصف لله هو أنه لا إله إلا هو؛ كما جاء ذلك في آية الكرسي:[اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ] (البقرة:255) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فلأجلها يفرّق بين القريب والقريب [لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ] (المجادلة:22) . " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي أصل الدين، وأساسه، ورأس أمره، وساق شجرته، وعمود فسطاطه، وبقية الأركان والفرائض متفرعة عنها، متشعبة منها، مكملات لها، مقيدة بالتزام معناها، والعمل بمقتضاها. روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بُني الإسلامُ على خمس؛ شَهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحَجِّ، وصومِ رمضانَ) متفق عليه

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي الأمان من وحشة القبور، وهول المحشر لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ).

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي الصدق:كما في قوله تعالى :[وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ] (الزمر:33) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبيل لتفريج الكربات: ولذا نادى بها يونس عليه السلام في بطن الحوت، [...فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ] (الأنبياء:87) فاستجاب الله له وفرج كربته. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب) رواة الترمذي ح 3518
    وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول عند الكرب:
    "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم"
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    - فلها تفتح لها أبواب السماء لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد قال لا إلا الله مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التسبيح نصف الميزان والحمد يملأه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه" رواه الترمذى
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبب لشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم:في الصحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه قال "قلت يارسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله: "لقد ظننت يا أباهريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعدالناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا اله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه" رواهالبخاري

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبب لحصول البشرى عند الممات:فمن استقام عليها تفي الحياة حصلت له البشرى عند الممات. قال تعالى :[إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ] (فصلت:30) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي كلمة العدل:التي قال تعالى :[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ] (النحل:90) .
    قال ابن عباس: العدل شهادة أن لا إله إلا الله (تفسير القرآن العظيم 2/565. ) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي الطيب من القول:قال تعالى:[وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ] (الحج:24) . ولا أطيب ولا أطهر من هذه الكلمات.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي الكلمة الباقية: قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام :[وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ] (الزخرف:26_28) . فذكرها_عز وجل_بعد ذكر معنى الشهادة فقوله:[بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ] بمعنى لا إله، [إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي] بمعنى إلا الله.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي كلمة الله العليا:قال تعالى :[... وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا] (التوبة:40) . فكلمة الله عليا على الدوام؛ ولهذا لم يعطفها على ما قبلها.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبب النصر على الأعداء:قال تعالى :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (الأنفال:45)، ولا إله إلا الله أعظم ذكر.

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي الزكاة:قال تعالى:[وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ] (فصلت:6) قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم هي التوحيد؛ شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب؛ فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته وإثبات إلهيته سبحانه وهو أصل كل زكاء ونماء (إغاثة اللهفان ص56 تحقيق مجدي فتحي السيد.) .

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    _فهي سبب لتبيض الوجوه واسوداد الوجوه:فتبيض وجوه أهلها أهل الطاعة والإيمان، وتسود وجوه أعدائها من أهل الكفر والعصيان، قال تعالى :[يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه] (آل عمران:106) .
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    - فهي سبب لاستجابة الدعاء. قال صلى الله عليه وسلم(دعوة ذى النون اذا دعى بها وهو في بطن الحوت؛لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين،لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط الا استجاب الله له
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    - فهي حبل النجاة
    فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله مانجاة هذا الأمر الذي نحن فيه‏؟‏قال‏:‏"‏من شهد أن لا إله إلا الله فهو له نجاة‏"‏‏.رواه ابو يعلى
    ‏ -قولوا " لا إله إلا الله :
    - -فهي من اسم الله الأعظم الذي اذا دعى به اجاب واذا سئل به أعطى
    حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال " سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو ، ويقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى" قال الترمذي حديث صحيح "
    -قولوا " لا إله إلا الله :
    - فهذا أمر رسولكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُقَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله قَبْلَ أَنْيُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا وَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ". رواه أبو يعلى في " المسند " (11/8) ، قال الحافظ ابن حجر – كما في " الفتوحات الربانية " (4/110) - : حسن غريب . وحسنه الشيخ الألباني في " السلسة الصحيحة " (رقم/467)

    -قولوا " لا إله إلا الله :
    - فبها يتم تجديد الإيمان ففي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا ؟ قَالَ : أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) " مسند أحمد " (2/359) وصححه الحاكم في " المستدرك " (4/285)، وحسنه المنذري في " الترغيب والترهيب " (2/342)، وضعفه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/896) .
    - قولوا لا إله الا الله:
    - فهي سبيل الفلاح, فلما وقف رسول الله عليه الصلاة والسلام على الصفا ينذر قومه قال قولوا لا اله إلا الله تفلحوا".


    فأي فرصة بعد كل هذا أعظم من لا إله إلا الله!!

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الفرصة.. طريق الإيمان المخضرم - حلقات متسلسلة -

    الفرصة
    طريق الإيمان المخضرم
    الحلقة الثالثة



    الفرصة الثانية: أهل اليقظة عاداتهم عبادات ، وأهل الغفلة عباداتهم عادات!

    فرق كبير أزالته فتن زماننا ما بين العادة والعبادة, والحقيقة الشرعية لكلمة العبادة هي ما يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة العبودية بقوله : "العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة منها والظاهرة".
    لقد حولنا العبادة الى عادة إلا من رحم الله فأصبحت صلاتنا حركات لا يحضرها خشوع ولا تفكر ولا تدبر ولذا لم يكن غريباً أن لا نشعر ببركتها ولا أثرها ولنقرأ قوله سبحانه وتعالى " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" سورة العنكبوت 45, فلماذا لم تعد صلاتنا تنهانا أو تزجرنا ؟ ولماذا أصبح المرء منا يقرأ القرأن فلا يحس بسكينة ولا رهبة ولا روعة – وما الذي ينقص قلوبنا لتفهم القرأن وترعاه كما فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة وتدبر في قصة عباد بن بشر وهو يحرس في ثغر من ثغور المسلمين ومعه عمار بن ياسر نائماً, وقام عباد يصلي ويقرأ ما يسر الله له واذ هو قائم يقرأ احتدم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته فضرب بالسهم الثاني فنزعه واستمر في صلاته فلما اصيب بالسهم الثالث ايقظ صاحبه قائلا: كنت في سورة اقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها وأيم الله لولا خوفي أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لكان قطع نفسي أحب إلى من قطعها!!
    السؤال المهم كيف حولنا هذه العبادة العذبة وغيرها الى عادة لا أكثر! وهل يمكن أن نحول حياتنا الى عبادة ؟ قد يظن من يقرأ هذا العنوان أن عليه أن يعتكف في محراب قائماً وساجداً, أو يرابط في ثغر لا يفارقه حتى يأتيه اليقين, ولكن فاتنا في غمرة هذه الحياة أن حياة المؤمن كلها عبادة ولنتأمل قوله سبحانه وتعالى { قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العلمين } الأنعام:162 ,قال ابن مسعود رضي الله عنه : فإني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي!

    هل يمكن هذا! هل يمكن لنا أن ننام ونأكل ونشرب ونفرح ونحزن ونلعب مع أطفالنا ونلتقي مع أصدقائنا ونذهب للتسوق والمتعة ونكون في ذات الوقت في عبادة!
    شرطان يحولان كل عاداتك بل كل حياتك إلى عبادة: النية والإخلاص!
    أما النية ففي الحديث الذي يرويه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه} متفق عليه وقد ورد في الأثر: تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل ، و إنه لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له- والأن كيف نضبط النية ؟

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الاربعين النووية " الاعمال بالنيات" المقصود من هذه النية تمييز العادات عن العبادات وتمييز العبادات بعضها عن بعض". قال إمام المحدثين في زمانه عبد الرحمن بن مهدي :لو صنفت كتاباً لجعلت في كل باب مئة حديث " إنما الأعمال بالنيات " ومن ذلك دعاء مطرف بن عبد الله الشخير حيث كان يقول اللهم إني أستغفرك مما زعمت أنني أريد به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمت)
    وكتب أحد التابعين لأخ له قال له:أما بعد فإنك قد أصبت بظاهر علمك عند الناس منزلةً و شرفا ،فأطلب بباطن علمك عند الله منزلةً و زلفى ،و أعلم أن إحدى المنزلتين تمنع من الأخرى!
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ينبغي للعبد ألا يفعل من المباحات إلا ما يستعين به على الطاعة ) ، فالمسلم إذا قصد بعاداته أن يتقوى بها على عبادة الله عز وجل أثيب على هذه الأعمال بهذه النية ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد بن أبى وقاص رضي الله عنه : " إنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتى ما تجعل في امرأتك " ، قال النووي رحمه الله معلقا على هذا الحديث : ( وضع اللقمة في فيّ الزوجة يقع غالبا في حال المداعبة ، ولشهوة النفس في ذلك مدخل ظاهر ، ومع ذلك إذا وجه القصد في تلك الحالة إلى ابتغاء الثواب حصل له فضل الله تعالى ) .

    وقد تتفق عادات الإنسان مع الآداب والسنن والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكون عادة المرء إستعمال اليد اليمين في طعامه وشرابه وعدم استعماله اليد الشمال في ذلك ولكن إن أكل بيمينه وشرب بيمينه قاصدا إتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم أثيب وأجر على ذلك ,يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " قال الغلام :" فما زالت تلك طعمتى بعد " !

    كم من النساء ترتدي الحجاب عادة لا عبادة؟ كم منا يصوم ويصلي وينفق عادة لا عبادة؟ وإذن كيف نحول عاداتنا الى عبادة وليس العكس؟
    كلنا نقابل إخواننا وأصدقائنا ونبادر الى السلام والمصافحة مبتسمين مستبشرين ! هذه عادة – لكنها تصبح عبادة إذا ما إستحضرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"! أو " أفشوا السلام بينكم " أو " أطعموا الطعام وأفشوا السلام"! دعونا نتدبر هذه الأحاديث. لنضعها في قلوبنا ونياتنا أن نصافح ونبتسم إحتساباً وطلباً لثواب الله سبحانه! كم من العادات إذن تنقلب الى عبادات!
    كلنا نعمل! ولو سألنا أحد لماذا نعمل لإستنكرنا سؤاله ! ولكن من منا يبيت النية في قلبه أن يعمل ليكفي نفسه وأهله ومن يعولُ بمال حلال يكون فيه قادرا على معيشة أهله وطرق أبواب الخير من زكاة وصدقة وسد عوزة محتاج أو فقير! كلنا إعتدنا أن نعمل لكن ساعات عملنا اليومية تنقلب الى عبادة بإستحضار النية!
    من منا لا ينام ! كلنا نحتاج للنوم لنريح أجسادنا ونستعيد نشاطنا ! هذه سنة الله في الكون , كثير منا إعتاد النوم على شقه الأيمن! لقد إعتاد ذلك! ولكن دعونا نتخيل أنه ما إن وضع رأسه على الوسادة وإضطجع على شقه الأيسر أو ظهره حتى تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَن...." الحديث فيكفيه ان يتحول للنوم على شقه الايمن اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ! ثم إذا ما نام مبكرأ معتقداً أن يبكر في النوم ليتمكن من الإستيقاظ لصلاة الفجر! وليقوى جسده على عمله الذي قلنا إبتداءاً أنه تحول بالنية لعبادة فلنتصور ايها الاحبة ان كل نوم له على هذا النحو أصبح عبادة وإتباعاً , حتى ساعات نومك تتحول إلى عبادة !
    بل ونصل في هذه الفرصة إلى أدق الأمور حساسية وخصوصية وأقصد بها " العلاقة الزوجية"... دعونا نستمع لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول لأناس من أصحابه صلى الله عليه وسلم قالوا له :يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم. قـال: { أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحـد كم صـدقـة }. قالوا : يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر }. رواه مسلم 1006 قال زَبيدُ بن الحارثِ: (أُحبُّ أن يكونَ لي في كُلِّ شيء نيَّةٌ، حتى في طعامي وشرابي.
    أما الإخلاص لله سبحانه فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر ) وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه الإمام مسلم ، وفي رواية ابن ماجه ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ) .ويؤيد هذا المعنى حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ماله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. قال معاذ رضي الله عنه: (يا رسول الله! أوصني، قال صلى الله عليه وسلم: أخلص دينك يكفك القليل من العمل". – حديث ضعيف :– ولا بأس بالإستدلال بالضعيف من الأحاديث في فضائل الأعمال.

    حدث شُفي الأصبحي أنه دخل المدينة ، فإذا هو برجل قد اجتمع الناس عليه ؛ فقال : من هذا ؟ قالوا : أبو هريرة ، قال : فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس، فلما سكت وخلا ؛ قلت : أنشدك بحق وحق ؛ لما حدثتني حديثا سمعته من رسول اللهوعلمته ، فقال أبو هريرة : أفعل ، لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليهوسلم عقلته وعلمته ،ثم نشغ أبو هريرة نشغة ، فمكث قليلا ثم أفاق ، فقال : لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في هذا البيت مامعنا أحد غيري وغيره ، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ، فمكث بذلك ثم أفاق ، ومسحوجهه ؛ فقال : أفعل لأحدثنك بحديث حدثنيه رسول الله صلى الله وعليه وسلم وأناوهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ، ثم مالخارا على وجهه ، وأسندته طويلا ثم أفاق ؛ فقال :
    حدثني رسول الله صلى الله عليهوسلم : أن الله عز وجل إذا كان يوم القيامة ؛ نزل إلى العباد ليقضي بينهموكل أمة جاثية ، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتل في سبيل الله،ورجل كثير المال ، فيقول الله للقارىء : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟قال : بلى يا رب ! قال : فماذا عملت فيما علمت ؟ قال : كنت أقوم به آناءالليل وآناء النهار ؛ فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، فيقولالله عز وجل : أردت أن يقال : فلان قارىء ؛ فقد قيل0 ويؤتى بصاحب المال ؛ فيقول : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى0 قال : فماذا عملت فيماآتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم وأتصدق ؛ فيقول الله : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال فلان جواد ؛ فقد قيل ذلك, ويؤتى بالرجلالذي قتل في سبيل الله ؛ فيقال له : فيم قتلت ؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك ؛فقاتلت حتى قتلت ؛ فيقولالله : كذبت ، وتقول الملائكة له : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال فلان جريء ؛ فقد قيل ذلك )) ، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليهوسلم على ركبتي ؛ فقال : يا أبا هريرة ! أولئك الثلاثة أول خلق الله تُسعربهم النار يوم القيامة )) أخرجه مسلم : 1905
    في الختام يأتينا حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: { من كانت الدنيا همه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنياإلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه،وأتته الدنيا وهي راغمة } رواه ابن ماجه وابن حبان.

    يقول أهل العلم يا ساد ة : أهل اليقظة عاداتهم عبادات ، وأهل الغفلة عباداتهم عادات " فرصة لا يفوتنا نوال بعضها إن فاتنا كل نوالها!

    وصلى الله على محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    العمر
    50
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الفرصة.. طريق الإيمان المخضرم - حلقات متسلسلة -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفرصة

    طريق الإيمان المخضرم


    الحلقة الرابعة

    الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

    الفرصة الثالثة: إجعل لك خبيئة من عمل صالح!- الجزء الأول -

    كلنا نعمل فريضة ونفلاً ,جهراً وسراً, ولا يعلم المرء منا أتقبل الله منه ما عمل أم لفَُ عمله كالثوب الخلق فيضرب بها وجهه, ولنتأمل قوله تعالى " قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. أولئك الذين كفروا بأيات ربهم ولقاءه فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً " –سورة الكهف 103-105 ,قال أبو سعيد الخدري : يأتي أناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة ، فإذا وزنوها لم تزن شيئا ، فذلك قوله تعالى"فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " وهو معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهقال : لأعلمن أقواما منأمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثالجبال تهامةبيضاءفيجعلها اللههباء منثورا, ولقد سألت عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله:{والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} يا رسول الله هو الذي يسرق، ويزني، ويشرب الخمر، وهو يخاف الله ؟ قال:(( لا ، يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلون، ويصومون، ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم {أولئك يسارعون في الخيرات})) رواه أحمد والترمذي.قال مالك بن دينار رحمه الله : الخوف على العمل أن لا يقبل أشد من العمل!


    إذن!



    فلا نغتر بكثرة أعمالنا فقد يخالطها الرياء أو النقص أو الإبتداع أو الإشراك أو حب الدنيا ومديح الناس فلا يقبل منها شيء!ولذا يقول الله سبحانه وتعالى" وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون!



    أيها الإخوة والأخبة والأخوات الفاضلات : لقد تبدلت الايام وإشتدت الفتن وكثر النفاق والرياء وتقلب القلوب وخالط النيات ما خالطها , ورب عامل منا بنية خير مخلصة لله سبحانه لا يلبث شيطانه به حتى يدخل في نيته ما يفسدها فبات المرء حيرانا لا يدري أعمل لله أم ليقال ويقال! والله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك , من أشرك معه في عمل غيره تركه وشركه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال الله تعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه"(رواه مسلم , وفي رواية لأحمد وابن ماجه بإسناد صحيح أنه قال: " فأنا منه بريء وهو للذي أشرك".
    وعن أبي سعيد مرفوعاً: " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى. قال: الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل"- رواه أحمد بإسناد حسن.


    قال سفيان الثوري: بلغني أن العبد يعمل العمل سراً فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية ثم لا يزال الشيطان به حتى يحب أن يحمد عليه، فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء.

    وكيف يقبل إذاك منا عمل والله سبحانه وتعالى يقول: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف:110] ويقول سبحانه عزوجل(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البيِّنة:5]


    *وقال أبو سليمان: إن لإبليس شيطاناً لا يزال بابن آدم ليخبر بعملٍ قد عمله سراً منذ عشرين سنة ليظهره فيربح عليه ما بين أجر السر والعلانية.
    ولذا كانت فرصتنا اليوم فرصة نادرة قيمة هامة خفيفة الجهد , ثقيلة الوزن , هي الأضمن للقبول عند الله ! ولنتذكر قول أحد السلف رحمهم الله:" لو علمت أن الله تقبل مني ركعتين ما كان غائب عني أحب إليّ من الموت لأن الله سبحانه وتعالى يقول :" إنما يتقبل الله من المحسنين"!



    إن مسافات الدنيا تقطع بسير الأقدام ومسافات الأخرة الى الله سبحانه تقطع بالأعمال والنيات فكيف السبيل الى القبول!




    دعونا نتأمل !


    أولاً :في قول الله تعالى :{إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم}.وفي قوله تعالى :" إدعوا ربكم تضرعاً وخفية" وقوله تعالى" إذ نادى ربه نداء خفياً" وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم"و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" و" رجل لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" و" رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله" وكلها أعمل تقع في الخفاء لا في العلن! ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن الأعمال التي تقرب من الجنة وتباعد من النار قال: "وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} رواه أحمد وأبو داود.



    إذن ما هي فرصتنا التي نتحث عنها اليوم ؟



    إنها الخبيئة وسرها الدفين !


    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى هريق دمه فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى هريق دمه " . أخرجه ابن حبان (643و644) ، والبيهقي «السنن» (9/164) ، وابن أبي شيبة في «المصنف(5/313 ـ 314) وأحمد (1/416) وقد نَصحَنَا النبي- صلى الله عليه وسلم - بالخبيئة صالحة؛ فقال: " من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل"- رواه أحمد في الزهد وحسنه الألباني- يقول الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: " اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".أي خبئ عملاً من أعمالك الصالحة لا يعلمن به أحد إلا الله حتى تلقاه فيجزاك به فإنك لا تدري أقبل ظاهر عملك المعلن أم رفض!




    لقد حث السلف رضوان الله عليهم على الخبيئة وكانت أفعالهم في هذا تؤيد أقوالهم ولقد كان الصالحون يعجبهم أن يكون للرجل خبيئةٌ من عمل صالح بينه وبين ربه لا يعلمها أحد من صدقة في السر , أو نصيحة لمقصر , أو كفالة يتيم , أو أرملة ومسكين , أو قيام في الأسحار , وصيام في النهار . ودعاء واستغفار .روى الفلاس، عن الخريبي، قال: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها . . تذكرة الحفاظ " 1 / 338. .



    قال سفيان بن عيينة. قال أبو حازم: (اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك) ( السير6/96) وقال أيوب السختياني: (لأن يستر الرجل الزهد خير له من أن يظهره)( السير6/15) , وعن محمد بن زياد قال: (رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده، ويدعو ربه، فقال له أبو أمامة: أنت أنت لو كان هذا في بيتك)( السير 3/359). قال أيوب السختياني: (والله ما صدق عبد إلا سرَّه ألا يُشعر بمكانه)( السير6/15).وقال الحارث المحاسبي: (الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه،ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله)( ( السير12/110). وقال بشر بن الحارث: (لا أعلم رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح)( السير10/469).


    وقال بشر"لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس"وقال أيضًا" لا تعمل لتُذكَر، اكتُم الحسنة كما تكتم السيئة).وعنه أيضًا" ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه).وقال إبراهيم بن أدهم" ما اتقى الله من أحب الشهرة"( السير 7/387).




    إن سر الخبيئة هو الإخلاص في النية , يقول ابن المبارك رحمه اللهقال: (رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ، وربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ)"جامع العلوم والحكم"، وقال الفضيلُ بنُ عياضٍ رحمه الله: (إنَّما يريدُ الله-عز وجل- منكَ نيَّتَك وإرادتكَ)"المصدر السابق"، وعن بعض السَّلَف قال: (مَنْ سرَّهأن يَكْمُلَ له عملُه، فليُحسِن نيَّته، فإنَّ الله-عز وجل- يأجُرُ العَبْدَ إذاحَسُنَت نيَّتُه حتى باللُّقمة- "المصدر السابق"ولو تأملنا في عظم أجر قيام الليل على سبيل المثال وتأملنا قول الحسن البصري رحمه الله لما سئل عن المتهجدين لما كانوا أحسن الناس وجوهاً قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره! لأدركنا هذا السر وتأمل يرحمك الله ما نقل عن الفضيل بن عياض إذ رؤي في المنام بعد موته فقالوا له ما فعل الله بك؟ قال غفر الله ذنبي, قالوا بماذا؟ قال والله لم تنفعنا إلا ركعات كنا نركعها في جوف الليل أخلصنا فيها النية لله فرحمنا الله بها!


    وفي حديث الغار الذي رواه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَاللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (انْطَلَقَثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍفَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَفَقَالُوا إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوااللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُم " – رواه البخاري ومسلم فلم يفرج عنهم إلا بصالح أعمالهم الخفية الصحيحة النية."


    هذا الصديق رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين كان إذا تعالى النهار خرج خُفية إلى بيت في أطراف المدينة يفعل يوم، فتبعه عمر رضي الله عنه، فإذا امرأة عجوز، وإذا الصديق رضي الله عنه يقم بيتها، ويحلب شاتها، ويقضي حوائجها، فبكى عمر، وقال: لقد أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر.


    * وهذا سيد التابعين من أهل البيت عليٌ زين العابدين كان أهله يظنون أنه يجمع الدراهم، وإنما كان ينفق سراً؛ قال شيبة بن نعامة: لما مات علي وجدوه يعول مئة أهل بيت. وكان علي بن الحسين يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة،ويقول"إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب)( - رواه أبو نعيم في الحلية 3/135 وذكره الذهبي في السير4/393)وقال بعضهم: ما فقدنا صدقة السر حتى توفي علي بن الحسين. ولما مات وجاء المغسل ليغسله رأى آثار سواد في ظهره فسأل أهله فقالوا: كان يحمل جرب الدقيق بالليل على ظهره يطوف بها على مساكين أهل المدينة.


    *وكان بشر بن الحارث يقول: الصدقة أفضل من الحج والعمرة والجهاد؛ ثم قال: ذاك يركب ويرجع ويراه الناس، وهذا يعطي سراً لا يراه إلا الله عز وجل.

    *وهذا أيوب السختياني كان يحيي الليل كله يخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. وقال بسطام بن حريث: كان أيوب يرق، فيستدمع، فيحب أن يخفي ذلك على أصحابه، فيمسك على أنفه كأنه رجل مزكوم، فإذا خشي أن تغلبه عبرتُه قام. وذكر الحسن البصري:" إن كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته، فيردها، فإذا خشي أن تسبقه قام ، قلت: لئلا يظن أنه يرائي بالبكاء"( السير 4/563).

    *قال أبو بكر المروزي: كنت مع الإمام أحمد نحواً من أربعة أشهر لا يدع قيام الليل، ولا قراءة النهار، فما علمت بختمة ختمها كان يسر ذلك كله.


    *وقال محمد بن واسع: لقد أدركت رجالاً ، كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد؛ قد بلّ ما تحت خده من دموعه؛ لا تشعر به امرأته ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه".وقال مغيرة:" كان لشريح بيت يخلو فيه يوم الجمعة، لا يدري الناس ما يصنع فيه"(( السير4/100).
    وقال عبد الرحمن بن مهدي:" قلت لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع؟ قال: قد سمع من الناس، وله فضل في نفسه، صاحب سرائر، وما رأيته يظهر تسبيحاً ولا شيئاً من الخير"(( السير 7/387).



    *إن إخفاء العمل الصالح رجاء الإخلاص مما يقود صاحبه إلى الدرجات العلى والنعيم المقيم؛ ففي الأثر: إن من خيار أمتي فيما نبأني الملأ الأعلى في الدرجات العلى قوماً يضحكون جهراً من سعة رحمة ربهم، ويبكون سراً خوفاً من شدة عذاب ربهم عز وجل، يذكرون ربهم في الغداة والعشي، عليهم من الله تعالى شهود حاضرة، وأعين حافظة، أقدامهم في الأرض، وقلوبهم في السماء.


    *وقال كعب الأحبار: قال موسى عليه السلام: يا رب ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه سراً ؟ قال: أجعله في كنفي، وأظله بظل عرشي.

    * قال ابن المبارك: ما رأيت أحداً ـ يعني من العلماء ـ ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام؛ إلا أن تكون له سريرة من عمل صالح.

    * وهذا الإمام أحمد بن حنبل يقول عن إبن المبارك رحمه الله : ما رفعه الله إلا بخبيئة كانت له، ما أخرجت خراسان مثل ابن المبارك. وفيه يقول عبدة بن سليمان: كنا في سرية في بلاد الروم، وكان رجل من العدو لا يدع مبارزاً للمسلمين إلا قتله، فخرج إليه رجل من المسلمين فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فنظرت فإذا هو عبد الله بن المبارك، وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته، فإذا هو هو، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا ـ أي ممن يفضح أعمالنا !.

    * قال سفيان الثوري: قال أخبرتني سُرِّيَّةُ الربيع بن خثيم قالت: كان عمل الربيع كله سراً إن كان ليجئ الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه. وكان يقول: كل ما لا يبتغى به وجه الله تعالى يضمحل.

    *وأقام عمرو بن قيس الملائي عشرين سنة صائماً ما يعلم به أهله، يأخذ غداءه ويغدو إلى الحانوت فيتصدق بغدائه ويصوم وأهله لا يدرون. وكان يقول: إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله.

    *وهذا عبد الله بن عون كان يصوم يوماً ويفطر يوماً حتى مات، وكان إن وصل إنساناً بشيء وصله سراً، وإن صنع شيئاً صنعه سراً؛ يكره أن يَطَّلِع عليه أحد، وكان له سُبْعٌ يقرؤه كل ليلة فإذا لم يقرأه بالليل أتمه بالنهار.


    *وامرأة حسان بن أبي سنان رحمه الله،تقول: (كان يجيء فيدخلمعي في فراشي قالت ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها فإذا علم أني قد نمت سلّ نفسهفخرج ثم يقوم فيصلي قالت: فقلت له: يا أبا عبد الله كم تعذب نفسك!! ارفقْ بنفسك،فقال: اسكتي ويحك، فيوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منهازماناً)"حلية الأولياء".


    ولنختم هذا الجزء من فرصتنا لهذه الحلقة " الخبيئة" بهذه القصة العجيبة ,قال وهب بن منبه: لبث رجل عابد سبعة أيام لم يرزق شيئا،فقالت امرأته:-لو خرجت فطلبت لنا شيئا ؟فخرج العابد فوقف مع العمال، فاستؤجر العمال، وصرف الله عن العابد الرزق، ولم يستأجره أحد فقال:- والله لأعملن اليوم مع ربي.فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل،ولم يزل راكعا وساجدا حتى أمسى . وأتى أهله فقالت امرأته:- ما صنعت اليوم ؟قال العابد:-عملت مع أستاذي، وقد وعدني أن يعطيني.ثم غدا إلى السوق فوقف العمال فاستؤجر،وصرف الله عنه الرزق،ولم يستأجره أحد فقال-لأعملن اليوم مع ربي.فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل،ولم يزل راكعا ساجدا حتى إذا أمسى أقبل على أهله فقالت امرأته :- ماصنعت؟قال العابد:- إن أستاذي قد وعدني أن يجمع لي أجرتي.فخاصمته امرأته وبرزت عليه، ولبث يتقلب ظهراً لبطن، وبطنا لظهر،وصبيانه يتضاغون جوعا، ثم غداإلى السوق، فاستؤجر العمال وصرف الله عنه الرزق ولم يستأجره أحد فقال :- والله لأعملن اليوم مع ربي:فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل ، ولم يزل راكعا ساجداحتى إذا أمسى قال :-أين أمضي ؟ و أنا قد تركت العيال يتضاغون جوعاً ثم تحامل على جهد منه، حتى إذا قرب من باب داره سمع ضحكا وسرورا،وشم رائحة قديد وشواء،فأخذ على بصره وقال : - أنا نائم أم يقظان ؟ تركت أقواما يتضاغون جوعا، وأشم رائحة قديد وشواء،وأسمع ضحكا وسرورا؟ ثم دنا من باب داره فطرق الباب ،فخرجت امرأة حاسرة ، قد حسرت عن ذراعيها وهي تضحك في وجهه، ثم قالت :-قد جاءنا رسول أستاذك فأتانا بدنانير وكسوة و ودق - الدهن - ودقيق ،وقال: إذا جاء فلان فأقرئيه السلام وقولي له :إن أستاذك يقول لك: قد رأيت عملك و قد رضيته ،فإن زدتني في العمل زدتك في الأجر. ابن الجوزي : المنتظم 1/179.
    إلى الملتقى في الجزء الثاني من فرصة الخبيئة استودعكم الله بالصلاة على حبيبه ورسوله محمد وعلى أله وصحبه وسلم

    الفكر لا يهزم والأمة لا تموت


    لَيْسَ للأُمَّةِ
    عِزَّة
    حَتّى يُرْفَعَ الحِصَارُ عَن
    غَزَّة


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •