بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص بحث

ثقافة اللغة طريقٌ أم هدف: مقاربة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
لمؤتمر تحديات تعليم اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين في جامعة كارنيجي ميلون بالتعاون مع جامعة قطر

دة. فاطمة محمد أمين العمري
omari.fatema@yahoo.com
أستاذ مساعد – المعهد الدولي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
الجامعة الأردنية
2010

بحث يتناول اللغة من حيث هي وعاء الفكر، وحاضنة الثقافة التي تصدر عن المجتمع بوعي خاص أحيانا، ولا وعي عام في كثير من الأحيان. فاللغة تتمثل في تجليات الحضارة بشقِّيها المادي والمعنوي و تُمَثِّلها، وهو الأمر الذي يجعل منها حقيقة ثقافية مجردة تصدر عن مؤلِّفات النظام الكوني، وتصدر عنها تلك المؤلِّفات.

واللغة في هذا جزء من كل، وكل له أجزاء متعددة في فلك نظام حياة كل مجتمع، ولابدّ لتَمثُّلها ووعيها ومحاولة اكتسابها من إدراك كيفياتها، وآليات المجتمع الذي يمثل جماعتها اللغوية بالصدور عنها وفق كيفيات خاصة قد تتشارك فيها الجماعات اللغوية المختلفة أحياناً، لكنها تختلف وتتباين في كثيرٍ منها دون شك.

وللجماعة اللغوية الناطقة بالعربية شأن خاص تنفرد به عن سائر الجماعات اللغوية الأخرى في تعاملها مع اللغة واستخدامها؛ إذ تختلف مواقع المسكوت عنه لغوياً في الثقافة اللغوية العربية عن غيرها، كما تختلف الإشارات فوق اللغوية وتحت اللغوية في العربية عن غيرها من سائر اللغات.
كما تناز العربية بقدسية تمتد في كثير من الأحيان لتختصَّ باللغة من حيث هي لغة، وهو ما لم يتح للغات الأخرى.

هذا البحث لا يسعى إلى مقاربة العربية بغيرها من اللغات، وإن اقتضت محاوره شيئاً من ذلك، إلا أنه يهدف إلى بيان دور الرابط الوثيق بين اللغة والفكر في مجتمع الناطقين بها في جعلها مادة أكثر قابلية للتعلم من قِبل غير أبنائها، أو أبنائها أنفسهم.

وعليه فإن هذا يفرض ما يجوز لنا أن نسميه مستويات لغوية ذات أبعاد فكرية ثقافية معلومة بالضرورة لجمهور المتعلمين سواء كانوا من أبناء لغات أخرى، أو من أبناء ثقافات أخرى ضمن الجماعة اللغوية العامة (الناطقين بها).

ويقوم البحث على استبيان يستهدف جمعاً من الطلبة الذين يتعلمون العربية لغة ثانية والذين يتعلمونها وهم ينطقون بها وعدد من أساتذة العربية في الميدان. والفئة المستهدفة هذه من طلاب ومعلمين جميعهم ممن يرتادون المعهد الدولي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعة الأردنية في العام الحالي. ، ويأتي هذا الاستبيان بغية أن يتحرر البحث من القيد التنظيري فيكون دراسة تطبيقية واضحة الاتصال بواقع العربية وهو هدف البحث وقوامه.