ماذا تعني كلمة الموساد

الموساد هو الاختصار الشائع لـ هاموساد لموديعين اولتافكديم ميوحاديم
(بالعبرية המוסד למודיעין ולתפקידים מיוחדים)
اي "معهد الاستخبارات والمهمات الخاصّة" ، وهو "الوكالة الإسرائيلية للاستخبارات" .
يُعهد للموساد مهمة جمع المعلومات الإستخباراتيّة، والعمليات السرية، والعمليات ضد دولة الاحتلال، والعمليات المضادّة للعمليات التي تحدث ضد الاحتلال. ويتركّز اهتمام الموساد على الدّول العربية بشكل خاص، ويمتد هذا الاهتمام في عملية جمع المعلومات إلى أبعد من الدول العربية، ليشمل منظمات وتكتّلات في شتّى بقاع العالم.
تأسس الموساد في ابريل من عام 1952ويعدّ الموساد أحد المؤسسات المدنية في إسرائيل ولا يحضى منتسبو الموساد برتب عسكرية، إلا أن جميع الموظفين في جهاز الموساد قد خدموا في الجيش الإسرائيلي والكثير منهم كانوا من الضبّاط.

أين .. وكيف .. تم تأسيس الموساد الإسرائيلي ... !!


بدأ جهاز ( الموساد ) داخل قنوات العمل الدبلوماسي لم يكن هناك أي فصل بين العمل السري والدبلوماسي وجهان لعمة واحدة .. وزارة الخارجية الصهيونية أنشأت يوم 14 مايو 1948 م أي قبل يوم واحد من إعلان دولة إسرائيل يوم 15 مايو 1948 م والوزارة كانت مكونة من عدة أقسام أهمها بالطبع هو القسم العربي الذي كان يرأسه ضابط المخابرات الإسرائيلية الياهو ساسون : أعلن للجميع أن حرب إسرائيل الحقيقية ستكون ضد الدول العربية والإسلامية بشكل عام ومصر بشكل خاص ، لهذا طلب من حكومة إسرائيل توفير كافة الإمكانيات المادية والفنية التي يمكن بها تطويق الدول العربية والإسلامية بشكل عام ومصر بشكل خاص فكرياً ومعنوياً من أجل هذه المهمة أختار ساسون أفضل رجال خدمة المعلومات الذي كان في هذا التاريخ هو جهاز المخابرات الوحيد الموجود لدي إسرائيل قبل الإعلان عن مولد المخابرات الإسرائيلية الرسمية في يوم 30 يونيو 1948 م بتل أبيب وضم ساسون لهذا القسم الخاص بالدول العربية كلاً من ( رؤوقين شيلواح) الأب الروحي للموساد و ( ليقي إبراهامي ) و ( يعقوب شمعوني ) الذي عين نائباً لساسون في إدارة القسم ، و ( شموائيل زليكسون ) الشهير بأسم ( ديقون ) هؤلاء قرروا البدء في تنشيط جواسيسهم الذين عملوا في مصر أيام الحرب العالمية الثانية أبلغ ساسون رجاله أهمية رصد كل ما يدور في مصر لتحديد نية العرب الحقيقية حول الدخول مع إسرائيل في حروب شاملة ، وضع ساسون خطة أسرائيل ضد مصر والتي بناءً عليها ستعمل أجهزة القسم العربي لضرب ما يسمى بالوحدة العربية لتتاح لإسرائيل بعدها فرصة التعامل في كل دولة على حدا ، في يناير 1949 م تقدم ساسون بطلب ميزانية خاصة للعمل ضد مصر ، فوافقت الحكومة بلا نقاش وطبقاً لما نشر في كتاب ( الدبلوماسية السرية والمخابرات الإسرائيلية ) في 30 يونيو 1948 م لكنها لم تبدأ في العمل الرسمي سوى في عشرين أغسطس 1948 م وكان قسم مصر في ذلك الوقت الخارجية هناك يجب أن نقول أن إسرائيل في تلك اللحظة كان لديها ثلاث أجهزة فقط وليس بينها الموساد وهي المخابرات الحربية ، والشين بيت ، وجهاز الأمن الداخلي - والقسم السياسي في وزارة الخارجية قرر ساسون أن العمل ضد مصر لا بد أن يدار مباشرة من دولة ثالثة لا تشك فيها مصر ، وقع اختياره على باريس لكي تكون مركزاً لهذا ومن باريس بدأت عملية الاتصال بجواسيسهم اليهود بمصر وعرف ساسون أن مصر قد أطلقة سراح الجاسوسة ( يول اندهامر ) في 22 سبتمبر 1948م بعد أن اعتقلت في مصر لمدة عام لاتهامها بالتورط في عملية اغتيال ضابط بريطاني كبير .
بعد هذه المعلومة قرر ساسون إعادة تأهيل ( يول أند هامر ) في باريس لكي تكون خبيرة في العمل ضد مصر وعن طريق معارفها في مصر بدأ ساسون يحصل على المعلومات الأولية التي ستمهد لتكوين الفكرة الأولى عن مصر لدي ساسون ورجاله .
أدخل ساسون قسم الترجمة من الصحف المصرية إلي المخابرات وكان هو أول من قام بتشغيله بنفسه ويقول الأرشيف الخاص بالجهاز الإسرائيلي أن جريدة ( الأهرام ) كانت هي أهم مصادر المعلومات الصحفية لإسرائيل في ذلك الوقت في البداية نجح ساسون عن طريق (يول اندهامر ) في الاتصال بـ ( نقي الدين الصالح ) مساعد ( عبد الرحمن عزام باشا ) أمين عام الجامعة العربية ، الأول أرسل خطاباً لساسون أشار فيه علي إسرائيل بفكرة تقسيم أرض فلسطين لجزئي إسرائيل وآخر عربي ومن خطابه عرف ساسون أن هناك فجوة في أفكار السياسيين بمصر حول موضوع التقسيم الذي رفضه الكثيرون ووافق البعض عليه وتواصل ساسون لضابط مصري أسمه ( عمر حسن ) أحد مسؤلي الأمن الكبار بالقصر الملكي وأيضاُ ( كريم ثابت ) رئيس مكتب الصحافة والإعلام بالقصر الملكي وقرر ساسون أنهما سيكونان قناة لتوصيل المعلومات المغلوطة للقصر الملكي ، وأن هذه المعلومات سينقلها ساسون من باريس إليهما دون أن يشعر أحد .
في البداية كان رجال ساسون مكلفين بلقاء مصادر المعلومات لكنه قرر لأهمية الموضوع النزول للساحة بنفسه لمقابلة مصادر المعلومات والتي من خلالهم بعملهم أو بدونهم سيصل إلي أدق أسرار مصر .
في نهاية أغسطس 1948 م تقابل ساسون مع عضو رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم المصرية ( محمد ألفي عطية ) في باريس وطلب عطية أن يجيب له عن عدة أسئلة حول موقف إسرائيل لكي ينشرها في جريدته ، ولكن ساسون طلب منه الدخول في نقاش حول ما يدور في مصر ، خرج ساسون من المقابلة بمعلومات عن القصر الملكي لأن ظهوره كثيراً لا يخدم العمل السري ، فقد أرسل ساسون في 22 سبتمبر 1948 م ضابطه ديقون لمقابلة ( حسين أبو الفتح ) صاحب جريدة المصري في اللقاء عرف ديقون أن أبو الفتح صديق حميم لرجال القصر الملكي ففعل ، وبلغ ساسون بعدها الدكتور ( محمد عزمي ) مستشار الوفد المصري بالأمم المتحدة الموجود في باريس ، وعرف أن القصر الملكي سيكون محايداً في النزاع مع إسرائيل وأدرك ساسون أن القصر أضعف من أن يقف لمدة طويلة في حرب ضد إسرائيل ثم قرر مقابلة ( إسماعيل صدقي ) رئيس الوزراء المصري قبل ( محمود فهمي النقراش ) بعد أن لاحظ ميوله لإسرائيل ثم لقاء بين صدقي وساسون وتحدث صدقي لساسون كيف قدم أقتراحاً رسمياً في البرلمان المصري لمعارضة فكرة دخول مصر في حرب إسرائيل ، وعرض صدقي خدماته علي دولة إسرائيل قائلاً : سأعمل علي تغيير فكرة القصر الملكي عن إسرائيل ووافق ساسون علي فكرة صدقي بعدها عمل صدقي لحساب إسرائيل إلا ان بدأ ساسون يضغط فكرياً بالمعلومات الخاطئة علي الملك فاروق من كل اتجاه ، وبلغ الموقف ذروته عندما أرسل الملك فاروق لساسون في 12 سبتمبر 1948 م ممثلاً عن القصر ( كمال رياض ) وفي باريس عرض السفير علي إسرائيل فكرة تقسيم النقب بين مصر وإسرائيل وفي اللقاء تحول السيد السفير كمال رياض لمصدر جديد لساسون عندما أخبره بكل ما جرى من نزاع بين الأردن والعراق في الجامعة العربية عرض ساسون علي الملك أن يأخذ غزة نهائياً وأن تأخذ إسرائيل العقبة ولكن الملك رفض غزة وفي الفترة عاد نجم حزب الوفد المصري مرة آخري للظهور فأرسل ساسون في 5 يناير 1949م رجل مخابراته ديقون إلي جاسوس مصري وصف باسم ( عجيون ) وكان هو مفتاح إسرائيل للوفد ، هذا الجاسوس كان شاباً في الثلاثين من عمره وينتمي للتيار اليساري في حزب الوفد وتحدث ديقون مع هذا الجاسوس عن الحركات المعارضة في مصر وعن الوفد وعن الشاب الشيوعي ، وأقترح الجاسوس علي إسرائيل عدم تحويل موضوع أرض فلسطين إلي موضوع يخص مصر فقط لأن في ذلك خطورة علي إسرائيل وطلب أن تبدأ في الإعلان عن نيتها للسلام مع مصر بشكل غير مباشر وعرض أن يعمل لحساب إسرائيل وأن يقوم بنشر الإعلان الإسرائيلي للسلام مع مصر فوافق ديقون علي أن يعمل سراً في نفس الوقت تقابل ساسون في مكان آخر مع رجل مال يهودي يدعي ( كجان ) ووصف نفسه بأنه صاحب علاقات جيدة بالقصر الملكي كجان وعد ساسون بأن يفتح له قناة حوار مع رئيس حزب الأمة المصري ( حافظ باشا رمضان ) لأنه لديه علاقات مفتوحة مع القصر ورجاله بعدها وعن طريق دكتور يهودي يدعي ( برود سكي ) قابل ساسون الأمير ( سعيد حليم ) في سفارة مصر بباريس ووجد ساسون في عبد الرحمن صادق الملحق الإعلامي قناة اتصال مناسبة بالوفد أيضاً .
في 25 يوليو 1952م بعد الثورة بأيام قليلة أرسل شيلواح الذي أصبح رئيساً للموساد ضابطه للقاء ( مصطفي النحاس ) و ( فؤاد سراج الدين ) في باريس فتحدث معهما ونقل رأيه عنهما إلي (موشي شاريت ) وزير خارجية إسرائيل أثر هذا وفي أغسطس 1952م ألقي شاريت خطبة أمام الكنيست طلب فيها استخدام إسرائيل النحاس وسراج الدين كقناة اتصال آمنة مع اللواء محمد نجيب قائد الضباط الأحرار .. لكن النتيجة كادت أن تحول عبد الرحمن صادق إلي رجل اتصال مع احمد نجيب .
محمد نجيب بدوره أعلن عن نيته في اتفاق سلام مع إسرائيل ونقل نجيب لرجال الدبلوماسية السرية لإسرائيل بواسطة عبد الرحمن صادق أن هناك سبعة ضباط كبار يحكمون مصر معه ومنهم أربعة مع موقف محمد نجيب وثلاثة ضد السلام وكان نجيب ينتظر أي فرصة للتخلص من الثلاثة المعارضين له ومنهم عبد الناصر ، فرد شيلواح على الفور بأن إسرائيل ستنتظر .
ساسون قد نجح من قبل في تجنيد المحامي اليهودي المصري الجنسية ( رؤوقين فلفل ) ليعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية ، جاء رؤوقين إلي مصر وأثناء لقاءه مع اليهود المصريين وجد شيلواح أن فكرة تشغيل عدد منهم لحساب المخابرات الإسرائيلية فكرة ممكنة جداً بشرط أن يكون في إسرائيل جهاز قادر علي تشغيلهم وسط التغيرات السياسية المصرية السريعة .
في إسرائيل و حتى عام 1951م كانت هناك ثلاثة أجهزة فقط للمخابرات الأول هو جهاز المخابرات الحربية ، والثاني هو جهاز المخابرات الداخلية المعروفة باسم الشين بيت ، أما الثالث فكان قسم المخابرات السياسية الخارجية .. وكان هناك صراع ملموس بينهما جميعاً يؤثر علي نوعية العمل بين هذه الأجهزة فقرر شيلواح في القاهرة أن يغير كل ما ذكر داخل المعبد اليهودي الكائن في شارع عدلي بوسط البلد .
شيلواح ذلك الرجل القصير ذو العينين الزرقاويتين صاحب النذبة الموجودة علي خذه الأيمن والذي ولد عام 1909 م وهو أقوي من عمل ضد مصر وفي القاهرة اكتسب مهارته في توجيه الأسئلة وجمع المعلومات كان ذئباً يفضل العزلة ويحقق أفضل إنجازاته من خلف الكواليس .
بدأ شيلواح عمله السري في أغسطس 1931م عندما سافر إلى العراق خلف بطاقة ( مدرس ) ثم قدم نفسه بعدها علي أنه صحفي حر وعاد شيلواح بعد ذلك إلي إسرائيل وعمل كضابط اتصال بين الوكالة اليهودية والمخابرات البريطانية كان يقول دائماً ( العدو رقم واحد للمجتمع اليهودي هو الشعب العربي من جانب عملاء محترفين ).
وفي أبريل عام 1949 م عاد شيلواح إلي إسرائيل من القاهرة بعد أن قرر خطته فأنشأ لجنة الرقابة والتنسيق لأجهزة المخابرات الإسرائيلية والتي أطلق علية أسم بلجنة ( فارش ) في ذلك الوقت .
حيث وجد عمل ساسون سؤثر علي إسرائيل وقرر أن يغير هذا الوضع ولو بالقوة ، فأسقط جهاز ساسون وحل القسم السياسي بالخارجية الإسرائيلية ، وأعلن عن إعادة ترتيب المخابرات الإسرائيلية فولد جهاز الموساد علي أطلال القسم السياسي وأطلق علية أسم ( مؤسسة المخابرات و المهام الخاصة ) في أول أبريل عام 1952م كان شيلواح هو ثاني رئيس للموساد ألي أن استقال من منصبة في 2 سبتمبر 1952م ويؤكد الكتاب في 1لك الوقت أن الفكرة ولدت في القاهرة ، وأن أول جلسات اختيار الجهاز الجديد تمت في أحد معابد وسط القاهرة وقد بقي شيلواح محتفظاً بالصورة الوحيدة التي أخذت لهذا الاجتماع وفيها يظهر عن مولد الفكرة بحضور ضابط مخابرات بريطاني وعدد من جواسيس إسرائيل ، وعادت تلك الصورة بعد وفاته إلي أرشيف الموساد .

المصدر : مركز البحوث للدراسات الإستراتيجية