الأخ الكريم العروضي المتميز الشاعر الكبير الأستاذ سليمان أبو ستة

شكر الله لكم إشارتكم إلى ما جاء في (البيان والتبيين) عن هذا الموضوع، مما يجعلني أزداد اقتناعا بأن تراثنا اللغوي العربي كان أسبق في جوانب كثيرة على علم اللغة الحديث الذي بدأ بوصفه علما مستقلا في ثلاثينيات القرن العشرين، بعد أن كان يندرج تحت علوم أخرى مثل علم الاجتماع والفلسفة وغيرهما.

وأرجو أن تأذنوا لي في الإجابة عن تساؤلكم الذي جاء في نهاية كلمتكم، فأقول:
نعم، أري فيما ذكره الجاحظ ما يعد أصلا لهذا العلم ، ويجوز لنا القول بأسبقية علماء العربية القدامى في طرح وبحث مواضيع لم يتطرق إليها العلماء الغربيون إلا في منتصف القرن العشرين، ولسنا نخوض في مجال وكانوا يخوضون في مجال غيره.

وتبقى الإشارة إلى أن لكم –فيما أعلم- الفضل في التنويه عن أسبقية لغويينا الأوائل في هذا المجال.
كما أشير إلى أن هناك من اللغويين العرب المعاصرين من نذروا أنفسهم لمحاولة رصد جوانب السبق هذه، ومن أمثلتهم اللغوي التونسي المعروف د. عبد السلام المسدِّي.

تحياتي.