رئيس الموساد الجديد يعترف باغتيال المبحوح ويتعهد بمساندة استخبارات الناتو ومراقبة روسيا

في أول خطوة له كرئيس لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، قرر تامير باردو الاعتراف بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي مطلع العام الحالي (2010).


فقد كشفت صحيفة صانداي تليغراف، في عددها الصادر في 26 كانون الأول/ ديسمبر، أن تامير باردو الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) سيعتذر عن استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة في عملية اغتيال المبحوح.


وقالت الصحيفة إن باردو الذي تولى منصب رئيس جهاز الموساد في وقت سابق من هذا الشهر "وعد أيضاً بأن لا يسمح لعملاء جهازه أبداً باستخدام وثائق بريطانية مزورة خلال العمليات التي ينفذها الموساد في الخارج".


وكانت بريطانيا طردت في آذار/ مارس الماضي رئيس محطة الموساد في لندن، بعد أن حمّل تحقيق أجرته لندن جهاز الموساد مسؤولية نسخ 12 جواز سفر بريطانياً، عُثر عليها بين 26 وثيقة شخصية مزورة جرى استخدامها من قبل المجموعة التي اغتالت المبحوح في دبي في كانون الثاني/ يناير الماضي.


وذكرت الصحيفة أن باردو (57 عاماً) الذي كان يشغل نائب رئيس جهاز الموساد على مدى السنوات الثلاث الماضية، إعتبر طرد مسؤول الموساد في لندن بمثابة نكسة لجهاز الأمن الاسرائيلي، أضرت بالتعاون القائم بين الموساد والجهازين المسؤولين عن الأمن داخل بريطانيا وخارجها (أم آي 5) و(أم آي 6).


وقالت إن الاعتذار والتعهدات سيقدمها باردو خلال زيارة من المتوقع أن يقوم بها إلى لندن في كانون الثاني/ يناير المقبل (2011)، وسيكون أول إقرار رسمي من قبل إسرائيل بأنها تقف وراء اغتيال المبحوح، و"يقوم خلالها بإطلاع المسؤولين البريطانيين عن خطط الموساد لتزويد لندن والدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمعلومات استخباراتية عن برنامج الأسلحة النووية لدى إيران، حيث يملك الموساد شبكة من العملاء السريين، وعن زيادة دور جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في اليمن وفي مطاردة القائد الجديد لعمليات القاعدة سيف العدل الذي يعتقد الموساد أنه موجود في الصومال".


وأضافت الصحيفة أن باردو "يريد أيضاً توسيع عمليات الموساد الخاصة بمراقبة جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي الذي كثّف وجوده في سوريا وتركيا واستخدم البلدين كمنصات لدخول أوروبا، كما يريد باردو جعل الموساد يلعب دوراً رئيسياً في مساعدة الغرب على كسب ما وصفه بالحرب الباردة الجديدة".


وفيما يتعلق ببريطانيا، أشارت إلى أن باردو "يعتزم إقناع جون ساورز رئيس جهاز الأمن الخارجي (أم آي 6) و جوناثان إيفانز رئيس جهاز الأمن الداخلي (أم آي 5) البريطانيين بضرورة إصلاح العلاقة الآن مع الموساد، وأكدت مصادر مطلعة "أن سواريز أجرى اتصالاً هاتفياً استكشافياً مع باردو بعد وقت قصير من تعيينه رئيساً جديداً لجهاز الموساد".


وقالت صانداي تليغراف إن باردو "يأمل في أن يتفاوض بشأن إعادة رئيس محطة الموساد في لندن الذي أبعدته السلطات البريطانية على خلفية اغتيال المبحوح، وسيقوم بإطلاع المسؤولين البريطانيين على قيام الموساد بنشر عملاء سريين في مناطق لا يستطيع جهاز (أم آي 6) البريطاني العمل فيها بسهولة، في آسيا واليمن وإيران، ونشر عملاء في أفغانستان لمطاردة حركة طالبان".