صانداي تلغراف : الموساد هو المسؤول عن تصفية العالم النووي الإيراني


أفادت صحيفة "صانداي تلغراف" اللندنية، في عددها الصادر في 5 كانون الأول/ ديسمبر، أن إسرائيل تقف وراء عملية الاغتيال الأخيرة في طهران، وأن جهاز الموساد هو المسئول عن تصفية العالم النووي الإيراني الدكتور مجيد شهرياري في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، في 6 كانون الأول/ ديسمبر، أن الصحيفة اللندنية نشرت تحت عنوان – "الموساد: هل كانت هذه آخر ضربة من قبل رئيس الجهاز؟" –تحقيقا صحافيا بقلم غوردون توماس استهلّه بوصف "الاحتفالات" في الساعات التي أعقبت عملية اغتيال العالم النووي الإيراني في مقر قيادة الموساد الكائن في مكان ما بإحدى ضواحي تل أبيب، في مبنى مقاوم للقنابل لا يظهر في الصور الجوية التي يلتقطها موقع "غوغل أورث".
وبحسب هذا التحقيق الصحافي، تبادَلَ الحضور في إحدى غرف المبنى تصافُح الأيدي والربت على الأكتاف تعبيرا عن الرضى والارتياح بعد عملية الاغتيال الناجحة، وتبادل بعضهم الرسالة نفسها ومفادها: "كانت هذه آخر ضربة من قبل الرئيس" - ألا وهو رئيس جهاز الموساد المنتهية ولايته مائير داغان الذي كان قد وقف في يومه الأول من بدء ولايته في الجهاز قبل 8 سنوات – بحسب "الصاندي تلغراف" – على طاولة في مقصف المبنى، متعهدا بدعم أية عملية ضد أي من أعداء إسرائيل بكل ما أوتي من وسيلة – سواء كانت قانونية أو غير قانونية.
وتسرد "الصاندي تلغراف" تفاصيل عن التخطيط لعملية الاغتيال الذي تم - على ذمة الصحيفة - في غرفة الجلسات في مبنى الموساد اللصيقة بمكتب داغان، حيث ترأس الأخير جلسة باشتراك طاقم صغير من الخبراء: بعض المحللين وخبراء الأسلحة والعلماء النفسانيين.
وحضر الجلسة أيضا – بحسب هذه الرواية – قائد شعبة (كيدون) – رأس حربة الجهاز - برتبة بريغادير جنرال. وتضيف الصحيفة أن وحدة (كيدون) تتألف من 38 قاتلا محترفا نخبويا بينهم 5 نسوة.
وبحسب الصحيفة تعمل وحدة الاغتيالات (كيدون) من قاعدة في صحراء النقب، وجميع أفرادها في العشرينات من أعمارهم، ويتقنون لغات عدة، علما بأن بعضهم ينطق اللغة الفارسية بفصاحة.
وتقول الصحيفة أنه - وعلى بعد 1000 ميل شرقا – في العاصمة الإيرانية طهران – يبدو أن وحدة (كيدون) وضعت مهارتها وأداءها الاحترافي موضع التنفيذ، حيث قامت باغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين وإصابة عالم نووي آخر بجروح بليغة، وذلك عندما كان هذان العالمان يقودان سيارتيهما في ساعة الازدحام المروري.
وقبل عملية الاغتيال بأسبوع، عاد الدكتور مجيد شهرياري من بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر استخباراتية في سيول قولها إن شهرياري كان توجه إلى بيونيانغ للتباحث حول صفقة إنتاج مشتركة لأجهزة الطرد المركزية النووية.
وفي طريق عودته إلى طهران عن طريق الجو، تمكن عميل سري للموساد يعمل تحت غطاء هوية مستعارة من رصد العالم النووي الإيراني في مطار دمشق الدولي، حيث كان في انتظار رحلة جوية تنقله إلى طهران.
ويقول غوردون توماس في روايته إن راكبي دراجتين ناريتين نفذا عملية اغتيال الدكتور مجيد شهرياري ومحاولة اغتيال العالم النووي الإيراني الآخر الأستاذ المساعد فريدون عباسي، وذلك بواسطة إلصاق عبوتين ناسفتين بسيارتيهما.
وبحسب هذه الرواية فإن عملاء سريين للموساد يتقنون اللغة الفارسية ويعملون في الخفاء تحت غطاء هوية مستعارة يتسللون منذ سنوات عدة إلى داخل إيران بشكل مطّرد؛ أما كيفية مساعدتهم القاتلين المحترفين ما زالت طي الكتمان.
ولفتت "الصاندي تلغراف" الانتباه إلى أن عملية الاغتيال المذكورة تمت في اليوم نفسه الذي أعلن فيه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن تعيين تامير باردو رئيسا لجهاز الموساد خلفا لمائير داغان.

http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=20841&cate