في غابةِ أشجار الميلادِ

عارف اليديوي

قصيدة بمناسبة ‏​أكبر شجرة ميلاد في دبي مول وأغلى شجرة ميلاد في فندق قصر الإمارات في ابوظبي


‫في غابةِ أشجار الميلادِ * ضاعَتْ أعرافُ بلادي

‫وظللتُ أفتِّشُ منهمكاً * عنها في غابِ الميلادِ

‫أنوارٌ تكسو أشجاراً * نُصِبَتْ في وسَطِ الأكبادِ

‫تتلألأُ إغراءً علناً * من فوقِ رؤوسِ الأشهادِ

ونُويْلٌ يأتي مبتسِماً * بهدايا فوقَ التِّعْدادِ

‫والثلجُ الأبيضُ يغمرنا * غطّى جبلاً وَمَلاَ الوادي

ولبِسْنا ثوباً مُحْمرّاً * ‪بدماءِ هُويَّةِ أولادي

‫وتبجّحنا في أعذارٍ * أقبحُ من فعلِ الأوغادِ

‫فالتاجرُ يبغي أرباحاً * من بيعِ هويّة أحفادي

‫والآخرُ يُرضي أفواجاً * قد جاءتْ من كلِّ بلادِ

والثالثُ يحسبُهُ أمرٌ * تفرضُهُ عولمة بلادي

والغابةُ تنمو من حولي * يحصرُني شجرُ الميلادِ

وأُسائِلُ نفسي أحياناً: * هل لا زالتْ هذي بلادي؟‪!

هل لا زلنا نُدْعى عَرَباً * حينَ نسينا لغةَ الضادِ؟‪!

هل لا زالت هذي أرضي * أم صارتْ أرضَ الميعادِ؟‪!

‫فأنا أذكرُ شجري نخلاً * يثمرُ رطباً حلو الزادِ

‫وأنا أذكرُ عندي عيداً * هو حتماً خيرُ الأعيادِ

‫وأنا أذكرُ أرضي رَمْلاً * لا الثلجَ المصنوعَ العادي

وأنا في ذكراي إذا بي * يخنُقُني شجرُ الميلادِ

‫وإذا بي أنهضُ منتفضاً * لا لن يتنصَّرَ أولادي

سأظلُّ أعلِّمُ أبنائي * أن يأبَوا عيد الميلادِ

‫وأردِّدُ في كلِّ مكانٍ * رغم الغابةِ... عيشي بلادي

(كما وصلتني)