آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لا وطن ولا دين.. فقط بزنس!!!

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية حورية العربي
    تاريخ التسجيل
    11/06/2009
    المشاركات
    47
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي لا وطن ولا دين.. فقط بزنس!!!

    لأنني أحب القراءة بلا ملل ولا كلل، ولا أجد الوقت الذي يسمح لي بقراءة الروايات التي أشتريها بالجملة لدى اقتناصي فرصة دخول إحدى المكتبات أو محال الكتب، أو بمطالعة صفحات التاريخ العربي والاسلامي المُشرِّف " وغير المُشرِّف" أيضا عبر مواقع الشبكة العنكبوتية، فلقد أصبحت مؤخرا بطيئة جدا في مطالعة الأخبار وغدوت أكتفي بها "بايتة " كما نطلق عليها في مجتمعنا الجزائري..
    ومن بين هذه الأخبار البايتة خبر كانت شبكة الأم بي سي قد نشرته على موقعها قبل أيام، مفاده مقابلة أجريت مع الممثل المصري عمرو واكد، يؤكد فيها أن عرض الأفلام الاسرائيلية في مصر ضرورة ملحة لفهم ذهنية الاسرائيلي وفك شيفرة نفسيته المركبة.. كما ذكر أيضا أن التطبيع مع إسرائيل ليس تهمة إطلاقا..
    قرأت الخبر وأنا أزداد انزعاجا مع كل كلمة من كلمات الحوار، ليتملكني في النهاية غضب أحسست به يطبق على أنفاسي.. وكيف لا أغضب وقد أصبح التطبيع بعيدا عن تصنيفه بتهمة.. وأنا التي كنت أعتقد أن التطبيع مع إسرائيل جريمة يعاقب عليها الدّين والقانون، ناهيك عن أنه ما كان يجب أبدا أن تكون هذه الكلمة موجودة في قاموس العرب المسلمين الأحرار..
    أعلم جيدا أن الممثل عمرو واكد كغيره من الممثلين الذين أُخِذوا بسحر السينما الامريكية يحاولون بشتى الوسائل وعبر كل السبل أن يسجلوا أسماءهم في قائمة ممثلي هذه الصناعة العالمية، مقتدين في ذلك بمحاولات عمر الشريف، وجميل راتب وطوني شلهوب وسواهم، منذ أن أدركوا أن اللوبي الصهيوني ممسك بكل مفاتيح الادارات الامريكية بدء من البيت الأبيض ووصولا إلى الاعلام والسينما.. وفي هذا الزمن الذي هوت فيه الثوابت بكل أشكالها كما يهوي بيت متهالك قديم من أعلى قمة جبلية فإن كل شيء مباح ومسموح.. فالظروف المحيطة بنا والتي لم نكن قط طرفا في تشكيلها وتحوريها بالشكل الذي هي عليه الآن، وإنما الفضل في ذلك للأيادي الخفية التي تلعب بمصائرنا وبصائرنا ومعتقداتنا وثوابتنا وعاداتنا منذ قرون عدة، هي من تجعلنا نتقولب كيفما تشاء وترغب، حسب احتياجاتها ومخططاتها وتكتيكاتها وأهدافها..
    أذكر جيدا ذلك الفيلم الذي قدم فيه عمرو واكد نفسه شخصية شهيد فلسطيني وكان بعنوان " أصحاب وإلا بزنس ".. أذكر جيدا تفوقه في أداء اللهجة الفسطينية وأذكر جيدا دموعي التي كانت تسيل على خدي كل مرة كنت أشاهد فيها ذلك الفيلم.. لم يكن فيلما من زمن الكلاسيكيات وإنما كان من التسعينيات حيث فقدت الساحة العربية بكل ما يحدث على أرضها من مآسي وانتهاكات وظلم وضياع للهويتين العربية والاسلامية مصداقية فنانيها كما كشفت لي ذلك الممثلة سميحة أيوب ذات مرة.. أصبح الفنانون العرب مجرد رجال صفقات وبزنس، ألقوا بالقضية العربية التي كانت تشكل حدبة ثقيلة على ظهورهم إلى أبعد عمق يهرب إليه المرء وهو النسيان..
    عمرو واكد أو جيهاد في فيلم " أصحاب ولا بزنس " اختار أن يكون في الفيلم صاحب قضية وأن يقدم حياته فداء لها.. لكن الحقيقة أن دوره لم يمثل إلا قمة البزنس حين استدر عاطفة الناس ليقبلوا على مشاهدة الفيلم الذي حقق أرباحا مادية خيالية في دور العرض السينمائي، وتعاطفا جماهيريا عربيا لا نظير له..
    خلاصة ما أريد قوله هو إذا كان أي أحد منا يريد أن ينتقل إلى الجانب الاسرائيلي لأجل شيء في نفس يعقوب، لأن ذهنية الاسرائيلي معروفة منذ أن خلق الله هذا الجنس من البشر، ـ هذا إن كان يجوز أن نطلق عليهم وصف بشرـ والتاريخ يشهد والأحداث الآنية تؤكد، وشهداء فلسطين وأرضها الطاهرة المباركة التي تسلب يوميا لوحةٌ واضحة الملامح والألوان عن ماهية هذا الجنس، وطريقة تفكيره وتدميره للآخر، فلا داعي للخطأ وادعاء النبل والشرف والوطنية.. يكفي أن يكون المرء واضحا مع نفسه ومع غيره، فلقد تعبنا ومللنا من النفاق الذي يملأ هواءنا حتى اختنقت به صدورنا.. يكفينا نفاقا من قياداتنا العربية، ونفاقا من إعلامنا المتأمرك تحت أقنعة شفافة ، ويكفينا نفاقا من تلفزيوناتنا وسينماءاتنا التي تضحك على ذقوننا حتى تستدر أموالنا واهتمامنا، ثم تنظر إلينا بنظرة المتعالي وحال لسانها يتهمنا بالتخلف والتطرف..
    إذا كان عمرو واكد وأمثاله يرون أن التطبيع ليس تهمة، فهم مخطئون لأن التطبيع جريمة وخيانة وتنازل عن تاريخ رسمه رجال عظماء أمثال جمال عبد الناصر والملك فيصل وسواهما، وشهداء لا تحصى أعدادهم من الرجال والنساء والاطفال..
    التطبيع كلمة مرفوضة في قاموس الشرفاء والأحرار، فهي بداية النهاية لأمتنا الاسلامية العربية كما كانت ممالك الطوائف بداية النهاية لمسلمي الأندلس..
    يمكن لأي ممثل أو فنان وهم كثر أن يذهبوا إلى حيث الاسرائيليون ويلقوا بأنفسهم في أحضانهم، ويقرأوا يومياتهم ويعيشوا مفردات حياتهم ويطلعوا على نفسياتهم ويفهموا وجهات نظرهم حيال العالم والعرب والمسلمين خصوصا، ولكن قبل ذلك عليهم أن يكونوا صرحاء مع أنفسهم ومع مجتمعاتهم.. اتركوا النفاق جانبا واختصروا الكثير من السُّبل والوقت، وتنحوا إلى جانب واحد منذ البداية تعلمون جيدا أنه سيكون أكبر عون لكم إذا كنتم تبحثون عن العالمية الهوليوودية.. لا تتبجحوا بالوطنية، ولاتتشدقوا بالانتماء إلى هذا العالم الذي يرفض التطبيع واعلنوها بكل وقاحة الأنذال : لا وطن ولا دين.. فقط البزنس..


  2. #2
    مترجم / أستاذ بارز الصورة الرمزية معتصم الحارث الضوّي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    6,947
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي رد: لا وطن ولا دين.. فقط بزنس!!!

    الأخت الكريمة حورية

    قال الشاعر المعاصر:
    الدولار أصدق أنباء من الكتب
    في أرقام حسابي البنكي الفرقُ بين الجد واللعب.

    لا وطن ولا دين.. فقط البزنس! هذه العبارة التي تنضح ألما وصفت الواقع المرير بأبلغ عبارة.

    لكِ التحية والتقدير الكبير

    منتديات الوحدة العربية
    http://arab-unity.net/forums/
    مدونتي الشخصية
    http://moutassimelharith.blogspot.com/

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية حورية العربي
    تاريخ التسجيل
    11/06/2009
    المشاركات
    47
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: لا وطن ولا دين.. فقط بزنس!!!

    سيدي الفاضل
    يا للأسف والحسرة أننا حقا غدونا عبيدا للمال وزينة الحياة.. بئس ما نحن فيه من جبن وخذلان وهوى للحياة ومباهجها.. شكرا لك على المشاركة ولتبقى كلماتنا مدوية في زمن فيه تكمم الأفواه وتخنق الأصوات وتصم الآذان


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •