مروجو مقولة "العنف رياضة وطنية " يريدون زعزعة استقرار الجزائر

وجه السيد الهاشمي جيار وزير الشباب و الرياضة أمس الجمعة إلى الشباب الجزائري رسالة تهدئة يدعوه فيها إلى نبذ العنف لأن الجزائر أم المليون و نصف ملين شهيد لا تستحق ما يحث فيها اليوم ، مؤكدا أن حل المشاكل و معالجة ألأوضاع يكون بطرق سلمية حضارية و ليس بالعنف و التخريب

لم يفوت وزير الشباب و الرياضة الهاشمي جيار الفرصة خلال زيارته التفقدية أمس الجمعة إلى بلدية عين عبيد لتفقد ما تبقى من مشاريع قطاعه بدائرتي عين عبيد و الخروب أن يعبر عن موقفه من الحركات الاحتجاجية الصاخبة التي صاحبتها عمليات التخريب و التكسير و الحرق في الممتلكات العامة بسب الظروف الاجتماعية و ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية ، موجها نداءه إلى الشباب المتظاهرين و أوليائهم إلى وقف هذه الاحتجاجات و تدارك الأمور قبل أن تتفاقم..
و من مدينة 20 أوت 55 عين عبيد ذكـّر الهاشمي جيار بالمراحل القاسية و الصعبة التي عاشتها الجزائر منذ العشرية السوداء التي غلب عليها طابع التخريب و التقتيل موضحا أن الجزائر في هذا المرحلة لم تجن إلا الدمار و الخراب، و لهذا لابد أن نقف وقفة ـأمل و نقارن هذه المرحلة بالتي نحن فيها اليوم ووصف الوزير المرحلة التي تعيشها الجزائر اليوم بمرحلة تضميد الجراح و ترقيع ما خلفه الإرهاب من خلال الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة و الشعب الذي عبر عن وعيه الكامل من أجل إعادة بناء الجزائر من جديد، و من غير المعقول أن يهدم الشباب في لحظة غضب ما بنته الدولة في عشر سنوات، و من غير المعقول كذل أضاف الوزير أن نبي أفكارا سياسية بالعنف، وهي رسالة تدعو إلى " التعقل" أوضح فيها الهاشمي جيار أن الحركات الاحتجاجية تلهينا عن البناء و تجعلنا نسير مع عجلة الترقيع و الترميم، و أن علاج الأوضاع يكون بطرق سلمية و حضارية..
لم ينكر وزير الشباب و الرياضة بوجود أخطاء و نقائض، و لكن هذه النقائص و الأخطاء تعالج كما يراها هو بالتصور السليم للأمور و نتائجها ، و ليس بالعنف و التكسير و التخريب، لأن مثل هذه الممارسات حسب قوله من شأنها أن تفتح الأبواب للأطراف الخارجية لكي تتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، و هذا مرفوض من وجهة نظر الوزير الذي اعتبر الشباب " برئ " لأن المتظاهرين لا يتجاوز سنهم الـ: 17 سنة و هم ولدوا في التسعينيات أو كما وصفها بسنوات المآسي في إشارة منه إلى العشرية السوداء..
ولهذا أكد الهاشمي جيار أن علاج المشاكل يكون بالحوار و العمل المنظم طالما الجزائر تتوفر اليوم على كل الإمكانيات و الوسائل للسير بها نحو الأفضل، محذرا في ذلك من التورط في أي محاولات التغليط في تبني الأفكار الهدامة التي تحاول بعض ألأطراف غرسها في أذهان الشباب بأن : " العنف رياضة وطنية" ، مشيرا أن هذه المقولة أريد بها زعزعة استقرار البلاد، و حسب الوزير فإنه لا يوجد مجتمع بدون سلبيات أو نقائص، و أن المسؤولية كمال قال هي مسؤولية جماعية و لا يتحملها فلان أو لان، بل يتحملها الجميع من ( مسؤولين ، جمعيات و منتخبين..) ، هكذا رد جيار الذي خاطب في رسالته الشباب بالقول: " نخطئ إذا اعتقدنا أن حل المشاكل يكون بالعنف ، أو أن العنف يأت بنتيجة، لأن الجزائر التي مات من أجلها مليون و نصف مليون شهيد لا تستحق منا كل هذا.." مختتما راسلته بالقول: " أن صبّ الزيت على النار يزيد من لهيبها..".
و يأتي النداء الذي وجهه وزير الشباب و الرياضة الذي كان متواجدا في عاصمة الشرق الجزائري لتفقد مشاريع قطاعه لمدة ثلاثة أيام و هي الفترة التي تزامنت مع وقوع هذه الأحداث، بعدما انتقلت العدوى عاصمة الشرق - قسنطينة- إثر دخول بعض الشباب في حركة احتجاجية على غرار الأحداث الأخيرة التي عاشتها ولاية وهران و العاصمة بسبب غلاء المعيشة و تدهور مستواها بسبب ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية و مشاكل أخرى تتعلق بالسكن و الشغل، انتقلت عدوى هذه الحركات إلى ولاية قسنطينة ، حيث شهدت في حدود الساعة الثامنة من ليلة أمس الجمعة أحداث شغب في معظم مناطق الولاية عندما أقدم بعض المتظاهرين على إضرام النار بواسطة العجلات المطاطية و غلق الطرقات، شلت حركة المرور بكل من ( حي بوذراع صالح، الكيلومتر الرابع باتجاه الخروب، الطريق الربط بين الأمير عبد القادر ( الفوبور) و حي ألإخوة عباس ، حي الزيادية في الجهة العليا بالقرب من مقر الأمن الحضري الثاني عشر، كذلك بكيرة و حامة بوزيان، حي بوصوف، حي بن شرقي و منطقة المنية ..)
الحركات الاحتجاجية دامت إلى ساعة متأخرة من الليل، قام المتظاهرون خلالها بعمليات تخريب، و تراشق بالحجارة، مما تطلب تدخل القوى العمومية باستعمال الغاز المسيل للدموع في بعض المناطق خاصة الأحياء الشعبية منها، أين تعرض بعض المتظاهرين إلى الإصابة بجروح خفيفة، و حسب بعض الحاضرين فإن المتظاهرين بعضهم من الذين يتعاطون المخدرات استغلوا هذه الفرصة لزرع الرعب في وسط السكان، كما استأنف المتظاهرون حركاتهم الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة ، غير أنه وإلى حد كتابة هذا الخبر لم تسجل أية خسائر كبيرة، ماعدا بعض مواقف الحافلات التي تعرضت للكسر و التخريب، و للإشارة أن هذه الحركات الاحتجاجية شهدتها الأحياء المجاورة لبلدية قسنطينة ، في حين لم تشهد بلديات الولاية مثل عين عبيد ، ابن باديس أي حركات من هذا القبيل.