آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تكفينا لعنة واحدة نتقاسمها جميعا ...ياللعار !!! بقلم : محمد جلال عناية

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية فتحي الحمود
    تاريخ التسجيل
    09/08/2009
    المشاركات
    448
    معدل تقييم المستوى
    15

    Icon15f تكفينا لعنة واحدة نتقاسمها جميعا ...ياللعار !!! بقلم : محمد جلال عناية

    تكفينا لعنة واحدة نتقاسمها جميعا ...ياللعار !!!!


    بقلم : محمد جلال عناية

    يعتبر سقوط القدس وتدميرها سنة ٧٠ ميلادية، على يد الرومان، نهاية الدولة
    العبرية ونهاية الوجود اليهودي في فلسطين.
    كان المال سبب العداء بين الرومان واليهود، واشتعال الحرب اليهودية في فلسطين.
    تشدد الحكام الرومان في جمع الضرائب من اليهود، وكان اليهود يكرهون دفع
    الضرائب، مع أن الامتناع عن دفع الضريبة جريمة عقوبتها الموت. فقد كان لروما
    جيوش جرارة عالية التجهيز وتحتاج للكثير من النفقات.
    يرجع المؤرخ اليهودي الشهير «يوسيفوس» السبب في المصائب التي نزلت باليهود عام
    ٧٠ الى تعاليم «يهوذا الجليلي». فلقد الحقت «يهودا» بالامبراطورية الرومانية
    عام ٦ م، وفي ذلك العام أمر الامبراطور آغسطس باجراء احصاء للسكان لفرض الضرائب
    عليهم، عند ذلك بدأ «يهوذا الجليلي» في تحريض اليهود على الامتناع عن دفع
    الضرائب.
    كانت فلول المتطرفين اليهود التي فرّت من القدس قد اتجهت الى قلعة «ماسادا»
    بقيادة «اليعازر» احد احفاد يهوذا الجليلي، وتحصنوا بها مدة ثلاث سنوات، وعندما
    سقطت القلعة في يد الرومان، انتحر اليهود المحاصرون فيها خوفا من التعرض للصلب
    على يد الرومان.
    بسقوط القدس في يد الرومان، وزوال الدولة اليهودية، تيقن اليهود من عدم جدوى
    الحروب، وتشتتوا في بلاد كثيرة، وبعد تدمير الهيكل استعاض اليهود عنه بالكنيس،
    وعاشوا الفي سنة بعد تدمير الهيكل الثاني دون ان يشعلوا حربا.
    يقول الكاتب اليهودي الاميركي هوارد فاست: «في ظل الحكم العربي بدأ العصر
    الذهبي ليهود اسبانيا».
    لقد عاش اليهود آخر عصورهم الذهبية على امتداد ثلاثة قرون من الحكم العربي في
    اسبانيا، حيث نجوا من الابادة، واصبح بامكانهم السفر والتنقل، واعادوا بناء
    الكنس «جمع كنيس» التي دمرها القوطيون.
    ومن كان منهم قد تحوّل الى النصرانية عاد الى اعتناق يهوديته من جديد.
    تشير مصادر يهودية الى ان جماعة الدومينيكان بدأت حملة العداء لليهود في
    اسبانيا، والدومينيكان جماعة من الرهبان الكاثوليك اسسها القديس «دومينيك» عام
    ١٢١٦م.
    كان السبب وراء اندفاع اليهود الى اعتناق المسيحية هو خوفهم من التشرد بعد ان
    سدت في وجههم السبل في اوروبا، حيث سبق لهم ان طردوا من انجلترا وفرنسا
    والمانيا.
    كانت «مارانوس» هي التسمية الشائعة لليهود الذين اعتنقوا الديانة المسيحية في
    اسبانيا، واليهود غير المتنصرين هم الذين اطلقوا هذه التسمية التي تعنى
    «الخنازير» لتحقير من تحول منهم الى المسيحية.
    ان اليهود الذين تنصروا ظلوا يهودا، حيث اظهروا قيامهم بالشعائر المسيحية،
    ولكنهم في خلواتهم مع انفسهم ومع عائلاتهم في بيوتهم كانوا يفعلون شيئا مختلفا
    «هوارد فاست ص ١٨٦».
    لقد وقفت الكنيسة ضد المارانوس بسبب تنصرهم الكاذب، وقد أدى هذا بالدومينيكان
    للتشدد في ملاحقة من تثبت عليه الهرطقة فيحرقونه علي السفود ويصادرون ممتلكاته،
    وكانت رائحة لحم اليهود المحترق تنتشر في اجواء المدن والقرى في قشتالة وآراغون
    في اسبانيا.
    وفي آب ١٤٨٣م تم تعيين «توماس دي توركمادا» المقرّب من الملك فرديناند والملكة
    ايزابيلا، كبيرا للمفتشين في قشتالة، ثم امتد نفوذه فيما بعد الى انحاء اخرى من
    اسبانيا، وظل اسم «توركمادا» رديفاً للرعب والتعصب والقسوة التي ارتبطت بمحاكم
    التفتيش.
    لقد اججت الحملات الصليبية نيران الغضب على اليهود في اوروبا.
    وفي المانيا شوهدت جثث الآلاف منهم طافية في نهر الراين، وباشرت الحملة
    الصليبية الاولى مهمتها بذبح اليهود في حوض هذا النهر، وفي انجلترا كان اتباع
    ريتشارد قلب الأسد يقتلون كل من يقع في ايديهم من اليهود.
    عندما انتشر الطاعون في اوروبا، ساورت الالمان الشكوك بأن اليهود قد سمموا آبار
    المياه، فقامت حملة لابادة اليهود في اكثر من مائتي مدينة وقرية، وتزعم مصادر
    يهودية ان بعض اليهود كانوا يقتلون في اوروبا للتملص من دفع الديون المستحقة
    لهم، ولنهب ممتلكاتهم.
    كان للثورة الفرنسية تأثير ايجابي على اوضاع اليهود في اوروبا والعالم (١٧٨٩)،
    فقد اصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية (١٧٩١) قانوناً يساوي بين سكان البلاد في
    حقوق المواطنة.
    في عام ١٨٠٧، عقد في باريس المجلس اليهودي الاعلى «السنحدريم» بطلب من نابليون
    بونابرت، فانعقد «السنحدريم» وصدرت عنه قرارات كان منها: «ان اليهود الفرنسيين
    لم يعودوا يشكلون آمة، وانهم تخلوا الى الابد عن مشروع الهجرة الجماعية الى
    فلسطين».
    في سبيل المحافظة على حقوقهم المدنية في اقطار الغرب (الاوروبي - الاميركي) فإن
    اليهود تخلوا عن المطالبة باقامة دولة يهودية، لانهم رأوا ان هذه المطالبة لا
    تتفق مع قرار السنحدريم الذي التزموا به، وانها تثير الشكوك في صدق ولائهم
    كمواطنين في الدول التي ينتمون اليها، ولذلك كف اليهود عن الاشارة الى العودة
    الى صهيون في صلواتهم.
    ولكن على عكس المتوقع، فإن تحول اليهود الى مواطنين في الدول الغربية قد وفر
    لهم الفرصة لاحياء الفكرة الصهيونية، واخذوا يتكتلون حول هذه الفكرة ويستجمعون
    قواهم لتنفيذها.
    في منتصف القرن التاسع عشر، كان عدد اليهود المقيمين في فلسطين لا يتجاوز خمسة
    آلاف نسمة، اي ١٪ من عدد السكان العرب البالغ نصف مليون نسمة.
    كان اليهود من المستعربين الذين يتحدثون اللغة العربية، ويتمتعون بالامن
    والسلام نتيجة قبولهم في المجتمع العربي، وكانت دوافعهم للمجيء الى فلسطين
    دينية بحتة، اما للعبادة، او قضاء الايام الاخيرة والموت في الارض المقدسة.
    حصلت دول اوروبا الغربية نتيجة وقوفها الى جانب تركيا خلال حرب القرم، على
    امتيازات لمواطنيها في الامبراطورية العثمانية تحت حماية قناصل بلادهم، وفي عام
    ١٨٦٤، استطاعت بريطانيا ان توسع هذه الحصانة حتى تشمل اليهود في فلسطين.
    شجعت هذه الامتيازات اليهود الاشكناز على الهجرة الى فلسطين، فكان لهذه الهجرة
    وقع سيء على اليهود السفارديم المقيمين في فلسطين، الذين رأوا في القادمين
    الجدد من اليهود الاشكناز عنصر تهديد لاستقرارهم ، وعلاقاتهم السلمية بالعرب في
    فلسطين.
    لا بد من استخدام مقاييس سياسية، حتى نعي كأمة عربية، وكشعب فلسطيني، الموقف
    الذي نحن عليه لأننا امة ضالة سياسياً، وشعب مشتت وطنياً.
    نريد ان نصب على رؤوسنا ماء بارداً منذ البداية، حتى نعي ما نحن فيه من بلاء،
    وهو اننا جعلنا من الديمقراطية خامس المحرمات بعد «الميتة والدم ولحم الخنزير
    وما أهل به لغير الله». (البقرة ١٧٣)، ومع ان «الديمقراطية» من صادرات الغرب
    الا انها تؤسس للعدالة، ولا تذهب بالعقل.
    انطلق المشروع البريطاني الاستعماري لاحتلال فلسطين، والصهيوني الاستيطاني
    لتشريد شعبها من نقطتين متتابعتين، الاولى اطلقها ثيودور هيرتزل بكتاب الدولة
    اليهودية ١٨٩٦، وبمؤتمر بال Basel (١٨٩٧).
    والثانية اطلقها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور (١٩١٧) من خلال
    تصريحه الذي وعد بالتهيئة لاقامة وطن قومي (National Home) لليهود في فلسطين.
    ومن هنا بدأت معركة الاعوام الثلاثين (١٩١٧ - ١٩٤٧)، بين حفنة من ابناء الامة
    العربية محاصرة داخل طوق الانتداب البريطاني في فلسطين، تقطعت بهم السبل عن
    الاتصال والتواصل مع العواصم العربية الشامخة من حولهم، القاهرة وبغداد ودمشق،
    فعجزوا عن ادراك الحقيقة ووقعوا ضحية الخديعة الأخوية.
    عندما بدأت المنازلة بين الديمقراطية الغربية الهجينة التي تجمع، وبين
    الاستبداد العربي ذي الحسب والنسب الذي يفرق، كان الزمن غير الزمن، فإن احفاد
    عمرو بن كلثوم وعمرو بن العاص اصبحوا نواطير من المرتزقة لدى البريطاني، يحدد
    لهم مهماتهم، وينقدهم اجرهم.
    لم يعد اليهود هم اليهود في حواري اليهود، وفي معازلهم، بل وفرت لهم
    الديمقراطية الغربية الفرصة ليصبحوا انجليز وألمان وفرنسيين وأمريكيين، وآخرين
    غيرهم.
    فحاربوا كمواطنين في جيوش اوطانهم، واكتسبوا الخبرة العسكرية، هذا الى جانب
    استيعابهم للعلوم، واتقانهم للتكنولوجيا في مجال الصناعة والابتكار، وامتلكوا
    خزائن المال في نيويورك، ومن هناك ومن اماكن غيرها، تقاطروا الى فلسطين زرافات
    ووحداناً بتجيهزات كاملة، فاحالوها الى اسرائيل.
    لم يكن هؤلاء من الاعداء في نظر انظمة الحكم العربية الاستبدادية ذات الحسب
    والنسب، بل سارع الاشقاء الى تشتيت الفلسطينيين، وشل قواهم، ومحو هويتهم
    الفلسطينية، وعزلهم عن التواصل مع الشعوب العربية حتى لا يتفشى وباء الوعي
    السياسي في صفوف هذه الشعوب.
    فيا ويل هذه الامة التي أصبح فيها العدو الغريب ضمانة للاستقرار، وتعاملت مع
    الفلسطيني القريب كعدو يهددها بالفوضى والدمار، وهنا تكفينا «لعنة» واحدة
    نتقاسمها جميعاً.. «يا للعار»!.
    ==========================


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية فتحي الحمود
    تاريخ التسجيل
    09/08/2009
    المشاركات
    448
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: تكفينا لعنة واحدة نتقاسمها جميعا ...ياللعار !!! بقلم : محمد جلال عناية

    مقالة رائعة إخترتها من بين عشرات المقالات لأضعها بين يدي المثقفين العرب وعلى الأخص المهتمين والمنشغلين بدراسة كيف تواجد اليهود في فلسطين ونشوء الفكر الصهيوني الذي بدأه " نابليون بونابرت " في العام 1807 بعد عودته من حملته الشهيرة على مصر وفلسطين 1798 ...ودحره على أسوار عكا ...وعودته خائبا مهزوما مدحورا .
    هذا المقال يعتبر إضافة نوعية على ما كنت نشرته على هذا الموقع تحت عناوين مختلفة .
    شكرا للكاتب الكريم . وبارك الله في جهده الطيب بإذن الله تعالى .
    أخوكم : فتحي الحمود


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •