قبل أن يسرقوا ثورتكم

الدكتور عثمان قدري مكانسي


قامت الثورة حرة

في ربوع الماجدينْ

حطموا الباغوا فولّى

مثل شيطان لعينْ

***

بالهدى والدين والشرع القويمْ

سلّ إخواني بتونسْ

سيفَ حق لا يهونْ

كان صوت الحق يعلو

لست أرضى الظالمينْ

إنما بالصوت والسيف اندحار الغاصبينْ

***

هكذا الإسلام يبني مجده الصافي المتينْ

جرأةٌ ، حقٌ وبذلٌ ، دائماً في كل حينْ

في هداه الحق يعلو في ركاب الخالدينْ

ثم نحيا في سلامٍ في أمان ، في يقينْ

***
يتهاوى الساقطونْ

مثل أسراب الجنادبْ

مثل أبيات العناكبْ

مثل فئران المساكبْ

مثل فـَلّ للعقاربْ

تحت أقدام الرجال الصابرينْ

في سبيل الله والدين القويمْ

***

ينزوي الأنذال خوفاً

أن ينالوا الموت حتفاً

فتراهم في سراديب المجاري

هاربين في القفار والبراري

***

فإذا ما لاح ضوءٌ

من هدوء أو توان ِ

لبسوا كالضأن جلداً ناعماً

في فؤاد كالسواد فاحما

ولسان فيه ألوان العسلْ

بيد أن الحنظل الموّارَ طلّ

بين أشداق المرائين وحلّ

***
يسرقون الشعبَ كـُلاً

لا يبالون بظلم فيه ظـَلاّ

أو ببُؤس عاشه دهراً فأنـّا

من كوابيسَ أذلّتـْه فعَنـّا

من ضرامٍ فاتك يكوي العظامْ

***
إخوتي ، يا إخوتي

في تونس الخضراء لا تلقوا السلاحْ

واحملوا الرايات تترى

دائماً في كل ساحْ

وانزعوا النصر عظيماً ، لا تكـِلوا

وامنعوا السارق أن يسطو

على أهل الصلاحْ

قد بدأتم ، بارك الله بقومٍ

قد وعَوا ما نرتجيهم أن يكونوا

سادة الساحِ وصناعَ الحياة