التّنشيط القصصيّ السّابع


لعلّ ما نبتغيه و نعمل له في إطار هذا التنشيط الذي وصل بحمد الله حلقته السابعة ، هو أن نخلق جواً للقراءة المتأنية ، و التفحص النقدي و التأمل الفكري.. و نتجنب التعليقات الفجّة ، و الكلام الذي يعني و لا يعني شيئاً كالذي نلمسه في المنتديات الحافلة بجمل الإطراء و المجاملة ..و التي مساوئها أكثر من نفعها لأنها توهم الكاتب بانه كاتب ،و كتب شيئا يستحق القراءة.. و العكس هو الصّحيح . لأنه في أمس الحاجة أن يراجع أدواته ، و ألا يستعجل في نشر محاولاته .. و أن يلتمس القارئ الدّرب ، و النّاقد اللّبيب . و أن يرضى ، فيتقبل الملاحظة ، و لا يعلو على النقد و المناصحة ..
هذا بعض ما نهدف إليه .. و قد يكون البعض الأخر يخص ّالمشارك في القراءة و التّعليق .. بأن يتعلم كيف يسطر ملاحظاته ، و كيف يقارن ما عنده بما عند الآخرين .. و في ذلك دربة و تمرين ، و استذكار و تحيين ..تمكن القاص من معرفة مغالق النص ، و توقفه عند محاسنه متأملا ، و تلفت انتباهه لنقائصه محاذراً و متفهماً...

اخترنا للتنشيط السّابع نصاً للقاصّة السورية هيمــى المفتــي ، للتعرف عليها أكثر اضغط (ي) على الرابــط :


http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=54032



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

القاصة هيمى المفتي


النّص المقترح :


خطــــــــــأ

خوفاً من أن تنفذ تهديدها فتتركه، قرر –أول مرة- أن يكتب لها رسالة...
كتابة الرسائل عمل ممل، لكن لأجل الحبيبة الغاضبة التي ترسل أشواقها باستمرار، ثم لا تستلم منه أي رد، فتتهمه بالبرود، وتهدد بقطع علاقتها به؛ لأجلها فقط، سيكتب رسالة..
مزّق صفحة من الدفتر الذي نسيته لديه، وأمسك القلم الذي أهدته إياه، ثم جلس طويلاً بانتظار أن يتعطف عليه ملك الكتابة بزيارة، فخذله...
فتح أوراق رسائلها... من أين تأتي في كل مرة بعبارات جديدة؟…
استعار من كل رسالة جملة واحدة، فتكونت لديه رسالة طويلة محملة بمشاعر الحب والاشتياق وألم الفراق، وانتظار اللقاء البعيد...
رسالته هذه بدت رائعة كرسائلها... الورق ذاته، والحبر ذاته، والعبارات ذاتها، بل إن الورقة – أثناء انهماكه في انتقاء الجمل- تشربت بعضاً من عطر رسائلها، فعبقت أيضاً بالأريج ذاته.
في النهاية -وكان الملل قد اجتاحه- دوّن بحركة آلية عبارة وداع اختارها عشوائياً من رسالة قديمة، ثم –وبخطأ غير مقصود- رسم، في السطر الأخير... إمضاءها!



نحاور هذا النّص وفق الأسئلة التّالية حتّى نكون أكثر تركيزا و دقة :

1) ماذا عن الجهاز الحكائي في هذا النص ؟
2) ماذا عن التعدد الدلالي polysémie ؟
3) ماذا عن التخييل fiction في بناء النص و إعداد القفلة ؟

أرجو أن تكون المشاركة مكثفة من أجل بناء ثقافة نقدية فنية .



تحياتي / مسلك