العلم قبل القول والعمل
أ. زيناء أنس ليلى
لقد حثنا الله على العلم وحرض عليه فجاء العلم قبل القول والعمل " فاعلم أنه لا إله إلا الله " فبدأت العبارة بفعل الأمر "اعلم " وهو فعل واجب إلى نهاية الزمان .
ومهما تعلمنا سيبقى علمنا ناقص ومبتور لأن الله ينزل في كل زمان علماً يناسب متطلبات الزمان ولأجل إظهار العلم للناس يبعث على رأس كل مئة عام عالم يجدد العلم والإيمان
ومن المعروف أن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم ومن أخذه أخذ حظاً وافراً من الدنيا والآخرة فإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهم ولكن كان ميراثهم العلم .
ومن سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة وقال جلّ ذكره "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ"
وقال جل من قائل "وما يعقلها إلا العالمون "فهل يستوي الذي يعقلون والذي لايعقلون وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .
أما آن لنا أن ننفض غبار الركود عن أفكارنا وأن نتخلى عن المقاعد الخلفية التي لا يرانا فيه أحد فنحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام وبه نعتلي سلم المجد ولن يغير الله واقعنا حتى نغير ما في أنفسنا من الأستسلام إلى القوة والتحدي ومن الخنوع إلى المبادرة ومن عدم المبالاة إلى المبالاة والإهتمام ومن الجهل إلى العلم ،
فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم والصبر بالتصبر والقوة بالتقوي.
يكفينا شاهداً على مفخرة العلم قول الشافعي
العلم مغرس كل فخر فافتخر واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم أن العلم ليس يناله من همه في مطعم أو ملبس
فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً واهجر له طيب الرقاد وعبس
لعل يوماً إن حضرت مجلساً كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
ولتذكرة الألباب أقول " العلم نور من الله ولا يهدى إليه ولا به العصاة " فيقول الشافعي
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني أن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاص ِ
وإلى الذين يشتكون من صعوبة العلم نقول " من يطلب الحسناء لا يغله المهر فكيف وأنت تسعى للجنة فطريقها طريق العلم وطريق العلم جهاد والجهاد صبر و الصبر مشقة إلا على الذين آمنوا وعلموا ثم عملوا .
تعلّم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده صغيرإذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالماً كبيرٌ إذا ردت إليه المحافل .[
المفضلات