الأرمله
صورة تراثية شعبية محكية بقلم :
الداعي بالخير :صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
طول عمر الموت سُنّه من سُنن الدنيا ، مثله مثل الميلاد ، قدر محتوم ،
بوقع فجأه وبخلف أحزان متلله
بقلب حياة عيله ، قد تكون عايشه بأمن وأمان ، وأحلامها ورديه ،
وفجأه بصيروا أيتام ، ومَرَه أرمله
و ها لدار اللي بقت عايشه تحت مظلة الأب ، تتحدى الصعاب وتقاوم ..،
العواصف والزوابع ، تنقلب ولاَّ هي مشندله
جايز ها لولاد يبقوا زغار ، وتبقى المَرَه حكيمه ، إتضمهم تحت جناحها الحاني ،
وتقودهم في رحلة حياه امسهله
وجايز يبقوا كبار ، وتبقى قليلة التجربه ، وتُفرُط مسبحة ها لعيله ،
وكل ولد يضرب مشراده وتصير حياتهم مخلخله
بقى اليُتم صعي ، والترَمُل صعب ، وخصوصا انهن النسوان بقن ينذرن عُمرهن ،
لها لولاد ويلَّبسِن انوثتهن ثياب المرجله
بقت الأرمله من ما يتوسد جوزها التراب ، تدخل حياه اجديده ما فيها يا يمه ارحميني ،
حياه مغمسه بالتعب ، بالعرق امبلله
************************************
بقى الزلمه إن ماتت الحُرمه يعتصم جوّه القبر ويقول : أبود وسبع جدود..،
غير اتجوزوني عروس اجديده امدلَله
حيالله ما بقبل !! وجايز تبقى الشغله مرستكه سلف ، إذا إلها أخت بقولوا :
جمل محل جمل بَرَخ ، خذلك ها لجمله
أو واحد من أهل البلد ينطق بأخته ولاَّ بنته ، إجتك عطيه ما من وراها جزيه ،
بدال المرحومه اللي في القبر امجندله
وبقت المَرَه نكسر ها لعاده وتلحق نعش جوزها ، وتعتصم بالقبر وما تفارقه ، إلا بوعد من أبوها ولاَّ مِن ايقوم ابمحله
ما يجوزها أبد ، ويوهبها لولادها تحيا حياتها لَجِل خاطرهم ، وما يعكروا ...،
صفوها معهم بأي مسأله
وبقت تِحْصَل عَ الوعد و تعيش ، وتعيش حياتها أرمله ، تتعب وتشقى ،
وتذوق الأمرّين ، ومرّات تمرَض وتعيش امعلله
بس عُمُر ها لأرمله ما اتخلّت عن قيادة سفينتها لو حصل مهما حصل ،
تيوصلوا اولادها بر الأمان
*******************************
طول عُمر الزلمه معروف إنه قلبه مثل القصر بوسع عشرات الجواري ،
و بعشق نسوان الأرض ، وأشواقه امشعلَلَه
و المَرَه مثل المملكه ، قلبها ما بوسع إلا ملك واحد ، ، هو أبوها ، وهو أخوها ،
وكل اللي خلفوها ، أشواقها إلو وحده امحمله
قديش صبيه بعمر الورد اللي في ازراره اترملت وقالت حد الله بيني وبين الزلام ،
وخنقت أنوثتها ، وعُمُر ما حدا شافها امكحله
ولا أعطت ريق حلو لواحد من ها لطامعين ايحطوا زيتهم عَ طحيناتها ، وتجمعهم ...،
وساده بالحلال ، ولا شافوا عيونها امسَبَله
الحُرّه بقت تعشق مرّه وَحَدَه في الحياه ، بعد ما تسكر الباب عليها مع ابن الحلال ،
وتصير إلو لحاله امحلله
بقت اتفرّغ كل أحاسيسها الأنسانيه وتوهبه إياها ، ولمّا يخطفه الموت منها ،
يخطف آمالها وأحلامها ، ويدشرها بالسواد امجلله
بقى موت الشباب واللي وراهم كوم لحم ، وأرمله صبيه ، جزع وهلع ن
وإدبار عن الدنيا ، واجراح في القلب خضرا امّعَمله
**************************
بس الأرمله بقت اتشمر عن إيديها ، وما تتجه إلا للي خلقها ، تطلب منه ايعينها ،
على ما ابتلاها وايخلي طريقها امعَزَله
من كل حجر ، ولاَّ كُبّاش شوك يُدّقُم رجليها ، وببعد عنها اولاد الحرام الطامعين ،
اللي في خيالاتهم امخيّله
ايوفوا معها مشوار العمر بالحلال ، واللي أخذ جوزها من قدّام عيونها ،
يوخذه من قلبها ، وما اتظل عَ قياسه امفصَله
وبقت الأرمله تنزع كل بهجه في الحياه ، ابعيده عن اولادها ، وترصف طريقهم ...،
بحلو الأمل ، وأرقه وأجمله
وتعطيهم قد ما يعلم الله ، وهي بقت تعرف عَ الأكيد إنها الحياه فيها سنين .....،
وشغلات امخبيه ، وطقّات إمأجله
وبعد ما يستنفذوا كل شبر وفتر وقيراط من عمرها وجهدها ، رح يستقبلوا....،
حياتهم اللي بالفرح إمشنشله
وبقت ترجع وحيده بأغلب الأحيان ، ومرّات ينكروا عمرها اللي بذلته لأجلهم ،
بس بقت بدموع الفرح امخضله
تقرأ بلهجة أهل سنجل

الأرملة / فيديو
بقلم وصوت
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
تصميم الشاعر : عايد أبو فردة