رجال السلطة لايخجلون ...وبائع المحاضر القديم يبارك للموظف السرقة والبيع !!!!


بقلم : نافذ أبو حسنة

مع بدء قناة الجزيرة بث الوثائق التي تحصلت عليها،حول المفاوضات بين السلطة الفلسطينية،وحكومة العدو الصهيوني،بدا رموز السلطة الذين كانوا من صناع هذه الوثائق في حالة لا يحسدون عليها،ولكنهم كالعادة اختاروا المكابرة والتكذيب،والشكوى من مؤامرات تحاك ضد المشروع الوطني وصمود السلطة إلى آخر تلك المعزوفة البائسة.
السيد صائب عريقات اضطر إلى شرب الماء بشكل متواصل،عله يستعيد رشده من الصدمة،قبل أن يبدأ البكاء على المشروع الوطني الذي ضيعته الجزيرة "ولم تقف مع السلطة في معركتها ضد الإدارة المريكية وليبرمان". ثم مع استعادته الوعي رويدا رويدا بدأ يتحدث مرة عن ان الوثائق كاذبة ومرة عن أن الوثائق منشورة ومعروفة،وأنه تولى شخصيا،بأمر من الرئيس توزيعها على "الأشقاء العرب". وصار المشاهد والمتابع في حيص بيص فالسيد عريقات لم يستطع ان يخبرنا بكلمة واضحة عن حقيقة ما جرى،إن كان يعتبر الوثائق كاذبة،ولا هو أقنعنا بالمؤامرة التي تتعرض لها سلطته.
في اليوم التالي أطل "معجزة" الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه،في مؤتمر صحافي مفبرك،ومخصص للأصحاب ومن يمون عليهم مسؤول الإعلام والثقافة،ليتطوع بعضهم مطالبا بتركيز الهجوم على زملائه المفترضين في الجزيرة.
السيد عبد ربه وكما هي عادته في التلفيق والتزوير وقلب الحقائق،ذهب باتجاه الهجوم على الجزيرة،ودولة قطر.ورغم انه استحضر كل قاموسه في الحذلقة اللغوية،وذلك النوع من الشتائم الذي يتقنه بامتياز،وكان وراء تكليفه بإدارة إعلام السلطة.فقد وقع السيد ياسر في ما لاحصر له من المطبات،وانكشاف التزوير والاضطراب. وكما زميله في اليوم السابق،فقد كذب "التزوير" الذي تقوم به الجزيرة، ثم تحدث عن موظف صغير قام ببيع الوثائق(أو انه سرقها من مكتب).
الارتباك لدى مجموعة السلطة،جاءت ترجمته واضحة لمن راقب مؤتمر عبد ربه. هم لا يريدون نقاش وثائق تدينهم،أو تكشف حقيقة ما يقومون به. وبدل ذلك يقومون بالشتيمة وبتجريب خفة الدم والسماجة أيضا. فعبد ربه كما صاحبه في اليوم السابق يقولون إن الوثائق منشورة ومتاحة،فإن كانت كذلك لماذا كل هذا الغضب أيها السادة؟ ثم يعودون للقول: "الخرائط إسرائيلية" وليست فلسطينية. حسنا وماذا عن توقيعاتكم عليها؟ ثم بالمناسبة فإن الدكتور "بشير نافع" يستطيع جيدا تمييز الوثائق وفرزها. وهو مؤرخ واسع العلم والإطلاع، وليس مجرد مستودع لقاموس الشتائم، كما هو حال قائد الإعلام الفلسطيني.
شخصيا. لم أفاجئ وربما لن تكون الوثائق اللاحقة مفاجئة كثيرا. ومن يراقب سلوك هذه المجموعة منذ ما قبل أوسلو حتى الآن يستطيع أن يخمن ما يمكن أن تقوم به. ولكن للأمانة استوقفني في مؤتمر عبد ربه أمران:
الاول: إشارته إلى القضايا "الإنسانية والاجتماعية" التي تحصل في المفاوضات. والحديث هنا طبعا عن ليفني وأولمرت وباراك. وباقي مجموعة القتلة. جيد. تتبادلون عبارات إنسانية، وربما تمزحون وتضربون مواعيد.أنتم أحرار في كل هذا الإنجراف إلى المهاوي ولكن كفوا عن الإدعاء بأنكم تمثلون شعبنا كفوا.لأن أمهات الشهداء ولأن الأسرى، ولأن الجرحى، ولأن كل جروحنا تأبى أن تسكن، كي تتبادل وصحبك اللمسات الإنسانية مع قاتلينا.
الثاني: قوله"صحتين على قلبه" لدى إشارته إلى الموظف الذي باع الوثائق بحسب زعمه. "صحتين على قلبه" تعكس ثقافة أصيلة لدى عبد ربه، فهو بائع "محاضر قديم"، وصاحب باع في البيع والشراء، والمتاجرة بكل شيء.
عموما ما زال الشوط في أوله. كان الحديث عن القدس. وكنا نعرف ما تقومون به، وربما أن ما سيحكى عن التنسيق الأمني وسواه، يجعلكم تخجلون، وتتصرفون وفقا لما يمليه الخجل. الحقيقة أشك في أن تفعلوا ذلك. منذ وقت ليس باليسير وانتم تقولون: نحن لا نخجل مما نقوم به. لا نريدكم أن تخجلوا.نريد أن تكفوا عن المتاجرة بدمنا. كفى.