[FONT="Traditional Arabic"]

كارثة على الهواء مباشرة تستوجب المحاسبة الفورية !!!
[/FONT
]
بقلم : إبراهيم الثوابتة

شرعت قناة الجزيرة في قطر ومن خلال برنامج كشف المستور عن ملفات وطنية خطيرة اُرتكبت بحقها مجزرة رهيبة من خلال سلطة "فتح" في الضفة الغربية، حيث بدأت فصول هذه المجزرة المدوية بملف المفاوضات بين الاحتلال وبين سلطة "فتح"، وذلك من خلال وثائق بدأت بنشرها الجزيرة مساء الأحد 23/1/2011م.
إن حجم المعلومات التي أُعلن عنها في اليوم الأول على الهواء مباشرة يعتبر فضيحة مجلجلة وتنازل خطير عن عقيدة الفلسطينيين الذي يؤمنون بدولة مستقلة عاصمتها القدس المحتلة وآمنوا أن هذه العاصمة لا تقبل القسمة على اثنين!، ثم إن المعلومات التي كُشفت عن حجم التنازل عن الحي اليهودي والآرمني ومستوطنات القدس والتسليم بها إلى الاحتلال هو مجزرة تستوجب المحاسبة الفورية والمحاكمة العاجلة حيث يعتبر ذلك سقوط مدوي بكل ما تحمل الكلمة من معان.
وإن الأدهى والأمَرّ هو أن تأتي هذه المذبحة الوثائقية – التي تقدر بـ 1600 وثيقة سرية - على قضية اللاجئين الفلسطينيين وأخواتها من القضايا الخطيرة، بطريقة لا يستوعبها العقل البشري، ابتداءا بالتنازل عن أراض وأحياء ومستوطنات لصالح الاحتلال من خلال مسيرة المفاوضات الهزيلة التي ما عادت على شعبنا الفلسطيني إلا بمزيد من الخراب والهلاك، بينما هؤلاء يتشدقون بـ "فذلكتهم" الدبلوماسية في التعامل مع الاحتلال خلال جلسات المفاوضات السرية والعلنية المباشرة وغير المباشرة، ومرورا بقضية اللاجئين، وليس آخرها قضية التواطؤ على قطاع غزة من خلال معرفة سلطة "فتح" بنية الاحتلال شن عدوان وحرب ضروس أكلت الأخضر واليابس وراح ضحيتها قرابة 7000 شهيد وجريح، دون أن تنبسّ تلك السلطة ولو بكلمة واحدة!.
لا أعرف أين يمكن تصنيف هذه الجريمة الوطنية بل الكارثة الوطنية، ومن أي بنك ممكن أن نصرف تبريرات قادة سلطة "فتح" في الضفة الغربية، الذين بانت عليهم علامات الارتباك والذهول أمام حجم المعلومات التي تكشفها الجزيرة؟!!.
لاشك أن ما يجري هم نوع من أنواع تصفية القضية الفلسطينية بكل مكوناتها، ولعل هؤلاء كانت أولوياتهم هي حرق القضية الفلسطينية مع الشعب الفلسطيني وإلقائهم في البحر مقابل ثمن بخس، ومقابل مغريات رخيصة قَبِلَ هؤلاء أن يبيعوا كل شيء من أجل أنفسهم لا غير!.
لقد سقطت ورقة التوت عن ممارسات سلطة "فتح" في الضفة الغربية، وآن الأوان لمحاسبتهم على هذه الجرائم وغيرها من الجرائم الموثقة بالأختام الرسمية لهؤلاء.
وبصرف النظر عن حرفية ومهنية الجزيرة في تغطية وكشف الستار عن الكارثة الوطنية، فإننا نحن الفلسطينيون نؤكد أن هؤلاء المفرطون لا يمثلوننا وأننا - نحن المواطنون منا واللاجئون- متمسكون بحقوقنا وثوابتنا وأرضنا وقدسنا وأقصانا وقضايانا، ونعتبر كل من فرّط فيها ويفرّط فيها، هو خارج عن الصف الوطني الفلسطيني ويستوجب محاسبته محاسبة علنية، كما أننا نعرب عن استغرابنا الشديد واندهاشنا من حجم التنازلات التي كشف الستار عنها، ونريد أن نعرف من هو الذي خوّل أحمد قريع لأن يعتبر الإبقاء على المستوطنات مصلحة مشتركة؟!، ومن الذي خوّل صائب عريقات أن يقدّم أكبر "أورشليم" لـ "الإسرائيليين" في التاريخ اليهودي، ومن الذي خوّل "سلطة فتح" بتقديم أطروحات على الاحتلال بالتنازل عن حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وفي جُرَّة ذلك فإننا نعرب عن استغرابنا الشديد من بعض وكالات الأنباء الفلسطينية التي تسمي نفسها وكالة أنباء (مستقلة) أن تنحدر إلى مستنقع الدفاع عن مرتكبي هذه الكارثة الوطنية من خلال الدفاع عنهم وخلط الأوراق في هذه القضية من خلال عبارات تدغدغ عواطف الناس، كقولها "ذبحونا بسيف الرأي الآخر"، ونقول لهذه لوكالة الأنباء هذه: ما الذي تريدينه؟ أتريدين أن يلعنوا أبو فلسطين ويقف العالم يتفرج صامتا على مصائبهم؟!، أتريدين العالم ووسائل الإعلام أن يقفوا وقفة احترام وتبجيل أمام "عظمة" هؤلاء المتورطين وألا يكشفوا أي وثيقة تدين ممارساتهم التي مارسوها خلف الستار؟، اليوم تؤكدين يا وكالة (..) غير المستقلة أنك تصطفين إلى جانب هؤلاء المفرطون، وعلمنا جيدا أنكم مستفيدون من وراء ذلك، ولكن لا رحمة من الله عليك، وبئت بغضب شعبنا المكلوم.
إن الشعب الفلسطيني اليوم وفي هذا الموقف الحساس مطلوب منه أن يقول كلمته أمام هذه الكارثة الحقيقية والتي تهدد الثوابت الفلسطينية، ومطلوب منه أن يقول للظالم كفا، ومطلوب من المغفلين أن يستيقظوا من سباتهم وأن يخرجوا عن صمتهم لأن قضيتهم تضيع وهم يتفرجون!!.