أزيد من 20 محاميا يرافعون في حق 27 متهما و معهم امرأة بالإرهاب و القتل العمدي

[علجية عيش]

محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة تنظر في قضية اغتيال 18 دركي ومدنيان
و إصابة 07 عسكريين على يد الجماعات الإرهابية بـ: برج بوعريريج

التمس ممثل الحق العام لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة أمس الأربعاء "الإعدام" للمتهمين الأول و الثاني و المتابعان بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة و التي قامت باغتيال أزيد من 18 دركي و إصابة 07 من العسكريين

امتثل أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة نهار أمس 27 متهما في قضية اغتيال 18 دركي من أفراد المجموعة الرابعة للتدخل و الاحتياط بولاية برج بوعريريج المكلفين يوميا بمراقبة و حماية العمال الصينيين القائمين على إنجاز الطريق السيار شرق غرب من قاعدة الحياة بحمام البيبان إلى موقعي ورشتي العمل بالمكان المسمى بوقطن و سيدي إبراهيم بلدية المهير و هي القضية التي أجلت للمرة الثانية و التي تعود إلى شهر جويلية من سنة 2009 بعدما وضعت مجموعة من العناصر كانت تنشط في صفوف الجماعات الإرهابية و نصبت كمينا على مستوى الطريق الوطني رقم 05 في شطره الرابط بين بلدية المنصورة و دوار دفلة بالمكان المسمى وادي قصير ما بين الحجرة الكيلومترية 205 و 207 ، و عددهم أكثر من 60 إرهابيا وظفوا أسلحة مختلفة ..
وأسفرت عملية الهجوم عن مقتل ثمانية عشر ( 18) دركيا و مدنيان و هم: ( شرقي عبد القادر، ضيف الله محمد، خثة العايش، حملاوي محفوظ، حاج لحسن محمد، بوتامي قدور، حر علي، حمادوش جلول، قوجيل مصطفى، و سنابق عمار، شارف صالح، خنفر مهدي، صحراوي مراد، لعريبية موسى، لشقر وليد، حلواني يوسف، هميل بشير، ، بن خليفة محمد، بن عزة مسعود، و الدر كي بورصاصة رابح)، كما أصيب خلال هذا الهجوم الإرهابي 13 عشر بجروح خطيرة منهم 07 عسكريين و هم: ( حليلو علي، فرحات عبد القادر، صالح إسماعيل، بودرمين فواز، شنيتي علي، خليفي عادل، مكرود فؤاد، بلطرش العياشة، عوادي عبد القادر، بولعراك محمد، و شقيقه صلاح الدين، بوديب الحيط لخضر، بوخالفة سمير و بولفراخ مسعود)، كما أصيب في الهجوم الإرهابي العديد من المدنيين، كذلك تعرض سيارات عسكرية للحرق الكلي و ثمان سيارات مدنية للتخريب.

تقرير غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء قسنطينة بين أن المجموعة الإرهابية خلال قيامها بعملية الهجوم كانت مدججة بمختلف القذائف الصاروخية من رشاشات و كلانشينكوف، بنادق رشاشا و قنابل يدوية، و أنها انقسمت إلى فوجين لقطع حركة المرور بيم مدينة المنصورة و اليشير ولاية برج بوعريريج و حاصروا أفراد الدرك الوطني في الوسط تحت كثافة النيران من جميع الجوانب، حيث تم توقيف مجموع منها إثر ضبط المشتبه فيه لميسات العربي من طرف الدرك الوطني عندما كان متواجدا بمسرح الجريمة مرفوقا بكاميرا مثبتة على جهاز هاتفه النقال و بصدد التقاط صور للدورية، و صرح بوقائع الجريمة، و مشاركته في الكمين الذي كان يضم كل من الإرهابي ( لميسات العربي، لميسات ليمين، لميسات أحمد، مخالفية عبد القادر، مخالفية بلقاسم، مخالفية الحواس، مخالفية مالك، مقلاتي كمال، مقلاتي صالح، مقلاتي سمير، طيبة رابح، طيبة عمار، طيبة الطاهر بن ورخ بدر الدين، معوش أرزقي، معوش عبد الله، رجاوة السعيد، رجاوة عثمان، العيساوي كمال، العيساوي محمد، بوداود تاسعديت، بلجودي عمر، بلقيسي زكرياء، حداد توفيق، بن هبري فاتح، جيلاط مخلوف، سرحان محمد و المتهمة بوداود تاسعديت التي كانت مكلفة بتحضير الطعام لهم و تنقلها إلى مكان تموقعهم بغابة لمري و تيمحليت) ، تتراوح أعمارهم بين 17 و 50 سنة، أصغرهم هم المدعو لمويسات اليامين من مواليد 1994 ، و هم جميعا يقطنون ببلدية
و بأمر من الإرهابي مخالفية عبد القادر، كان أحد عناصر المجموعة يتظاهر بالرعي للأغنام في منطقة مرتفعة تطل على الطريق الوطني رقم 05 تسمى منطقة لعراف التابعة لبلدية لمهير، و هذا من اجل تضليل الدرك الوطني و ترقب تحركاتهم، كما قاموا بذبح الدركيين و الإستلاء على ألبسة عناصر الدرك الوطني و على أغراضهم الشخصية و حتى أسلحتهم و حرق آلياتهم العسكرية..
وحسب تصريحات المتهمين فإن الجماعة الإرهابية كانت تنشط منذ سنة 2008 بهذه الغابات و كانت قد قامت بهجوم سابق على مفرزة الحرس البلدي ببلدية حرازة حسب تصريح المشتبه فيه طيبة رابح، و مشاركته في حاجز مزيف بالطريق المؤدي إلى السلاطنة، و كانت الأسلحة و القنابل المستعملة تخبأ عند المدعو مخالفية عبد القادر في بيته الذي كان عبارة عن مخبأ كذلك للإرهابيين الذين أصيبوا بجروح ..
المتهمون اعترفوا بالجريمة التي اقترفوها فيما عدا المتهم معوش ارزقي الذي أنكر ما نسب إليه من تهم، كما نفت المتهمة بوداود تاسعديت مشاركتها في الجريمة مشيرة أنها كانت تحضر الكسكسى لحفل زفاف خالها بمسكنه و أنها لا تربطها أية علاقة بالجماعات الإرهابية، كذلك بالنسبة للمتهم لميسات لمين لكونه يعاني من اضطرابات عقلية و نفسية، و عرض على طبيب مختص في ألمراض العقلية و تبين أنه متخلف عقليا و لا يتحمل مسؤولياته الجزائية.. ، وقدموا على إثرها أمام محكمة المنصورة توبع المتهمون الثمانية الأوائل بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة و القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و الحريق العمدي، و باقي المتهمين بجناية تشجيع و تمويل ألأفعال الإرهابية المنصوص و المعاقب عليها بالمواد ( 87 مكرر، 1 – 87 مكرر، و المادة 254، 255، 256، 261، 395، 396 مكرر و المادة 399 من قانون العقوبات..
القضية حسب ما جاء في قرار غرفة الاتهام أخضعت إلى عدة تحقيقات إلى حين طلب النائب العام لدى محكمة قسنطينة من النائب العام لدى مجلس قضاء برج بوعريريج في إرسالية مؤرخة في 03 أوت 2009، بالتخلي عن إجراءات التحقيق و تحويل القضية إلى قاضي التحقيق للقطب الجزائري بقسنطينة ، و قد تم النظر فيها نهار أمس الأربعاء 26 جانفي 2011 ، من طرف محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، و وقف فيها أزيد من 20 محاميا في حق المتهمين المذكورة أسماؤهم آنفا ، فضلا عن الاستماع إلى الشهود الذي كانوا ضحية هذا الهجوم الإرهابي العنيف، و نزرا للعدد الكبير للمتهمين قررت المحكمة محاكمة المتهمين بالتبادل ، أي الاستماع إلى متهمين اثنين و المتابعين بجناية الانخراط و القتل العمدي، إلى غاية استكمال محاكمة باقي المتهمين

[علجية عيش]

ممثل الحق العام التمس الإعدام في حق 15 متهما و 10 سنوات سجنان للبقية
محكمة الجنايات تعرض شريطا مصورا يكشف الأسلوب الذي ذبح به 18 دركي من طرف الجماعات الإرهابية

شكك أزيد من 20 محامي في الشريط الذي عرضته محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أول أمس الخميس ( بالصوت و الصورة) و الذي بين الأعمال الوحشية التي ارتكبتها جماعات إرهابية كانت مدججة بمختلف القذائف الصاروخية من رشاشات و كلانشينكوف، بنادق رشاشات و قنابل يدوية، و كيف تم التخطيط للعملية و الطريقة البشعة التي ذبحوا بها، حيث أجمع دفاع المتهمين على أن صور الأشخاص التي عرضت في الشريط المصور ليست هي صور الموقوفين، و أنه لا توجد علاقة الشبه بينهم لا من حيث الشكل أو من حيث البنية الجسدية

على مدار ثلاثة أيام ابتداء من يوم الأربعاء إلى غاية أمس الجمعة 28 جانفي 2011 ، شهدت محكمة جنايات قسنطينة حركة غير عادة سادها التوتر و الاضطراب،ورغم فظاعة المشهد الدرامي غير أن دفاع المتهمين ال: 26 و المشكلين من حوالي 20 محاميا شككوا في الشريط المصور و أجمعوا أن العناصر التي عرضت صورها في الشريط ليست هي العناصر التي تم توقيفها و لا يوجد أي شبه بينهم سواء من ناحية الشكل ( الوجه) أو البنية الجسدية، و أوضح دفاع المتهمين أن موكليهم أبخس حقهم في هذه القضية وبخاصة المتهم مخالفية عبد القادر ، ليكشفوا في مرافعاتهم أن هذا ألأخير كان على اتصال دائم مع عناصر الأمن العسكري و كان يزودهم بالمعلومات حول تحركات الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط بتلك المنطقة، مطالبين بكشف المكالمات الهاتفية التي تتم بين المتهم و جهاز الأمن العسكري.. دفاع المتهمين أجمعوا على وجود أسماء و صور لأشخاص عرضت في الشريط و لم تدرج في ملف القضية، و هي العناصر التي قامت بالجريمة البشعة، كذلك وجود أسماء مذكورة في الملف و لم يتم استدعاؤهم، و هذا على حد قولهم يشكك في أن الجريمة دبرتها عصابة محترفة و لكن التهمة أسندت إلى شباب بريء مهنته رعي الأغنام، و هي بذلك تشكل لغزا كبيرا و تطرح عدة تساؤلات، لأنه لا يمكن لشباب ضعيف البنية أن يقوم بمثل هذا الهجوم الإرهابي العالي المستوي و في منطقة توجد بها ثكنة عسكرية ، خاصة و هذه المنطقة ( جبل وري) لا تبعد بكثير عن منطقة عين أرنات و السؤال نفسه طرحه دفاع المتهم لميسي العربي المعروف عنه بالتخلف الذهني و أن نسبة ذكائه لا تتجاوز 20 بالمائة بشهادة الطبيب بن تونسي و طبيب آخر في الأمراض العقلية ، كما يشكك الدفاع في تصريحات الشهود، لأنه من الصعب جدا لأي كان وصف هذه الجريمة أمام طلقات الرصاص من كل ناحية خلال المواجهة الدموية التي دارت بين الجماعات الإرهابية و عناصر الدرك الوطني ، كمما أنه يستحيل حسب تحليلهم للقضية أن تبقى جماعة إرهابية مدة 40 دقيقة حسبما صرح أحد الشهود من الدرك الوطني..
و حسب ما استقيناه من معلومات فإن المتهم مخالفيةعبد القادر كان ينشط مع جهاز الأمن العسكري منذ 1997 و مكنهم من توقيف 07 إرهابيين، إلا أنه أصبح مهددا من طرف الإرهابي قاسيمي أمير الجماعات الإرهابية، كما أن تعامله مع الأمن العسكري دون الدرك الوطني تفاديا للمضايقات ، ما كشفته عائلات المتهمون هو أن أبناءهم تعرضوا للتعذيب بمركز الأبحاث بالبرج ، أدخل على إثرها أحدهم و هو المدعو مالك المستشفى و مكث فيه ثلاثة أيام، و أنه تحت طائلة التعذيب أكرهوا على الإدلاء بتصريحات غير صحيحة، و تروي الضحية بلطرش عياشة ذات ال: 29 ربيعا تفاصيل الاعتداء عليهم من طرف الجماعات الإرهابية يوم الحادثة، بالمنطقة المسماة وادي قصير عندما كانت متجهة من سطيف إلى العاصمة رفقة خالها على متن سيارته، أصيبت على إثرها بالرصاص على مستوى الرجل اليسرى، تضيف الضحية التي كانت متواجدة طيلة جلسات المحاكمة أن الجماعات الإرهابية عندما علمت بإصابتها تكفلت بإسعافها و كانت هذه الأخيرة أي الجماعات محملة بالمؤونة الطبية ، ثم أوضحت لهم بأنها لا تقصد من هجومها هذا المدنيين و المواطنين و إنما كانت تقصد ما أسمتهم ب: " المرتزقة" و اعتذرت لهم بعدما أرشدتهم إلى اقرب مستشفى لعلاج إصابتها ..
عائلات المتهمين وصفت المعاناة التي عاشتها منذ توقيف أبنائها المتهمين و مكوثهم بسجن بوصوف، تقول عائلة أحد المتهمين أن تكلفة أربع محامين للمرافعة عن ابنها كلفها 70 مليون سنتيم ناهيك عن تكاليف السفر لزيارة ابنها من البرج إلى قسنطينة، أما ما تعلق بالمتهمة تاسعديت فالجميع اجمع أنها كانت ضحية خالها الذي ورطها في القضية ، و الفتاة حسب معلوماتنا تدرس في السنة الثانية من الطور الثانوي و قد ذهبت إلى بيت خالها و لم تكن تعلم ما يدور..، و في مداولتها أمس الجمعة انزوت محكمة الجنايات للإجابة على 1000 سؤال حول ملابسات القضية و الفصل فيها نهائيا في انتظار ما يصدر من أحكام..

[علجية عيش]

أسدل الستار على قضية اغتيال الدركيين ببرج بوعريريج، في ساعة مبكرة من صبيحة اليوم حيث أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة 06 متهمين ب: " الإعدام " و عامان سجنا نافذة في حق 04 متهمين مع غرامة مالية قدرها 100 ألف دينار لكل واحد، فيما استفاد 15 متهما على حكم " البراءة " بما فيهم الفتاة تاسعديت.
أما المتهم الرئيسي المدعو لميسات العربي فقد أمرت المحكمة بإحالته على مستشفى الأمراض العقلية و إخضاعه للعلاج قبل تطبيق عليه حكم " الإعدام"..
و بخصوص المتهم سرحان الذي في حالة فرار ، فقد أجلت محاكمته الى الدورة الجنائية المقبلة..
يبقى الضحايا الذين تشكلوا أطرافا مدنية و البالغ عددهم 17 ضحية ، فقد قدرت المحكمة تعويضهم بمبلغ يتراوح بين 200 ألف إلى 500 ألف دينار