لا خير فيمن شذ وارتدّا

الدكتور عثمان قدري مكانسي


أنـا يـا أخي حطمت أشعـاري

وكسـرتُ أعـوادي وأوتـاري

ما عـاد لي أرب سـوى الثـار

ممـّنْ أبـاح الكـفـرَ في داري

ونـوى بخبـث سـلبَ أفكاري

قالـوا تمهّـلْ واعـذر الـرجلا

واصبـر قـليلاً لا تكنْ عَجـِلا

من " بـرّه " لا تـفـقـد الأملا

وامـدد لــه في ردّه الأجـلا

فلعــلّ للمـرجـوّ أن تصـلا

كلّمـْتـُه فـي سقـْم أحـوالـي

ورجـوتـُه تحقيــقَ آمـالـي

فنــأى بنـُكــرانٍ وإهمــال

وافـْتـَـنّ في تمزيـق أوصالي

بـل جـار في ألـمي وإذلالـي

قـالـوا تًصَبّـرْ قلـتُ قد نفِـدا

والصبـرُ فـيـه جـاوز الحـدّا

ولـئِنْ وهَـبـْتَ الظالمَ الشـهدا

فلسـوف يَجزيك الـوفـا لحـدا

لا خيـر فيمـن شــذ ّ وارتـَدّا

أفعــالـُه رجسٌ سَلِ الـبـلـدا

تـُنـْبـِئـْك أن الطهر قد وُئِـدا

يا ربّ فاحص جموعَهـم عـدَدا

لا تـُبـْقِ منـْهم واحداً أبــدا

واجعلـْهـمُ يا خـالـقـي بدَدا

واعلـمْ أخـي فالحـقّ لا يسمو

إن لـم يصـنـْهُ صــارمٌ ودَمُ

أو تجتهــدْ فـي نصـره الهِمَمُ

وإذا الشـبابُ بدينهم عُصموا

دانتْ لهـم في أوجهـا القِمَمُ