الأقزام الصغار
الدكتور عثمان قدري مكانسي
إنـي لأعـجب ممن ضيّع البلدا * وحـارب الأهل والأوطان والولدا
وكـان عوناً على إخوانه شرساً * وطـأطأ الرأس للأعداء واجتهدا
وأخـلص الـود للغِربان يخدمهم * وهـم يـسومون أمته فما انتقدا
يـهوى لـقاءهمُ بالحب متشحاً * ويـبذل الود في إرضائهم سَعِدا
ويـمكر الـسوء في إخوانه وله * في ظلمهم شغف قد مازج الكبدا
هـو الـنفاق فلا يخفى على أحد * هي الخيانة ، هل خالفتَ معتقدا؟
هـو انسلاخ عن الوطان مازَجَها * صـغارُ نـفس وذلٌ شابَهَ الوتِدا
وكـيف ينسلخ الإنسان عن وطن * مـبارَكٍ شعّ نوراً خالصاً وهدىً
إلا إذا كان مسخاً ليس فيه من * العروبة الصرف إلا الوجهُ مرتبدا
قـد زال رونـقه والتاثَ مبدؤه * وحاد عن شرعة المختار مبتعدا
وهـمّه اثـنان : كرسيّ ومنفعة * يـبيع مـن أجـله ما جدّ والتلدا
وكـذبه واضـح لـلناس كلهمِ * وضفدعُ الشؤم لذ ّ اللؤمَ فابتردا
فـما يـحرّكُ من إحساسه شرفٌ * أو يُـطلق الخيرَ من مكنونه أبداً
لا تـرتجِ الخير ممن كان قدوته * "أبـو رغـال" فلن تلقى به رشَدا
المفضلات