لماذا أصبح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى قلوب الملايين رمز لطهارة اليد

عندما رحل عن هذه الدنيا كانت كل ممتلكاته كما رصدتها الوثائق الرسمية لا تتجاوز الثلاثة آلاف جنيه مصري من أسهم وسندات وأموال سائلة،
وقد سجلت جميعها وسدّدت عنها ضريبة التركات، ثم وزعت حسب القواعد الشرعية على عائلته وأولاده: جمال عبد الناصر حسين سلطان رئيس ا...لجمهورية العربية المتحدة مرتبه الشهري 500 جنيه بدل التمثيل 125 جنيهاً الإجمالي 625 جنيهاً. الصافي الذي كان يتقاضاه هو مبلغ ثلاثمائة وخمسة وتسعين جنيهاً وستين قرشاً وسبعة مليمات (395،60،7 جنيه) بعد استقطاع الخصومات من معاش وتأمين وإيجار استراحة المعمورة.. إلخ (الملحق الوثائقي).
ثروته يوم 28 سبتمبر/ أيلول 1970 كانت كالآتي *3718،273 جنيه مصري رصيد في حسابه رقم 64226/99 بنك مصر *200سهم شركة كيما. * 5أسهم شركة مصر للألبان. * سند واحد بنك عقاري. * 600 جنيه شهادات استثمار. * 10 أسهم في بنك الاتحاد التجاري. * 100 سهم في الشركة القومية للأسمنت. * 29 سند تأمين. * 100جنيه قرض إنتاج. * شهادات استثمار بمبلغ 600 جنيه في شركة الحديد والصلب. * أغلب قيمة هذه الأسهم رمزياً: الأسهم العشرة في شركة النصر لصناعة الأقلام 18،70جنيه.بنك الاتحاد 31،5 جنيه. * وثيقة تأمين على الحياة قوات مسلحة1500 جنيه. *وثيقة تأمين على الحياة الشرق للتأمين 1000 جنيه2500 جنيه. *وثيقة تأمين على الحياة مصر للتأمين 1000 جنيه. *وثيقة تأمين على الحياة الأهلية للتأمين 2500 جنيه *وثيقة تأمين على الحياة القاهرة للتأمين 2500 جنيه. *سيارة أوستين التي كان يملكها من قبل قيام الثورة. *ثمانية أزواج أحذية *ثلاث ماكينات كاميرا للتصوير. *آلة سينما. *عشر بدل ومجموعة من الكرافتات. *استبدل من معاشه بما يعادل 3500 جنيه لتجهيز زيجتي ابنتيه. *كان في جيبه يوم 28 سبتمبر/ أيلول 1970 مبلغ 84 جنيهاً.
*أسرته لا تملك سكناً خاصاً. *حرم الرئيس ليس لها دخل خاص أو مصدر تقتات منه غير معاش الرئيس الذي رحل.
*دين اضطر الرئيس إلى استدانته عندما كان يجهز ابنتيه للزواج. *الأسهم المودعة في بنك مصر باسمه والمنوّه عنها مشتراة من ماله الخاص.
*فيلتان للسيدتين هدى ومنى في مصر الجديدة من ماله الخاص وسددت بفوائدها ولم يتجاوز ثمنهما العشرة آلاف جنيه والاثني عشر ألف جنيه.
*حكاية استراحة المعمورة ورد الدكتور خالد عبدالناصر على الدكتور يوسف إدريس في جريدة "الأهرام" 1983 (حكاية ال 400 فدان وديون مصر.. إلخ)، وهو منشور في الصحف.
*يرجع إلى رد الدكتورة هدى عبد الناصر على الأستاذ ممتاز نصار 1983 في مجلس الشعب 7فبراير/ شباط 1983 وهو منشور في الصحف. وليسمح لي القارئ العزيز أن أسوق إليه هذه القصة: نشرت جريدة “الأهرام” يوم 19 أكتوبر/ تشرين الأول على الصفحة رقم 18 مقالاً للأستاذ أحمد بهاء الدين في عموده اليومي "يوميات" نصّه: "قال لي أستاذ جليل من زملاء المرحوم الدكتور علي الجريتلي اقتصادي مصر العظيم إنه منذ نحو ثلاثين سنة كان يجلس كالمعتاد ليلاً في مقهى "أتينيوس" الشهير في الاسكندرية،
وكانت بالصدفة ليلة رأس السنة، والمطر ينهمر بغزارة.. والرصيف يهرع إليه بعض البؤساء.. وجمع الجريتلي من زملائه ما في جيوبهم، بضع عشرات من الجنيهات، واشترى بها كلها “جاتوه” من المحل، وكان يخرج وهو أستاذ الجامعة المرموق في ذلك الوقت في المطر ويقف بعلبة الجاتوه يوزعها على الفقراء ثم يعود ليأخذ غيرها.
لذلك كان صحيحاً قول د. لويس عوض في رثائه إنه الاقتصادي الإنساني. ولقد اختلف د. الجريتلي بعد شهرين من توليه منصب نائب رئيس الوزراء في أول حكومة للثورة وقدم استقالته، ومن يومها آلى على نفسه ألا يشغل أي منصب حكومي ولا مهمة حكومية على الإطلاق".
وعندما لمته في مرة ليس بعيدة جداً قال لي: “القرار السياسي غير المدروس سيمحو أي قرار اقتصادي،
وأنا لست من هذا الرأي”.. وحسبه الكثيرون ضد جمال عبد الناصر،
وكان على العكس. وقبل وفاته بشهور روى لي أن العمل الوحيد الذي قبل أن يقوم به لحساب الدولة خلال عشرين عاماً..
عندما اتهم جمال عبد الناصر باختلاس عشرة ملايين جنيه وكلف ببحث الأمر وكتابة تقرير،
وقال لي: لو كان عندي ذرة من الشك في ذمة عبد الناصر لما قبلت المهمة.
وقال لي كان عندي رئيس اتحاد المصارف السويسرية المشهورة بحساباتها السرية،
وقال السويسري للجريتلي: لقد أهلكتنا المخابرات الأمريكية و”الإسرائيلية” بحثاً وتنقيباً عن حساب سري لعبدالناصر في بنك سويسري فلم تجد،
وكانت لا تصدق أنه لا يملك أي حساب خاص في الخارج".
ا