" يديعوت ": عمر سليمان يتقرب للأمريكيين بكره الإسلاميين
القدس المحتلة
في تحقيق بعنوان " رجل استقرار "، نقلت سمدار بيري، معلقة الشؤون العربية في صحيفة " يديعوت أحرنوت "، نشرته في عدد الصحيفة بتاريخ 4-2-2011، عن كلايتون سويشر ، مراسل صحيفة "ميدل إيست انستيتيوت" قوله أنه قد هاله الكلمات التي سمعها من فم عمر سليمان عندما سأله عن تقييمه للحركات الإسلامية. وقال: " الكلمات الشديدة التي أسمعني سليمان إياها (قبل سنتين) جعلتني أُسقط قطعة البسكويت التي أمسكت بها.، فهو يبغض إدماج الاسلام في السياسة، ولم يخجل قط من ان يقول للادارة الامريكية – في كل مستوى – كيف يجب معاملة الاخوان المسلمين وأشباههم". ونقلت بيري عن رجل استخبارات إسرائيلي قضى ساعات طويلة في المحادثات مع سليمان، قوله: " من معرفتي به أرى انه سيجلس الى الشيطان ايضاً، لكنه سيُدير ويوجه ويداور ويخرج العصير منهم ( الإسلاميين )، أنه لا ينوي أن يُريحهم، انه يرتاب بالاسلاميين ويراهم خطرا على مصر، ويُسميهم كذابين لا يفهمون سوى القوة، ومن المؤكد ان آيات الله في ايران يستعملونهم". ونقلت بيري عن إحدى البرقيات التي بعث بها سفير أمريكي سابق في القاهرة، تحت عنوان "كونسلييري" أي " كما في المافيا الايطالية "، أن عمر سليمان كرئيس قادم لمصر سيتصرف مثل الرئيس السادات، حيث سيقدم للاخوان المسلمين غصن الزيتون في اشهر ولايته الاولى، الى ان يشعر بأنه مستقر في مكانه، وبعد ذلك يوزج بهم في السجون في نهاية ولايته ".
سليمان يزود الأمريكيين بمعلومات عن حماس والعراق ولبنان
وأشارت بيريي الى وثيقة لـ "ويكيليكس"، تفيد بأن السفير الامريكي بعث عام 2006 الى روبيرت زوليك نائب وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، قُبيل زيارته للقاهرة برقية جاء فيها: "صلاتنا به هي الأفضل والأنجح، ونحن نفكر معا كيف نقلص وزن حماس والحركات الاسلامية، ويعود سليمان ويؤكد لنا: "مصر هي شريكتكم". ويعد بأن تستمر مصر على تزويدنا بالمواد والمعلومات وتجربة متراكمة للاستخبارات المصرية عن شؤون حرجة، وعن لبنان والعراق وعن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني بطبيعة الامر "، على حد تعبير الوثيقة.
سليمان وذراع شقيق أيمن الظواهري
وتشير بيري إلى واقعة أخرى تعكس الشوط الذي قطعه سليمان في التقرب من الأمريكيين، حيث قالت أنه عام 2002، كانت وكالة الاستخبارات الامريكية الـ سي.آي.ايه على ثقة بأن الجنود الأمريكيين نجحوا بالقضاء على المصري أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وأمسكوا برأسه المقطوع. ولكي يتأكدوا من أن الرجل الذي قد تمت تصفيته هو أيمن الظواهري رغبوا في المقارنة بين مادة " الدي أني أيه "، الخاصة به وبأحد أشقاء أيمن الظواهري الذي يعيش في مصر، فنقلت طلباً للمخابرات المصرية، فما كان من سليمان، إلا أن قال: " ما المشكلة، لا يُحتاج الى عينة، سنقطع ذراع شقيق الظواهري ونرسلها اليكم " !!!. واعتبرت بيري أن تعيين سليمان في المنصب الجديد يمثل: " رسالة شديدة اللهجة صارمة الى الاسلاميين تقول لا تحلموا بأن أسير في اتجاهكم، وهذا هو السبب الذي جعل حماس في غزة ترى سليمان وسيطا غير نزيه وعقبة أمام المصالحة مع السلطة الفلسطينية ".
التزام بالافراج عن شليت
وتروي بيري عن رجل استخبارات اسرائيلي تم ارساله الى مقر قيادة المخابرات المصرية في مصر الجديدة لإجراء محادثات بشأن اطلاق سراح جلعاد شليط، قوله "كان ذلك موضوعا واضحا للطرفين، لقد أراد سليمان أن ينهي هذا الأمر، وأن يرى هذا الامر وراء ظهره كثيرا، وقد خصص للموضوع جهودا، واستعمل ناسه في غزة وحافظ على صلة بمن يحتاج اليه، قال لنا أكثر من مرة إن له التزاماً شخصيا للرئيس أن يُنهي القضية ".
تفسير إسرائيلي لتقرب سليمان من تل ابيب
تنقل بيري عن أحد رؤساء الموساد السابقين قوله " سليمان مؤيد قوي للسلام، وليس صهيونيا على أية حال، عالمه مبني على نظرية المؤامرة، فهم دائما ان اسرائيل عامل قوة في الشرق الاوسط، ولهذا يجب ان يكون على صلة بنا، لكونه هو نفسه عامل قوة يبحث عن قوة".
مقرب من سليمان يحرض على مبارك
وتؤكد بيري أن الدكتور طارق حميد وهو رجل أعمال مصري ثري، مقرب من كل من مبارك وسليمان اتصل بها في ذروة المواجهات بين الأمن والمتظاهرين، محرضاً على مبارك، حيث قال لها: " مع كل الأسف، يجب ان يمضي مبارك في أسرع وقت، فكلما تحصن أصبح عقبة بالنسبة لعمر سليمان، واذا استمر على العناد فسيعوق سليمان عن أخذ زمام الامور في يديه، ما تزال المعارضة لم تُشر الى سليمان بالسوء، وهو يحظى لديهم باحترام لانه لم يكن مشاركاً في جرثومة الفساد وعلاقة المال بالسلطة. لا أريد أن أفكر في امكانية ان تحترق مصر وأن يُبعدوهما معا أو يُضطرا الى الهرب معاً، ليس الامريكيون مستعدين حتى لأن يبقى مبارك في منصب رئيس دمية، فهم يريدون سليمان ومستعدون لمساعدته. يُفضل أن يتخلى مبارك ليستطيع سليمان البدء في التشمير".