سلاما شهيد الموصل والسهل الأخضر
بمناسبة الذكرى الاولى لاستشهاد ولدي محمد عبدالوهاب
عبدالوهاب محمد الجبوري
***
سألتُ عن دروب الموصل
قالوا تلمّ رؤاها زهراً
كلما اطلّ صباح
روابيها تشبّ في شذاها نارا
كلما دعتها الرياح
قالوا عن فتاها
يعشق هواها
يتلظّى في ثراها
دما طهورا
يرسم ألوانها
حروفا وعمرا
وإذا تشظّت أيامها
يصوغها ظلالا وسعيرا
***
قالوا مرة يستقصي الهوى
يلم روافده
دفقا يترع زهونا
يتدثر جراحنا ، يسألها البرء
فلا نردى بها
نتلقى ضرامها
مطافا مجنحا في عيونها
مرة يعبر ليلا
يجثو بثقل سنيننا
رفيف أنداء يهزج حولنا
مدى واعدا بصبحنا
***
مشى يكفكف دمعنا
وعبير حكاياته
نزيز جراح بالبشرى ينسكب
بحرا يشتد ويصطخبْ
يعدو نحو السماء ،
يشرئبْ ....
***
يا شيخ الروابي
يا سفح الروح إن بكتْ روحي
ودثرني ضبابي
يا أول الأبناء في قلبي
يا أجمل الأطفال في محرابي
وأنت تخفق في فؤادي
( كأن من كادوك بعد فنائهم
بُعثوا لأشقائي )
وما دروا انك أقلعتَ
من شواطئ عشق
زرعتْ صباحاتها قافيتي
فكل نصر مضى يبدو لها آتِ
ليسالوا العمر من يُعمّر
ليسالوا الموت عن ميقاتي
أي بني ..
أنا لا اشتكي زمنا تجاهلني
لست أبالي
إن طال في عصف الليالي نكالي
***
قد كان فراقك فيضا
يطوف مواسمنا
( يتنفسها دربا دربا
يتلمس جراح براعمنا
فيعانقها جرحا جرحا )
يدغدغ نبض جداولنا
تنبت كل قطرة حرفا
تنبت كل نهار سيفا
***
قد كنت حوما يوم التنادِ
صقرا في سمائي ،
شبلا في وهادِ
كان وجهك ،
خلف قضبان المرايا
يمتد على الأمدْ
حرفا يتألق في الأبدْ
كان وجهك ،
يزرع المساء مدينة
تنمو على بابها شرفاتي
قد كنت تختزن المياه لطفك
لتفيض من ظمأ العراق فراتي
***
قد كنت تعلو المدى
لم تدرِ في أي المسالك
إنْ مشيت تلقى مناك
واليوم تطل من علياك
عاشقا تبثنا هواك
نجرّ في زحف الدجّا خطاك
قد كنت سيفنا ، درعنا
ستبقى همتنا في جلادك
***
سلاما شهيد الموصل
والسهل الأخضر
سلاما شيخ الروابي
والحقل والبيدر
سلاما وأنت تغفو
على أهزوجة الأطياف في المقل
فوانيسك التي أوقدتها
تحت المطر
تشبّ في غمراتها
غيثا يزدهي في صحوها الظفرْ
تطل على الربوع شموسا
تشتد في حلباتها
نيرانا تستعر
قد كنت شمعة تهتز في ضوئها
( كل الطفولات التي في الكبر)
وعلي يحملها (1)
يصنع للنصر مرايا أخرْ
***
دروب الموصل حملْتها
شعرا فرّ من طوقه
كي يوقد النار تحت المطرْ
سلاما شهيد الموصل
والسهل الأخضر
سلاما شيخ الروابي
والحقل والبيدر
***************
(*) علي شقيق الشهيد محمد